التواضع بين قيمة الأخلاق وحدود الكرامة
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
في زمنٍ تداخلت فيه المفاهيم، وتبدلت فيه المعايير، يبقى التواضع علامة من علامات النبل، ودليلًا على نضج الشخصية ورُقيّ الأخلاق. فالتواضع لا يعني الضعف، ولا يقلل من قيمة الإنسان، بل يعكس قوة داخلية راسخة، لا تتكئ على الغرور، ولا تحتاج لإثبات الذات بإقصاء الآخرين أو التعالي عليهم.
غير أن من المؤسف أن بعض النفوس، المريضة بالكِبْر أو المصابة بعقد النقص، تسيء فهم التواضع، فتراه مذلة، وترى الطيبة سذاجة، والتسامح ضعفًا وتراجعًا.
والحقيقة أن العيب لا يكمن في التواضع، بل في من لا يُحسن قراءته. فالتواضع لا يُهين صاحبه، بل يكشف معادن من حوله؛ فمن قُدّم له التواضع ولم يعرف قدره، أساء استغلاله، ومن مُنح احترامًا ولم يقدّره، جعل منه وسيلة للتسلط والتجاوز.
هنا تظهر ضرورة التمييز بين التواضع وحفظ الكرامة. فأن تكون متواضعًا لا يعني أن تتنازل عن حقك أو تسمح بإهانتك. التواضع فضيلة حين يصحبه وعي، ويكون أقوى حين يحرسه احترام الذات. فكن طيبًا، لكن بحكمة، كريمًا دون أن تُستنزف، متواضعًا دون أن تُفسَّر رفعة أخلاقك على أنها ضعف.
القاعدة التي يجب أن تُرسَّخ في الوعي: عامل الناس بأخلاقك، لا بأخلاقهم، لكن لا تهدر كرامتك تحت شعار التسامح. فالقيم العظيمة لا تزدهر إلا بين من يُقدّرها، أما من يبتذلها، فلا يستحق أن تُمنح له.
نحن اليوم بحاجة إلى تواضعٍ تحرسه الكرامة، وإلى طيبةٍ يرافقها وعي، وإلى قوةٍ تُمارس برفق دون أن تتنازل عن هيبتها.
وفي الختام، يبقى التواضع زينة لا يتحلى بها إلا الكبار، ويبقى احترام الذات حدًا لا ينبغي تجاوزه، حتى تظل الأخلاق محفوظة، والكرامة مصونة، في زمن بات فيه فهم القيم أمرًا نادرًا.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
الكرامة يواجه أهلي حلب غداً في أبرز مباريات المرحلة الثامنة من الدوري الممتاز لكرة القدم
دمشق-سانا
يواجه الكرامة أهلي حلب في أبرز مباريات المرحلة الثامنة من الدوري الممتاز لكرة القدم، التي تنطلق غداً، وتشهد عدة مباريات في دمشق وطرطوس وحماة.
ويلتقي الطليعة مع الفتوة على ملعب الفيحاء بدمشق، والوحدة مع جبلة على ملعب الجلاء بدمشق، وتشرين مع الشرطة على ملعب الصالة في طرطوس، والوثبة مع الجيش على الملعب البلدي في حماة .
فعلى الملعب البلدي في إدلب سيكون لقاء المتصدر الكرامة مع الوصيف أهلي حلب لقاءً مهماً، فالفائز سيحصد نقاطاً مضاعفةً، ويتوقع أن تكون المباراة هجوميةً منذ لحظاتها الأولى، وخاصة أن كلا الفريقين يملك لاعبين من ذوي الخبرة والشباب معاً، كما يملكان خط الوسط الأقوى حتى الآن في الدوري.
وتختتم هذه المرحلة غداً بلقاء حطين مع الشعلة على أرض ملعب الفيحاء بدمشق .
ويتصدر الكرامة فرق الدوري برصيد 15 نقطة، يليه أهلي حلب ب 13 نقطة، وحطين والوثبة ولكل منهما 11 نقطة، ثم الوحدة والطليعة وتشرين لكل منهم تسع نقاط، فالجيش بسبع نقاط، فالشعلة بست نقاط ثم جبلة والشرطة والفتوة ولكل منهم خمس نقاط.
تابعوا أخبار سانا على