أسس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مدرسة صحفية كبرى، برزت فيها عدة مصطلحات ومفاهيم ومسميات ميزت كتاباته وسُجلت باسمه، واستخدمها من بعده كتّاب كثيرون مستفيدون من دلالات تلك المصطلحات واحتفاظها بمعانٍ كثيرة ومن أبرز تلك المصطلحات التى صكها الأستاذ «انتفاضة الخبز، حادث المنصة، نكسة يونيو، زوار الفجر، ومراكز القوى».

أطلق «هيكل» مصطلح «انتفاضة الخبز»، عقب اندلاع مظاهرات ضد الغلاء ورفع الدعم عن بعض السلع التموينية ورغيف الخبز، فى 18 و19 يناير 1977 فى القاهرة وعدة محافظات، وما صاحبها من أعمال شغب وعنف، وسرعان ما استجابت الحكومة لمطالب المتظاهرين وتراجعت عن القرارات التى أفضت وقتها إلى زيادة فى الأسعار، كما صك «هيكل» مصطلح «حادث المنصة»، عند اغتيال الرئيس محمد أنور السادات فى السادس من أكتوبر عام 1981، أثناء عرض عسكرى فى القاهرة بمناسبة الاحتفال بمرور 8 سنوات على انتصار أكتوبر عام 1973.

كما أطلق مصطلح «النكسة»، عقب هزيمة يونيو 1967، حيث وصف ما حدث بأنه عاصفة عاتية هبت على العالم العربى ابتداء من يوم 5 يونيو سنة 1967، ثم توقفت فى يوم 10 من نفس الشهر، بعد أن تركت على أجزاء عديدة من وطن الأمة العربية حطاماً وركاماً وأشلاء كثيرة.

وبسبب حساسية علاقته كصحفى وكاتب بالأجهزة الأمنية، نحت «هيكل» مصطلح «زوار الفجر»، ولم يكن متصوراً أنه سيكون أحد ضحاياه، عندما قرع «زوار الفجر» باب منزله بالإسكندرية فى هوجة اعتقالات سبتمبر 1981، التى سبقت اغتيال أنور السادات بنحو شهر، وكان «هيكل» ضمن المعتقلين فيها، وحل نزيلاً لمدة 40 يوماً تقريباً فى سجن مزرعة طرة.

«كامل»: عبقرية «هيكل» تكمن فى قدرته على اختيار عبارة من كلمتين لتلخص أحداثاً ضخمة وتعبر عن كثير من المفاهيم

وبدورها، علقت د. نجوى كامل، أستاذ بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، على طريقة الأستاذ «هيكل» فى صك مصطلحات وتعبيرات بليغة ميزت أسلوبه الصحفى وكتاباته، وقالت إن «هيكل» يمثل طفرة كبرى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية ومن الصعب أن تتكرر تجربته، مضيفة: «كان فلتة جيله، وعبقريته الصحفية كانت تكمن فى قدرته على نحت عبارة من كلمتين ليعبر بذلك عن كثير من المفاهيم ويلخص أحداثاً ضخمة».

وأوضحت «نجوى» أنه عند تمحيص لفظ «حادث المنصة» يأتى فى بال القارئ على الفور، حادث استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى 6 أكتوبر لعام 1981، وهذه الطريقة أيضاً اتبعها فى اختيار كتير من عناوين كتبه التى كانت فى منتهى البلاغة.

وأضافت: «هيكل» كان ينفرد بأخبار ومعلومات مهمة فى الدولة على مر العصور التى عاشها، ولا يوجد صحفى فى جيله استطاع أن يصل لها، كاشفة أن جريدة الأهرام أيام «هيكل» كانت من أكثر الصحف توزيعاً على مستوى العالم، بسبب تميز رئيس تحريرها وقدرته على الوصول للأخبار والمعلومات الحصرية دون غيره، والأهم من ذلك طريقة عرضها وتوقيت نشرها فى الأهرام.

وأوضحت أستاذ الإعلام أنه من الصعب أن تتكرر موهبة وقدرات «هيكل» من جديد، لأنها ابنة مرحلتها وتفاعلاتها الكبرى، سواء فى بداياته فى الأربعينات والخمسينات أو فى ذروة مجده فى الستينات والسبعينات، وما تلاها من عقود مهمة فى تجربته المتنوعة سواء فى الصحافة أو فى البرامج التليفزيونية التى قدمها سواء فى فضائيات عربية أو مصرية، فكل فترة لها تحدياتها، وطبيعتها وظروفها المختلفة، كما أن العصر الحالى له أدواته المغايرة بفضل التطور التكنولوجى والاعتماد على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى واقتحامها عالم الصحافة والإعلام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هيكل ملفات الوطن

إقرأ أيضاً:

بالأرقام: الكشف عن أعداد زوار الأردن وإيرادات القطاع السياحي

صراحة نيوز – سجل القطاع السياحي في الأردن مؤشرات أداء قوية خلال النصف الأول من عام 2025، إذ استقبلت المملكة في شهر حزيران وحده نحو 595 ألف زائر دولي، بارتفاع نسبته 8% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024، رغم ما شهدته المنطقة من توترات إقليمية.

وارتفع إجمالي عدد الزوار خلال الربع الثاني (نيسان – حزيران) إلى 1.784 مليون زائر، بنمو بلغ 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وسط تحسن ملحوظ في أعداد سياح المبيت وزوار اليوم الواحد، بدعم من حملات الترويج وتطوير الخدمات السياحية.

وفي النصف الأول من العام الحالي، بلغ عدد الزوار الدوليين 3.292 مليون، بزيادة 18% عن الفترة ذاتها من عام 2024، في حين بلغ عدد سياح المبيت 2.717 مليون، بارتفاع نسبته 14%، وزوار اليوم الواحد 575 ألفًا، بنسبة نمو لافتة بلغت 40%.

وسجل الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام نحو 2.167 مليار دينار، بزيادة 16% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، فيما بلغ دخل شهر أيار وحده 447 مليون دينار، بارتفاع نسبته 18%.

وتصدرت الدول الأوروبية نسبة نمو أعداد سياح المبيت بـ82%، تلتها دول آسيا والباسيفيك بـ44%، ثم الدول الأمريكية بـ43%، وأخيرًا الدول العربية بـ5%.

ويعكس هذا الأداء نجاح الجهود الوطنية المشتركة لتطوير المنتج السياحي وتحسين تجربة الزوار، في ظل استراتيجية واضحة تستهدف تعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني، وزيادة فرص العمل، وترسيخ مكانة الأردن كوجهة سياحية عالمية فريدة.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام: الكشف عن أعداد زوار الأردن وإيرادات القطاع السياحي
  • «الوجه المثالي 2» في مطار دبي تعزّز ثقافة التعامل الحضاري
  • جلالة الملك يأمر بوضع مراكز صحية رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة
  • السكاف والعلي يبحثان إصلاح هيكلية وزارة الصحة السورية
  • عاجل | حادث سير بالقرب من دوار الصحافة في عمان
  • هيكلية الحشد على طاولة البرلمان العراقي قريباً
  • «الدفاع المدني» تعزز مراكزها لخدمة زوار موسم الخريف
  • محمد البدري: 30 يونيو كانت فاصلًا حاسمًا بين الفوضى والاستقرار
  • مدبولي: لا بد من اتخاذ خطوات عملية وملموسة لاصلاح هيكل الديون العالمية وتنامي الأوضاع الإقتصادية للدول النامية
  • «مدبولي» يؤكد أهمية اتخاذ خطوات عملية لإصلاح هيكل الديون العالمية