أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن القطاع المصرفي يجب أن يلعب دورًا أكبر في التحول نحو الاقتصادات منزوعة الكربون من خلال تحديد التكنولوجيات النظيفة الواعدة والاستثمار فيها وإدارة مخاطر الأصول العالقة.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة "دور القطاع المصرفي في التحول إلى صافي الانبعاثات الصفري" التي نظمها التحالف المصرفي من أجل صافي الانبعاثات الصفري في نيويورك بحضور أعضاء التحالف وممثلي تحالف جلاسجو المالي من أجل صافي الانبعاثات الصفري (جيفانز) ومبادرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة للتمويل.

وقال محيي الدين إن وفاء القطاع المصرفي بالتزاماته تجاه تحقيق صافي الانبعاثات الصفري سينعكس على الاقتصادات بصفة عامة، وسيلعب دورًا حاسمًا في إشراك العملاء في عملية خفض الانبعاثات.

وأضاف محيي الدين أن البنوك تدمج العمل المناخي بشكل متزايد في استراتيجياتها، ومع ذلك فإن أكثرها لا يزال متأخرًا عن تنفيذ الالتزامات المناخية الشاملة في جميع أنشطة التمويل، موضحًا أن التقييم العالمي الأول لتنفيذ اتفاق باريس سيؤكد الحاجة الملحة للتعجيل بتوفير التمويل المناخي وتحفيز الإجراءات المتعلقة بالطبيعة وذلك من خلال زيادة تدفق التمويل العام والخاص لأنشطة المناخ والطبيعة.

ونوه محيي الدين إلى أهمية دور البنوك في تحفيز الاستثمار في أنشطة تحول قطاع الطاقة، وتوجيه التمويل نحو معالجة المخاطر المتصاعدة لتغير المناخ على الدول النامية واستعادة رأس المال الطبيعي والتنوع البيولوجي، مؤكدًا أن جودة التمويل وفاعليته في حماية المجتمعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ لا تقل أهمية عن حشده بصورة كافية.

وأوضح أن القطاع المصرفي يلعب دورًا حيويًا في تنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف، وتوفير التمويل للعمل المتعلق بمعالجة خسائر وأضرار التغير المناخي والتصدي لها، مشيرا إلى أن مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة أوجدت عددًا كبيرًا من مشروعات المناخ والتنمية التي يمكن للقطاع المصرفي المساهمة بشكل كبير وفعال في تمويلها وتنفيذها.

كما شارك محيي الدين في الفعالية التي نظمتها مبادرة التحول الرقمي من أجل التنمية المستدامة التي نظمها المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، حيث أكد أن الرقمنة من شأنها المساهمة في تحقيق التكيف مع تغير المناخ من خلال توفير نظم الإنذار المبكر الذكية للجميع، كما يمكنها المساهمة في خفض الانبعاثات من خلال تضمينها في أنشطة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.

وأشار محيي الدين إلى أهداف ومسارات عمل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهواتف المحمولة التي حددها فريق رواد المناخ خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ، والتي تستهدف نزع الكربون بنسبة 80% عن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و70% عن قطاع الهواتف المحمولة بحلول عام 2030.

وقال محيي الدين إن المنطقة العربية لديها فرص كبيرة لاستغلال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في إحراز تقدم كبير في تنفيذ العمل المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لديها، مشيرا الى أن هذا الأمر يستلزم توفير التمويل من مصادرة العامة والخاصة وتطوير السياسات ذات الصلة وتحقيق المواءمة بين العرض والطلب.

وفي هذا السياق، سلط محيي الدين الضوء على المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر، والتي تستهدف دعم التحول الرقمي في البلاد وتشجيع استخدام التكنولوجيا في مشروعات البيئة والمناخ، منوها بأن المبادرة تعزز المشهد الذي تتفاعل فيه الحلول الرقمية بسلاسة مع الأهداف البيئية بما يمهد الطريق لممارسات أكثر ذكاءً وفاعلية لمواجهة مخاطر التغير المناخي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحلول الرقمية الذكاء الاصطناعي العمل المناخي المشروعات الخضراء الذكية محمود محيي الدين القطاع المصرفی محیی الدین من خلال

إقرأ أيضاً:

«تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام

 
أبوظبي (الاتحاد)
استعرضت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي مبادراتها المرتكزة على الاستدامة خلال 2025 ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، مؤكدةً ريادتها في مجال التمويل المستدام من خلال سلسلة من التطورات الجديدة والتحسينات التنظيمية.
وتُبنى هذه المبادرات على إنجازات سابقة حققتها السلطة في عدد من المجالات، من بينها متطلبات الإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، والتصنيفات الطوعية للصناديق ومحافظ الاستثمار الخضراء وصناديق انتقال المناخ، والإطار التنظيمي للأدوات البيئية مثل أرصدة الكربون، إلى جانب التوقعات التنظيمية الهادفة إلى الحد من مخاطر «الغسل الأخضر».
وقال إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي، إن أبوظبي العالمي وسلطة تنظيم الخدمات المالية يواصلان اعتبار التمويل المستدام أولويةً استراتيجية، من خلال وضع توقعات واضحة ومتناسبة تسهم في تعزيز المرونة وبناء الثقة عبر القطاع المالي في السوق، ويؤكد نهجنا التنظيمي المتوازن والتقدمي في مجال التمويل المستدام التزامنا بدعم تعهدات دولة الإمارات على الساحة الدولية.

أخبار ذات صلة تفاهم بين «كابيتال دوت كوم» و«أكاديمية أبوظبي العالمي» لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد «أبوظبي العالمي» يُعلن تحسينات على الإطار التنظيمي للأصول الرقمية

مقالات مشابهة

  • بعد عامين من COP28.. "اتفاق الإمارات" مرجع العمل المناخي
  • بعد عامين من «COP28» .. «اتفاق الإمارات» التاريخي لا يزال خريطة الطريق للعمل المناخي الفعال
  • دفعة جديدة تقود التحول الرقمي في القطاع المالي تتخرج من الأكاديمية العربية
  • شراكة “جزائرية- بحرينية” في المجال المصرفي والمالي
  • محسن محيي الدين يكشف خلال ندوة صدى البلد عن دوره في مسلسل “بنج كلي”
  • مؤتمر التمويل التنموي يختتم أعماله بأكثر من 35 جلسة حوارية تجسد رسالته لقيادة التحول التنموي
  • «أبوظبي العالمي» يستضيف الدورة الثامنة من ملتقى التمويل المستدام
  • ماضي يكتب : عصام فخر الدين
  • «تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام
  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