طوفان الأقصى.. ماذا يعني تبديل حماس لمقاتليها واستمرار الاشتباك خارج غزة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
لـ3 أيام متتالية تواصل الاشتباك بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وصولا إلى مدن تبعد عشرات الكيلومترات جنوب إسرائيل، في حين لم تتضح معالم اليوم الرابع من معركة "طوفان الأقصى".
وبالتزامن مع القصف بالصواريخ، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ثاني أيام المعركة أنها أجرت تبديلا بين عناصرها في الميدان، ولاحقا أعلنت أسر مزيد من جنود الاحتلال، بينما يواصل جيش الاحتلال قصفه المكثف لقطاع غزة وتعزيز قواته في الجنوب.
الجزيرة نت توجهت إلى اللواء الفلسطيني المتقاعد واصف عريقات، وسألته عن الأهمية والدلالة العسكرية لاستبدال عناصر حماس في أوج المعركة، واستمرار نقاط اشتباك مقاومين مع جيش نظامي وخارج قطاع غزة، وإمكانية توجه الاحتلال لمعركة برية.
وفجر السبت، أعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إطلاق عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
يقول عريقات إن استبدال العناصر من قبل حركة مقاومة يقوم عملها على السرية "علامة قوة" ودليل على توفر طرق آمنة، مشيرا إلى أن تدمير نقاط عسكرية ونقاط مراقبة في الساعات الأولى للهجوم قد يكون ساعد في ذلك.
وأضاف أن المقاتلين بقوا في مسرح العمليات بالمستوطنات والمناطق التي أغاروا عليها وقتا طويلا، خلافا لنمط العمليات المعهود.
وتابع أن من مؤشرات القوة أيضا "أن المقاومة ما زالت تُغِير حتى اليوم الثالث على بعض الأهداف العسكرية والمستوطنات في غلاف قطاع غزة".
عاجل | الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة:
⚫️ تمكنت قيادة القسام خلال الساعات الماضية من ليلة أمس وفجر اليوم من استبدال بعض القوات في مواقع القتال بقوات أخرى وتنفيذ عمليات تسلل جديدة لإسناد المجاهدين بالعتاد والأفراد على عدة محاور.
⚫️ ندعو شعبنا في كل ساحات الوطن وأمتنا… pic.twitter.com/aI2x6Za1W4
— رضوان الأخرس (@rdooan) October 8, 2023
بين المبادءة والعجزوتابع أن ذلك يعني "أن المقاومة الفلسطينية ما زالت بخير، وما زال عنصر المُبادَءة والسيطرة والقيادة موجود عندها، بينما الجيش الإسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية حتى الآن ووضع نهاية لها".
وأشار عريقات إلى اعتراف الجيش الإسرائيلي ظهر الاثنين بوجود 6 بؤر يشتبك فيها مع المقاومين الفلسطينيين، ولم يعلن السيطرة على المواقع التي سيطروا عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وعن قراءته لكثافة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة قال "حينما يعجز الجيش عن مواجهة المقاتلين في الميدان، يلجأ إلى استخدام الحرب والمعدات القتالية عن بعد".
وأضاف "في الحالة الإسرائيلية يستخدم الاحتلال الطيران والمدفعية ويقتل المدنيين لأنه غير قادر على وقف إغارات المقاتلين الفلسطينيين، معتقدا بذلك أنه سيؤثر على قيادة المقاومة ويضغط عليها ويدفع الحاضنة الشعبية بعيدا عن احتضانها للمقاومة".
عن احتمال إقدام إسرائيل على خوض عملية برية في قطاع غزة، قال عريقات إنها ليست المرة الأولى التي تُهدد فيها إسرائيل بالعملية البرية، وليست المرة الأولى التي حاولت فيها إسرائيل تنفيذ عملية برية.
وأشار إلى حرب 2014، حين فشلت إسرائيل في محاولة خوض حرب برية وخسرت قتلى وكان لها أسرى من الجيش "تلك المحاولة مازالت ماثلة في الأذهان عند الإسرائيليين".
المتحدث باسم كتائب القسام: "تمكنا خلال الساعات الماضية من استبدال بعض القوات بمواقع القتال بقوات أخرى "أسندنا مجاهدينا في سديروت من خلال قصفها بمئة صاروخ"#الجزيرة pic.twitter.com/7Vh1p8LBcM
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 8, 2023
بين الإمكانية والقدرةمن حيث الإمكانيات، يضيف عريقات، فإن لدى الجيش الإسرائيلي إمكانيات لا أحد ينكرها، لكن هناك فرق بين "الإمكانيات" و "القدرة".
ويوضح "القدرة تعني أن الجندي الإسرائيلي سيُسخّر هذه الإمكانيات ويستخدمها في أرض المعركة، لكن هذا فعليا في حالة معنوية متدنية جدا، وخاصة عندما يشاهد الصور التي تثبها المقاومة الفلسطينية من اعتقالات وقتل وجرح في صفوفه، ومن بسالة للمقاومين الفلسطينيين".
وتساءل الخبير الفلسطيني "إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات عن عملية طوفان الأقصى -وهذا فشل أمني واستخباري- فهل لديه معلومات عن قدرات المقاومة؟ وهل لديه معلومات عن مواقعها؟ وهل ستقاتل فوق الأرض أم تحت الأرض؟".
كما تساءل عريقات "هل لدى الجيش الإسرائيلي معلومات عن الأساليب التي ستقاتل بها المقاومة؟ هل لديه معلومات عن القدرات التسليحية خاصة صواريخ الكورنيت والمضادة للدبابات والمضادة للطائرات؟".
وأضاف أن كل هذه الأسئلة لا بد من الإجابة عليها قبل البدء في عملية برية "وفي كل الأحوال إذا أقدمت إسرائيل على العملية البرية فإن المقاومة ستوقع بها خسائر وستكون الفاتورة عالية والخسائر كبيرة عند العدو الإسرائيلي، فهل يستطيع نتنياهو أن يتحمل هذه الخسائر؟".
ويشير عريقات إلى تساؤلات أخرى عن هدف المعركة: هل هو إعادة احتلال قطاع غزة والبقاء فيه؟ مؤكدا أن هذا الخيار غير ممكن لأنه الكثافة السكانية في القطاع مختلفة تماما عنها في الضفة الغربية، ولأن غزة عندما انسحبت منها إسرائيل عام 2005 تختلف عن غزة اليوم "اليوم غزة عبارة عن ثكنة عسكرية وغابة من البنادق والأسلحة".
#عاجل | الناطق باسم كتائب القسام: معاركنا لا تزال مستمرة في مواقع عديدة على الأرض#عملية_طوفان_الأقصى pic.twitter.com/jcqcWxeVom
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 9, 2023
رد اعتبارويرى عريقات أنه ليس من السهل على إسرائيل أن تنفذ تهديداتها بعملية برية، وإذا أرادت ذلك فهذا من باب رد الاعتبار لجيشها بعمليات إغارة واختراق لبعض المحاور والانسحاب أو البقاء ليوم أو يومين.
وعن اتجاهات المعركة في الأيام القادمة، يشير المحلل الفلسطيني إلى أن "إسرائيل تضع نصب عينيها الجبهة الشمالية والحدود مع لبنان التي تشكل قلقا لها، خاصة مع وجود رسائل متبادلة منذ يوم السبت الماضي، قصف وقصف عاكس".
وختم بأن الأمور مرشحة لأن يكون هناك أكثر من جبهة، خاصة أن حزب الله أعلن في بيان أنه غير محايد، أي أنه مشارك في حالة إسرائيل نفذت تهديدها وقامت بعملية برية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى کتائب القسام عملیة بریة معلومات عن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مشعل: غزة غير مطالبة بإطلاق الرصاص ولدينا تصور لسلاح المقاومة
أكد خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج- أن الحركة لديها مقاربتها الخاصة بشأن السلاح وتسعى لإقناع الإدارة الأميركية بها، وقال إن غزة قدمت ما عليها وآن لها أن تنهض وتتعافى.
وتطرق مشعل -الذي حل ضيفا على برنامج موازين ضمن حلقة (2025/12/10)- إلى العديد من النقاط والتفاصيل وخاصة موقف حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القطاع.
وكشف في سياق حديثه عن مقاربة المقاومة بشأن المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة، أن حماس تطرح على الأطراف المختلفة معادلة مفادها "أن المقاومة تريد تكوين صورة فيها ضمانات بأن لا تعود الحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، أي "كيف يُخبأ هذا السلاح ويحفظ ولا يستعمل ولا يستعرض به"، وذكر أيضا أن المقاومة طرحت فكرة هدنة طويلة المدى لتشكل ضمانة حقيقية.
وأكد القيادي في حماس أن الخطر يأتي من الكيان الصهيوني، و"ليس من غزة التي يطالبون بنزع سلاحها"، ووصف نزع السلاح عند الفلسطيني بأنه بمثابة "نزع للروح".
وأعرب مشعل عن قناعته بقدرة حماس على إقناع الإدارة الأميركية بمقاربتها المتعلقة بالسلاح، بالنظر إلى العقل الأميركي البراغماتي -حسبه- وبالتالي فرضها على الطرف الإسرائيلي. وكشف أن الوسطاء يبحثون هذه المقاربة مع الأميركيين.
ومن جهة أخرى، أكد مشعل أن إستراتيجية غزة القادمة هي الانشغال بنفسها، في محاولة للتعافي وإعادة الحياة من جديد، مشددا على أنها "قدمت كل ما عليها وزيادة، ولا أحد يطالبها أن تطلق النار ولا أن تمارس واجبها في المقاومة"، وأفاد أن حماس أبلغت الوسطاء بحاجتها لمن يساعدها على النهوض والتعافي مجددا.
وبشأن القوة الدولية، قال مشعل إنه لا مانع لدى المقاومة من وجود قوة استقرار دولية على الحدود مثل قوات اليونيفيل، "تتولى الفصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الضامنين خاصة الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) والدول الثماني العربية والإسلامية بإمكانهم ضمان غزة وحماس والمقاومة، بحيث "لا يأتي من داخل غزة أي تصعيد عسكري ضد إسرائيل".
إعلانوفي نفس السياق، أثنى مشعل على موقف وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي صرح لبرنامج " لقاء خاص" على قناة الجزيرة بأن "دور القوة الدولية هو حفظ السلام وليس فرضه".
وعن رؤية حماس لشكل إدارة غزة، أكد أنه كان هناك توافق على أن تسلم غزة لحكومة تكنوقراط وأن تجمع القطاع والضفة الغربية، لكن الأمر تعثر بسبب الحرب والفيتو الإسرائيلي، وكشف أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة جرى حوار معمق بين الفصائل ومع مصر، وتم طرح 40 اسما استخلص منهم 8 يمثلون تنوع المجتمع الغزي، و"لكن هذه الخطوة تعرقلها إسرائيل".
كما حذر القيادي في حماس من أن مجلس السلام الذي ورد في خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة محفوف بالمخاطر، مؤكدا أن حماس ترفض المجلس التنفيذي الذي ينضوي تحته ويشكل الحكم الحقيقي داخل غزة، والسبب أنه "شكل من أشكال الوصاية" على الفلسطينيين، وشدد قائلا "نريد أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني وهو من يقرر من يحكمه".
وعلى صعيد آخر أشار إلى أن القضية الفلسطينية استعادت روحها على الساحة الإقليمية وتحولت من الأدراج لتفرض نفسها على الجميع. وفي المقابل تحولت إسرائيل في العالم إلى كيان منبوذ، لأنها ارتكبت إبادة جماعية.
وعن فكرة التطبيع وما كان يُطرح بخصوص تصفية القضية الفلسطينية، يرى مشعل أن هذه الفكرة باتت أبعد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إلا لمن يريد تجاهل ما أفرزته الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة خلال عامين".
وبشأن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، نبّه مشعل إلى أن "إسرائيل تقوم حاليا بالضم الفعلي للضفة وهي تريد أن تحسم الهوية السياسية للضفة وأن تلحقها بالسيادة الإسرائيلية من خلال خطوات عملية"، وقال إن السلطة الفلسطينية عليها مسؤولية كبيرة، وإنها تعرف أن" مشروعها السياسي أُفشِل، ويتم تقليم أظافرها وتُقلص صلاحيتها وينظر إليها أن تكون أداة أمنية".
وعن موقع حماس في ظل الواقع الجديد في المنطقة، أوضح مسؤول حماس أن "الدعم الإيراني كان وما زال مهما وأساسيا وقويا ويُشكَرون عليه"، وقال إن الحركة تلقت طوال مسيرتها الدعم من كل الدول العربية، ولكن بتفاوت، وانفتحت على الجميع، لكنه أكد أن حماس" لم تكن تتمحور يوما في موضع بعينه بعيدا عن الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف أن الصورة اختلت بعض الشيء؛ لوجود "أطراف عربية وإسلامية أوصدت الأبواب أمام حماس"، وقال إن الحركة معنية بتعزيز حضورها العربي والإسلامي.