التحريات: طلقة بالخطأ تسببت في مقتل سيدة علي يد شقيقها بسوهاج
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
كشفت تحريات وحدة مباحث مركز شرطة جرجا، برئاسة المقدم محمد جادالله رئيس المباحث، في واقعة وفاة ربة منزل تبلغ من العمر 40 عامًا بطلق خرطوش بناحية نجع الشيخ التابع لقرية خارفة دائرة المركز، أن السيدة توفيت نتيجة عبث شقيقها بسلاح خرطوش كان بحوزته وخرجت منه طلقة عن طريق الخطأ.
باستجواب والد المتوفاة “ مزارع”.
جرى ضبط المتهم، والسلاح المستخدم بإرشاده، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو الوارد بالبلاغ.
بداية الواقعة.. بتلقى مركز شرطة جرجا بمديرية أمن سوهاج بلاغًا يفيد بوفاة سيدة عقب إصابتها بطلق نارى، وتم نقلها للمستشفى، والتحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى.
بالانتقال والفحص تبين وفاة ربة منزل ومقيمة بناحية نجع الشيخ التابع لقرية خارفة دائرة المركز مصابة "برش خرطوش بالصدر"، وتوفيت عقب وصولها للمستشفي، وبإجراء التحريات تبين أن الوفاة نتيجة عبث شقيق المجني عليها بسلاح خرطوش كان بحوزته خرجت منه طلقة عن طريق الخطأ.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخضرت النيابة العامة للتحقيق، وصرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من كافة الاجراءات القانونية اللازمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التحريات مقتل سيدة شقيقها سوهاج
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الخطأ والخطيئة وكيفية تجازوهما في الشرع الشريف
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الشرعُ الشريف فرَّق بين الخطأ والخطيئة بتوفُّر القصدِ وعدمه؛ فإذا لم يتوفَّر القصدُ فهو خطأ، وإذا توافر القصدُ فهي خطيئة. والخطأُ معفوٌّ عنه غالبًا، ولا يترتّب عليه إثمٌ في الجملة، أمّا الخطيئة فيترتّب عليها إثم، وتحتاج إلى طلب الغفران.
الخطأ والخطيئةوأوضح فضيلته أن الشرعُ الشريف رتب برنامجًا مُحكَمًا لمحاصرة تداعيات الخطأ والخطيئة، من أجل تجاوزهما والبدء من جديد، ونذكر ذلك في حقائق تُبيِّن المقصود:
الحقيقة الأولى:
أنّ تأصيل الفرق بين الخطأ والخطيئة يظهر في الحديث الذي وضعه البخاري أوّل حديثٍ في «صحيحه» باعتباره مفتاحًا من مفاتيح فهم الشرع الشريف؛ قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى…».
والنيّة في اللغة: القصدُ المؤكَّد. وهذا الحديثُ يجعلُ الإنسان يراعي ربَّه الذي يعلم ظاهرَه وباطنَه، وعملَه ونيّتَه. ويؤكِّد هذا الفرقَ قولُ النبي ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
ومن هنا قد يكون هناك أجرٌ عند بذل الجهد مع الوقوع في الخطأ، كقوله ﷺ: «مَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»، لأنّه لم يَقْصِد الإساءة أو الأذيّة، بل أراد الصلاحَ ولو لم يَصِل إليه.
وفي المقابل فإنَّ هناك ذنبًا وإثمًا على المتعمِّد للأذيّة، كإخوةِ يوسفَ بعد ما ارتكبوه من جريمة؛ حكى اللهُ عنهم فقال: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: ٩٧].
فاعترفوا بذلك بجريمتهم وذنبهم، وكلمة «خَاطِئِينَ» هنا تشمل فعلَ الذنب، سواء كان من قبيل الخطأ أو من قبيل الخطيئة.
الحقيقة الثانية:
قولُه ﷺ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ».
وكلمة «خَطَّاء» صيغةُ مبالغةٍ من اسمِ الفاعل «خاطئ»، المشتملِ على الأمرين: الخطأ والخطيئة. ومن هنا علَّمنا رسولُ الله ﷺ الإقلاعَ عن الخطأ والخطيئة معًا؛ فكان – وهو المعصوم ﷺ – يقول: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».
الحقيقة الثالثة:
أنَّ الوقوعَ في الخطأ قد يترتَّب عليه ضررٌ يستوجب التعويضَ والغرامةَ من ناحية، ويستوجب التربيةَ وضبطَ النفس من ناحيةٍ ثانية، ويستوجب الاعتذارَ وتسليةَ المتضرِّر بعقابِ النفس من ناحيةٍ ثالثة.
وأحسن مثالٍ لذلك هو القتلُ الخطأ الذي يكون على سبيل الحادثة، لا على سبيل العمد ولا شبه العمد؛ إلا أنّ الله سبحانه وتعالى قد رتّب عليه الدِّية، وهي غرامةٌ ماليةٌ لأهل القتيل، ورتّب عليه – في الجملة – كفّارةً من تحرير رقبةٍ مؤمنة، فإن لم يجد فصيامُ شهرين متتابعين، وهذا نوعٌ من أنواع التربية للنفس، وشيوعُ مفهوم عدم الاستهانة بهذا الفعل حتى قبل وقوعه كثقافةٍ عامّةٍ في الناس، وفيه أيضًا معنى الاعتذار لأهل القتيل، وأنَّ حبسَ النفس عن مألوف طعامها وشرابها لمدة شهرين متتابعين يؤكِّد عدمَ العُدوان، ويؤكِّد الحزنَ على النتيجة التي ترتّبت على ذلك الفعل.
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٢–٩٣].
الحقيقة الرابعة:
أنَّ سيدَنا رسولَ الله ﷺ أمرنا ببرنامجٍ متكاملٍ بإزاء الخطأ والخطيئة، يبدأ بالاستغفار والتوبة التي تشتمل على: الإقلاعِ عن الذنب، والندمِ على الفعل، والعزمِ على عدم العَود إليه مرةً أخرى. وقد يحتاج هذا إلى كفّارة، وإلى غرامة، وإلى ردِّ الحقوق إلى أصحابها.
ومع هذا فقد أمرنا بعدمِ تتبُّع العورات واصطيادِ الأخطاء أو الخطايا، وأمرنا بالستر الجميل، وأمرنا بالعفو والتجاوز، وأمرنا بعدم التعيير؛ فقال ﷺ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وقال ﷺ: «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ». وقال ﷺ: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الجِذْلَ – أَوِ الجِذْعَ – فِي عَيْنِ نَفْسِهِ».
وقال ﷺ: «لا تُوذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ».
وقال ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا».
وقال تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: ١٠٩].