سودانايل:
2024-06-20@13:31:54 GMT

إنا لله وإنا إليه راجعون !!

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

الصباح الجديد -
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالات (كوليرا) بولاية القضارف والخرطوم وبحسب وزير الصحة المكلف تم تسجيل 277 حالة إصابة بالكوليرا منها 19 وفاة بولايتي الخرطوم والقضارف.
وفي المقابل ذكرت رابطة الأطباء أنه تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في ولايات (القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم) في الفترة من منتصف أبريل وحتى منتصف سبتمبر الجاري.


من المؤكد أن هذه الأعداد للمصابين أو اللذين لقوا حتفهم جراء تفشي الوباء لا تشكل إلا قمة جبل الجليد وهي أقل بكثير من حالات الاشتباه بالإصابة في المنازل ومن دفنوا من دون تسجيل.
كيف لا يحدث ذلك وعشرات الهجمات تتوالى على منشآت الرعاية الصحية منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع ، ليتسبب الصراع في خروج غالبية مستشفيات الخرطوم من الخدمة.
الأنكأ هو ما ورد في تقرير الأمم المتحدة الأسبوع الماضي والذي كشف عن أن أكثر من 1200 طفل توفوا بسبب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في مخيمات النازحين بولاية النيل الأبيض بينما تشكل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا خطراً في كل أنحاء البلاد.
مرضى القلب وضغط الشرايين ومرضى الكلى وصل بهم الأمر جراء المعاناة القاسية التي يعشونها وعدم توفر الدواء إلى التسليم بقدرهم وإنتظار أن يقبض الله أرواحهم، وباتوا يودعون أسرهم ويتألمون ريثما تختطفهم يد المنون.
هكذا يتجرع المواطنون كل أنواع الموت البطيء، وليست النجاة في ألا تتصيدك أسلحة المتحاربين بل الموت يحيط بك من كل جانب ، ومع ذلك تصر الأطراف المتصارعة على مواصلة هذه الحرب طمعاً في السلطة.
من الواضح أن السودان مقبل على موسم أوبئة ومن لم يمت بالرصاص سيمت بالمرض وعلى الطرفين أن يدركا أن المرض لا يتسثني أحد، وأن العلاج الوحيد هو في وقف إطلاق النار حتى تصل الأدوية للمشافي وتصل الجرعات إلى افواه المصابين.
إن محاولات التغطية عبر الأكاذيب لم تعد مجدية وماعادت (فريات) إنتشار الإسهالات المائية بدل الإعلان عن وباء الكوليرا أو حمى الضنك مجدية فعدد الذين توفوا في القضارف تجاوز الـ80 بحسب نشطاء وهذا لا يدق ناقوس الخطر بل يشير إلى أن الخطر يمشي على أربع، ومع ذلك ما زال الحديث عن الفساد في توزيع الإغاثة ماثل والحكومة منشغلة بتقسيم الوزارات للإشراف عليها من قادة الجيش ونائب رئيس المجلس السيادي بدلاً من أن تسجل زيارة حتى الآن لمنطقة الوباء.
ويبقى السؤال من الذي ستحكمونه بعد أن يفنى الشعب السوداني ومن تبقى منه يعيش في معسكرات اللجوء مشرداً ؟ ولكي لا ننسى حتى الجنيه السوداني أصيب هذه الأيام بالكوليرا أيضاً وتعرض لتدهور حاد بإنخفاض قيمته لأدنى مستوى في تاريخه أمام العملات في السوق الموازية في حين أن وزير المالية يباهي بمشاركته رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش الفريق أول البرهان إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يهدد قائد الدعم السريع بتكوين حكومة موازية في الخرطوم (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السفر من مطار بورتسودان إلى الولايات الأخرى.. رحلة معاناة قاسية

رغم أن الخرطوم كانت نسبياً تقع على مسافة لابأس بها من كل الولايات، إلا أن السفر عبر مطارها كان بمثابة المعاناة لأهل 17 ولاية يتحتّم عليهم قطع مساحات شاسعة من بلد مترامية الأطراف وصولاً إلى العاصمة عند السفر خارج البلاد او قطع ذات المسافات عند العودة والتوجه نحو الأهل.

فقد كان على مواطني الشمال السفر عبر مطار الخرطوم رغم وجود مطاري دنقلا ومروي، وذات الشئ كان مفروضاً على سكّان إقليم دارفور الذي يبعد أكثر من ألف كيلو متر من العاصمة والذي توجد فيه ثلاث مطارات تأخذ الصبغة الدولية، وغير بعيد عن ذلك فإن أهل كردفان، كسلا، النيل الأبيض، النيل الأزرق وحتى البحر الأحمر كان عليهم أيضا حزم حقائبهم والتوجه شطر الخرطوم إن أرادوا السفر إلى خارج البلاد ويفعلوا ذات الشئ عند العودة.
وكثيراً ما جأر أهل السبعة عشر ولاية من احتكار السفر الدولي على مطار الخرطوم في دولة شاسعة المساحة تفتقد للطرق المسفلتة الجيدة ويعتبر السفر البري فيها عبارة عن قطعة من جحيم، وكثيراً ما طالب سكان الولايات بضرورة تشغيل مطارات أخرى للسفريات الخارجية لتقليل المعاناة، غير أن العقلية المركزية فرضت السفر عبر الخرطوم رغم نجاح تجربة سفر الحجاج من ولاياتهم.

