مختص يوضح حول مقترح “أسلوب العزل الجزئي” في تربية الموهوبين
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أثير – مازن المقبالي
بدأت يوم الاثنين الموافق 25 سبتمبر 2023 أعمال مؤتمر ومعرض عُمان للطفولة وهو الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وتنظمه جمعية الأطفال أولًا بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض واستمر ثلاثة أيام.
حيث يُركز المؤتمر على تربية وتنشئة الأطفال الموهوبين والمجيدين، بمشاركة نخبة من المختصين والأكاديميين والمهتمين بهذا الشأن محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
“أثير” تواصلت مع أ. د. عاطف كنعان رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين من المملكة الأردنية الهاشمية، الذي قدم برنامجا مقترحا لتربية الموهوبين والمتفوقين والمبدعين في المؤتمر، وذلك لاستعراض ملخص لورقة عمله.
وأوضح كنعان بأن البرنامج المقترح يقوم على خمسة مبادئ أساسية يمكن تطبيقها في المؤسسات التربوية التي تستخدم أسلوب العزل الجزئي في تربية الموهوبين والمتفوقين والمبدعين وتطبق في المراحل الدراسية الثلاث، كل مرحلة حسب متطلبات النمو فيها وحاجاتها، وهي كالآتي:
1. التعمق: يعني هذا المبدأ تحقيق الأهداف والمهارات والنشاطات العادية، بوعي أعمق وبكفاية أعلى من أعلى مستوى عند الأقران العاديين.
2. التفوق: يحقق الموهوبون وفق هذا المبدأ الأهداف، والمهارات، والنشاطات فوق العادية بنجاح وكفاية عالية.
3. الإبداع: يكتشف الموهوبون حسب هذا المبدأ، استعداداتهم وقدراتهم المتميزة، ويصممون مخططات تربوية، يمارسون وفقها نشاطاتهم ومهاراتهم، ويحققون أهدافهم بكفاية فريدة.
4. المشاركة: يُقصد بهذا المبدأ إشراف الموهوب على تحقيقق الأهداف، والنشاطات في المجموعات المتعاونة، لرفع مستوى أقرانه العاديين، والمشاركة في المجموعات المبدعة المتجانسة لتبادل الخبرات الإبداعية، كما تعني المشاركة في النشاطات التي تستهدف خدمة المجتمع.
5. التطوير: يكون التطوير نتيجة طبيعية للمشاركة في تحقيق الأهداف، عن طريق التغذية الراجعة بعد تقويم النتاجات، وإعادة صياغة أهداف، وتصميم إجراءات، وأساليب تضمن تطويرا متجدّدا باستمرار.
وأشار أ. د. عاطف كنعان بأن أهداف البرنامج تتم عبر خمسة مستويات، وهي: (التحصيل المعرفي، والأداء الوظيفي، والتذوق الجمالي، والثقافة الأدبية واللغوية للغة العربية وغيرها من العلوم الإنسانية، والقدرة على توظيف مهارات التفكير العليا).
ويتوقع من الموهوب في كل مرحلة من مراحل هذا البرنامج أن:
1. يكتشف استعداداته ومواهبه اللغوية، وينميها وفق حاجات مجتمعه وإمكاناته وأهدافه.
2. يتعمق في اكتساب الأنظمة اللغوية للغة العربية الفصيحة ومهاراتها ويستعملها في تجلياتها الوظيفية بنجاح.
3. يشرف على أقرانه في اكتساب أنظمة العربية، ومهاراتها واستعمالها، استعمالا وظيفيا مناسبا.
4. يتذوق الأدب الرفيع الذي ألف، والذي يؤلف بالعربية وينقده بكفاية عالية.
5. يشرف على أقرانه في تذوق الأدب الرفيع ونقده.
6. يطور تعبيره الإبداعي ليصل إلى مرحلة تأليف النصوص النثرية، والشعرية حسب الأصول الفنية الصحيحة.
7. يساعد زملاءه في الكشف عن مواهبهم الأدبية واللغوية.
8. يصمم النشاطات، والمشاريع اللغوية والأدبية، والثقافية على مستوى الصف والمدرسة والمجتمع؛ مستخدما مهارات التفكير الناقد والتشعيبي والإبداعي.
9. يستثمر إبداعه اللغوي والأدبي في جميع مجالات الحياة، بتعاونه مع زملائه الموهوبين في مجالات الإبداع الأخرى.
جدير بالذكر بأن المؤتمر يتضمن 49 ورقة عمل و17 حلقة عمل، منها جلسات رئيسة ومتوازية ويأتي تزامنًا مع ما تشهده سلطنة عُمان من تطور في كافة الأصعدة وتوافقًا مع “رؤية عُمان 2040” التي تعنى بتركيز الجهود على تنشئة جيل واعد يصل بسلطنة عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
العزل العادل.. يا عادل!!
* أذكر ابتداءً (وقبل شروعي في الردم الحلال) أنني أكُنُّ محبةً خالصةً لأخي وصديقي وزميلي عادل الباز، الصحافي الجهبذ، والكاتب الحاذق (الفطِن الوسيم)؛ والأديب المبدع، والروائي المتمكن، الذي تشهد له مكتبات السودان وصحفها وقراؤها بأنه من غلاة المبدعين، وصفوة الصفوة بين الأدباء والكُّتاب والإعلاميين.
* محبتي (لأبي أيمن) مبررة، ومسنودة بمعرفةٍ دقيقة، ومخالطةٍ وثيقة، ودرايةٍ عتيقة، سيما في سنوات الاغتراب الجديدة، التي جمعتني بحفيد السناهير (البِروِّبوا الموية) في أعمالٍ إعلامية وتجارية، جعلتني أقضي سحابة يومي وجُل وقتي مستمتعاً بصحبته، ومُعانياً من سلاطة لسانه، حتى صرنا مثل سهيل وسحويل، (يمشيان بالنهار والليل)!
* كل ذلك لن يمنعني اليوم من التعرض بالنقد الشديد والردِم الأكيد لأخي وصديقي وزميلي ورفيقي، وأذكر هنا أنني وللمرة الأولى في سنوات معرفتي الطويلة بالباز ظللت مستمتعاً بالردِم المهول الذي تعرض له في الأيام الماضية، وظللت أقول له كلما قابلته (تستاهل)؛ وانتظر ردمي لك في مقبل الأيام!
* سبب حنقي على رفيق دربي أنه فارق الجادة وحاد عن سواء السبيل في مقالٍ بالغ الشتارة، قسَّم فيه الساحة السياسية السودانية إلى معسكرين، أولهما البلابسة، وثانيهما القحاطة، وذلك يعني ببساطة أن القحاطة لم يعودوا مصنفين عنده في فئة البلابسة، خلافاً لما ظل يكتبه ويجاهر به منذ بداية الحرب!
* ذلك بخلاف سعيه المستهجن لتسويق شعار (من عمالتو لي وزارتو!!).. ونسأله: من الذي افترع واخترع وابتدع شعار (الحل في البل)، وهل يمكن أن يكون إلا بلبوسياً معتقاً وموغلاً في البلبسة؟
* ثم أسائل صاحبي (بي إصرار وأقول يمكن أنا الما جيت) عن هوية من تخصصوا في ترديد شعاراتٍ تحض على العنف وتشجع على التشفي والانتقام وتأتي على سيرة التعذيب والدماء والأشلاء وترسخ ثقافة الكراهية والإقصاء: (جهِّز عديل كفنك.. يا إنت يا وطنك).. (الدم قصاد الدم ما بنقبل الديَّة).. (الحل في البل).. (الطلقة ما بتكتل.. بكتل سُكات الزول).. (وسِّع مجاري الدم).. (ستصرخون).. ألم تكن تلك شعارات بلابسة؟ وإذا يكن مردودها من غلاة البلابسة فكيف هي البلبسة إذن؟
* ثم.. من الذي أوعدنا بالحرب رافعاً شعارها وملوحاً بأوارها ومهدداً بنارها.. وقال لنا ضمنياً: إما أن نحكمكم أو نقتلكم.. (إما الإطاري أو الحرب)؟ ألم يردد بلابسة قحط ذلك الوعيد الشديد بكورالٍ تمت دوزنته على رائحة الدم قبل أن تسيل أنهاراً وبحاراً في الحرب الضروس التي شنها أوغاد آل دقلو ومشايعوهم على كل أهل السودان؟
* ثم.. ما الجهة التي تبلبست وحاربت جيش الوطن وناصبته العداء وطالبت بتفكيكه وحله ودعمت المليشيا بالتغاضي عن جرائمها ومحاولة إهالة التراب عليها منذ الأيام الأولى للحرب (قوة تدعي.. قوة تزعم.. قوة ترتدي).. وما الجهة التي سعت لتبرير تلك الجرائم وتبنت كل فرضيات وسرديات وروايات المليشيا حول الحرب.. (كيف ومتى وأين بدأت، وما هوية الجهة التي بدأتها، وما أطرافها، وما أهدافها وخزعبلات الرصاصة الأولى) وغيرها من الأكاذيب التافهة؟
* ما الجهة التي أدارت ظهرها لأهل السودان ورفضت إنصافهم وأبت حتى أن تحفظ لهم حقهم الطبيعي في الدفاع عن النفس لرد اعتداء المليشيا عليهم في دورهم وغرف نومهم؟ وما الجهة التي اعتبرت المطالبة بتنفيذ اتفاق جدة (المخصص في أصله لحماية المدنيين) مجرد مزايدة، وعدَّته تعسفاً لجهة أن المليشيا انتزعت منازلنا وممتلكاتنا بانتصاراتٍ عسكرية ولن تتنازل عنها إلا إذا انهزمت في الميدان؟
* لو كانوا عادلين ومنصفين ومحايدين ومبرئين من البلبسة حقاً لصنفوا قائد التمرد بلبوسياً، ولصنفوا أخاه الأهطل الأهبل بلبوسياً، ولصنفوا كل قادة المليشيا من لدن الهالك جلحة وحتى المجرم اللئيم شارون بلابسة، ولوضعوا رفاقهم هم.. الذين انشقوا عن (تقدم) وانضموا إلى المليشيا جهرةً في زمرة البلابسة، ولن يفعلوا لأنهم متمردون متواطئون.. وجنجويد مُنقبون، خالي كلاش وكدمول!
* أذكرك إن نسيت أخي عادل أن من ادعوا أنهم يمثلون معسكر السلام وأنهم ضد الحرب ويرفعون شعار لا للحرب وأنهم محايدون ويقفون على مسافة واحدة من طرفي الحرب وقعَّوا اتفاقاً سياسياً مع المليشيا في أديس أبابا، منحوها فيه حق إدارة المناطق التي احتلتها، وحددوا معها فيه شكل وهوية الدولة السودانية ونظام الحكم والترتيبات المتصلة بالجوانب السياسية والعسكرية والأمنية (كيفية تكوين الجيش الجديد)، وفعلوا ذلك قبل أن يلتقوا الطرف الثاني، ومن دون أن يستمعوا لرؤيته.. الشيء الذي يناقض أبسط مبادئ الحياد.. وقعوا مع قائد المليشيا في عز إيغاله في دماء أهل ولاية الجزيرة، ثم لم يجدوا في أنفسهم حرجاً في الدفاع عن المذابح المروعة التي حدثت في ود النورة والتكينة والحُرقة والهلالية وأب قوتة وغيرها.. بتحميل أوزارها للجيش.. فسحقاً ثم سحقاً لبلابسة القحطجنجويد!!
* أقول للأخ عادل إن تجريد القحاطة من صفة البلبسة (وهم صُناعها وسادتها وسُمارها) أمرٌ غريبٌ وغير مفهوم ويقوض بل ويقضي على كل ما هدف إليه المقال، وتنطبق عليه مقولة (أول الغزو أخرق).. لجهة أن الحبيب الباز كان وما زال من غلاة البلابسة (وين حا تهرب منو وين)، إذا أخذنا الصفة بصحيح مفهومها، وعميق مدلولها، وحقيقة وصفها.
* نحن وهو بلابسة بالحق إذا كانت البلبسة تعني التمسك بالسيادة الوطنية ورفض الإملاءات الخارجية ومقاومة العدوان وممارسة الحق الشرعي في الدفاع عن النفس الأهل والمال والأرض والعرض.. وهو حق كفلته لنا كل القوانين الوضعية والشرائع السماوية ويدعمه قول المولى عز وجل في محكم تنزيله: (أُذِن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير).. فأنِعم بنا وأكرِم من بلابسة، وأكِره في المقابل وازدرِ ببلابسة المليشيا والكفيل، ممن باعوا نفوسهم للشيطان، وتنكروا لوطنهم وأهلهم سعياً وراء سلطةٍ زائلةٍ ومقاعدٍ رخيصة.. لم يحافظوا عليها مثلما فعل الرجال!
* هم يا باز بلابسة بالباطل، يساندون المليشيا سراً وعلانية ويتغاضون عن جرائمها المُنكرة ويبحثون لها عن الذرائع والمسوغات والمبررات، ونحن بلابسة بالحق لأننا نرفض العدوان وندافع عن الأرض والأهل والعرض والمال.. وشتان بين بلابسة وبلابسة!
* أختم مذكراً بأن أسوأ ما ورد في مقال الحبيب الباز دعوته إلى التعايش والتساهل مع داعمي المليشيا ومسانديها وحلفائها وغض الطرف عن البلاغات المفتوحة فيهم (بتهم الخيانة العظمى)، واستنكاره عقوبة العزل الاجتماعي الموقعة عليهم بأمر ملايين السودانيين المكتوين بنيران المليشيا وفداحة جرائمها وقبح فعالها، وهو عزلٌ عادلٌ يا عادل.. بل إنه عزل منطقي ومتوقع بات يسري بين أهل السودان بقانونٍ غير مكتوب، ويجعل الجنجا المُنقبين يتوارون خوفاً ورعباً من كل محفلٍ يضم سودانيين، حتى خارج حدود الوطن، حيث تتم مطاردتهم بالهتافات الغاضبة والمَسِيرات المُنددة والبصق على الوجوه النتنة والمشي على صورهم القبيحة بالنِعال، فيضطرون إلى الهروب من الأبواب الخلفية تحت حراسة الشرطة.. أما ما ينتظرهم في الداخل فذلك ما لن أتطرق له ولن أخوض فيه.. لأنه سيفسّر لهم حال حدوثه معنى (الحل في البل).. كما لم يسمعوه ولم يروه، وسيوضح لهم مغزى (بلبسة).. ومعنى (بل بس).. فهلا عادوا ليروا؟
د. مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتساب