إستراتيجية كلاسيكية وأخرى تكتيكية.. حرب روسيا وأوكرانيا تصل القرم
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
ترى مجلة "إيكونوميست" أنه بعد عام ونصف من حرب روسيا وأوكرانيا، وصلت هذه الأزمة إلى شبه جزيرة القرم بشكل جدي ومقنع، كما لوحظ مؤخراً من القصف الأوكراني المستمر في المنطقة وما يقابله من دفاعات روسية.
وبحسب التقرير، فمنذ بداية الصيف، كثفت أوكرانيا ضرباتها بشكل كبير على شبه الجزيرة التي ضمها الكرملين بشكل غير نظامي في عام 2014، باستخدام مزيج من الطائرات من دون طيار محلية الصنع وصواريخ كروز الموردة من الخارج، أصابت القواعد العسكرية والقواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة.
في 13 سبتمبر (أيلول)، طالت ضربة على حوض سيفمورزافود الجاف في سيفاستوبول وبعد يوم واحد دمرت طائرات من دون طيار وصواريخ كروز أوكرانية نظام دفاع جوي إس-400 المتطور الذي كان سعر تصديره أكثر من 1 مليار دولار.. وفي 23 سبتمبر (أيلول)، بعد يوم من الضربة على المقر، أصاب وابل آخر من صواريخ كروز رصيفاً في سيفاستوبول.. وببطء وبطريقة منهجية، تعمل أوكرانيا على التخلص من قوة نيران القرم الروسية.
غايات متعددةوتقول مصادر عسكرية أوكرانية بحسب المجلة إن العمليات ليست بالضرورة الغاية الوحيدة، بل ينبغي أن ينظر إليهم على أنهم مساعدون لمخططين أكثر أهمية:
· الهجوم المضاد البري المستمر في أوكرانيا، والذي يركز على منطقة زابوريجيا إلى الشمال الشرقي من شبه جزيرة القرم.
· مسابقة بحرية في البحر الأسود.
هنا، تحاول أوكرانيا حرمان روسيا من احتكار البحر واستعادة السيطرة على طرق الشحن الحيوية، حيث إنها تدمر السفن الحربية الروسية أينما استطاعت، وتدفع الباقي إلى مسافة تجعل ضرب الموانئ والمدن وممر بحري جديد أمراً صعباً قدر الإمكان.
بدأت العملية بحسب المجلة في أبريل (نيسان) 2022 مع غرق الطراد الروسي "موسكفا"، الذي أصيب بصاروخ كروز نبتون محلي الصنع لم تكن البحرية متأكدة من نجاحه.. ومنذ ذلك الحين، أغرقت أوكرانيا أو ألحقت أضراراً بما لا يقل عن 19 سفينة روسية.
Most weigh no more than 500g. But they can carry a payload, such as a grenade, of a kilo or so https://t.co/GKycvpFAKy
— The Economist (@TheEconomist) March 26, 2023من ناحية أخرى، يعتمد اقتصاد أوكرانيا على نجاح ممر بحري جديد داخل وخارج أوديسا، والذي تم الإعلان عنه في أغسطس (آب) في أعقاب رفض روسيا تمديد صفقة الحبوب.. تعتمد سلامة الطريق، الذي يعانق الخط الساحلي داخل المياه الإقليمية الأوكرانية، على أمرين:
· الرهان على أن روسيا لن تستهدف السفن المدنية التي تبحر تحت أعلام محايدة.
· التهديد القابل للتطبيق بالانتقام إذا لم يثبت ذلك بما فيه الكفاية.
إستراتيجية كلاسيكيةفي بداية الحرب، يشير التقرير إلى أنه تم وضع السفن الحربية الروسية بشكل خطير بالقرب من أوديسا.. أما اليوم، فنادراً ما يدخلون شمال غرب البحر الأسود، وهو إنجاز رائع للبحرية الأوكرانية من دون سفينة حربية عاملة واحدة.. يقول جون فورمان، وهو ملحق دفاع بريطاني سابق في موسكو وكييف: "لقد تكيف الأوكرانيون باستخدام طائرات بحرية من دون طيار وصواريخ ومدفعية.. إنها إستراتيجية كلاسيكية استخدمت في الماضي".
كما سلط مقال شارك في كتابته في سبتمبر (أيلول) 2022 القائد العام لأوكرانيا، فاليري زالوجني، الضوء على الحاجة إلى جعل "مشاعر الانزعاج في شبه جزيرة القرم أكثر حدة وطبيعية وملموسة"، والظروف الجديدة جلبت هذا وأضافت إلحاحاً إلى هذا الهدف.
والأهم من ذلك بحسب المجلة هو أن القدرات الجديدة في أيدي المخططين الأوكرانيين.. إذ توفر خطوط التمويل المقدمة لمصنعي الطائرات من دون طيار في أوائل عام 2023 طائرات من دون طيار جوية وبحرية جديدة.. وبعض الطائرات بدون طيار البحرية، مثل "طفل البحر"، التي استخدمت في الضربات على جسر كيرتش الذي يربط روسيا مباشرة بشبه جزيرة القرم، كانت قيد التطوير لسنوات، لكن مقاتلات أخرى مثل "ماريشكا" تعمل تحت الماء على غرار الطوربيد، والتي تحتوي على متفجرات تزن 450 كغم، ظهرت مؤخراً.
عتاد حديثوتمتلك أوكرانيا أيضاً صواريخ جديدة تحت تصرفها، مثل تدفقات ثابتة من صواريخ ستورم شادو من بريطانيا وفرنسا، ونسخة جديدة من نبتون التي أغرقت موسكفا، ويقول مصدر في هيئة الأركان العامة الأوكرانية: "التغيير الكبير هو أننا تلقينا صواريخ ومعلومات استخباراتية جديدة".
A new headache for the rapidly vanishing Russian Black Sea Fleet.
Ukraine's homegrown underwater drone, "Marichka" is ready to crush the skulls of barbaric Russians. pic.twitter.com/GGlF3JdIQM
ويضيف بحسب المجلة: "بمجرد أن يكون لدينا هدف ويمكننا ضربه، هذا هو بالضبط ما نفعله.. نريد نظيراً لطائرتي كاليبر وكيه إتش-101 الروسيتين"، مشيراً إلى أن سرعة هذه الأسلحة وقابليتها للمناورة والتخفي تجعل من الصعب اعتراضها.
ومع ذلك، تقول المجلة إنه على الرغم من استمرار أوكرانيا في تحقيق نجاحات ضد خصمها الأقوى، فمن غير الواضح ما إذا كانت نقطة التحول ستأتي على الإطلاق.. يقول أندري ريجينكو، وهو قائد متقاعد في البحرية الأوكرانية، إن الحملة في شبه جزيرة القرم ستستمر حتى فصل الشتاء.
وتقوم روسيا بتعديل تكتيكاتها رداً على التهديد الجديد، كما يشير التقرير الذي أفاد بأن بعض سفن موسكو نقلت إلى موانئ أكثر أماناً، مثل نوفوروسيسك عبر البحر الأسود، لكن هجمات أوكرانيا أدت إلى تدهور كبير في "نسبة القوة البحرية" لروسيا، وهو مقياس تشغيلي تستخدمه لمراعاة الطائرات من دون طيار والرادارات والمدفعية القائمة على الشاطئ، على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن التكافؤ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني شبه جزیرة القرم من دون طیار
إقرأ أيضاً:
هولندا: روسيا تستخدم أسلحة كيميائية محظورة ضد أوكرانيا
قال وزير الدفاع ورئيس المخابرات العسكرية الهولنديان لرويترز إن أجهزة المخابرات الهولندية جمعت أدلة على استخدام روسيا أسلحة كيميائية محظورة في أوكرانيا على نطاق واسع.
وأضافا أن هذا الاستخدام شمل إسقاط مادة خانقة باستخدام طائرات مسيرة لإجبار جنود على الخروج من الخنادق حتى يتسنى إطلاق النار عليهم.
ودعا روبن بريكلمانس وزير الدفاع الهولندي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو.
