حكومة إيران تمنع ارتياد مدارس أجنبية لا تعتمد المناهج التعليمية للجمهورية الإسلامية
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
زادت السلطات من وتيرة انتقادها للدول الغربية وخصوصا الأوروبية، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها إيران اعتبارا من منتصف أيلول/سبتمبر 2022، بعد وفاة مهسا أميني.
بدأ العام التربوي الجديد في إيران بشكل مختلف في المدارس الدولية في طهران، بعدما حظرت الحكومة على الأطفال الإيرانيين أو مزدوجي الجنسية ارتياد مدارس أجنبية لا تعتمد المنهاج التعليمي للجمهورية الإسلامية.
وهذا الأسبوع، التحق 60 تلميذا فقط بالمدرسة الفرنسية بدلا من 359 كانوا قد تسجلوا في أيلول/سبتمبر. أما المدرسة الألمانية، فاستقبلت نحو 50 تلميذا من إجمالي 380 تسجّلوا.
وتعد المدرستان أبرز مؤسستين أجنبيتين تأثرتا بالقرار الجديد.
وقال أحد ذوي التلامذة "هذا وضع صعب للغاية. لا نعرف ما سنقوم به مع ولدينا اللذين أصبحا فجأة بلا مدرسة".
وأشار بأسى الى أن طفليه "لم يعرفا غير المدرسة الفرنسية" في تعليمهما.
وأبلغت المؤسسات التعليمية والسفارات بشكل مفاجئ في أيلول/سبتمبر، بتعميم حكومي يقضي بمنع المدارس الأجنبية من استقبال تلامذة إيرانيين.
رداً على الرسوم الكاريكاتورية "المهينة" لخامنئي.. إيران تغلق المعهد الفرنسي للبحوث وباريس تردالمزيد من التلميذات الإيرانيات يتعرَّضن للتسميم والهدف "إغلاق مدارس الفتيات"ووفق وكالة "تسنيم"، تنتشر 12 مؤسسة تعليمية كهذه في إيران، ثمانية منها في طهران بينها فرنسية وألمانية وهندية وإيطالية وتركية وغيرها. وقبل دخول القرار الجديد حيّز التنفيذ، كانت هذه المدارس تستقبل أكثر من ألفي تلميذ، وفق المصدر ذاته.
لكن الوكالة أشارت الى أن "10٪ فقط من هؤلاء التلامذة كانوا يحترمون" القواعد المعمول بها، مشيرة على وجه الخصوص الى أن على الإيرانيين اتباع المنهاج المعتمد في البلاد.
وتنطبق هذه القواعد أيضا على الأطفال الذين يحملون جنسية ثانية، اذ لا تعترف طهران بازدواج الجنسية، وتتعامل مع من يحملون جنسية دولة أخرى على أنهم إيرانيون حصرا.
وفتحت المدرسة الفرنسية أبوابها في شمال طهران خلال الثمانينات من القرن الماضي، لكنها تستقبل حاليا ثمانية تلامذة فرنسيين فقط في ظل تراجع عدد الرعايا الأجانب المقيمين في العاصمة.
وغادرت الغالبية العظمى من الشركات الفرنسية، حالها حال معظم المؤسسات الدولية، إيران وسحبت موظفيها الأجانب بعدما أعادت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على طهران بعد الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وإضافة الى الأطفال الثمانية، ستبقى أبواب المدرسة الفرنسية مفتوحة أمام 71 تلميذا أجنبيا معظمهم أبناء دبلوماسيين، في حين دفع القرار الحكومي 54 تلميذا فرنسيا-إيرانيا و110 تلامذة إيرانيين و116 تلميذا إيرانيا يحملون جنسية ثانية، الى التوقف عن التعلّم في هذه المدرسة.
وبعدما سعت لإقناع السلطات الإيرانية بالعودة عن قرارها، أنشأت السفارة الفرنسية خلية أزمة لمساعدة ذوي التلامذة. وسجّل بعض هؤلاء أطفالهم في مدرسة تدرّس باللغة الانكليزية وتعتمد المنهاج الإيراني، ويعتزم آخرون تعليمهم في المنازل، بينما قررت أقلية منهم الرحيل الى دول أوروبية.
