فرنسا وألمانيا تدفعان باتجاه عضوية جديدة لبريطانيا بالاتحاد الأوروبي.. ماذا يعني ذلك؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
في موقف وُصف بالمفاجئ، طرحت فرنسا وألمانيا مقترحات لإقامة روابط وثيقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عبر عودتها للاتحاد بعضوية مشاركة.
وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية فإن ألمانيا وفرنسا أعدتا مسودة لإنشاء أربعة مستويات جديدة للعضوية الخارجية.
وفي بادرة تجاه بريطانيا، فإن مستوى جديدا هو "العضو المشارك" سيكون مفتوحا أمامها، ما يمنحها فرصة لإقامة علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد.
ورحّب أعضاء كبار في حزب المحافظين بالمقترح الأوروبي، في حين رأى نائب رئيس الوزراء السابق مايكل هيسيلتين أن على بريطانيا دراسة الفكرة بسرعة حيث أن "الغالبية المطلقة من البريطانيين يرون بريكست خطأ"، مضيفا: "هناك تحرك باتجاه التكامل مع أوروبا".
لكن هذا التواجه أثار ردة فعل عنيفة من جانب مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، واتهموا دول الاتحاد بأنها تسعى بشدة لتوسيع التكتل.
وجاء هذا المقترح بعد لقاء عقده زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا كير ستارمر مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، ضمن جولة له لتقديم نفسه كرئيس وزراء قادم في بريطانيا.
ورغم أن حزب العمال استبعد سابقا العودة لأي شكل من أشكال العضوية في الاتحاد الأوروبي، وهو موقف حكومة المحافظين أيضا، إلا أن ستارمر حاول إرضاء مؤيدي ورافضي بريكست معا، في سياق وعوده للانتخابات القادمة (2024)، عبر تعهده بالتوصل لصفقة أفضل لبريكست، مستبعدا في الوقت نفسه العودة للسوق الأوروبية المشتركة.
لكن صحيفة التايمز البريطانية نقلت عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن المقترح الفرنسي الألماني وُضع مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية وصول العمال للسلطة.
وكان تقرير حكومي سابق قد أشار إلى أن الاقتصاد البريطاني كان يمكن أن يكون أكبر نسبة 4 في المئة فيما لو بقيت بريطانيا ضمن الاتحاد.
وتتضمن العضوية المشاركة المساهمة في ميزانية الاتحاد السنوية والخضوع للمحكمة الأوروبية، مقابل الدخول في السوق المشتركة.
ولا تعني العضوية المشاركة العودة للاتحاد الجمركي بحيث تبقى بريطانيا مستقلة في سياساتها التجارية، كما لا يعني ذلك طلب العضوية الكاملة، أي أنه لا يحتاج لعقد استفتاء جديد في بريطانيا.
وقال متحدث باسم حزب العمال إن الحزب يرفض أي شكل من أشكال العضوية في الاتحاد الأوروبي، وهو الموقف الذي أكد عليه أيضا متحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك.
ونقلت صحيفة الإندبندنت عن جاكوب ريس موج، النائب عن حزب المحافظين وأحد قادة حملة بريكست، أنه يفضل بقاء بريطانيا في المستوى الخارجي الحالي بدلا من المستوى الجديد المقترح.
وبموجب المقترح الألماني الفرنسي، فإن الدول في المستوى الثاني للأعضاء الخارجيين لن تكون خاضعة لقانون الاتحاد الأوروبي، لكن سيكون هناك تطوير للمجلس السياسي الأوروبي الذي يضم بريطانيا حاليا، بحيث يشمل اتفاقيات للتجارة الحرة في مجالات محددة، مثل الطاقة أو الدفاع، والتعاون في مجالات مثل المناخ والأمن. وستُعرض المقترحات التي أعدها خبراء ومسؤولون من فرنسا وألمانيا؛ على اجتماع لوزراء دول الاتحاد لاحقا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا السوق المشتركة بريكست الاتحاد الأوروبي بريطانيا الاتحاد الأوروبي بريكست السوق المشتركة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
انفراجة بين ترامب وأوروبا حول الرسوم الجمركية ويكشف ملامح اتفاق مع بريطانيا| تفاصيل كاملة
كشفت الولايات المتحدة مؤخرا عن الخطوط العريضة لاتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، تعد الأولى من نوعها في إطار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة.
