دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء26سبتمبر2023، أن اشتباكات بين مقاتلين موالين للحكومة السورية والقوات التي يقودها الأكراد في منطقة تسكنها أغلبية عربية في شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا خلال يومين.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من واشنطن إنها "طردت مسلحي النظام الذين تسللوا إلى منطقة ذيبان" بمحافظة دير الزور خلال المعارك المسلحة التي اندلعت يوم الاثنين.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، شهدت المنطقة نفسها قتالاً استمر 10 أيام بين قوات سوريا الديمقراطية ورجال القبائل العربية المسلحة، قُتل فيه 90 شخصاً

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الاشتباكات الأخيرة اندلعت عندما عبر مقاتلون موالون للحكومة نهر الفرات الذي يفصل القوات الموالية للحكومة في جنوب غرب دير الزور عن قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.

وأضافت أن 21 من القتلى من الموالين لدمشق وثلاثة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. كما قتلت امرأة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن المقاتلين الموالين عبروا نهر الفرات "تحت غطاء قصف عشوائي" على مواقعها.

وقال المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية ردت بقصف الضفة اليمنى للنهر التي تسيطر عليها القوات الحكومية بدعم من فصائل مدعومة من إيران.

واندلعت الاشتباكات في وقت سابق من هذا الشهر بعد اعتقال قوات سوريا الديمقراطية في أواخر أغسطس لقائد عسكري عربي محلي كان حليفا لها في السابق.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في ذلك الوقت إنها طردت أنصار القائد المعتقل من بين القبائل العربية في المنطقة.

وأصرت على أن النزاع كان نزاعاً محلياً بالكامل وليس نتيجة لأي خلاف أوسع بين قواتها التي يهيمن عليها الأكراد والمجتمعات العربية التي تشكل أغلبية في بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ونشرت واشنطن، التي لديها عدة مئات من القوات المنتشرة في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، بما في ذلك حقول النفط القيمة في المحافظة، وسطاء للتعامل مع قادة قوات سوريا الديمقراطية وزعماء القبائل العربية لمحاولة تجنب أي صراع أوسع نطاقا.

ويشكل الأكراد أغلبية في المناطق الأساسية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق وشمال سوريا. لكن في العديد من المناطق التي سيطروا عليها في حملتهم المدعومة من الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، يشكل العرب الأغلبية.

وأعلن زعيم قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بعد انتهاء القتال السابق أنه طلب من زعماء القبائل العربية الاتصال برجال القبائل المتمردين وطمأنتهم بأن قواته ستمنح العفو لأولئك الذين تم اعتقالهم.

وبحسب المرصد، الذي لديه شبكة واسعة من المصادر داخل سوريا، فإن بعض المقاتلين العرب الذين فروا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة بعد الاشتباكات السابقة شاركوا في هجوم هذا الأسبوع.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية الحليف السوري الرئيسي لواشنطن في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي بلغت ذروتها بهزيمة الجهاديين في آخر موطئ قدم لهم في سوريا على الضفة اليسرى لنهر الفرات في عام 2019.

واندلعت الحرب الأهلية في سوريا بعد أن سحقت حكومة الرئيس بشار الأسد الاحتجاجات السلمية في عام 2011.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص ودفع نصف سكان البلاد قبل الحرب إلى ترك منازلهم.

 

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

من سوريا إلى أستراليا.. تحركات خطيرة من داعش


تشهد الساحة الدولية تصاعدًا مقلقًا في وتيرة الهجمات الإرهابية، مع عودة تنظيم داعش لتنفيذ عمليات نوعية في مناطق متفرقة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تمدد التهديدات الأمنية خارج بؤر الصراع التقليدية. 
وبينما أعاد هجوم بادية تدمر في سوريا التنظيم إلى واجهة المشهد العسكري، جاء الهجوم الدموي في أستراليا ليؤكد أن خطر الإرهاب العابر للحدود لا يزال حاضرًا بقوة، مستهدفًا قوات عسكرية ومدنيين على حد سواء.

 

هجوم داعش في بادية تدمر

في 13 ديسمبر 2025، نفذ تنظيم داعش هجومًا إرهابيًا في بادية تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا، استهدف كمينًا مسلحًا دورية مشتركة بين قوات الأمن السورية وقوات التحالف الدولي قرب مدينة بالميرا الأثرية.

وأسفر الهجوم عن:

مقتل جنديين أمريكيين

مقتل مترجم مدني أمريكي

إصابة ثلاثة عسكريين أمريكيين

إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية


وبحسب المعلومات الأولية، أطلق عناصر التنظيم النار بشكل مباشر على اجتماع لقيادة الأمن الداخلي السوري كان ينعقد في المنطقة، في هجوم يوصف بأنه من أخطر عمليات داعش خلال الأشهر الأخيرة.


نفي رسمي وتحقيقات أمنية

في أعقاب الهجوم، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا أي صلة قيادية للمهاجم بالأمن السوري، مؤكدًا أن العناصر المنفذة تم تحييدها من قبل القوات السورية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.

وأوضح أن السلطات باشرت تحقيقات موسعة لتأكيد الانتماء التنظيمي للمهاجمين، مشيرًا إلى أن المؤشرات الأولية ترجح ارتباطهم بتنظيم داعش.


عملية أمنية مضادة في ريف حمص

ردًا على الهجوم، أطلقت القوات السورية عملية أمنية واسعة في ريف حمص، أسفرت عن:

اعتقال خمسة مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش

مصادرة أسلحة ووسائل اتصال

مداهمة أوكار يُعتقد أنها كانت تُستخدم للتخطيط لهجمات مستقبلية


وأكدت الجهات الأمنية أن العمليات ستتواصل لمنع عودة التنظيم إلى النشاط المنظم في البادية السورية.


هجوم إرهابي في أستراليا خلال احتفال يهودي

في تطور موازٍ، شهدت أستراليا هجومًا داميًا يوم 14 ديسمبر 2025، عندما أطلق مسلحون النار خلال احتفال يهودي بعيد هانوكا في شاطئ بوندي بمدينة سيدني.

وأسفر الهجوم عن:

مقتل ما بين 15 و16 شخصًا

إصابة عشرات آخرين، من بينهم شرطيان


وصنّفت الشرطة الأسترالية الحادث على الفور كـعمل إرهابي يستهدف الجالية اليهودية، مشيرة إلى:

مقتل أحد المنفذين في موقع الهجوم

إصابة المنفذ الثاني بجروح خطيرة

أن أحد المشتبه بهما يحمل الجنسية الباكستانية


غموض حول الجهة المنفذة

ورغم وصف بعض التقارير الإعلامية للهجوم في أستراليا بأنه "جهادي الطابع"، لم تؤكد السلطات الأسترالية حتى الآن وجود صلة مباشرة بتنظيم داعش، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الخلفيات الأيديولوجية والداعمين المحتملين.


دلالات أمنية خطيرة

تعكس هذه الهجمات جملة من الدلالات أبرزها:

استمرار نشاط داعش في سوريا رغم الضربات العسكرية التي تلقاها

تركيز التنظيم على استهداف قوات التحالف والحكومة السورية الجديدة

تصاعد خطر الإرهاب العابر للحدود ووصوله إلى دول بعيدة عن ساحات الصراع التقليدية

استغلال المناسبات الدينية والتجمعات المدنية لتنفيذ هجمات عالية التأثير الإعلامي

 

ردود فعل سياسية غاضبة

في واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن غضبه الشديد من الهجوم في سوريا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد، ومتوعدًا بانتقام قوي ضد التنظيمات الإرهابية.

كما أشار إلى تنسيق مباشر مع الرئيس السوري أحمد الشرع لملاحقة المتورطين وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات.


في النهاية تؤكد هجمات تدمر وسيدني أن تنظيم داعش، رغم تراجعه عسكريًا، لا يزال يمتلك القدرة على تنفيذ عمليات دموية ومؤثرة، مستفيدًا من الفراغات الأمنية والتوترات الدولية.
وفي ظل هذا الواقع، تبدو المواجهة مع الإرهاب مرشحة لمزيد من التعقيد، ما لم تترافق العمليات العسكرية مع تعاون استخباراتي دولي أكثر فاعلية.

مقالات مشابهة

  • من سوريا إلى أستراليا.. تحركات خطيرة من داعش
  • الجامعة العربية تدين الهجوم على قوات الأمم المتحدة في جنوب كردفان
  • "الزراعة الذكية يقودها الشباب".. خطط مستقبلية وفرص تكنولوجية في جلسة قمة المرأة المصرية 2025
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • سوريا.. تفاصيل تتكشف عن هجوم تدمر والقوات الأميركية تعزز انتشارها
  • قوات أمريكية تقطع طريق دير الزور دمشق إثر تعرض وفدها لهجوم ووقوع إصابات
  • مستشار أردوغان: حلّ مشكلة الأكراد الداخلية “أمر منتهٍ”
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • "العربية": فريق سعودي إماراتي يناقش ترتيبات خروج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة