لا شك أن ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم حدث في هذا الوجود، كيف لا وقد أخرج الناس من ظلمات الجهل والعصبية القبلية إلى نور الايمان والأخلاق الكريمه والعفو والصفح وتقبل الآخر.

جاء هذا النبي الخاتم والناس لا تلم بهم إلا على صنم قد هام في صنم. فكانت الأرض تغلي على صفيح ساخن من التقاتل وقطع الأرحام وعبادة الأصنام ووأد البنات بزعم انهن يجلبن العار !

ناهيك عن الفواحش والمنكرات التي كانت أن انتشرت هنا وهناك .

فكان صوت الجهل هو الغالب ولغة العنف والدماء هي السائده حتى ان الحكماء كانوا نفر قليل لا يتعدون أصابع اليد الواحده، فمنهم من آثر الخلوة كورقة بن نوفل وبحيرى الراهب ومنهم من كان منغمسا في المجتمع يسعى بالحكمة قدر جهده كعبد المطلب جد هذا النبي الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام

فكان وحده في قريش يحل المعضلات .

بفطرته السويه وبرجاحة عقله وبما منحه الله من قبول بين الناس سار برباطة جأش يواجه هذا الصراع المخيف وأدا للفتن التي كادت أن تأكل الأخضر واليابس في شبه الجزيرة العربية .

 بل وفي قابل الأيام وفي عام الفيل تحديدًا كان الاختبار الأصعب لسيدنا عبد المطلب هذا الرجل الحكيم شيخ قريش وكبيرها والعرب قاطبة حين قال لإبرهة حين عزم الأخير على هدم الكعبة بيت الله الحرام قولته الشهيرة والتي تنم عن ايمان خالص ويقين لا يقبل الشك: «أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه»!

فجاءت كلمات الجد الأطهر عبد المطلب عليه السلام وكأنها رسائل عاجلة إلى السماء فاستنفرت الملائكة وتحركت جيوشها بأمر من يقول للشيء كن فيكون ورمت المعتدين بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول!

وحق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفتخر بنسبته لهذا الجد الكريم حين قال:"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"!

في هذه البيئه ووسط ظلام ليلها الحالك كانت إشراقة الفجر الجديد بمولد خير البريه عليه الصلاة والسلام.

فخرج من أمه السيده آمنه بنت وهب نورا أضاء كسرى والشام.

فاستقبلت البشرية مرحلة جديده من حياتها في هذا الوجود فكانت خير بدء وخير ختام بهذا النبي الخاتم الذي ختم الله به وبأمته الشعوب والأمم وبعثه ليعلي مكارم الأخلاق والقيم.

فالتفت حوله الجموع من القلوب المتعطشة إلى النور والضياء من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.

وفي كل عام من ذكر مولده الشريف تصرخ بعض الألسنه ببدعة الاحتفال بمولده!

 ما يقولونه هو عين الحول الفكري والمخالفة الصريحة لاجماع الأمة كابرا عن كابر!

 فكيف لا نحتفي ونحتفل بمن لولاه ما قدس الوادي ولا أسس على التقوى مسجد في ذلك النادي؟

كيف لا نجدد ذكراه فينا ونتدارس سيرته ووسطيته ونورانيته وأحواله من الأقوال والافعال التي تجدد فينا الأمل نشرا للنور في كل جوانب حياتنا؟

إن أول من غضب وصرخ لمولد النبي هو إبليس فكيف لأمثال هؤلاء أن يسيرون على ذات النهج؟

يا قومنا: ديننا هو دين الوسطية والاعتدال في كل شئ ومن أسسه القويمة تعظيم شعائر الله وأعظم شعيرة لدى الأمة بأسرها هي توقيرها لنبيها صلى الله عليه وآله وسلم تقديرا وتأدبا وسيرا على نهجه المستقيم بعيدًا عن التشدد بكافة أشكاله وصوره تحقيقًا لمراد الله عز وجل ومراد حبيبه المصطفى فينا.

يا سادة دائما ما نقول ونردد لا ينبغي أن نأخذ فتوانا وأمور ديننا إلا من الازهر الشريف جامعا وجامعة لكونه الجهة الوحيدة المتخصصة والمنوط بها بذلك.

قديما قالوا: ثلاثة أشياء يفتي فيها كل الناس الدين والطب والسياسة!

فماذا علينا لو أفتى الطبيب في طبه والساسة في تخصصهم والعالم في علمه وماذا علينا لو ارجعنا فتوانا في جوانب حياتنا الدينية إلى أهل الدين من أهل التخصص في الأزهر الشريف؟

لو فعل كل منا ذلك لاستراح واراح من حوله.

افرحوا احتفالًا بمولد حبيبكم واطعموا الطعام ووزعوا الحلوى ولا تستمعوا إلا لصوت الفطرة السليمة بداخلكم  ففطرتنا الإنسانية الخالصة والدينية ذات الروحانية المستنيرة تعني حبنا لسيد الخلق وحبيب الحق قطب دائرة الكمالات ومشرق النور الإلهي لأهل الأرض والسماوات .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى: «ذكر السهيلي أنّ العباس بن عبد المطلب قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول، في شرّ حال، فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلاّ أنّ العذاب يخفّف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أنّ النبيّ ولد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشرت (أبا لهب) بمولده فأعتقها، وأشار إلى النّقرة التي تحت إبهامه وفي ذلك إشارة إلى حقارة ما سقي من الماء ».

إذا كـان هـذا كافـر جـاء ذمـهُ

وتبت يداه في الجحيم مخـلـدًا

أتى أنـه في يوم الاثنيـن دائمًا

 يخفف عنه بالسرور بأحمـدًا

 فما الظن بالعبد الذي كان عمره

بأحمد مسرورًا ومات موحـدًا

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قريش عبد المطلب

إقرأ أيضاً:

المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.
جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

حفاوة الاستقبال وتيسير الإجراءات يشعلان مشاعر الشكر والانبهار.. "#اليوم" ترصد مشاعر حجاج #المغرب القادمين إلى #المملكة عبر "#طريق_مكة"
أخبار متعلقة من الغد.. حظر أسطوانات الغاز بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحجأبواب المسجد النبوي.. تصاميم معمارية فريدة تجسد الهوية الإسلاميةللمزيد | https://t.co/IMgFAkGG8j#الحج | #موسم_الحج | #مبادرة_طريق_مكة | #اليوم@MakkahRoute pic.twitter.com/DXnCNi6y8X— صحيفة اليوم (@alyaum) May 27, 2025
وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.حجاج بيت الله الحرام:إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ"، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.
إخواني حجاج بيت الله الحرام:
إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: "خذوا عني مناسككم".أخي الحاج المبارك:اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.
وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "افعل ولا حرج"، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.إخواني الحجاج:أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: "خذوا عني مناسككم"، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.
أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.
إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • صيام العشر من ذي الحجة.. متى تبدأ وهل صامها النبي؟
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي
  • دعاء قضاء الحاجة المأثور عن النبي .. لا يُرد اغتنمه وردده الآن
  • آيات الرقية الشرعية كما جاءت عن النبي.. رددها لتشعر بالهدوء والسكينة
  • تضارب في الأنباء حول تفاصيل مقترح ويتكوف التي وافقت عليه حماس
  • هل يشترط تبييت النية قبل صيام العشر الأول من ذي الحجة؟.. الإفتاء توضح
  • صلاة الضحى وفضلها.. متبقي دقائق قليلة على انتهائها فلا تتكاسل
  • كلمتان بـ1000 حسنة.. أفضل الأذكار في العشر الأوائل من ذي الحجة
  • فضل ركن الإسلام الأعظم.. علي جمعة يوضحه