في سويسرا كان السقوط من على الجليد سببًا في أن يصاب رجل يبلغ من العمر 46 عامًا، بالشلل؛ ليقضي فترات صعبة بعد الحادث، إذ فقد الأمل في السير على قدميه من جديد، لكن بسبب جراحة هي الأولى من نوعها في العالم، تقوم على تركيب شريحة صغيرة في دماغه تستخدم الذكاء الاصطناعي لقراءة أفكاره، وتترجمها إلى حركة أعضائه المشلولة، عاد المواطن للحركة من جديد، بحسب موقع «cnn»الأمريكي.

فكرة الشريحة التي أعادت القدم للحركة

«الحركة المدفوعة بالفكر» هي الطريقة التي تصف بها شركة Onward الهولندية زراعة شريحة لإعادة حركة قدم رجل مشلول، وهي العملية الأولى من نوعها في العالم، التي بعدها عاد الرجل للسير بشكل طبيعي بالتدريج.

وحول تفاصيل زراعة الشريحة في المخ والعمود الفقري، قالت الشركة: «في حين أنه لا يزال من السابق لأوانه تقديم النتائج الكاملة عن العملية، يسعدنا أن نعلن أن التكنولوجيا تعمل كما هو متوقع ويبدو أنها نجحت في إعادة تنشيط ذراعيه ويديه وأصابعه المشلولة».

مستقبل العملية في نيويورك

وبحسب الـCNN يعاني أكثر من ربع مليون أمريكي من درجات مختلفة من الشلل بسبب تلف الحبل الشوكي، لذا فإن مثل هذه التكنولوجيا يمكن أن تغير حياة كثيرين في يوم من الأيام، ووفق تصريح الشركة: «إذا كنت مصابًا بالشلل في يدك ولا يمكنك سوى الفتح والإغلاق، فإن الشريحة بإمكانها أن تحدث تغييرا كبيرا وفجأة يمكنك أن تأكل».

وقال الدكتور جريجوار كورتين، عالم الأعصاب الفرنسي، الذي خطرت له فكرة ما يسميه بـ«الجسر الرقمي» بين الدماغ والجسم منذ أكثر من عقد من الزمان: «إن تلك التكنولوجيا يمكنها أن تكسبك الاستقلال من خلال الربط بين الفكر والحركة».

تحول الخيال العلمي لحقيقة

كانت فكرة إثارة الأعصاب للعودة إلى العمل من جديد بمساعدة التكنولوجيا، متمثلة في شريحة صغيرة يتم زرعها في الجسم من الخيال العلمي؛ لذلك قالت الدكتورة جوسلين بلوخ، جراح الأعصاب السويسرية التي أجرت الجراحة: «إننا نستبدل هذه القطعة من العظم بهذه المجموعة من الأقطاب الكهربائية، ثم نغلق الجلد، ستعمل هذه الزرعة لاسلكيًا وتنشط تحفيز الحبل الشوكي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شريحة شلل استراليا

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة

طوّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا حسابيًا جديدًا قادرًا على التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة بدقة غير مسبوقة، مما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في تصميم أدوية فعالة ضد أمراض معدية مثل كوفيد-19 وHIV.

الذكاء الاصطناعي يتجاوز التحديات السابقة
رغم التقدم الكبير الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على "نماذج اللغة الكبيرة" (LLMs) في التنبؤ بهياكل البروتينات، إلا أنها واجهت صعوبات عند التعامل مع الأجسام المضادة، خاصة بسبب المناطق شديدة التغير فيها والمعروفة بـ"المناطق مفرطة التغير". للتغلب على هذه العقبة، ابتكر فريق (MIT) تقنية جديدة تحسّن أداء هذه النماذج وتمنحها القدرة على فهم تعقيدات هذه البروتينات المناعية.
تقول بوني بيرغر، أستاذة الرياضيات في (MIT) ورئيسة مجموعة الحوسبة والبيولوجيا في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL): «طريقتنا تسمح بالوصول إلى نطاق واسع من الاحتمالات، مما يتيح لنا إيجاد إبر حقيقية في كومة قش. وهذا قد يوفر على شركات الأدوية ملايين الدولارات بتجنب التجارب السريرية غير المجدية».

نموذج AbMap: أداة ذكية للتنقيب في بحر الأجسام المضادة
النموذج الجديد، الذي يحمل اسم (AbMap)، يعتمد على وحدتين مدربتين بشكل دقيق: الأولى تتعلم من بنى ثلاثية الأبعاد لحوالي 3000 جسم مضاد موجودة في قاعدة بيانات البروتينات (PDB)، والثانية تعتمد على بيانات تقيس مدى ارتباط أكثر من 3700 جسم مضاد بثلاثة أنواع مختلفة من المستضدات.
باستخدام (AbMap)، يمكن التنبؤ بهيكل الجسم المضاد وقوة ارتباطه بالمستضد، فقط من خلال تسلسل الأحماض الأمينية. وفي تجربة واقعية، استخدم الباحثون النموذج لتوليد ملايين التعديلات على أجسام مضادة تستهدف بروتين «سبايك» لفيروس SARS-CoV-2، وتمكّن النموذج من تحديد أكثرها فعالية.
وقد أظهرت التجارب بالتعاون مع شركة Sanofi أن 82 % من الأجسام المضادة المختارة باستخدام النموذج أظهرت أداءً أفضل من النسخ الأصلية.

اختصار الطريق نحو العلاجات الفعالة
يُعد هذا التقدم فرصة ذهبية لشركات الأدوية لتقليص الوقت والتكاليف اللازمة في مراحل البحث والتطوير. ووفقًا للبروفيسور روهيت سينغ، المؤلف المشارك للدراسة: «الشركات لا تريد المخاطرة بكل شيء في جسم مضاد واحد قد يفشل لاحقًا. النموذج يمنحها مجموعة من الخيارات القوية للمضي قدمًا بثقة».

تحليل الاستجابات المناعية على مستوى الأفراد
بعيدًا عن التطبيقات الدوائية، يُمكن للنموذج أن يُحدث نقلة في فهم التباين في الاستجابات المناعية بين الأفراد. فعلى سبيل المثال، لماذا يُصاب البعض بكوفيد-19 بشكل حاد، بينما ينجو آخرون دون أعراض؟ أو لماذا يبقى بعض الأشخاص غير مصابين بـHIV رغم تعرضهم للفيروس؟
الدراسة أظهرت أنه عند مقارنة البنية الثلاثية للأجسام المضادة بين الأفراد، فإن نسبة التشابه قد تكون أعلى بكثير من النسبة التي تُظهرها المقارنة الجينية التقليدية (10%). وهذا قد يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية عمل جهاز المناعة وتفاعله مع مسببات الأمراض المختلفة.
يقول سينغ: «هنا يتجلى دور نماذج اللغة الكبيرة بوضوح، فهي تجمع بين نطاق التحليل الواسع القائم على التسلسل الجيني ودقة التحليل البنيوي».

دعم وتمويل دولي
حظي البحث بدعم من شركة Sanofi وعيادة عبد اللطيف جميل لتعلم الآلة في مجال الصحة، مما يعكس تزايد اهتمام المؤسسات العالمية بالذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في الطب الحيوي.
بهذا الإنجاز، يُبرهن الذكاء الاصطناعي مجددًا على قدرته في إحداث ثورة صامتة في المختبرات الطبية، حيث لا تقتصر فوائده على التسريع والتحليل، بل تمتد لتوجيه القرارات الحاسمة التي قد تُنقذ أرواح الملايين.
أسامة عثمان (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «جيميني» يلخص الرسائل الطويلة في «جي ميل» الذكاء الاصطناعي يدخل غرف العمليات الجوية

مقالات مشابهة

  • لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
  • بعد حصولها على جائزتين دوليتين: في المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة
  • أخبار التكنولوجيا|غرامة ضخمة تهدد سامسونج بسبب براءات الاختراع.. هونر تطوير روبوت على شكل إنسان كجزء من جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