الذكرى الـ50 لنصر أكتوبر.. لماذا يرفض المصريين التطبيع الشعبي مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
في السنوات الأخيرة، شهد الوطن العربي تحولات تاريخية في الديناميكيات الجيوسياسية، مما أدى إلى قيام العديد من الدول العربية بإقامة علاقات تطبيع دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، إسرائيل.
وكانت مصر، بعد توقيعها على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، من أوائل الدول العربية التي اعترفت رسميًا بدولة إسرائيل. وبينما توجد علاقات دبلوماسية على المستوى الحكومي، لا يزال الشعب المصري غير راغب في قبول هذا التطبيع، مما يسلط الضوء على مشاعر عميقة تتجاوز السياسة.
السياق التاريخي:
إن تاريخ العلاقات المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي معقد ومتشابك بشكل عميق. وأدت اتفاقيات كامب ديفيد، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، إلى توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. وبموجب المعاهدة، اعترفت مصر بحق إسرائيل في الوجود، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وأعادتها إلى السيادة المصرية.
كانت معاهدة السلام إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا، لكنها قوبلت بردود فعل رافضة وغاضبة بين الشعب المصري. وبينما كان المقصود من الاتفاق تحقيق الاستقرار في المنطقة وفتح الباب أمام التعاون الاقتصادي، إلا أنه جاء أيضًا بنصيبه من الرفض الشعبي.
لماذا تستمر المقاومة:التضامن مع القضية الفلسطينية: أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار مقاومة المصريين التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الشعبي في مصر هو الروابط التاريخية والثقافية التي تربط الأمة بالشعب الفلسطيني. لقد كانت مصر مؤيدًا قويًا للحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية، ويشعر العديد من المصريين بإحساس عميق بالتضامن مع القضية الفلسطينية. وينظر البعض إلى التطبيع الشعبي مع إسرائيل على أنه خيانة لهذا التضامن.
إرث الوحشية الصهيونية للاحتلال الإسرائيلي: ترك الاحتلال أثرًا دائمًا على الذاكرة الجماعية للمصريين. ولا يزال الكثيرون يتذكرون الصراعات وتهجير الفلسطينيين، مما يجعل من الصعب قبول التطبيع الكامل مع إسرائيل.
الدعاية والإعلام: لعبت وسائل الإعلام والدعاية دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام.
العوامل السياسية: الاعتبارات السياسية المحلية لها دور أيضاً. وتحتفظ بعض الجماعات والحركات السياسية المصرية بموقف مناهض لإسرائيل كجزء من برنامجها الأيديولوجي، وتعارض بشدة جهود التطبيع.
التأثير على التطبيع:وبينما تحتفظ مصر بعلاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل وتشارك في التعاون الاقتصادي والأمني، فإن مقاومة التطبيع على المستوى الشعبي يمكن أن تشكل تحديات. يمكن أن تؤثر المشاعر العامة على سياسات الحكومة والقرارات الدبلوماسية، وقد تحد من عمق التفاعلات الشعبية بين البلدين.
علاوة على ذلك، فإن إحجام العديد من المصريين عن تبني التطبيع يسلط الضوء على التعقيد الذي يواجه تحقيق السلام الشامل والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط. ولا تزال المشاعر العميقة المرتبطة بالقضية الفلسطينية والسياق التاريخي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي تشكل التصورات في المنطقة.
ختامًا، إن رفض العديد من المصريين الاعتراف بإسرائيل على المستوى الشعبي والمحلي هو قضية متعددة الأوجه متجذرة في التاريخ والثقافة والسياسة. ورغم وجود العلاقات الدبلوماسية، فإن هذه المقاومة تسلط الضوء على الأهمية الدائمة للقضية الفلسطينية في قلوب وعقول الشعب المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل التطبيع التطبيع الشعبي الكيان الصهيونى الاحتلال مصر نصر اكتوبر على المستوى مع إسرائیل العدید من
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية تطالب بحماية دولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة
اقتحم مستوطنون إسرائيليون، صباح الخميس، قرية عرب المليحات شمال غرب أريحا، برفقة مواشي تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد في هجمات المستوطنين في الأراضي المحتلة، ومطالبات رسمية بـ"حماية دولية".
وأوضح المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، أن المستعمرين اقتحموا التجمع وانتشروا بين مساكن المواطنين برفقة مواشيهم تحت حماية من قوات الاحتلال.
وأكد لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن هذا الاقتحام يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات الممنهجة التي تستهدف التجمعات البدوية الفلسطينية في الأغوار.
وهاجم مستعمرون، بعد منتصف ليلة الأربعاء، مركبات المواطنين قرب قرية المنيا جنوب شرق بيت لحم.
وأفادت مصادر أمنية، بأن مستعمرين تجمعوا عند المنيا، ورشقوا مركبات المواطنين المارة على الشارع الرئيس بالحجارة، دون ان يبلغ عن أضرار أو اصابات.
الأربعاء، استشهد 3 فلسطينيين خلال اندلاع مواجهات عنيفة في قرية كفر مالك قرب رام الله بعد اقتحام نحو 30 مستوطنًا للقرية وإشعال النار في المباني والسيارات الفلسطينية فيها.
من جانبها، طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين
وأدانت وزارة الخارجية "الهجمات الإرهابية التي تشنّها ميليشيات المستعمرين المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين العُزّل، والتي كان آخرها في بلدة كفر مالك شرق رام الله، حيث أضرموا النيران في عدد من المنازل والمركبات، وأطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على المواطنين في القرية، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين داخل منازلهم وإصابة عدد كبير من المدنيين".
وقالت الوزارة: "وفي مشهد يعكس تواطؤ سلطات الاحتلال مع هذه الميليشيات الإرهابية، منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى المصابين".
وحمّلت الخارجية "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة".
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وآخرها في كفر مالك، تستدعي تشكيل لجان حماية رسمية وشعبية عاجلة للتصدي لهذه الجرائم.
كما أشادت الحركة بتصدي أهالي كفر مالك لهجوم قطعان المستوطنين وعصابات الاحتلال.
وحثّت على ضرب المحتل وقطعان مستوطنيه بكل قوة في كافة نقاط التماس بالضفة الغربية المحتلة.
ودعت حماس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لأخذ دورها الطبيعي في حماية الشعب والإفراج الفوري عن كافة المقاومين والمعتقلين السياسيين لديها.