لوبوان: فرنسا غير مرغوب فيها في المنطقة المغاربية
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قالت مجلة لوبوان الفرنسية إن بلدان المغرب العربي، بعد منطقة الساحل، تبتعد عن باريس أكثر فأكثر، إذ لم يعد للمغرب سفير في فرنسا، وحظرت الجزائر التدريس باللغة الفرنسية، مما يعني أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إذا خطر بباله أن يزور رسميا إحدى عواصم المغرب العربي، فإنه قد يتلقى الرفض.
وأشارت المجلة -في تقرير بقلم بينوا دولما- إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية في أدنى مستوياتها، بعد أن رفضت الرباط بأدب عرض باريس مثل العديد من البلدان خدماتها ورجال إنقاذها عندما ضرب الزلزال 6 مناطق مغربية، مفضلة قطر والإمارات وإسبانيا والمملكة المتحدة في دبلوماسية المساعدات.
في الجزائر -كما تقول المجلة- واجهنا للتو ضربة جديدة إلى نسيج العلاقات الفرنسية الجزائرية بسبب قرار اتحذ هذا الأسبوع، لا لمنع استخدام اللغة الفرنسية في المدارس، بل لمنع برامج تدريس اللغة الفرنسية في القطاع الخاص، خاصة بهدف الحصول على البكالوريا الفرنسية، وذلك بعد تأجيل الزيارة الرسمية للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس عدة مرات، مما يشير إلى سوء علاقة فرنسا مع القوتين المغاربيتين.
وحتى في تونس، تجاهل الرئيس الفرنسي الانقلاب الذي قاده الرئيس قيس سعيد في عام 2021 عندما نسف القوس الديمقراطي لعام 2011، وبالفعل أغلقت فرنسا عينيها وواصلت التنويه بتونس كحل لأزمة الهجرة غير النظامية، ولكن القصر الرئاسي بقرطاج يواصل ترديد كلمة "السيادة" وعينه على موسكو ودول البريكس، كما أن ليبيا لم تعد محل زيارة بعد أن تفككت، ولا يبدو أن محاكمة الأموال الليبية المرتبطة بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ستحسن الصورة، وبالتالي فالطريق مسدود في كل اتجاه.
وخلصت المجلة إلى أن منطقة الساحل انتقلت إلى انقلابيين يتملقهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما اضطر باريس إلى المغادرة وترك الجهاديين يزدهرون بسهولة، حسب تعبير المجلة، أما في الشمال فلم تعد منطقة المغرب العربي في أيدي انقلابيين عديمي الخبرة ترشدهم روسيا عن بعد، ولكن الرياح السائدة ليست مواتية لفرنسا على كل حال.
وقد اندلعت أزمة المساعدات لأن فرنسا لم تستسغ -أو على وجه الدقة لم يستسغ إعلامها- استبعاد باريس من القائمة، وهي "الصديق" القريب القديم الذي تربطه علاقات متينة بالرباط، ولذلك بدأت الماكينة الإعلامية الفرنسية في تصويب السهام تجاه المغرب.
وفي أكثر من مناسبة، خرج ماكرون للحديث عن زلزال المغرب، وأكد غير مرة أن بلاده ستقدم المساعدة بمجرد أن يطلبها المغرب، كما خرج للمطالبة بعدم تحميل الأزمة ما لا تحتمل، إلا أن جميع الدلائل، رغم دعوات التهدئة، تشير إلى أن العلاقة بين القصر المغربي وماكرون وصلت إلى طريق مسدود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عاصفة الفشل: مهمة أمريكية سرية لإسقاط صنعاء تنتهي بكارثة
العاصمة اليمنية صنعاء (وكالات)
"اليمن لم تكن بغداد".. هكذا اختصرت مجلة عسكرية روسية المشهد بعد كشفها تفاصيل خطة أمريكية ضخمة لإسقاط صنعاء في غضون 30 يوماً، انتهت بإخفاق كبير وهزيمة غير معلنة للجيش الأقوى في العالم.
كشفت مجلة فوينيه أوبزرينيه الروسية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت على وشك تنفيذ أكبر حملة عسكرية ضد قوات "أنصار الله" في اليمن، بهدف القضاء على قدراتهم الصاروخية والبنية التحتية الدفاعية خلال شهر واحد فقط.
اقرأ أيضاً في قلب الخطر.. ترامب يروي كيف كادت زيارته السرّية للعراق تتحول إلى كارثة 16 مايو، 2025 واتساب يطلق قنبلة الخصوصية: هل يحق لك إعادة نشر ما ليس لك؟ 15 مايو، 2025لكن الخطة انتهت بكارثة ميدانية، جعلت ترامب يتراجع بشكل مفاجئ، ليس نتيجة اتفاق تهدئة كما تردد، بل بسبب خسائر صادمة أربكت حسابات البنتاغون.
وبحسب المجلة، فقد واجهت القوات الأميركية مفاجآت قاتلة في السماء اليمنية. الدفاعات الجوية لقوات صنعاء نجحت في إسقاط ما لا يقل عن 22 طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، المعروفة بدقتها وقدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى مقاتلات F-18، بل وحتى طائرة شبح من طراز F-35 التي تُعد من أعقد وأغلى التقنيات في الترسانة العسكرية الأميركية.
ووصفت المجلة ما جرى بأنه "كمين عسكري محكم"، كشف نقاط الضعف في أدوات التجسس والاستطلاع الأميركية، وسحق وهم التفوق التقني الذي كانت تراهن عليه واشنطن. وقد عُلِم أن هذه الخسائر تسببت في صدمة غير متوقعة داخل دوائر القيادة في وزارة الدفاع الأميركية، وسط تساؤلات مريرة عن فاعلية الاستراتيجية العسكرية ضد اليمن.
وتأكيدًا لما نشرته المجلة الروسية، كانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت أن ترامب أعطى الضوء الأخضر في مارس الماضي لتحريك حاملتي طائرات وسرب من قاذفات B-2، في محاولة لضرب القدرات الصاروخية للحوثيين خلال 30 يومًا. غير أن العمليات العسكرية واجهت مقاومة "شرسة وغير متوقعة"، دفعت ترامب إلى الانسحاب تحت غطاء وساطة عمانية.
وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت للصحيفة الأميركية، فإن ترامب كان يعتقد أن اليمن سيكون "ساحة سهلة" شبيهة ببغداد بعد اغتيال قاسم سليماني، إلا أن الصدمة كانت كبيرة حين اكتشف أن الدفاعات اليمنية تمكّنت من تحييد طائرات الاستطلاع الأميركية التي كانت تشكل العمود الفقري في تحديد الأهداف.
وأضاف التقرير أن قدرات الرصد اليمنية استطاعت رصد ومهاجمة طائرات "شبحية" مثل F-35، وهو ما فتح الباب لانتقادات واسعة داخل المؤسسة العسكرية الأميركية حول جدوى المليارات التي صُرفت على هذا النوع من التكنولوجيا.
من إسقاط صنعاء إلى تهديد تل أبيب؟:
وفي ختام تقريرها، حذّرت المجلة الروسية من أن إخفاق الحملة الأميركية أعطى "أنصار الله" دفعة استراتيجية كبيرة، إذ باتوا في وضع يمكّنهم من تحويل بوصلتهم نحو أهداف جديدة في المنطقة.
وذكرت المجلة صراحة: "بعد انسحاب ترامب عبر الوساطة العمانية، أصبح الطريق ممهداً لتحويل الأنظار نحو إسرائيل."