وقال في مقابلة "الاستنتاج الرئيسي هو أننا نستطيع تأكيد أن روسيا تكثف استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأضاف "هذه الزيادة في حدة الاستخدام مثيرة للقلق لأنها جزء من توجه نلاحظه منذ عدة سنوات إذ أصبح استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية في هذه الحرب أكثر اعتيادا ونمطية وانتشارا".
لم تتطرق تقارير سابقة إلى استنتاجات الاستخبارات الهولندية بشأن مزاعم استخدام روسيا للكلوروبكرين وهو مركب كيميائي استخدمته ألمانيا لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى.
وقال بيتر ريسينك رئيس جهاز المخابرات العسكرية الهولندي إن هذه الاستنتاجات تستند إلى "معلوماتنا المخابراتية المستقلة، لذا فإننا رصدناها بأنفسنا بناء على تحقيقاتنا الخاصة".
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من استخدام أي من الطرفين مواد كيميائية محظورة في حرب أوكرانيا.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا للمرة الأولى باستخدام مادة الكلوروبكرين، وهي مركب كيميائي أكثر سمية من مواد مكافحة الشغب، في مايو العام الماضي.
وتتحدث أوكرانيا عن وجود آلاف الحالات من استخدام روسيا أسلحة كيميائية.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق على ما ورد في هذا التقرير. وتنفي روسيا استخدام ذخائر غير مشروعة وتتهم أوكرانيا بالقيام بذلك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الأربعاء إن جهاز الأمن الاتحادي اكتشف مخبأ أوكرانيا للعبوات الناسفة في شرق البلاد يحتوي على مادة الكلوروبكرين.
وتنفي أوكرانيا مثل هذه الاتهامات باستمرار. كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي مقرها لاهاي قد قالت العام الماضي إن الاتهامات المبدئية التي وجهها البلدان لبعضهما "لم تثبت بشكل كاف".
وأشار بريكلمانس إلى ارتباط ما لا يقل عن ثلاث حالات وفاة لأوكرانيين باستخدام أسلحة كيميائية، في حين أبلغ أكثر من 2500 شخص أصيبوا في ساحة المعركة السلطات الصحية الأوكرانية عن أعراض مرتبطة بأسلحة كيميائية.
وأضاف أن تزايد استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية يشكل تهديدا ليس لأوكرانيا فحسب بل ولبلدان أخرى.
وأضاف: "علينا زيادة الضغط بشكل أكبر. وهذا يعني دراسة فرض المزيد من العقوبات، وتحديدا منع روسيا من المشاركة في الهيئات الدولية مثل المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
وتحدث ريسينك عن "آلاف الحالات" لاستخدام الأسلحة الكيميائية مع الإشارة أيضا إلى رقم صادر عن أوكرانيا لتسع آلاف حالة.
وقُدمت استنتاجات المخابرات في رسالة للبرلمان الهولندي اليوم. روسيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وقامت، مثل الولايات المتحدة، بتدمير مخزوناتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية. وقد تُفرض عقوبات أشد بالتعاون مع المفوضية الأوروبية، التي اقترحت إدراج 15 كيانا وفردا جديدا ضمن إطار عقوباتها بينها ما يشتبه أنه استخدام للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا.
ويقول الجيش الهولندي وأجهزة المخابرات العامة بالتعاون مع شركاء أجانب إنهم اكتشفوا أدلة ملموسة على زيادة وتيرة إنتاج الأسلحة الكيميائية الروسية. وقال ريسينك إن ذلك يشمل تعزيز القدرات البحثية وتجنيد خبراء لتطوير الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن المسؤولين الروس أصدروا تعليمات للجنود بشأن استخدام مواد حربية سامة.
أدرجت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مادة الكلوروبكرين ضمن قائمة المواد المحظورة المسببة للاختناق.
ويمكن أن يسبب الكلوروبكرين تهيجا شديدا في الجلد والعينين والجهاز التنفسي. وقد يسبب حروقا في الفم والمعدة وغثيانا وقيئا بالإضافة إلى صعوبة أو ضيق في التنفس في حالة ابتلاعه.