وقالت والدة تلميذين في المدرسة الألمانية "أيا يكن الحل، سينعكس صدمة لدى الأطفال الذين سيخسرون موجّهاتِهم وأصدقاءهم... هذا أشبه بتمزيقهم".
وأضافت "نحن ندفع ثمنا مكلفا لأسباب سياسية خارج عن أيدينا".
ومنذ أشهر، تبذل السلطات الإيرانية في عهد الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، جهودا لمواجهة المظاهر "الغربية" في المجتمع، والتي ترى أنها تقوّض المبادئ التي أرستها الثورة الإسلامية في عام 1979.
وزادت السلطات من وتيرة انتقادها للدول الغربية وخصوصا الأوروبية، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها إيران اعتبارا من منتصف أيلول/سبتمبر 2022، بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما) إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
ردا على عقوبات أوروبية.. إيران تفرض عقوبات انتقامية على أفراد وكيانات في الاتحاد الأوروبي وبريطانياماكرون يكيل المديح للمحتجات الإيرانيات ويقول إنهن يرين في الحجاب "أداة لإخضاعهن"واعتبرت السلطات التحركات الاحتجاجية عموما "أعمال شغب" يدعمها الغرب. كما قامت بحجب عدد من تطبيقات التواصل الاجتماعي وفرض قيود على الانترنت.
وشكلت المؤسسات التعليمية ميدانا أساسيا للتحركات، وشارك فيها كثيرون ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر.
وأوضحت وكالة تسنيم أن من بين الانتقادات الموجهة الى المدارس الأجنبية هي أن "الكتب الرسمية الموافق عليها من قبل وزارة التعليم، لا تشكّل مرتكزا للتدريس في أي منها".
وأكدت أن بعض المدارس تعتمد على كتب وفق المناهج الأميركية أوالبريطانية.
ورأى أحد ذوي تلامذة المدرسة الفرنسية أن سحب الطلاب الإيرانيين يعني "خسارة مساحة للحوار بين إيران وفرنسا. الأمر مؤسف لأن للبلدين الكثير لتشاركه"
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قطر: صناعة التجميل تواكب الاتجاهات العالمية والعناية بالبشرة لم تعد حكراً على النساء! بوتين سيزور قرغيزستان في أول زيارة خارجية منذ إصدار مذكرة توقيفه فيديو: غاية في الحلاوة ... شبلا فهد حديثا الولادة في البيرو الإسلام مدارس إيران تدريب ـ تمرينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الإسلام مدارس إيران تدريب ـ تمرين الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية دونالد ترامب إسبانيا السعودية الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية المدرسة الفرنسیة أیلول سبتمبر یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
رويترز: إيران قد تعلق تخصيب اليورانيوم في اتفاق سياسي
نقلت وكالة رويترز عن مصدرين إيرانيين أن طهران قد تعلق تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن أموال إيرانية مجمدة واعترفت بحق إيران في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني بموجب "اتفاق سياسي" قد يفضي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقا.
وأضاف المصدران الرسميان المقربان من فريق التفاوض الإيراني، اليوم الأربعاء، أنه "يمكن التوصل إلى تفاهم سياسي مع الولايات المتحدة قريبا" إذا قبلت واشنطن شروط طهران.
وقال أحد المصدرين إن الأمر لم يُناقش بعد في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وذكر المصدران أن إيران ستوقف تخصيب اليورانيوم لمدة عام وترسل جزءا من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج أو تحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية، بموجب الاتفاق.
ترامب متفائل
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إن بلاده تجري "محادثات جيدة" مع إيران، وإنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولة بتهم ارتكاب جرائم حرب- من اتخاذ أي إجراء ضد إيران.
وتابع ترامب خلال مؤتمر صحفي "أخبرت نتنياهو أنه من غير المناسب اتخاذ إجراء ضد إيران لأننا قريبون للغاية من التوصل إلى حل"، وأضاف "أعتقد أن إيران تريد إبرام صفقة"، مشيرا إلى إمكانية إنجاز الأمر خلال الأسابيع المقبلة.
إعلانوخلال الأسابيع الماضية، عقدت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي بوساطة سلطنة عمان.
وتدعو الولايات المتحدة إيران إلى التخلي عما لديها من يورانيوم عالي التخصيب وإرساله خارج البلاد، أما طهران فتطالب برفع العقوبات عنها والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي كما حدث عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى.