انفصاليو قره باغ يسلمون أسلحتهم.. ويتفاوضون مع أذربيجان
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يجري الانفصاليون في ناغورني قره باغ، السبت، مفاوضات مع أذربيجان على سحب قواتهم من الإقليم الذي تقطنه غالبية من الأرمن، ومواصلة تسليم أسلحتهم، بعد 3 أيام من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكو.
وبعد هزيمتهم في هجوم خاطف شنته أذربيجان، يتعين على الانفصاليين الاستمرار في تسليم أسلحتهم طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وذكرت قوة حفظ السلام الروسية، أن الانفصاليين "سلموا 6 مركبات مدرعة، وأكثر من 800 قطعة سلاح حتى الآن"، فيما لا يزال آلاف المدنيين يواجهون حالة طوارئ إنسانية في هذه المنطقة من القوقاز.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "وفقًا لاتفاقات وقف الأعمال العدائية، بدأت التشكيلات المسلحة في قره باغ بتسليم أسلحتها ومعداتها العسكرية بإشراف قوة حفظ السلام الروسية. وحتى 22 سبتمبر، تم تسليم 6 مدرعات وأكثر من 800 قطعة سلاح صغيرة ومضادات دبابات ونحو 5 آلاف قطعة ذخيرة".
وبالتوازي، سيواصل الانفصاليون المفاوضات مع الجانب الأذربيجاني "تحت رعاية قوات حفظ السلام الروسية"، وفقاً لسلطات هذا الجيب الانفصالي التي استسلمت، الأربعاء.
وأوضحت السلطات أن ذلك "سيسمح بتنظيم عملية انسحاب القوات، وضمان عودة المواطنين الذين نزحوا جراء الهجوم العسكري، إلى منازلهم".
وأضاف الانفصاليون أن الطرفين "سيبحثان إجراءات دخول وخروج المواطنين" من هذه المنطقة.
وأبلغت موسكو عن انتهاكين وقعا يوم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، الأربعاء، أي أقل من اليوم السابق.
وبدأ الانفصاليون محادثات مع الجانب الأذربيجاني، الخميس، حول "إعادة إدماج" ناغورني قرع باغ في أذربيجان. وأعلنت باكو بعد ذلك أن اجتماعا جديدا سيعقد "في أسرع وقت ممكن".
شكّل إقليم ناغورني قره باغ محور نزاع مديد. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان، أذربيجان وأرمينيا، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 (6500 ألف قتيل).
" وضع مروّع"ويأتي إعلان الانفصاليين في وقت أكدوا فيه أن الجيش الأذربيجاني يحاصر ستيباناكيرت، "عاصمة" الإقليم.
وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين، أرمين هايرابيتيان، لوكالة فرانس برس إنّ "الوضع في ستيباناكيرت مروّع. القوات الأذربيجانية... على مشارفها.. السكان يختبئون في الأقبية".
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في الموقع، بأن ستيباناكيرت "محرومة من الكهرباء والوقود". وأن سكانها الذين لم يتمكنوا من العثور على أقاربهم المفقودين بسبب عدم وجود قوائم للقتلى والجرحى، يفتقرون أيضاً إلى الغذاء والدواء.
ومساء الجمعة، دعت ألمانيا إلى طوجوب احترام حقوق سكان ناغورني قره باغ".
وقال الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، ستيفن هيبيرسترايت، بعد محادثة هاتفية بين الزعيم الألماني ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: "يجب ضمان حقوق وسلامة السكان في قره باغ للتوصل إلى حل دائم للنزاع".
ووعدت باكو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بإرسال المساعدات ورعاية الجنود الانفصاليين المصابين، مع السماح لسيارات الإسعاف بدخول ناغورني قره باغ من أرمينيا، بحسب مستشار لرئيس اذربيجان، إلهام علييف.
وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت خلال 24 ساعة، ظهر الأربعاء، خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.
"انتهاكات متفرقة"في ممرّ لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، والذي أغلقته أذربيجان لأكثر من 9 أشهر، كان الناس ينتظرون، الجمعة، عودة أقاربهم العالقين في هذا الإقليم، عند إحدى آخر نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الجيش الأرميني.
