الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير مجال المحاسبة
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
كثيرًا ما تمنيتَ أن يصبح اليوم مائة ساعة بدلًا من الـ24 حتى تستطيع إنهاء المهام المطلوبة، الخاصة بأنواع المحاسبة المختلفة من تسويات، حسابات ضرائب، إدارة دفاتر، وغيرها. كذلك يظل التخلص من جميع المهام الروتينية حُلم كل محاسب ليصبح قادرًا على أداء المهام الأكثر أهمية.
ماذا لو أتى الوقت الذي تتحق فيه أحلام اليقظة؟من المتوقع تواجد معدلات ذكاء تتخطى معدلات الذكاء الإنساني، كما أن قدرات الإنسان ستصبح محدودة في وقت ما.
إذًا نحن في نهاية المطاف نتناول مُنتج من صنع البشر يختصر الكثير من الوقت ويسهل مهام عدة، يتعلم من البيانات التي يغذيه المبرمجون بها ويبني عليها خبرته وأنشطته. إنه الذكاء الاصطناعي بلا شك!
في هذا المقال، نتناول الذكاء الاصطناعي ودوره الفعال في عالم الأعمال في العموم وفي مجال المحاسبة بالأخص. هل هو فرصة جديدة للمحاسبين لتنمية مهاراتهم أم تحدي آخر يضاف إلى التحديات التي يواجهونها في سوق العمل؟
دور التطور التكنولوجي في مجالات العمل المختلفةيترك التطور التكنولوجي على مجالات العمل المختلفة أثرًا قويًا. فيغير المفاهيم ويصنع مهام جديدة ويلغي مهام أخرى، بناء على احتياجات العمل والمستقبل الذي يراه المطورون أفضل للمجال. فقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة جميع الصناعات من الرعاية الصحية إلى العقارات، ومن الخدمات المالية إلى التعليم، وقد شمل تأثير التطور التقني الجوانب الآتية:
1 - تحليلات أدقسمحت التكنولوجيا بإمكانية تحليل بيانات أضخم وساعدت الموظفين على الإلمام بكل موقف بكفاءة. كما أصبح للإدارات إمكانية اتخاذ قرارات أفضل تحقق النتائج المستهدفة.
2 - تقييم المخاطر واكتشاف محاولات الاحتيالكل شركة لها مخاطرها المتوقع أن تتعرض لها في رحلتها نحو النجاح والنمو. ساعد التطور التكنولوجي في الحصول على بيئة تستطيع التعامل مع العناصر المختلفة المسببة للأزمات المالية. فتتنبأ بها وتكتشفها وتولد منها فرص.
3 - تواصل موثق وتفاعل أفضلمن خلال الحلول البرمجية المختلفة، أصبح التواصل بين الأفراد في الأقسام المختلفة أسهل وأسرع. ساهم هذا في بناء بيئة عمل أساسها الشفافية والتبادل السهل للمعلومات ومشاركتها أدى إلى تماسك قوي بين عناصر العمل.
4 - مزيد من الأمن والخصوصيةبيانات العملاء والوثائق الهامة الخاصة بالشركة أصبحت في أيدٍ أكثر أمانة. بأدوات التكنولوجيا، يمكن تحديد الصلاحيات وإعطاء السماحية المناسبة لكل موظف.
5 - إنتاجية أعلىبتوفير الحلول الذكية التي تحقق كفاءة أعلى لتنفيذ الأعمال، ينتج الموظفين إنتاجًا أكبر في الحجم وبمعدلات أسرع. فتصبح تقارير العمل أسهل في الإعداد وتتوفر متابعة أدق للموظفين.
6 - توسيع قاعدة العملاءمن خلال التكامل والدمج المتوفر في الحلول البرمجية، أصبح من الممكن ربط المبيعات، بالتسويق، بخدمات ما بعد البيع. فتضمن بذلك انتقال سلس للعميل من مرحلة التواصل الأولي إلى مرحلة الاحتفاظ به وكسب ولاءه.
7 - خفض التكاليفاستخدام حلول متكاملة فعالة للأعمال تجمع مختلف المهام على نفس واجهة المستخدم. يحقق هذا فائدة لمختلف مجالات العمل منها المحاسبة الإلكترونية والمعالجات لتصبح كلها رقمية خالية من الأخطاء البشرية المكلفة.
كيف يمكن للمحاسبين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟كل موظف يبحث دائمًا عن الأدوات التي تساعده على إنجاز أكبر قدر من المهام في وقت أقل وبكفاءة أعلى. وهو ما يؤثر في النهاية بالإيجاب على الشركة التي يعمل بها ويساعده كفرد على تطوير مهاراته والترقي سريعًا والحصول على مميزات أكثر.
بغض النظر عن دورك كمحاسب في المؤسسة التي تعمل بها، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين المُخرجات التي تقدمها في عملك، فيساعدك في الوظائف التالية:
1 - مراجعة الحساباتبتواجد الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في عمليات المراجعة الحسابية، ستستطيع إدارتها بسلاسة دون قيود ولتستهلك خلال وقت أقل. فتوفر دقة أعلى للتركيز على المهام ذات القيم الأعلى. فتستطيع تفسير البيانات وإجراء التوصيات الاستراتيجية.
2 - التحليل الماليالرؤى وتحليلات البيانات، وقياس الأداء، والتنبؤات المالية كلها مهام تصبح أسرع مع برامج محاسبية شاملة تتفاعل مع موقف الشركة المالي. بناءً على ما لديك من بيانات تستطيع تحديد اتجاهات الشركة ومعرفة الإجراءات المثالية الداعمة للشركة.
3 - مسك الدفاتربمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكنك اختصار الكثير من مهام الدفترة التي تخدم أنواع المحاسبة المتنوعة وفروعها. فيمكن للذكاء الاصطناعي إدخال البيانات تلقائيًا في الخانات التي من المفترض أن تدخلها إليها في الحالة اليدوية. بناءً على البيانات المسجلة مسبقًا يمكنه إعداد الفواتير وإنشاء التقارير المالية.
4 - محاسبة التكاليفينجح الذكاء الاصطناعي في تجميع بيانات التكاليف من مختلف المصادر، من المخزون والمبيعات والإنتاج والنفقات العامة وغيرها، لتضاف في موضع واحد.كما يسهل ويحسن عرض البيانات لتصبح تفاصيل تكلفة كل نشاط واضحة.
5 - إدارة الحسابات الدائنةتضمن حلول الذكاء الاصطناعي دورات معالجة أسرع للحسابات الدائنة. مع كل تحويل مالي أو نشاط تجاري خاص بها، يظهر تأثيره على الحل. كما تتضمن وظائفه مهام مثل ترميز الفاتورة، تخطيط ترقيم الحسابات وإعطاء كل حساب في دفتر الأستاذ العام رمزًا مميزًا، كشف العمليات المتكررة، وغيرها.
عيوب تطور الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاسبةرغم أن تطور الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاسبة له فرصه، إلا أنه يصحبه تحديات بلا شك قد تؤثر على المسار المهني للمحاسبين، وتظهر العيوب كالآتي:
1 - تسريح الموظفينالذكاء الاصطناعي فرصة لتطوير المهارات لأن المحاسبين ممن يملكون مهارة واحد يستطيع الذكاء الاصطناعي تنفيذها لن يحتفظوا بمكانهم في الشركة. لهذا ينبغي إثراء معرفتك وخبرتك ببقية التخصصات المحاسبية، وبهذا تقلل احتمالية لجوء صاحب العمل إلى الآلة كبديل.
2 - خصوصية البياناتيحتاج الذكاء الاصطناعي إلى الاطلاع على بيانات ضخمة ليساعدك على تحليلها ويقدم لك الموجز الذي يساهم في القرارات المالية والتجارية. هذه السماحية المطلقة، قد تثير الشكوك والتساؤلات أحيانًا والشك في إساءة استخدامها فيما يضر بالشركة. لهذا ينبغي مراجعة الشروط والأحكام الخاصة بالبرنامج قبل إعطاء الأذون له.
3 - التحيزرغم أن الذكاء الاصطناعي آلة إلا أنه لا تزال توجد احتمالية تحيز موضوعة من قبل المبرمجين أثناء التطوير. هذا يؤدي إلى نتائج غير دقيقة وتحليلات تخدم أهداف غير معلنة، توجه الشركات نحو إجراءات مالية معينة وتبني سياسات تجارية ليست الأفضل للشركات.
4 - صعوبة البيانات الصادرةأحيانًا ينتج الذكاء الاصطناعي بيانات صعبة الفهم، مما يجعل مهمة المحاسب أصعب. فبدلًا من اختصار الوقت، تضاف إليك مهمة تحليل بيانات الآلة. لتستطيع إعداد تقارير وعرض نتائج على أصحاب المصلحة من مديرين وشركاء ومستثمرين وغيرهم.
5 - المجازفة بخصوصية البياناتيحتاج الذكاء الاصطناعي إلى الاطلاع على بيانات ضخمة ليساعدك على تحليلها ويساهم في صنع القرارات المالية والتجارية. هذه السماحية المطلقة قد تتسبب في قرصنة بيانات العملاء. بالوصول إلى قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي، يمكن تعديل المعلومات لكل مستخدم أو عميل، مما يعرض سلامة السجلات للخطر.
الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر. هذا يحتاج منك إلى متابعة مستمرو ومعرفة الجديد فيه لتستطيع تطويعه لصالح المحاسبة دون التأثير على مسارك المهني. متابعتك لأحدث الأخبار وأفضل الأدوات المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى الإطلاع على مصادر موثوقة. تقدم هذه المصادر كل ما هو جديد في هذا المجال وكل ما له صلة بالمحاسبة. أحد أهم هذه المصادر هو موقع المحاسب، فهو يدعم المحاسبين بالأساليب والممارسات الفعالة والمتنوعة لضمان عمل تجاري يتمتع بتدفق نقدي مستقر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
مصر والسودان .. تطوير العلاقات وشراكة استراتيجية في النقل النهري
استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور بجمهورية السودان، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة، بحضور عدد من القيادات المعنية من الجانبين.
يأتي اللقاء في إطار تعزيز العلاقات والتكامل الاستراتيجي بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشقيقة.
تنفيذ المشروعات التنمويةوأكد نائب رئيس الوزراء المصري خلال اللقاء أن العلاقات المصرية السودانية في مجال النقل تشهد تطوراً كبيراً على كافة المستويات، مشيراً إلى حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية والبنية التحتية في السودان، ومشاركة الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى ففي مجال النقل النهري.
أحد ركائز الشراكة الاستراتيجيةوأوضح كامل الوزير أن التعاون بين الجانبين في مجال النقل النهري يمثل أحد ركائز الشراكة الاستراتيجية، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة للنقل النهري المصرية، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، وسلطة الملاحة النهرية السودانية لتطوير الرصيف النهري الحالي لميناء وادي حلفا، بقيمة تعاقدية نحو 300 مليون جنيه مصري، بنسبة تنفيذ بلغت حتى الآن 69 %كما يجري حالياً تزويد وصيانة المساعدات الملاحية بطول 350 كم بين أسوان ووادي حلفا، لتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع.
وتعقد اللجنة الفنية الدائمة المشتركة للنقل النهري بشكل منتظم، والتي كان آخرها في أغسطس 2021 بالخرطوم كما يوجد تعاون مشترك في مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، حيث تعد السودان من الدول الأعضاء باللجنة التوجيهية للمشروع.
إسناد مشروعات التنمية العمرانية لشركات مصريةأما بالنسبة لمشروعات الطرق والتنمية العمرانية، أكد نائب رئيس الوزراء المصري أن القيادة السياسية في السودان أبدت رغبة واضحة في إسناد مشروعات التنمية العمرانية لشركات مصرية متميزة في مجالات البنية التحتية، مثل شركة المقاولون العرب، الهيئة العامة للطرق والكباري، الشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل، شركة النصر العامة للمقاولات (حسن علام) مشيراً إلى تطلع السودان إلى إعادة تأهيل كباري "الحلفايا" و"شمبات" بولاية الخرطوم في أقرب وقت، في ظل استعداد مصر الكامل لدعم هذه الجهود التنموية.
وفي قطاع الموانئ البرية أوضح الوزير أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة تقوم بتنسيق دائم لتيسير إجراءات العبور من والى السودان، وتسهيل حركة التبادل التجاري، وعبور الافراد، والمركبات، وعبور المساعدات الإنسانية الى دولة السودان الشقيقة من خلال زيادة أعداد العاملين بكل من مينائي أرقين وقسطل لاستيعاب الكثافات، وكذلك زيادة الخدمات الإدارية خدمات الاعاشة لخدمة العابرين. والسعي لتسريع إجراءات التخليص الجمركي لتجنب التكدسات.
كامل الوزير: شركاتنا مستعدة لتنفيذ مشروعات كبرى في تشاد بجودة عالمية
كامل الوزير: 28 صناعة واعدة تتمتع بالأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية
كامل الوزير: حل أزمة قطع غيار السيارات الأمريكية وفتح آفاق استثمارية جديدة مع واشنطن
كامل الوزير يتابع تنفيذ وصلة طهطا لربط المنطقة الصناعية بطريق الصعيد الصحراوي
كما تم مناقشة التعديلات الجديدة التي أقرها الجانب السوداني بشأن رسوم العبور، وأثرها على حركة التجارة والاتفاق على مقترح الجانب المصري بتشكيل لجنة مشتركة لحل العقبات التشغيلية والإجرائية في المعابر البرية.
وفي مجال النقل البري أشار الوزير إلي أنه تم مناقشة أبرز التحديات في النقل البري، خاصة تأخر إصدار التأشيرات للسائقين المصريين، وما يتطلبه من تسهيل الإجراءات ومد فترة التأشيرة إلى 6 أشهر متعددة الدخول، وكذلك الحاجة لتكثيف العمل في المعابر السودانية لتقليل فترات الانتظار وتيسير عبور الشاحنات.
وأكد نائب رئيس الوزراء المصري علي أهمية مشروع الربط السككي بين البلدين، حيث أنه جارى التنسيق مع الجانب السوداني لبدء تنفيذ دراسة الربط السككى بين البلدين بتمويل من خلال منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، كما تم مناقشة أوجه التعاون في مجال النقل البحري، حيث أكد الوزير علي استعداد هيئة ميناء الإسكندرية لاستقبال البضائع السودانية المصدرة والمستوردة، وإعادة شحنها إلى السودان عبر الوسائط المختلفة.
كما تم بحث التعاون المستقبلي في مجال النقل البحري
من خلال التعاون بين الشركة القابضة للنقل البحري والبري، التي تتمتع بخبرات فنية وتشغيلية واسعة في مجالات تداول مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك الحاويات والبضائع الصب والعامة، إلى جانب خبرتها في إدارة وتشغيل محطات الموانئ وبين ميناء بورتسودان السوداني حيث يهدف هذا التنسيق والتعاون إلى إعداد رؤية متكاملة لتشغيل الميناء ، بما يضمن الكفاءة التشغيلية وتعظيم العائدات. كما سيتم فتح المجال أمام شركات القطاع الخاص، من خلال الغرف الملاحية، لدراسة المشروع وتقديم العروض المناسبة، بما يسهم في دعم التعاون الإقليمي وتعزيز دور الموانئ في حركة التجارة والخدمات اللوجستية بالمنطقة.
وفي ختام اللقاء، أكد الفريق مهندس كامل الوزير أن التنسيق المشترك بين البلدين في قطاع النقل يسهم في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية، ويعزز من فرص التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة، مؤكداً حرص مصر على تقديم كل سبل الدعم للأشقاء في السودان في هذه المرحلة الهامة.
كما أعرب المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور بجمهورية السودان، عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن الزيارة شكّلت فرصة هامة للاطلاع على الرؤى التنموية المشتركة، ومناقشة أولويات المرحلة المقبلة من المشروعات التي يمكن التعاون فيها بين الجانبين.
وأشار الوزير إلى أهمية تعزيز الشراكة مع الشركات المصرية الكبرى، خاصة في مجالات النقل والبنية التحتية، بما يحقق المنفعة المتبادلة ويسهم في دفع جهود التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.