وعقب اندلاع الحرب تفاقمت المعاناة لوجود مطار بورتسودان في أقصى الشمال الشرقي للبلاد، ومطار المدينة الساحلية يبعد عن أقرب ولاية مسافة 500 كيلو وعن أبعد ولاية أكثر من الف كيلو متر، وهذا يعني أن السفر إلى الخرطوم كان بمثابة رفاهية مقارنة بالسفر من والي بورتسودان.

ولتعضيد ماذهبنا إليه نتخذ معاناتنا الأخيرة مثالا، فعقب وصولنا البلاد ومغادرتنا مطار بورتسودان عند السابعة صباحا، خرجنا نحو الساحة الخارجية للمطار التي تقف فيها مركبات نقل الركاب الصغيرة وذلك حتى نتمكّن من السفر إلى ولاياتنا لصعوبة الدخول إلى مدينة بورتسودان لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وعدم وجود حجوزات في الفنادق، عملياً لم تكن هناك إمكانية للحاق برحلات البصات السياحية لأنها تتحرك من بورتسودان عند السادسة صباحا.
وكان خيارنا الوحيد حافلة ركاب صغيرة “هايس” ظللنا جلوسا داخلها وحولها حتى منتصف النهار، وعند الثانية عشر ظهراً امتلأت مقاعدها ونظير 100 الف جنيه للراكب تحركت في طريق بالغ السوء خاصة جنوب دورديب ووصلت إلى مقصدنا مدينة كسلا عند الساعة الحادية عشر ليلاً بعد رحلة شاقة .

وفي ذات يومنا ذلك كان معنا في رحلة طيران بدر عدد من الأخوة من منطقة المحس بالولاية الشمالية لم يجدوا حلا للسفر غير استئجار حافلة هايس نظير 130 ألف لكل راكب، ولم يجد عريس شاب ومرافقيه غير استئجار ليموزين إلى كوستي نظير مليون وسبعمائة ألف جنيه، وكذلك امرأة من المناقل كان عليها قطع تذكرة بمبلغ 120 ألف جنيه للوصول إلى القضارف وقضاء ليلة فيها ثم السفر في اليوم الثاني صوب الجزيرة، وهكذا تتعدد النماذج.
علماً بأن معظمنا قضى ليلة الأربعاء بمطارات خارجية، كما كان يوجد شباب قادمون من أوربا وامريكا عبر قطر ودبي وجدة،القاهرة في ذات صباح الخميس لقضاء العيد مع أهلهم، وهذا يعني ان الإرهاق الناتج من السهر قد امسك بتلابيب القادمين إلى مطار بورتسودان عبر رحلات قادمة من دبي، القاهرة، جدة والشارقة هبطت في وقت متقارب.

كل هؤلاء ما كان لهم ليتجرعوا كأس معاناة السفر من مطار بورتسودان براً صوب الولايات لو تمّ تشغيل مطاري دنقلا وكسلا بجانب مطار العاصمة الإدارية بورتسودان كمرحلة أولى بحكم أن الولايتين يسيطر عليهما الجيش ويظللهما الإستقرار الأمني.

ودخول مطاري كسلا ودنقلا بجانب مطار بورتسودان كان من شأنه تجسير المسافة وتوفير الراحة للمواطن، فمطار دنقلا يمكنه خدمة أهل الشمال والغرب، أما مطار كسلا فهو الأقرب لولايات الوسط والقضارف، وتشغيلهما كان يعني المزيد من الخيارات أمام المواطن وتقليل المعاناة والتكاليف المادية.

خُلاصة الأمر ورغم الظروف التي تمُر بها البلاد إلا أنه من المُمكن ومراعاة لمعاناة المواطن إدخال المزيد من المطارات في المناطق الآمنة للتشغيل للرحلات الدولية، وحدوث هذا يعني عدم تكرار ذات احتكار الخرطوم للسفر الخارجي،كما يمكن حال تعذر تسييّر رحلات دولية عبر مطاري كسلا ودنقلا أن يتمّ تسييّر رحلات داخلية بين مطار بورتسودان ومطاري دنقلا وكسلا والدمازين وذلك لتخفيف معاناة المواطن.

رئيس التحرير
طيران بلدنا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحذير عاجل من وزارة البئية: هذا ما تشير إليه التوقعات في الأيام المقبلة
  • السفر من مطار بورتسودان إلى الولايات الأخرى.. رحلة معاناة قاسية
  • رايحين يعيدوا.. تفاصيل مصرع أم وأطفالها الـ 3 انقلبت بهم السيارة في ترعة بالشرقية
  • ننشر تفاصيل مشروع قانون تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية
  • اشتباكات بين الجيش والدعم السريع جنوب الخرطوم وتحذير أممي
  • «دارك ويب».. الباب الخلفي للجرائم الإلكترونية
  • مواجهات عنيفة بالخرطوم والأمم المتحدة تحذر من تحديات إنسانية
  • عيساوي: قتل الثعبان
  • مسلمو “الروهينغا” أمام خطر جديد .. لا مكان لديهم للهروب إليه
  • تقدم ببطء وهم ينظرون إليه.. شاهد لحظة هجوم زورق حوثي مفخخ على السفينة التي غرقت بالبحر الأحمر