الإمارات.. ابتكارات علاجية تحيي آمال مرضى سرطان الدم
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
سرطانات الدم مجموعة من الأورام الخبيثة التي تؤثر على الدم ونخاع العظم والجهاز اللمفاوي، وتمثل تحدياً صحياً كبيراً على مستوى العالم. ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2020، يعتبر السرطان سبباً رئيسياً للوفاة حول العالم، حيث حصد المرض حياة نحو 10 ملايين شخص في ذاك العام لوحده، في حين أشارت دائرة الصحة – أبوظبي إلى أن سرطانات الدم بين أكثر 5 أنواع من السرطان مسببة للوفاة.
وأضاف: «هناك ثلاثة أنواع رئيسية لأورام الدم الخبيثة وهي ابيضاض الدم (لوكيميا)، والورم اللمفاوي (لمفوما) والورم النقوي المتعدد (ميلوما). ويحدث ابيضاض الدم في حال الإنتاج غير الطبيعي لخلايا الدم البيضاء، والورم اللمفاوي عند إنتاج الخلايا اللمفاوية بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بينما يُعزى الورم النقوي المتعدد إلى خلايا بلازما نخاع العظم. وعلى الرغم من أن المسببات الجينية لا تزال غير واضحة بشكل دقيق، إلا أن عوامل مثل التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية والالتهابات وخلل الجهاز المناعي قد تساهم في حدوث هذه الأمراض».
دقة تشخيص
من جهته، قال الدكتور شيرجيل سنا، طبيب استشاري في قسم الأورام الطبية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «أحدث التقدم التقني الطبي نقلة نوعية في التشخيص المبكر لأورام الدم الخبيثة وعلاجها. وساهم التقدم الحاصل في التقنيات الطبية في تحسين دقة تشخيص وعلاج هذه الأورام. ومكنتنا الابتكارات السباقة على غرار الجيل الجديد من التسلسل الجيني من إجراء تحليلات وراثية شاملة، والتعرّف على الطفرات الجينية المسؤولة عن الإصابة بالأورام الخبيثة. ومن ناحية أخرى، منحنا الاختبار الجزيئي القدرة على الكشف المبكر ومراقبة الاستجابة للعلاج من خلال تحليل التغيرات الجينية في الدم».
وأضاف: «على مستوى العلاج، ظهر العلاج المناعي والعلاجات الخلوية الجديدة كمنهجية ثورية أحدثت نقلة نوعية في المنهجيات العلاجية، حيث يسخر هذا العلاج النظام المناعي في سبيل محاربة الخلايا الخبيثة بكفاءة عالية. ويعتبر علاج رابط الخلايا التائية للجسم المضاد ثنائي الخصوصية (Bispecific T-cell Engager) مثالاً حياً عن ذلك، إذ يوحد تلك المنهجيات العلاجية لمكافحة خلايا الورم الخبيث، ويعمل على تفعيل الاستجابة المناعية ضد الخلايا الخبيثة».
مركز فاطمة بنت مبارك
وأشار إلى أن مركز فاطمة بنت مبارك في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، يتبنى منهجية شاملة ومتعددة التخصصات لرعاية الأورام، ويضع التشخيص المبكر والوقاية والعلاجات المصممة حسب الطلب كأولوية قصوى، ويحرص على التعاون مع كليفلاند كلينك الولايات المتحدة في هذا الإطار. ومن خلال الاستفادة من التقنيات المتطورة، يمضي المركز قدماً نحو تحسين جودة رعاية مرضى أورام الدم في دولة الإمارات وخارجها. واختتم الدكتور سنا بالقول: «تواصل التكنولوجيا الطبية تطورها يوماً تلو الآخر، وستكون دائماً حاضرة للارتقاء بسبل علاج أورام الدم الخبيثة، وتعزيز دقتها، ومنح المزيد من الأمل للمرضى».
سرطان الأطفال
أكد الدكتور محمد فهد عبدالله، استشاري أمراض الدم والأورام عند الأطفال بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، أن معدلات الشفاء في سرطانات الأطفال أعلى بنسبة كبيرة مقارنة بالسرطانات التي تصيب البالغين، ويصيب سرطان الدم الأطفال بشكل أكثر شيوعاً من بقية أنواع السرطانات، يليه سرطان الدماغ، ثم الأنواع الأخرى بنسبة أقل، موضحاً أن سبب الإصابة بسرطان الدم هو وجود استعداد جيني في نخاع العظم وخلل في الخلايا المكونة للدم، ما يؤدي لحدوث السرطان عند الأطفال، وأوضح أن سرطانات الأطفال ليست لها علاقة بالعوامل البيئية كالبالغين إنما لها علاقة بشكل أكبر بالاستعداد الخلقي للإصابة بالسرطان، وهذا لا يعني أنه مرض وراثي، لأن قسم كبير من سرطانات الأطفال يكون سببها الحقيقي مجهولاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سرطان الدم الإمارات مرضى السرطان السرطان مكافحة السرطان کلیفلاند کلینک سرطان الدم
إقرأ أيضاً:
عجلان الزاكي.. قصة ملهمة
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في عالم الطب الحديث، لا تقتصر قصص النجاح على الأبحاث والاختراعات، بل تتجسّد في أولئك الذين جعلوا من مهنتهم رسالة، ومن تجاربهم قصصاً ملهمةً للأجيال القادمة، والدكتور الإماراتي عجلان الزاكي، أحد هذه النماذج الذي جمع بين العلم، الإنسانية، والانتماء الوطني، ليصبح اليوم في طليعة المتخصصين في علاج الأورام على مستوى الإمارات والعالم، حيث يقود من العاصمة أبوظبي مركزاً متخصّصاً يُحدث فارقاً ملموساً في حياة مرضى السرطان.
تميز أكاديمي
بعد نحو عقدين من التميز الأكاديمي والبحثي في الولايات المتحدة، عاد د.عجلان الزاكي إلى الإمارات ليقود مركز «برجيل لأمراض الدم والأورام والعلاج الخلوي»، الذي يُعد من أبرز المراكز المتخصّصة في المنطقة، حيث يجمع بين أحدث ما توصل إليه الطب الحديث في مجال العلاجات المناعية والخلوية، وفي مقدمتها تقنية الخلايا التائية المعدّلة وراثيّاً (CAR T-cell)، ويتمتع المركز بكوادر طبية عالمية تحت قيادته، ويقدّم برامج علاجية شخصية تستند إلى أحدث الأبحاث السريرية، كما يُعتبر أول مركز في الإمارات يُطبق العلاجات الخلوية المتقدمة محلياً، ما يخفّف عن المرضى عبء السفر للعلاج في الخارج.
ويضم المركز بنية تحتية بحثية متطورة، تتيح تطوير علاجات مبتكرة موجهة لأكثر أنواع السرطان تعقيداً، ولا يقتصر تأثير المركز على المرضى داخل الدولة فحسب، بل يستقطب أيضاً العديد من المرضى من الخارج، لما يتميز به من ريادة إقليمية وتفوق في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة، ما يجعله وجهة علاجية مفضلة في المنطقة.
رحلة علمية
وعن قصته الملهمة في علاج السرطان، قال الزاكي: تخرجت في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن، وكنت أول إماراتي يُقبل في جمعية «ألفا أوميغا ألفا» الطبية الشرفية، وانضممت إلى برنامج «الطبيب العالم» المرموق، ثم حصلت على زمالة في أمراض الدم والأورام من مركز «إم دي أندرسون» الشهير، حيث حصلت على جائزة «وان كي هونغ» لتميزي في البحث العلمي، ولم يقتصر ذلك على الطب السريري، بل حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الحيوية بجامعة بنسلفانيا، حيث عملت باحثاً في معهد «هوارد هيوز» الطبي، ونلت جائزة «سولومون بولاك» للتميز في بحوث الهندسة الحيوية، إلى جانب حصولي على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية في جامعة «بوردو» بمرتبة الشرف.
وتابع: سافرت إلى الخارج بهدف العلم والحصول على أفضل تدريب مهني لما يقارب 20 عاماً، لكي أعود إلى الإمارات للمساهمة في خدمة وطني، وفي سجلي شهادات أكاديمية وتجارب عالمية، وخبرة أكتسبها من خلال العمل في العديد من المستشفيات والأكاديميات الدولية، مثل جامعات جورج واشنطن وبنسلفانيا وستانفورد، ومركز إم دي أندرسون المتخصّص في علاج أمراض الأورام.
إشادة
حصد عجلان الزاكي تكريمات وجوائز علمية عدة، منها «جائزة راشد للتميز العلمي» في الإمارات، و«جائزة مؤسسة الجليلة للبحوث»، كما نال إشادة كبار علماء طب الأورام حول العالم، بفضل مساهماته في مجالات العلاج المناعي، والتصوير الجزيئي، واستراتيجيات علاج اللمفوما والمايلوما.
ريادة
يُعد د. عجلان الزاكي من أبرز المتخصصين في علاج الأورام الدموية باستخدام تقنية CAR-T، وهي من أكثر العلاجات تقدماً في مجال السرطان، خصوصاً في الحالات التي فشلت فيها العلاجات التقليدية.
ابتكار علمي
وأوضح الزاكي أنه يقود توجهاً طبياً جديداً في الإمارات، يقوم على الدمج بين الرعاية الشخصية والابتكار العلمي، ورؤيته تتجسّد في تأسيس مركز شامل لعلاج الأورام، بحيث لا يقدم العلاج فقط، بل يستثمره أيضاً في التعليم والتدريب، ويستقطب أفضل العقول والخبرات لرفع جودة الرعاية الصحية الوطنية. وقال: تنسجم هذه الرؤية مع توجهات دولة الإمارات في تمكين المجتمع والاهتمام بالطاقات الشبابية الإماراتية، من خلال فتح الآفاق أمام الكفاءات الوطنية وتوفير البيئة التي تحتضن الطموحات العلمية والطبية.