وقال غاريك زاكاريان (28 عاما) الذي كان يحاول الوصول إلى أسرته داخل الإقليم: "انتظرت ثلاثة أيام وثلاث ليال. أنام في السيارة".
وأضاف لفرانس برس "لا أمل لدي".
وأقر رئيس الوزراء الأرميني، الجمعة بأن "الوضع" لا يزال "متوتراً" في ناغورني قره باغ حيث "تتواصل الأزمة الإنسانية".
وأضاف: "لكن هناك أمل في ديناميكية إيجابية"، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين الانفصاليين الأرمن وباكو، يتم "احترامه بشكل عام".
لكن الضغوط تكثفت في أرمينيا على باشينيان الذي واجه انتقادات لاذعة لتقديمه تنازلات لأذربيجان منذ خسارته مساحات واسعة من الأراضي في حرب استمرت ستة أسابيع عام 2020.
وقالت الشرطة إن 98 شخصا اعتقلوا عندما أغلق متظاهرون مناهضون للحكومة الشوارع في يريفان، الجمعة، لليوم الثالث تواليا من الاحتجاجات على طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الأزمة.
ودعا باشينيان إلى "الهدوء"، بعد المواجهات في الشوارع، متعهدا بـ"التصرف بحزم ضد مثيري الشغب".
ويؤجج انتصار أذربيجان المخاوف من رحيل سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفا، ولو أن أرمينيا أكدت أن من غير المتوقع تنفيذ أي عملية إجلاء جماعية.
وأشارت يريفان إلى أنها "لا تتوقع تدفقا واسعا للاجئين حاليا"، لكنها مستعدة لاستقبال 40 ألف أسرة إذا لزم الأمر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ناغورنی قره باغ ناغورنو قره باغ وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
قطر تطلب من قادة حماس بالدوحة تسليم أسلحتهم الشخصية.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
الدوحة (مواقع)
في تطور مفاجئ يكشف حجم الضغوط السياسية خلف الأبواب المغلقة، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن السلطات القطرية طلبت رسميًا من قادة حركة حماس المقيمين في الدوحة تسليم أسلحتهم الشخصية، في خطوة غير مسبوقة تأتي ضمن جهود تهدف لتسهيل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن هذا الطلب شمل أسماء بارزة داخل قيادة الحركة، بينهم خليل الحية، رئيس فريق التفاوض، وزاهر جبارين، المسؤول المالي والمكلف بملف الضفة الغربية، بالإضافة إلى محمد إسماعيل درويش المعروف بـ"أبو عمر حسن"، الذي يرأس مجلس الشورى في الحركة ويقود وفودها السياسية إلى دول مثل تركيا وإيران.
اقرأ أيضاً لقاء سري يكشف المفاجآت.. العرادة يفتح ملف "الاتفاق مع الحوثيين" بعد لقائه ببن سلمان 3 يوليو، 2025 هل تستعد السعودية لحرب كبرى؟: منظومات أمريكية تُنشر قرب النفط والقواعد الحساسة 3 يوليو، 2025هذا الإجراء، وإن بدا أمنياً في ظاهره، يُقرأ على نطاق واسع كرسالة سياسية حاسمة من قطر، تعكس رغبتها في ضبط الحضور السياسي والعسكري لحماس على أراضيها، في ظل تصاعد المفاوضات حول التهدئة، والضغوط الغربية المتزايدة على الدوحة للعب دور أكثر حسمًا في لجم التصعيد.
الخطوة أثارت تساؤلات كثيرة حول التغيرات المحتملة في علاقة قطر بحماس، وهل هي بداية لتحول أعمق في تموضع الحركة بالخارج، أم مجرد إجراء مؤقت لتهدئة الأجواء التفاوضية. ما هو واضح حتى الآن أن الدوحة بدأت تتحرك بشكل مختلف، وأكثر حذرًا، تجاه ملف غزة في هذه المرحلة المعقدة.