حذرت وسائل إعلام إسرائيلية مما أسمته بسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، في حال وصول قطار التطبيع الإسرائيلي لمحطته التالية وهي المملكة العربية السعودية.

إقرأ المزيد خبراء إسرائيليون يعلقون على تصريحات ولي العهد السعودي بشأن تخصيب اليورانيوم لأهداف مدنية في المملكة

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "منذ انطلاق قطار التطبيع عام 2020، سارت نحوه عدة دول عربية، بدأها بالإمارات مرورا بالبحرين ثم المغرب والسودان، وصولا إلى السعودية التي توقف عندها متعثرا ببعض الشروط التي كان أبرزها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".

وتابعت وسائل الإعلام أنه "بعد ثلاث سنوات من المحاولات المستمرة وجهود الوساطة الأمريكية، عادت قضية التطبيع بين إسرائيل والسعودية تتصدر عناوين الصحافة العبرية، ولكن هذه المرة بجهود أمريكية حثيثة وشروط سعودية جديدة".

وكانت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية قد ذكرت في تقرير لها، أن الولايات المتحدة تعمل على التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسل أحد أقرب مستشاريه إلى العاصمة السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع.

وترى أوساط إسرائيلية، أن بايدن يريد التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسعودية من أجل تسويقه كإنجاز في حملته الانتخابية العام المقبل.

وتناولت وسائل الإعلام العبرية الموضوع بشكل كبير، مبينة أن هناك صعوبات أساسية تواجه قضية التطبيع، تنبع من رغبة السعودية في الحصول على صفقات سلاح أمريكية، واتفاق أمني شامل على غرار حلف الناتو، إلى جانب المطالبة بالحصول على ضوء أخضر لإنشاء مفاعل نووي مدني.

وتُشكل هذه البنود معضلة أساسية لإسرائيل تتمثل في التأثير على التفوق النوعي العسكري لإسرائيل في الشرق الأوسط، وتثير القلق من تحول المفاعل النووي المدني إلى قاعدة لتطوير السلاح النووي في السعودية، الأمر الذي سيضع حداً للاحتكار النووي المنسوب لإسرائيل في المنطقة.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلا أن هذا الملف ما زال يراوح مكانه منذ عدة سنوات دون تحقيق تقدم ملموس.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي: إن "الطريق لازال طويلا لإقامة علاقات مع السعودية".

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الرياض تسعى للحصول امتيازات عسكرية وأمنية كبيرة من واشنطن، تتمثل بصفقات سلاح والموافقة على إقامة محطة نووية مدنية، واتفاق أمني شامل على غرار حلف الناتو يُلزِم الولايات المتحدة بالرد على أي هجوم قد تتعرض له السعودية.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أكدت مرارا وتكرارا على لسان قادتها الحاليين والسابقين، رفضها تلبية المطالب السعودية، وخاصة فيما يتعلق بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وعلق رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، على أنباء قرب التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل بالقول: "إن طلبات السعودية هي من الولايات المتحدة، والولايات المتحدة مستعدة لدفعها مقابل الاتفاق، وهذه معضلة أمريكية".

وأضاف هنيجبي: "لا ندرك ما الذي يحدث في أروقة السعودية وأمريكا، هناك مواضيع تحتاج إلى مصادقة الكونغرس الأمريكي، وليست لنا علاقة، والأمريكيون لن يتقدموا في هذا الموضوع أمام السعودية بدون إجراء اتصالات وثيقة مع إسرائيل".

وأشار هنغبي إلى أن هناك مشكلة في طلب السعودية إنشاء مفاعل نووي مدني، تتمثل هذه المشكلة في احتمالية استغلاله لهدف التوصل إلى قدرات عسكرية، موضحا أن إسرائيل ستحتاج إلى بضعة أشهر على الأقل للتوصل إلى حل لهذه المشكلة، على حد قوله.

ومن بين عدة شروط ومطالب وضعتها السعودية لإنجاز اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، برز مطلب إنشاء مفاعل نووي مدني، الذي وقف كحجر عثرة أمام قطار التطبيع.

وقد أثار هذا الأمر مخاوف لدى إسرائيل من انتشار سباق تسلح نووي في المنطقة كدول مثل مصر وتركيا والجزائر.

وفي السياق نفسه قال المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي لموقع "عكا" الإخباري الفلسطيني: إنه "منذ أيام يشن قادة المعارضة ومسؤولون عسكريون في إسرائيل حربًا شعواء ضد فكرة السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم على أراضيها حتى لو كان ضمن برنامج سلمي، لأن السماح لها بذلك يفتح الطريق أمام تمكينها من تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية".

وأضاف النعامي، أن "إسرائيل تخشى من أن تمكين السعودية من تخصيب اليورانيوم بقدراتها الذاتية سيؤجج سباقا نوويا يمكن أن تنضم له تركيا ومصر، وبكلمات أخرى فإن محاولة السعودية تخصيب اليورانيوم على أراضيها سيحولها إلى إيران ثانية في نظر إسرائيل".

وأكد النعامي أن الإسرائيليين متفقون على رفض التطبيع في حال ارتبط بسلوك الرياض مسارًا يمكن أن يغير موازين القوى في المنطقة، فإسرائيل تريد مطبعين عرب بدون أسنان، وفق تعبيره.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن منح الولايات المتحدة الأمريكية ضماناً للدول العربية بالدفاع عنها ضد ما سمّاه عدوانًا إيرانيًا سيجعل الطموحات النووية العربية غير ضرورية.

وقال كوهين في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن حصول إيران على السلاح النووي سيدفع دولًا مثل السعودية وتركيا ومصر لتعزيز قدراتها الدفاعية، مما قد يُدخل الشرق الأوسط بأكمله في دائرة الصراع.

وفي السياق حذر تقرير إسرائيلي من أن التطبيع بين تل ابيب والرياض سيفتح الباب أمام التسلح العسكري النووي في المنطقة.

وقال موقع "مكور ريشون" الإسرائيلي إن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيكون له تأثير كبير على مستقبل الشرق الأوسط ولكن ليس بالضرورة إلى الأفضل.

وأشار الموقع العبري إلى أن اتفاقيات السلام والتطبيع مع الدول العربية لا تضمن سلاماً حقيقياً بين الأمم، بل هي بالأساس "اتفاقيات جافة" بين القيادة الإسرائيلية والحكام في الدول العربية، علاوة على ذلك، أثبتت أحداث "الربيع العربي" أن الحكام يمكن أن يسقطوا من حكمهم بضربة واحدة.

ولفت الموقع الإسرائيلي، إلى أنه بعد اتفاقيات "أبراهام" كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه كجزء من الاتفاقات، وافقت إسرائيل على توريد طائرات F35 الأمريكية المتطورة إلى الإمارات، وكان من الممكن أن يضر هذا الاتفاق بالتفوق الجوي الإسرائيلي والذي تم تعريفه على أنه حجر الزاوية في سياسة الأمن القومي لإسرائيل.

وكشف التقرير أنه في ضوء الحديث حول الاتفاقيات الجديدة، لم يكن هناك أبدا نقاش عام شامل حول المخاطر المحتملة، وحذرت من سيناريو مشابه وربما في قضية ذات احتمال ضرر أكبر بكثير وهو النووي السعودي الذي سيجر المنطقة لسباق تسلح نووي.

المصدر: الإعلام الإسرائيلي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم الرياض القاهرة بنيامين نتنياهو تل أبيب عبد الفتاح السيسي عبد المجيد تبون غوغل Google محمد بن سلمان بین إسرائیل والسعودیة الإعلام الإسرائیلی تخصیب الیورانیوم الولایات المتحدة وسائل الإعلام الشرق الأوسط التطبیع بین فی المنطقة نووی فی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ

عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.

الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية

ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.

الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان

نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "بيورهيلث" تطلق مختبراً قائماً على الذكاء الاصطناعي دمج الذكاء الاصطناعي في مركز اتصال «الموارد البشرية والتوطين»

مقالات مشابهة

  • تونس والجزائر توقعان 25 اتفاقية لتعزيز التعاون الثنائي
  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
  • الصدر: بات التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب والفساد سجية والظلم منهجاً
  • الجامعة الأمريكية تكرم مي حجي لحصولها على دبلومة الإعلام الرقمي
  • برواتب تصل لـ40 ألف.. وظائف جديدة للشباب في مشروع الضبعة النووي
  • الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة
  • الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنان
  • عباس شومان يحذر طلاب "إعلام عين شمس" من البحث عن الشهرة السريعة
  • بوتين: روسيا مستعدة للمساهمة في برنامج إندونيسيا النووي