ابتكر فريق بحثي من جامعة قطر بقيادة البروفيسور سيد جاويد الزيدي، أستاذ كرسي اليونسكو لتكنولوجيا المياه في مركز المواد المتقدمة، طريقة مستدامة لإعداد نقاط الجرافين الكمومية (GQDs) من أوراق نخيل التمر. 
ويستخدم هذا النهج الرائد الذي بدأ رحلته في يناير 2022 الماء كمذيب مما يحقق تخليقًا، خاليًا تقريبًا من المواد الكيميائية، لنقاط الجرافين الكمومية (GQDs) ويسلط الضوء على التقدم الملحوظ في الأساليب العلمية الصديقة للبيئة.

 
وتكتسب أهمية هذا الاكتشاف وزنًا نظراً لأن نخيل التمر منتجًا زراعيًا رئيسيًا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في العالم، خاصة في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. 
وتنتج هذه الأشجار كميات كبيرة من المخلفات الزراعية على شكل أوراق جافة وبذور وغيرها. وتنتشر في المنطقة مساحات شاسعة من أشجار النخيل وهي جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي والطبيعي. وقد ارتفع إنتاج التمر في العالم من 7.1 إلى 9.45 مليون طن من الأعوام 2010 إلى 2020. 
وتحتل قطر المرتبة السادسة عشرة بين أكبر الدول المنتجة للتمور في العالم واعتبارًا من عام 2010 كان هناك 581,336 شجرة نخيل تغطي 2469 هكتارًا وتنتج 21,491 طنًا من التمور. وهي شجرة الفاكهة الرئيسية المنتجة في البلاد. 
وتشير التقديرات إلى أنه يتم إنتاج مليوني طن من سعف النخيل الجاف سنويًا خلال موسم حصاد التمر. إلا أن النفايات الهائلة الناتجة عن هذه الأشجار، التي تكون في الغالب على شكل أوراق وأغصان مهملة، تشكل تحديات بيئية، وكان ينظر إلى هذه النفايات على أنها تساهم في التلوث، ولكن يتم الآن إعادة توظيفها ببراعة وتحويلها إلى منتج ذي أهمية علمية وتجارية قصوى.
ومما يزيد من أهمية هذا الإنجاز نشر النتائج في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية ذات الشهرة العالمية ACS Omega بعنوان «التحضير المستدام لنقاط الجرافين الكمومية من أوراق شجرة النخيل» مما يؤكد الأهمية العالمية والجودة الدقيقة إلى الأبحاث التي أجريت.
وقالت الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس البحث والدراسات العليا بجامعة قطر: «إن جامعة قطر من خلال تحويل التحدي المحلي إلى فرصة ذات أهمية عالمية لا تعرض فقط خطوة في مجال الابتكار التكنولوجي ولكن أيضًا تقدم مظهرًا من مظاهر الفخر الوطني المتجذّر في الممارسات المستدامة المبهرة ثقافيًا».
وقال الدكتور محمد ارشيدات، مدير مركز المواد المتقدمة في جامعة قطر: «إن هذا الابتكار الرائد هو شهادة على الأبحاث رفيعة المستوى التي أجراها مركز المواد المتقدمة في وحدة تكنولوجيا المياه ومساهمته في خدمة المجتمع والدولة».
وأعرب البروفيسور سيد جاويد زيدي، أستاذ كرسي اليونسكو عن حماسه العميق لهذا الإنجاز، وقال»يعد هذا الابتكار شهادة على كيفية تحويل الموارد المحلية إلى حلول متطورة. إنه يجسد روح التقدم المستدام، المتشابك مع التراث الوطني، ولا يؤكد هذا الكشف التزامنا بالبحوث التي تركز على البيئة فحسب، بل يعزز بلا شك فخرنا الوطني».  وأضاف: «تمتلك نقاط الجرافين الكمومية (GQDs) إمكانات تحويلية لشاشات التلفزيون والكمبيوتر المحمول والهواتف المحمولة. نظرًا لقدرتها على امتصاص وإصدار نطاق واسع من الضوء، يمكن للشاشات عرض ألوان أكثر ثراءً. ويمكن أن يؤدي إنتاجها الكمي العالي إلى إنتاج شاشات أكثر سطوعًا مع استخدام أقل الطاقة، وإطالة عمر البطارية في الأجهزة المحمولة، لافتا إلى إن المرونة المتأصلة في GQDs يمكن أن تمكن من إنشاء شاشات قابلة للانحناء وثباته وصممت لتدوم طويلا. كل هذه الخصائص مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى شاشات نحيفة وفعالة وحيوية على الرغم من أن تطبيقها التجاري لا يزال قيد البحث.
وأوضح أن الفريق البحثي يعمل حالياً على تسخير المادة المصنعة كمادة نانوية لتعزيز أداء أغشية تحلية المياه، وتحديدا تحسين قابليتها للبلل وخصائصها المضادة للترسبات».
الجدير بالذكر إن هذا الابتكار الفريد، من خلال تحويل مخلفات النخيل إلى مورد قيم، لا يعالج التحديات المحلية فحسب بل يساهم أيضًا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة العالمية مما يجسد التزام قطر بمستقبل مستدام ومرن.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر جامعة قطر

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مصر ملتزمة بتعزيز التعاون مع الفاو لتطوير نظم غذائية مستدامة ومكافحة الجوع

ألقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال مشاركته، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفــاو"، بالعاصمة الجديدة، استهلها بالترحيب بجميع الحضور في بلدهم الثاني مصر، وفي العاصمة الجديدة، التي أصبحت رمزًا للرؤية المصرية الحديثة وللقدرات الوطنية في البناء والتنمية، ونقل للحضور خالص تحيات رئيس الجمهورية، وتمنياته بالتوفيق والسداد في أعمال المؤتمر.

            وخلال كلمته، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن استضافةَ مصر للمؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة، تعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بدعم المنظمة ودورها المحوري في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، وتطوير النظم الزراعية والغذائية، ودعم الدول الأكثر احتياجاً في مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية.

           كما توجه رئيس الوزراء بخالص التقدير إلى  الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الفاو، على قراره بعقد هذا المؤتمر المهم في القاهرة، وعلى دعمه المتواصل لتعزيز التعاون بين مصر والمنظمة، قائلا: " كان لي شرف استقبال في عدة مناسبات، سواء بالقاهرة أو خلال اللقاءات التي عُقِدت بمقر المنظمة بالعاصمة الإيطالية روما، وهي لقاءات مُثمرةٌ تناولت سُبلَ تطوير النظم الزراعية الغذائية، وتعزيز الابتكار الزراعي، ودعم المجتمعات الأكثر تأثراً بالأزمات، حيث شاركت هذه اللقاءات في فتح آفاق جديدة للتعاون، وتوجيه برامج مُشتركة تستهدف دعم الزراعة المستدامة، ومكافحة الفقر والجوع، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية".

               كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن لمصر تاريخا طويلا من التعاون الاستراتيجي مع "الفاو"، حيث كانت من أوائل الدول التي استضافت مكتباً للمنظمة خارج مقرها الرئيسي، وذلك في عام 1947، وهو تعاون مُمتدٌ عبر عقود طويلة أثمرت عن تنفيذ عشرات المشروعات الداعمة للتنمية الزراعية، وبناء القدرات، وتحسين نظم الري، وتطوير سلاسل القيمة، والارتقاء بقدرات الإنذار المبكر وإدارة المخاطر.

             وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر حرصت، إيماناً بدورها الإقليمي، على أن تكون فاعلاً رئيسياً في دعم الأمن الغذائي العربي والأفريقي، وذلك من خلال نقل الخبرات والتقنيات المتقدمة للدول الشقيقة، وتنفيذ برامج تدريب مُتخصصة للكوادر الزراعية، إلى جانب المشاركة الفاعلة في صياغة الأولويات الإقليمية للمنظمة، جنباً إلى جنب مع استضافة الاجتماعات الفنية والإقليمية، بالإضافة إلى تقديم دعم مباشر للدول الأكثر احتياجًا في مجالات الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد.

                 ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه اتساقا مع ذلك، فإن الدولةَ المصريةَ تُؤمن بأن التكامل الإقليمي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها النظم الغذائية، خاصة في ظل التغير المناخي والأزمات الاقتصادية والاضطرابات العالمية في سلاسل الإمداد والتموين، الأمر الذي يُؤثر على ارتفاع أسعار السلع ومُستلزمات الانتاج.

           وأكد رئيس الوزراء أن اجتماع اليوم بالقاهرة يعكس روح "منظمة واحدة One FAO "، وهي الرؤية التي بدأت منذ الاجتماع الأول في روما عام 2023، وترسخت خلال الاجتماع الثاني في بانكوك عام ٢٠٢٤، وأسهمت في توحيد الجهود بين المكاتب الإقليمية المختلفة للمنظمة، وضمان تناغم العمل مع بقية منظمات الأمم المتحدة، ومنها برنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الايفاد).

          وفي الوقت نفسه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الاجتماع العالمي الثاني في بانكوك أثبت القيمة الاستراتيجية لهذا التجمع، سواء عبر مناقشة تقارير الأداء، أو من خلال تبادل الخبرات، أو تحديد التحديات التي تُواجه المكاتب القُطْرية، كما يأتي اجتماع اليوم بالقاهرة ليبني على هذه النجاحات، وَيفْتح آفاقاً أوسع لتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز جودة البرامج، وتطوير الشراكات الداعمة لاستدامة النظم الغذائية.

          ولفت رئيس الوزراء إلى أن شِعارَ "الفاو" لهذا العام "يداً بيد Hand in Hand من أجل أغذية ومستقبل أفضل"، يؤكد أهمية التحرك الجماعي لتعزيز قدرة الدول على الصمود، وضمان مستقبل غذائي آمن للأجيال المقبلة، وهو شعارٌ ينسجم تماماً مع رؤية مصر2030، ومع جهود الدولة للتوسع في الزراعة الذكية مناخياً، ورفع كفاءة استخدام الموارد، وتمكين المرأة الريفية، وتعزيز الشراكات الدولية.

             وأكد في هذا الإطار، دعم مصر الكامل لمبادرة "يدا بيد" التي أطلقها المدير العام لمنظمة "الفاو"، والتي تهدف إلى رفع مستوى القطاعات الأكثر هشاشة، وتعزيز الاستثمارات الزراعية، وزيادة الإنتاجية وتحسين سبل العيش.

              وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه في ظل التحديات الإنسانية المتزايدة، تؤكد مصر – من منطلق دورها الإقليمي ومسئوليتها الأخلاقية – أهمية اضطلاع منظمات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها منظمة "الفاو"، بدور أكثر فاعلية في دعم الدول والمجتمعات التي تتعرض لاضطرابات حادة في سلاسل الغذاء، وفي مقدمتها غزة والسودان وغيرها من المناطق التي تُواجه أزمات إنسانية متفاقمة.

              واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: "تُجدد جمهورية مصر العربية، حكومة وشعبا، ترحيبها بكم جميعاً، وتُؤكد التزامها الكامل بتعزيز التعاون مع منظمة "الفاو"، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير نظم غذائية أكثر مرونة واستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي العالمي"، مضيفا: أتمنى لكم اجتماعات ومناقشات مُثمرة والخروج بتوصيات تدعم منظومة الأمن الغذائي وتحسين مستوى المعيشة لصغار المزارعين بدول العالم المختلفة.

طباعة شارك الفاو عبد الفتاح السيسي رئيس مجلس الوزراء مدبولي

مقالات مشابهة

  • هل يُمكن لمرضى السكري تناول التمر؟
  • رئيس الوزراء يستعرض خطة تحويل غرب رأس الحكمة إلى مركز سياحي وتنموي عالمي باستثمارات مستدامة
  • مدبولي: مصر ملتزمة بتعزيز التعاون مع الفاو لتطوير نظم غذائية مستدامة ومكافحة الجوع
  • 4.6 مليون نخلة.. زراعة الوادي الجديد تنتهي من حصر النخيل
  • انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لنخيل التمر بجامعة الوادي الجديد
  • الشباب والرياضة تستعد لإطلاق برنامج الدبلوماسي الصغير لإعداد النشء للمشاركات الدولية
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول 2 إلى 3 تمرات على الريق؟.. فوائد مذهلة لن تتوقعها
  • لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال.. جامعة بنها الأهلية توقّع 5 بروتوكولات تعاون جديدة
  • انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي لإعداد أخصائيين ومنسقين ضمان الجودة بمديريات الشباب والرياضة