نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا حول المشكلات التي تواجه القوات المسلحة الأوكرانية في الهجوم المضاد الذي بدأ مطلع يونيو الماضي دون أن يحقق أي نتائج.

وفي التقرير المنشور اليوم الخميس 28 سبتمبر، يعترف نائب قائد جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال فاديم سكيبيتسكي بأن اكتشاف رتل من الدبابات أو رتل من القوات الأوكرانية المتقدمة يمكن اكتشافه في ظرف 3-5 دقائق، واستهدافه في 3 دقائق أخرى"، لهذا أصبحت القدرة على البقاء أثناء الحركة لا تزيد عن 10 دقائق، وأصبح "تحقيق المفاجآت أمرا صعبا للغاية".

إقرأ المزيد "بوليتيكو" تكشف عن خلافات بين البنتاغون والخارجية حول تسليح كييف

ويتابع التقرير أن "الثورة التكنولوجية التي أشعلها الصراع الأوكراني تدعو إلى التشكيك في جدوى بعض المفاهيم الأساسية للعقيدة العسكرية الأمريكية"، وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على النصائح التي يعطيها المستشارون الأمريكيون لزملائهم الأوكرانيين.

ويشير التقرير إلى أن بعض الجنود يقولون إن مناورات الأسلحة المشتركة باستخدام مجموعات كبيرة من المركبات المدرعة والدبابات لتحقيق اختراقات سريعة، وهو ما توقعته واشنطن وحلفاؤها من الهجوم الأوكراني المضاد هذا الصيف، لم تعد ممكنة من حيث المبدأ. والنتيجة الحتمية، وفقا للقادة الأوكرانيين، هي أن الصراع لن ينتهي قريبا.

وقد صرح قائد جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريل بودانوف: "لسوء الحظ، فإن معظم هجومنا الآن يتم سيرا على الأقدام".

ويؤكد التقرير على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا هي صراع لم يشهده الجيش الأمريكي منذ كوريا في الخمسينيات، حيث تشكل التدريب العسكري الغربي الحديث، والمشتريات الدفاعية، من خلال عقود على عمليات مكافحة التمرد ضد خصوم أضعف بكثير في أماكن مثل العراق وأفغانستان، وهو ما أدى إلى التركيز على أنظمة الأسلحة المكلفة والمتطورة التي لا تدوم طويلا في صراع واسع النطاق مع خصم قوي.

من جانبه يقول تاراس شموت مدير مؤسسة Come Back Alive، التي تعمل على جمع الأموال لتزويد الوحدات الأوكرانية بطائرات مسيرة ومركبات وأسلحة: "إن كثيرا من المدرعات الغربية لا تعمل هنا لأنها لم تصنع من أجل الدخول إلى حرب شاملة، ولكن لصراعات ذات كثافة منخفضة أو متوسطة. فإذا قمت بزجها في هجوم جماعي، لن يكون لها أي نتيجة. وحتى أغلى الدبابات أثبتت أنها معرضة للألغام الأرضية".

والنتيجة الطبيعية، وفقا لشموت، أن ينصب التركيز على تزويد قوات الخطوط الأمامية بكمية أكبر من أرخص وأبسط هذه الأنظمة، وهو الدرس التاريخي الذي يعود بالذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية، عندما كانت دبابات T-34 السوفيتية ودبابات "شيرمان" الأمريكية الصنع أدنى بكثير من "ليوبارد" الألمانية، إلا أنه كان من الممكن إنتاجها بكميات كبيرة، ونشرها في الميدان بأعداد أكبر بكثير، ويمكن إصلاحها بسهولة أكبر في الميدان.

إضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن التشويش الروسي على إشارة نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وهي المشكلة المتزايدة بالنسبة للأسلحة المصنعة في الغرب (مثل صواريخ "هيمارس" والقذائف الدقيقة والقنابل الموجهة)، يضطر الطيار أن يقود الطائرات المسيرة بصريا، باستخدام خريطة القمر الصناعي على شاشته، ومقارنتها مع بث الكاميرا.

المصدر: Wall Street Journal

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبته في حظر استخدام الأطفال دون 15 عامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، مستندًا إلى حادثة طعن أودت بحياة معلمة في ضواحي باريس. غير أن تنفيذ هذا المقترح يواجه عقبات، فما هي؟ اعلان

سبق للحكومة الفرنسية اتخاذ إجراءات حمائية، مثل حظر الهواتف الذكية في المدارس، والحد من استخدام الشاشات في دور الحضانة، وإلزام منصات الإباحية بالتحقق من عمر المستخدمين، ما دفع بعض الشركات الكبرى إلى تعليق خدماتها في فرنسا الشهر الماضي.

لكن الحظر الشامل لوسائل التواصل الاجتماعي للأطفال قد يؤدي إلى صدام مع المفوضية الأوروبية ومنصات التواصل الاجتماعي. وفق تقرير لموقع "بوليتيكو".

كيف سيحصل ذلك؟

يعتمد الاتحاد الأوروبي لائحة تنظيمية على مستوى التكتل تمنح المفوضية صلاحيات إشرافية على المنصات الإلكترونية الكبيرة جدًا مثل وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، وتسمح بروكسل للدول الأعضاء بتحديد "سن الرشد الرقمي" بشرط أن يكون فوق 13 عامًا، مع إمكانية الوصول تحت موافقة الوالدين. لكنها لا تتبني طرح الرئيس الفرنسي، بحجة أن الحظر الشامل ليس ضمن أولوياتها، وتركز بدلًا من ذلك على إرشادات للتحقق من العمر.

في المقابل، يطالب ماكرون بنظام أوروبي موحّد، كما كان قد حذّر من أن بلاده قد تتخذ خطوات منفردة إذا لم تتحقق تعبئة أوروبية. لذلك، فإن أي قانون فرنسي في هذا الصدد قد يواجه طعنًا قانونيًا من المفوضية، حسب مراقبين.

Relatedهيئة تسوية النزاعات الأوروبية: فيسبوك يتصدر قائمة الشكاوى الخاصة بإزالة المحتوىبين الاضطرابات النفسية ووسائل الترفيه.. كيف نقيّم علاقة الأطفال بالهواتف الذكية؟ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكوماتصدام مع جماعات حماية الخصوصية

إلى جانب ذلك، يشير تقرير "بوليتيكو"، إلى أن باريس قد تواجه اعتراضات من جماعات حماية الخصوصية إذا قررت المضي قدمًا في مشروعها لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.

ففي وقت سابق، أقرت فرنسا آلية تحقق من العمر عبر الإنترنت باستخدام نظام مزدوج التعمية، حيث يطلع مدقق العمر المستقل على بيانات الشخص دون معرفة المنصة التي يرغب في زيارتها.

وقد حاز ذلك الإجراء على موافقة هيئة حماية البيانات (CNIL)، التي اعتبرت أنه يوفر حماية كافية للخصوصية.

مع ذلك، أكدت الهيئة أن استخدام التحقق من العمر يجب أن يقتصر على سياقات محددة، خاصة عند وجود مخاطر مباشرة على القاصرين.

كما حذرت من أن توسيع نطاق التحقق من العمر ليشمل جميع المنصات قد يؤدي إلى إنشاء "عالم رقمي مغلق"، حيث يُطلب من الأفراد إثبات أعمارهم أو هويتهم بشكل متكرر. واعتبرت أن مثل هذا النهج يهدد الحقوق الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، ويثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية.

تحديات للمشرعين وشركات التكنولوجيا

ويشير التقرير إلى أن قرار ماكرون قد يُشكِّل تحديًا كبيرًا للمُشرِّعين وشركات التكنولوجيا. فقد ذكرت وزيرة الرقمنة الدنماركية كارولين ستايج أولسن أن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن العاشرة لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في الدنمارك، أي أنه لا يوجد تقيّد حقيقي بالقوانين.

وفي سياق متصل، أكدت جيسيكا بيوتروفسكي، رئيسة كلية أبحاث الاتصال بجامعة أمستردام ومستشارة لشركة يوتيوب في قضايا حماية القاصرين، أنه "لا توجد بيانات" تدعم فعالية مثل هذه القرارات، مشيرة إلى أن الحظر قد يكون ضارًا، لأن القاصرين يجدون طرقًا بديلة للوصول."

ويزداد الموقف تعقيدًا بسبب الخلافات بين شركات التكنولوجيا الكبرى حول من يتحمل مسؤولية التحقق من أعمار المستخدمين. إ ذ أن شركات مثل ميتا وبعض منصات الإباحية ترى أن المسؤولية تقع على مشغلي أنظمة التشغيل مثل آبل (iOS) وغوغل (Android).

في المقابل، يؤكد مالكو أنظمة التشغيل أن تطبيقات التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عن منع المحتوى الضار من الوصول إلى القاصرين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • فيديوهات لانفجارات في تل أبيب.. وسقوط صواريخ من إيران واليمن
  • انفجارات تهز تل أبيب..أكبر هجوم صاروخي في تاريخ الاحتلال
  • هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: سنصدر تحذير قبل 10 دقائق من الهجوم الإيراني المتوقع
  • وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش يسحب قوات من غزة
  • من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
  • غرامة وحبس عامين .. احذر التلاعب في إجراءات إعلام الوراثة
  • عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية تزعم اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري وقائد القوات الجوية
  • إعلام عبري: الجيش أبلغ نتنياهو عدم قدرة إسرائيل وحدها على مواجهة إيران
  • حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