دبي تستضيف مؤتمرا يناقش حلولاً مستدامة لتحديات المختبرات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
دبي (الاتحاد)
تحت رعاية هيئة الصحة دبي، انطلقت اليوم السبت فعاليات اليوم الأول من الدورة الخامسة لمؤتمر الجمعية الأميركية للكيمياء السريرية في الشرق الأوسط الذي تنظمه مختبرات «لايف دياجنوستكس» والجمعية الأميركية للكمياء السريرية (AACC) لمدة يومين في فندق جراند حياة دبي، بمشاركة 1800 خبير وطبيب ومختص وفني في مجالات الطب والتحاليل الطبية من مختلف دول العالم.
وتعتبر مشاركة الخبراء والمختصين في الدورة الحالية الأكبر مقارنة بالدورات السابقة، نظراً لأهمية المحاور والنقاشات المطروحة في المؤتمر، والتي يأتي على رأسها طرق الاستفادة من البيانات الضخمة (البيج داتا)، التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي في المختبرات، وكيفية الاستفادة من الفحوصات الشاملة التي تجرى للأجنة من عمر 10 أسابيع فما فوق في استشراف الأمراض المتوقعة والوقاية منها، وآليات الاستفادة من فحوصات الدم لحديثي الولادة من عمر الولادة وحتى 5 سنوات في إيجاد خارطة وقائية من الأمراض المستعصية، إضافة إلى دراسة دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات الكوادر العاملة في مجال المختبرات.
وأشاد الدكتور حسام فؤاد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمختبرات لايف دياجنوستكس، «الشريك الاستراتيجي للمؤتمر»، بالدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات وإمارة دبي ممثلة في هيئة الصحة في استضافة المؤتمرات الدولية المهمة في القطاع الصحي، مشيراً إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تستضيف مؤتمر الجمعية الأميركية للكيمياء السريرية الذي يمتد عمر إقامته لأكثر من 50 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف فؤاد أن أهمية المؤتمر تنبع من أنه يناقش القضايا العالمية الحديثة في علم المختبرات ويستشرف مستقبل تلك التحديات التي تواجهها المختبرات ويضع حلولاً قابلة للتطبيق لها، موضحاً أن المؤتمر يضم نخبة من الخبراء والمختصين في علوم المختبرات حول العالم من الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط، حيث سجل اليوم الأول حضور 1800 مختص في علوم المختبرات للاطلاع على المستجدات العالمية، سواء من خلال الأبحاث العلمية أو التقنيات الحديثة المستخدمة.
وكشف فؤاد عن "افتتاح مختبرات لايف دياجنوستكس، أكاديمية ومركزا تشخيصيا متكاملا للفحوصات المخبرية والإشعاعية في مدينة أبوظبي بالشراكة مع جامعات أكاديمية في الدولة خلال الربع الأول من 2024، موضحاً أن الأكاديمية ستهتم بتدريب المختصين في علم المختبرات من المواطنين والمقيمين في الدولة، لا سيما في التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها طب المختبرات والتي تحتم علينا إطلاعهم على أحدث التوجهات العالمية والدراسات العلمية الحديثة المتعلقة بالمختبرات والكيمياء السريرية".
من ناحيتها، قالت الدكتورة رانيا بدير، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر والمدير الطبي لمختبرات لايف دياجنوستكس إن المؤتمر فرصة سنوية لتعزيز الابتكار وتطوير الكيمياء السريرية عبر فعاليات الدورة الخامسة للمؤتمر، مشيرة إلى أهمية طب المختبرات في العصر الحديث حيث إن قرارات الأطباء تعتمد بنسبة تفوق الـ 80% على نتائج المختبر.
وأوضحت بدير أنه جرى التركيز خلال الدورة الحالية للمؤتمر على أهمية تشخيص الأمراض المستعصية للأطفال حديثي الولادة من خلال مسوحات شاملة، وبالتالي تجنب كثير من الأمراض المتوقعة، لافتة إلى أهمية إجراء فحوصات شاملة للحوامل والأجنة بداية من الأسبوع العاشر في الحمل لاكتشاف الأمراض المتوقعة ووضع خطة علاجية استباقية لها.
من ناحيته، أشار الدكتور أحمد الفارس كبير علماء الأبحاث الاستشاريين- مركز الجينوم الطبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي، إلى أهمية فحوصات الأمراض الوراثية في الحد من ارتفاع الأمراض الوراثية، مما يؤدي لإبعاد شبح هذه الأمراض أو على الأقل الحد من نسبة حدوثها على المدى البعيد، لافتاً إلى أهمية وسائل التشخيص المبكر الحديثة التي تساعد في كشف الأمراض في مرحلة مبكرة، لا سيما في مرحلة الأطفال من حديثي الولادة وبالتالي تقديم العلاج في الوقت المناسب لمنع تفاقم الأمراض الوراثية التي تؤثر على الفرد، والأسرة، والمجتمع، وبالتالي فهم المعلومات الوراثية والطبية المعقدة بأبسط طريقة ممكنة.
واستعرض الخبراء المشاركون في المؤتمر برنامجاً علمياً مكثفاً تم إعداده من قبل نخبة من خبراء الجمعية الأميركية وأساتذة الطب المخبري في الشرق الأوسط، حيث تطرق جدول أعمال المؤتمر إلى عدة موضوعات حيوية خلال الجلسات التفاعلية وورش العمل التي تهدف إلى إحداث ثورة في عالم خدمات المختبرات السريرية من خلال 6 مسارات علمية رئيسية تم خلالها تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال المختبرات وتقنيات الفحص وتطبيقاتها وذلك استكمالا للنجاح الذي حققته الدورات السابقة للمؤتمر.
وناقش المؤتمر عدة موضوعات من بينها طرق الاستفادة المثلى من تحليل البيانات في دعم خدمات المختبرات السريرية وفحوصات حديثي الولادة ومراحل الطفولة مع التركيز على الفحوصات المعملية والطب الوقائي والموضوعات الحيوية في التشخيص المخبري وكيفية عمل المختبرات وطب الطوارئ وطرق استخدام فحص «التروبونين» عالي الحساسية، فضلاً عن مناقشة أحدث المستجدات في مجال علم الجينوم سريع التغير لمساعدة الأطباء.
كما تطرقت نقاشات اليوم الأول للمؤتمر إلى عدة موضوعات من بينها طرق الاستفادة المثلى من تحليل البيانات في دعم خدمات المختبرات السريرية، وفحوصات حديثي الولادة ومراحل الطفولة، مع التركيز على الفحوصات المعملية والطب الوقائي والموضوعات الحيوية في التشخيص المخبري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر طبي هيئة الصحة بدبي حدیثی الولادة الشرق الأوسط إلى أهمیة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لماذا لم تغير الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الشرق الأوسط
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، قالت فيه إنّ: "صفقات السلام تبدو مراوغة وأنّ دول الخليج تخشى من الحرب التي لم تنته بعد؛ وإنّ الضربة الأمريكية الوحيدة ضد المفاعلات النووية الإيرانية، الشهر الماضي اكتسبت أهمية استثنائية".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "المؤيدون والمعارضون على حد سواء، اعتقدوا أنها ستترك عواقب وخيمة. بينما خشي المنتقدون من أن تجر الشرق الأوسط إلى حرب أوسع".
واستطرد: "لكن هذا السيناريو المروع لم يتحقق، على الأقل حتى الآن، فقد اكتفت إيران برد رمزي ضد أمريكا وبعد ذلك بوقت قصير، أنهى وقف إطلاق النار القتال بين إيران وإسرائيل".
وأوضح: "بعد انتهاء حرب الـ 12 يوما ، يتحدث مؤيدو الضربة الآن عن تحول في المنطقة. ويعتقد ترامب أنه قادر على إيجاد موقعين جدد للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم لعام 2020، التي طبعت بموجبها أربع دول عربية علاقاتها مع إسرائيل".
وفي السياق نفسه، بيّن التقرير أنّ: "الرئيس قد تحدّث مع قناة فوكس نيوز في 29 حزيران/ يونيو، بالقول: أعتقد أننا سنبدأ في حشد الدعم، لأن إيران كانت المشكلة الرئيسية"، مردفا: "أطلق نتنياهو نفس التصريحات زاعما أن "انتصار" إسرائيل ضد إيران فتح فرصة دراماتيكية لتوسيع اتفاقيات السلام".
واسترسل: "يكمن الخوف في أن الحرب لم تكن تحولية، بل كانت مجرد حرب غير حاسمة. وهذا لا يعني أن حديث ترامب عن اتفاقيات سلام موسعة ضرب من الخيال. يبدو من المحتمل أن يوقع أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، اتفاقية مع إسرائيل في الأشهر المقبلة".
"يريد الشرع وضع حد للهجمات الإسرائيلية على بلاده، وهو أمر متكرر منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر. كما يريد تعزيز مكانته في الغرب" أضاف التقرير نفسه، مردفا: "بالمقابل فالوضع أكثر تعقيدا في لبنان المجاور، حيث خاض حزب الله، حربا ضد إسرائيل العام الماضي. كما أصبح توم باراك، السفير الأمريكي لدى تركيا، مبعوث ترامب في بلاد الشام".
واستدرك: "في الشهر الماضي، أعطى الحكومة اللبنانية موعدا نهائيا: تريد أمريكا من حزب الله تسليم أسلحته بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر (بعد عام من وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب). وحتى يفعل ذلك، لن يتبرع أحد بالمليارات لإعادة الإعمار بعد الحرب".
وتابع: "حتى لو نزع سلاحه، سيظل له رأي في السياسة اللبنانية. وسيعارض التطبيع مع إسرائيل، كما يفعل كثير من اللبنانيين الآخرين. لذا، قد لا تكون معاهدة السلام وشيكة".
وأورد: "إلا أن السعودية، التي حاربت الحوثيين في الماضي، تشعر بالقلق من تجدد الحرب التي قد تؤدي إلى ضربات صاروخية جديدة على أراضيها. ففقدان الدعم الإيراني سيكون بمثابة ضربة للحوثيين، لكن لا يزال لدى الجماعة عشرات الآلاف من المقاتلين ومصادر دخل ثابتة".
وأردف: "لا يبدو أن إيران مهتمة بتقديم تنازلات: ففي الثاني من تموز/ يوليو، أمر رئيسها، مسعود بيزشكيان، إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتستنتج إيران أن ردع إسرائيل وأمريكا يتطلب صواريخ باليستية أكثر دقة، بدرجة تضاعف جهودها في بنائها".
وأضاف: "من الصعب ردع الخصوم البعيدين بالصواريخ. وفي محادثات الشهر الماضي، ذكر العديد من الدبلوماسيين في الخليج مثال كوريا الشمالية. فقد حمت سلالة كيم نفسها من الهجوم الأمريكي بتوجيه الكثير من قطع المدفعية والصواريخ قصيرة المدى نحو سيول، عاصمة كوريا الجنوبية".
ومضى بالقول إنّ: "مع ذلك، يصر هؤلاء المسؤولون أنفسهم الآن على أن حربا قصيرة مع إيران مهدت الطريق للسلام الإقليمي - بغض النظر عن جميع العقبات السياسية والعسكرية التي لا تزال قائمة".