وزيرا الخارجية الكويتي والعماني يبحثان التطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بحث وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، التطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة.
جاء ذلك، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاتحاد الأوروبي، في العاصمة العُمانية مسقط.
وذكرت وزارة الخارجية الكويتية، أن اللقاء تناول أيضا الموضوعات والقضايا المطروحة في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي المشترك، والبنود المدرجة على جدول أعماله، وبالأخص ما يتعلق بالحيثيات التاريخية المذكورة في قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق بشأن اتفاقية خور عبد الله، وعدد من الموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة الشراكة الخليجية الأوروبية وتطلعاتها المستقبلية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الفلسفة الراهنة في مواجهة التحديات المعاصرة
رغم الاختلاف المنهجي الواضح بين الدين والفلسفة، من حيث أن الدين ينطلق من مسلمات بينما لا تعرف الفلسفة المسلمات، فكل قضاياها موضع نقاش وتستلزم تبريرات عقلية، بينما يقوم الدين على الإيمان بقضاياه والتسليم بها. رغم هذا الاختلاف، فلقد برهن تاريخ العصور الوسطى على حاجة الدين المسيحي والإسلامي للفلسفة تعريفا وتوثيقا عقليا بحقيقته وبجوهره ودفاعا عنه ضد موجات التشكيك، وهو الدور الذي أداه الفكر الفلسفي بنجاح. تعود الآن هذه الحاجة للفكر الفلسفي لتطل برأسها بقوة في زمننا المعاصر تفرضها الظروف ليس دفاعا عن الدين فقط ولكن توضيحا لحقيقته دفاعا عن السلام والأمن العالميين. وإلى توضيح القول:
يتنامى في عالمنا المعاصر تياران يهزان عرش السلام والأمن العالميين وهما تيار الإلحاد وتيار التطرف الديني الذي يصاحبه العنف. كلا التيارين موجه في أغلبه للأمة العربية للأسف. أحدهما حادث في الداخل والآخر في الداخل والخارج. تكمن خطورة الأول في أن الدين يمثل في أمتنا العربية على الأقل عنصرا مهما من عناصر الهوية وبالتالي فإن زيادة عدد الملحدين وتنامي هذه الظاهرة قد يؤدي إلى زعزعة أحد أركان الهوية وزعزعة السلم الداخلي في المجتمعات العربية مما قد يؤثر في الاستقرار والأمن المجتمعيين وهو ما ينعكس بالضرورة على المجتمعات الأخرى.
أما خطورة التطرف الديني فهي أوضح من الحديث عنها ذلك أننا نحيا مظاهره المتمثلة في كل مظاهر العنف والتي تحدث في أماكن متفرقة من العالم، كما نلمس عواقبه الحالية المتمثلة في نشأة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم والتي أدت إلى كراهية المسلمين والعداء الصريح لهم إما جهلا بحقيقة الإسلام أو استغلالا لما يحدث من المتطرفين للإساءة المتعمدة للإسلام والمسلمين. أما عواقبه المستقبلة فرغم أننا لا نعرفها الآن فإنه من الممكن التنبؤ بأن إحدى هذه النتائج على الأقل ستكون صراعات لا تنتهي بين المسلمين والكارهين له مما يفقد العالم الأمن والسلام الذين تطلبهما كل الشرائع ودعاة العلمانية على حد سواء.
من هنا كانت الحاجة الراهنة للفلسفة توضيحا لحقيقة الدين ضد دعاوى الإلحاد والتطرف. هذا التوضيح للصورة الحقيقية للإسلام من شأنه أن يحقق هدفين ساميين: الأول هو الاحتفاظ للمؤمن بإيمانه وبدينه، ومن ثم استقرار حياته في الدنيا والثواب في الآخرة واستقرار المجتمعات العربية الإسلامية، والثاني هو الحفاظ على الأمن والسلام العالميين بتوضيح صورة الإسلام لغير المسلم بأن الإسلام دين سلم وسلام وتعايش واحترام للآخر مما يؤدي إلى نبذ كراهية الآخر للدين الإسلامي وغلق الباب أمام المغرضين والراغبين في إحداث وقيعة بين المسلمين وغيرهم، ومن ثم التقريب بين الشعوب للعيش في سلام وأمان وهو الهدف البعيد لجميع بني البشر.
كل من الإلحاد والتطرف موقف فكري من الدين يترجمه البعض في سلوك ظاهر بينما يكتمه البعض الآخر. من هنا كان من الضروري مواجهتهم فكرا بفكر بتفنيد حجج خطاباتهم أو تفكيكها من الداخل، ذلك أن الرد عليهم بالاستعانة بآيات من القرآن وأحاديث نبوية قد لا يحدث الأثر المطلوب إما لرفضهم من الأساس للدين الإسلامي وبالتالي عدم قناعتهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية -وهو حال الملحدين- أو لرفضهم للتفسيرات المعتدلة للدين التي يتبنّاها الدين الوسطي وهو حال المتطرفين. من هنا تأتي أهمية الفلسفة كمبحث ينتهج التفكير العقلي سبيلا.
الإلحاد ظاهرة بدأت تتنامى في بعض دولنا العربية، وإذا أردنا مناقشة حججها -وهو ما سنحاول فعله الآن- نجد أنها أضعف من أن تصمد أمام أي فكر سوي.
بالعودة لتاريخ البشرية نجد أن الدين كان جزءا من هوية البشر منذ القدم، شغل فكر الإنسان واعتمد عليه الناس في تفسير كثير من أمور الحياة. فعلى الرغم من أن الديانة التوحيدية -أي الإقرار بإله واحد أحد- ظهرت منذ آدم عليه السلام، أول الأنبياء قاطبة، كان التوحيد يقاوم بين الحين والآخر لتقوم جماعات -وأقوام كاملة أحيانا- بعبادة الأصنام أو عبادة آلهة أخرى. نلاحظ أن كل أولئك الذين كفروا بالله عبر تاريخ البشرية، كانوا يبحثون لأنفسهم دائما عن آلهة -أصنام، القمر، الشمس، الخ- يعبدونها إحساسا واعترافا بنقصهم وحاجتهم لها.
من هنا نجد أن ضعف حجة الملحدين تكمن في أساسها في أن كل ملحد يعتمد على تصور محدد لإله يرفضه وليس على رفض تصور عام لله. فكما أن المؤمن عندما يقر أن هناك إلها، يكون في ذهنه تصور محدد لإله معين، كذلك ينطلق معظم الملاحدة في إنكارهم لوجود الإله من تصور معين للإله. يطلق الفلاسفة على هذا الشكل من الإلحاد الإلحاد المحلي للتمييز بينه وبين الإلحاد الكوني وهو القول بأنه لا يوجد آلهة من أي نوع. هذه الحجة -الحجة التي يعتمد عليها الإلحاد المحلي- تسقط بسهولة بالقول إنه مع كل إله ينكر الملحد تصوره، هناك دائما من حيث المبدأ تصور لإله.
من الصعب أيضا تبرير تصور الإلحاد الكوني وذلك لسببين: الأول سبب تاريخي وهو أن معظم الملحدين -تاريخيا- ملحدون من النوع المحلي أي لم يحاولوا الخروج عن تصور واحد محدد للإله في إنكارهم لوجود الله، والثاني أن أصحاب تصور الإلحاد الكوني في إنكارهم لوجود الله يعتمدون على القول إما بعدم اتساق وجود الله مع وجود الشر في العالم، أو أنهم أولئك الذين ينكرون وجود كائن مستحق للعبادة أو مصمم وخالق للكون.
إن اعتمادهم على وجود أنواع مختلفة من الشر في العالم في تبرير عدم وجود إله لا يبرر النتيجة التي ينتهون إليها من إنكار وجود الله من حيث إنه من الممكن تصور وجود إله لا يتصف بالصفات التي ينسبونها لله وهو أنه كامل الخيرية وقادر قدرة مطلقة وعالم بكل شيء. كذلك فإن تعريف الإلحاد الكوني بأنه ذلك الذي ينكر وجود كائن مستحق للعبادة أو مصمم وخالق للكون تعريف يسقط أيضا لأنه من الممكن تصور إله ليس لديه هاتان الصفتان أو إحداهما.
قد يحاجج البعض بأنه لا ضرر في الإلحاد. ما الذي يضيرنا أن يلحد الناس؟ نقول إنه من مساوئ الإلحاد الاقتتال على الدنيا من حيث إنها قد أصبحت المقصد الأول والأخير ولا وجود لأي حياة بعدها. تصبح الحياة حياة لقلوب لا تراعي بعضها بعضًا، أنانية تسود من كل فرد إذ يحاول كل فرد الحصول على أكبر مغنم ومكسب لنفسه. أليست الحياة هي الهدف الأسمى؟ كيف يمكن لحياة كهذه أن يسودها استقرار ووئام؟
الحجة الثانية التي يعتمد عليها أصحاب النظرة الإلحادية هي نظرية التطور الشهيرة، يُسوِّغ بها الملحدون نظرتهم للدين.
للرد على هذه الحجة يمكن القول بداية بأنه لا يمكن لنظرية علمية -ونظرية التطور تقدم كنظرية علمية- مهما تدعمت بشواهد وأدلة أن تمثل دليلا قاطعا ونهائيا على فرض ما. تتصف القوانين والنظريات العلمية دائما بصفة الاحتمالية، وتاريخ العلم يبين لنا أن ما كان في يوم ما من الأيام سائدا وليس مجال مناقشة أو خلاف عليه قد يثبت مع الوقت خطؤه، أو قد نحتاج لتعديله. أضف إلى هذا أن نظرية أصل الأنواع ليست النظرية الوحيدة التي تفسر نشأة الكون، فقد تطورت النظرية نفسها من خلال نظريات أخرى، كما تقف أمامها نظريات أخرى تفسر الكون بأدلة لا تقل أهمية عن نظرية دارون. وحتى إذا وضعنا هذا كله جانبًا فإني لا أرى نظرية دارون على حالها تبرر الإلحاد. وإلى تفصيل القول:
لم يكوِّن دارون نظريته دفعة واحدة ولكنه كوّنها بالتدريج، فحاول بيان أن الكائنات في أنواعها تختلف وفقا للبيئة التي تحيا فيها وأن المبدأ الذي يحكم اختلافها هو مبدأ الانتخاب الطبيعي. ذهب دارون بعد ذلك إلى إدراج الإنسان أيضا ضمن بقية الكائنات ليطبّق عليه ما طبّقه على الكائنات الأخرى.
يرفض معظم المتدينين -اليهود والمسيحيين والمسلمين- هذه النظرية ويرون أن الله خلق الكون من عدم. يرفضون واقعة التطور نفسها وأن الكائنات جميعها هي نتاج عملية التطور وبالتالي فهي ترد لأصل واحد.
لفض هذا النزاع، ظهر في العالم الغربي أتباع نظرية تسمى نظرية المصمم الذكي: نظرية تواجه نظرية دارون. كان يتم تدريسها في بعض الولايات المتحدة الأمريكية بديلا عن نظرية دارون إلى أن صدر حكم قضائي بضرورة تدريس نظرية دارون والنظر إليها لا على أنها ضد الدين ولكن من حيث هي نظرية علمية يتم تناولها تناولا نقديا. ترى هذه النظرية أن الحياة والكون أعقد من تفسيرها فقط وفقا لمبدأ الانتخاب الطبيعي. وأنه لا بد من أن كائنا خارج هذا الكون (إلهًا أعظم) أدّى دورا في نشأة وتطور الحياة. ثم ظهرت في الآونة الأخيرة نظرية جديدة تعرف بنظرية الانتقال الأفقي للجينات
Horizontal gene transfer
والتي مفادها إمكانية انتقال جينات من كائن أو من نوع لآخر. وبالتالي تعد هذه النظرية تطويرا وتدعيما لنظرية التطور الداروني.
في الحقيقة فإني لا أرى ضررا من نظرية دارون تلك التي جعلت مبررا للإلحاد لعدة أسباب. إذا أخذنا نقاطها الأساسية وهي أن الكائنات ذات أصل واحد وذلك من أجل تفسير التشابهات الموجودة بين الكائنات وأخيرا تفسير إمكانية انتقال جين من كائن لآخر، لا أراه يقف ضد واقعة الخلق. فأن تتشابه ملامح أبنائي مع ملامحي لا تمنع من القول بخلق الله لكل منا على حدة. والقول باتفاق البشر في أصل واحد له دلالة تخدم الأخلاق، فهي ليست سوى رسالة بضرورة احترام بعضنا بعضًا وتأكيد للمعاني الأخلاقية بأن البشر خُلقوا من مادة واحدة وبالتالي لا أحد يعلو على الآخر. كذلك فإن القول بإمكانية انتقال الجينات من كائن لآخر لا يعني سوى ارتباط الكون بعضه ببعض وهو رسالة لمعرفة قيمة الكائنات الأخرى وعدم استغلالها.
قد يرد على ذلك بالقول إن تفسير نشأة الكون بفعل عملية التطور يظهر الكون كآلة لا غاية لها، وتعمل بشكل آلي. نقول لهم: ما الذي يمنع أن يخلق الله الكون وفقًا لقانون يسير تكوينه أو حركته؟ ما الذي يتناقض بين كون منظم يسير وفقًا لنظام محدد وأن يكون هذا الكون مخلوقًا؟ أليس هذا الكون أفضل من تصور عالم فوضوي لا قواعد تحكم نشأته أو حركته؟
أما التطرف فهو الظاهرة الثانية التي نحتاج الفلسفة الراهنة فيها لدحض حججها، وهو ما سنحاوله الآن.
يكشف الاشتقاق اللغوي للفظ «التطرف» عن مكنونه ومعناه، إذ «التطرف» يعني الوقوف أو الجلوس على الطرف. فإذا ما تخيلنا جماعة من الناس يقفون أو يجلسون، كان أوضحهم في الصورة أو من يجذب الأنظار قبل غيره هو من يتوسط الحضور لا من يقف أو يجلس على الطرف. يفسر هذا التصور اعتياد الناس عند الرغبة في أخذ صورة فوتوغرافية أن يجعلوا الشخص الأكثر أهمية أو من نرغب التركيز عليه يقف في الوسط. من هنا كان التوسط هو الأكثر قبولا والأكثر تركيزا للبصر والفكر نحوه.
إذا ما طبّقنا هذا التصور على التطرف الفكري يمكننا القول إن التطرف الفكري هو اتخاذ الموقف الفكري الأقل وضوحا والأقل قبولا من الناس ذلك أنه موقف هامشي، موقف أقل وضوحا من غيره، من هنا كان إطلاقنا على صاحبه أن فكره متطرف -أي أنه فكر موجود على الهامش أو الطرف- لا يثير انتباه الناس ولا يهتمون به. لا غرابة -إذن- إذا وصمنا أولئك الذين يقفون على الطرف بفكرهم أنهم أصحاب أفكار غريبة. أليست هي الأفكار الأقل قبولا وشيوعا من الناس؟
أصحاب الأفكار الغريبة ليسوا جميعا بالضرورة دعاة أفكار خاطئة، يرفض المجتمع أفكارهم فقط لغرابتها. قد يكون صاحب هذا الفكر المستغرب من المجتمع عبقريا أو مبدعا لم يعتد الناس على فكره لهذا فهو مرفوض. هذا يثير السؤال: لماذا لا نقف موقفا سلبيا من العباقرة رغم غرابة أفكارهم أسوة بالمتطرف؟ السبب وراء ذلك هو أن العباقرة لا يصرون على أفكارهم، فهم -رغم غرابة أفكارهم- على استعداد لقبول مناقشتها ومحاولة إقناعنا بها. من هنا جاء احترام العالم لهم. أما أصحاب الأفكار الغريبة والمرفوضة أفكارهم والذين ننعتهم بالمتطرفين، فهم مرفوضون لتشددهم ولرفضهم مناقشة أفكارهم، بل إنهم على استعداد لاتخاذ كل الوسائل لإنفاذها. فهم مرفوضون للدجماطيقية التي يتصفون بها ولإصرارهم على أنهم على الحق. وإذا ما دخلوا في نقاش -وهو ما يعدونه تنازلا منهم- فذلك ليس من أجل الوصول للحق وللصواب، ولكن لإقناع الآخرين بكل الوسائل أنهم على الحق. وإذا لم يستطيعوا إقناع الآخرين أو إنفاذ أفكارهم فغالبا ما يستخدمون العنف لإنفاذ أفكارهم. من هنا جاء استهجان المجتمع وكراهيتهم لهم.
ثم إن الأفراد والمجتمعات ترقى بالنقاش والحوار والتصويب المستمر لبعضهم بعضًا، ولما كان النقاش والحوار والاستعداد لقبول الآخر صفات ومناهج غير متوفرة عند المتشددين أصحاب الأفكار الغريبة، فلن ترقى أفكارهم وقد حبسوها في الإطار الذي اعتقدوا أنه الإطار السليم الحاوي للأفكار الصائبة، ولن ترقى المجتمعات أبدا بالجمود الفكري والقوالب الجامدة التي دفنوا أنفسهم فيها.
من هنا كانوا مرفوضين مجتمعيا بل ومن العالم كله.
ولما كان المجتمع يرفضهم للأسباب التي أسلفناها، فكيف يقبلون فرض أنفسهم على المجتمع؟ هل يحب أحدهم -تطبيقا للاتساق مع الذات- أن يفرض أحد نفسه وفكره عليه ضد إرادته؟ أليس في هذا إلغاء لكرامة وحرية الناس وحقها في أن تقبلك أو لا؟
أضف إلى هذا استخدامهم للعنف سبيلا لفرض آرائهم. إذا كان مجرد محاولة فرض الفكر غير المقبول أمرا مستهجنا، فهل يمكن قبوله بالعنف والقتل؟ هل يمكن قبول انتهاك كرامة الإنسان سبيلا لنشر فكر؟ من هنا كان الفكر المتطرف -في ذاته ولاستخدامه العنف- فكرا مرفوضا.
الخلاصة أن الدفاع عن الدين ضد الإلحاد والتطرف ليس دفاعا عن الدين فحسب -وإن كان هذا في حد ذاته دور رائع تؤديه الفلسفة- ولكنه أيضا دفاع عن الأمن والسلام في العالم. كل من الملحد والمتطرف رافض للتعايش والوسطية والاعتدال في الفكر. كلاهما يؤثر سلبا على التعايش بسلام وأمن.
لما كان الاستقرار والسلم العالميان لا يتحققان سوى بمناهضة الإلحاد والتطرف، فإن هذا لا يعني سوى أن الأديان -التي تقف ضد الإلحاد والتطرف- تدعو بالمثل -إلى السلم والأمن- وهو ما لا تدعو إليه الفلسفة فقط بل تدلل عليه بحجج فكرية. أليس السلم والأمن هما الهدف الأقصى لكل بني البشر في هذه الحياة؟