اتفاق ترامب مع بريطانياوتنص الاتفاقية على الحفاظ على تعريفة أساسية بنسبة 10٪ على واردات المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن دولا أخرى قد تواجه معدلات مماثلة على الأقل.
وقد تبنى ترامب موقفا إيجابيا تجاه بريطانيا نظرا إلى التوازن النسبي في العلاقة التجارية بين البلدين، في مقابل انتقاداته المتكررة للاتحاد الأوروبي، الذي يعاني من عجز تجاري مع واشنطن، واتهمه بمعاملة الولايات المتحدة بشكل غير عادل.
في سياق مواز، صرح الرئيس ترامب، الثلاثاء، بأن الاتحاد الأوروبي أبدى استعدادا "إيجابيا" لتسريع المفاوضات التجارية، وذلك بعد موافقته على تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأوروبية حتى 9 يوليو. وكتب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "علمت للتو أن الاتحاد الأوروبي دعا إلى تحديد مواعيد الاجتماعات بسرعة، هذا حدث إيجابي، وآمل أن يسمحوا أخيرا، كما فعلوا مع الصين، بانفتاح التجارة أمام الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة".
رسوم إضافية على الاتحاد الأوروبيوأوضح ترامب أنه مفوض بصياغة اتفاق تجاري إذا تعذر التوصل إلى تفاهم، أو إذا اعتُبرت واشنطن معاملة بشكل غير منصف.
وكانت الأسواق قد تأثرت بشدة إثر تهديد ترامب يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم جمركية إضافية على الاتحاد الأوروبي، وهو ما أثار مخاوف من تصعيد تجاري بين الجانبين.
وفي منشور سابق، أعرب عن خيبة أمله من بطء التقدم في المفاوضات، وكتب أن المحادثات "لا تحرز أي تقدم".
لكن الأجواء تحولت إلى التفاؤل الثلاثاء بعد مؤشرات إيجابية من الجانبين. فقد أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في منشور على منصة X خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن الاتحاد "مستعد لدفع المحادثات بسرعة وحسم".
كما أعلن مفوض التجارة الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، أنه أجرى اتصالات بناءة مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك.
جاءت هذه التصريحات بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وفون دير لاين، أسفرت عن تأجيل فرض الرسوم من 1 يونيو إلى 9 يوليو، مما ساهم في تهدئة الأسواق.
وسجل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي مكاسب ملحوظة، حيث ارتفع بنسبة 0.55%، بالتوازي مع افتتاح إيجابي في الأسواق الأمريكية.
ورغم التهدئة، ما تزال التوترات قائمة، فقد فرضت إدارة ترامب رسوما بنسبة 20% على منتجات الاتحاد الأوروبي في 2 أبريل، ضمن استراتيجيتها "التبادلية" في السياسة الجمركية.
وبعد ذلك، خفضت الرسوم إلى 10% لمعظم الشركاء التجاريين لفترة مؤقتة مدتها 90 يوما، وتشمل الإجراءات الأمريكية كذلك فرض تعريفات على السيارات والصلب والألمنيوم، ما أثّر سلبًا على المصدرين الأوروبيين.
من جانبها، أبدت المفوضية الأوروبية – الذراع التنفيذية للاتحاد – استعدادها للتوصل إلى اتفاق، لكنها حذرت من أن ذلك لن يتم دون مقابل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أطلقت المفوضية مشاورات بشأن تدابير مضادة تستهدف واردات أمريكية بقيمة 95 مليار يورو (نحو 107.4 مليار دولار)، في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي.