هواجس وتحذيرات.. هل يتفق اللبنانيون على مقاربة موحّدة لأحداث الحدود؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
عندما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق معركة "طوفان الأقصى" صباح السبت الماضي، "تقاطعت" معظم القوى السياسية اللبنانية على الإشادة بالعملية "النوعية" التي أنهت عمليًا "أسطورة" الجيش الذي لا يُقهَر، وغيّرت المعادلات التي لطالما قامت عليها كلّ الحروب الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين، ولو أنّ هناك من خرج ليطرح علامات الاستفهام حول آفاق العملية، وتداعياتها المستقبليّة على عملية السلام.
ولكن، بالتوازي مع الترحيب والتنويه بالعملية الفلسطينية، بدا أنّ دخول لبنان على خطّ "طوفان الأقصى" شكّل "الهاجس" بالنسبة للعديد من القوى السياسية الداخلية، التي سارعت للتحذير من "توريط" البلد في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وفق تعبيرها، ولتنبيه "حزب الله" من مغبّة الانضمام إلى المعركة، تحت شعار "وحدة الساحات"، خصوصًا بعد دعوة كتائب القسام صراحة فصائل المقاومة لخوض المعركة معها، جنبًا إلى جنب.
لم يطُل الوقت، حتى "اشتعلت" الجبهة اللبنانية الجنوبية، ولو أتى ذلك على دفعات، بدءًا من عملية "حزب الله" في مزارع شبعا التي اعتُبِرت "رسالة" في المقام الأول، وصولاً إلى العملية التي تبنّتها سرايا القدس، وأعقبها قصف إسرائيلي أدى لاستشهاد عناصر في "حزب الله"، مرورًا بالصواريخ التي أطلِقت من الجنوب، فكيف يقارب اللبنانيون كل هذه الأحداث المتسارعة في غمرة استحقاقاتهم المؤجّلة، وهل يتفقون على مقاربة "موحّدة" لها؟!
حماسة "متفاوتة"
قد تكون من المرّات النادرة التي يتفق فيها معظم اللبنانيين على رأي "واحد" إزاء الملف الفلسطيني تحديدًا، خلافًا لانقسامهم المعتاد بين مؤيدين للمقاومة ومناصرين لها من جهة، ومشكّكين بأجنداتها من جهة ثانية، ولو أنّ اللبنانيين يتقاطعون بصفة عامة على "ثوابت" يفترض أن تكون واحدة لجهة اعتبار الكيان الإسرائيلي عدوًا، ورفض مبدأ "التطبيع" معه، أقلّه قبل أن تسلك طريقه كلّ الدول العربية، وتتحرّر كل الأراضي المحتلة.
لكن، رغم التقاطع على الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، التي بدت للوهلة الأولى عصيّة على الاستيعاب والفهم، وإن حملت بين طيّاته "فشّة خلق" للكثير من اللبنانيين كما الفلسطينيين، كان واضحًا أيضًا منذ اللحظة الأولى وجود "تفاوت" في "الحماسة" إزاء هذه المعركة، بين فريق وجد نفسه جزءًا لا يتجزأ منها، وفريق آخر اكتفى بالتعاطف والتضامن، معطوفين على رفض اعتبار ما حصل "قضيته".
من هذا المنطلق، كان لافتًا حرص فئة من اللبنانيين على التأكيد على وجوب "تحييد" لبنان عن المعركة منذ اليوم الأولى، باعتبار أنّ الإنجاز الذي تحقّق هو فلسطيني بامتياز، ويجب أن يبقى كذلك، وأنّ "توريط" لبنان في الحرب لن يكون لا في مصلحة اللبنانيين، الذين آخر ما يريدونه في هذه المرحلة هو الانغماس في حرب تفاقم الأزمات المعيشية، ولا في مصلحة الفلسطينيين أنفسهم، وقضيتهم المبدئية النبيلة والمحقّة.
ما بعد "اشتعال الجبهة"
لكن، إذا كان هناك من يحبّذ رفع شعار أنّ ما بعد معركة "طوفان الأقصى" ليس كما قبلها، في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنّ هناك على الصعيد اللبناني، من يحلو له رفع شعار موازٍ قوامه أنّ ما بعد "اشتعال الجبهة الجنوبية" ليس كما قبلها، وبالتالي فإنّ النظريات والفرضيات التي طُرِحت في اليوم الأول، ما عادت صالحة للاستخدام في الأيام التالية، خصوصًا بعد القصف الإسرائيلي الذي أدّى لسقوط شهداء من "حزب الله".
هنا، يظهر الانقسام في المقاربة اللبنانية بوضوح، فثمّة فريق كان متحمّسًا أصلاً للانغماس في المعركة، انطلاقًا من رفض الوقوف على الحياد على خطها، بات يعتبر أنّ لبنان أضحى جزءًا من المعركة، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا سيما أنّ القصف الإسرائيلي لمناطق لبنانية يشكّل انتهاكًا فاقعًا لكلّ القوانين والأعراف، ولا يمكن السكوت عليه، كما أنّ "حزب الله" لا يمكنه "تمرير" قتل عناصره بلا "ثمن" يجب أن يكون "ثقيلاً"، وفق هؤلاء.
في المقابل، ثمّة فريق من اللبنانيين يعتبر أنّ أيّ "مغامرة" قد تفضي إلى حرب لن تفيد في هذه المرحلة، بل يرى أنّ على "حزب الله" أن يضبط الجبهة الجنوبية، ويسيطر على انفعالاته وعواطفه، وأن يكتفي بالمساندة "المعنوية"، علمًا أنّ بين هؤلاء من يرفض السماح للفلسطينيين بإدخال لبنان في أتون معاركهم، كما حصل في عملية "سرايا القدس"، ولا سيما أنّ فاتورة أيّ حرب ستكون كبيرة، في ظلّ الانقسام اللبناني المضني على كل المستويات.
هو الانقسام اللبناني يتجلّى بوضوح في مقاربة أحداث الجنوب. بين اللبنانيين من يرى أنّ الانغماس في "طوفان الأقصى" ليس ترفًا، فالمعركة وجوديّة، ولا بدّ أن يكون لبنان جزءًا منها. وبينهم من يرى في المقابل، أنّ الأولويّة في مكان آخر، وأنّ الحرب في ظلّ هذه الظروف ستعمّق الأزمة، بل المأساة. وبين هؤلاء وأولئك يبقى التحدّي الأكبر أن "يتّحد" اللبنانيون في المواجهة، ولا سيما أن الجنوب بات في قلب المعركة، بشكل أو بآخر! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة!
حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة!
رشا عوض
تعرض الشاب الخلوق المصور الصحفي ابراهيم نقد الله لاعتداء بالضرب في احد مقاهي القاهرة دخل على اثره المستشفى.
حسب مقالته المحترمة التي شرح فيها ملابسات هذا الاعتداء ( تجدونها منشورة في الموقع) فان عملية البلطجة تمت بقيادة احد الشباب الذين كانوا يعتدون على ندوات القوى المدنية ويفرقونها بالقوة وهو الان في معسكر البلابسة وسبق ان ارسل لابراهيم شتائم على اساس اتهامه بموالاة الدعم السريع ، استنفر هذا الشاب اصدقاءه بخديعة ان ابراهيم من الد.عم السريع وتسبب في قتل شقيقه فانهالوا عليه بالضرب!.
المصور الصحفي إبراهيم نقد اللهنتمنى لابراهيم عاجل الشفاء التام ، ونسأل الله ان يحفظه.
ولكن هذه القضية يجب تصعيدها قانونيا حتى محاكمة هؤلاء البلطجية ، كما يجب تصعيدها سياسيا عبر فضح الجهة التي تقف خلفها اذ ربما يكون هؤلاء الشباب جزء من شبكة منظمة لممارسة هذا العنف العشوائي لارهاب المدنيين ، كما يجب تصعيدها اعلاميا عبر التصدي لخطابات الكراهية والتضليل التي تستهدف كل اصحاب المواقف السياسية الرافضة للحرب والمنادية بالسلام والحكم المدني الديمقراطي.
هناك تعبئة مكثفة للرأي العام ضد القوى المدنية الديمقراطية بالغرس المستمر والمثابر لسردية ان هذه القوى هي التي اشعلت الحرب وهي سبب كل الكوارث التي يعاني منها الشعب وهي المسؤولة عن جرائم وانتهاكات الد.عم السريع مسؤولية مباشرة، ونجحت ماكينة التضليل والتزييف والكذب الفاجر في تكسير قواعد المنطق البسيط واثارة غبار ودخان كثيف حاجب للرؤية عبر الغوغائية المخدومة بغرف اعلامية وشبكات من الصحافة الرخيصة منزوعة الضمير والمصداقية
هذا التهييج المستمر ضد القوى المدنية هدفه غسيل المجرمين الحقيقيين من الكيزان والعسكر الذين صنعوا الد.عم السريع وسلحوه ودربوه من موارد الدولة، وبرلمانهم الكيزاني كامل الدسم هو الذي اجاز قانونه ومنحه الحصانات ، ونظامهم هو الذي كان يسجن كبار السياسيين لو فتحوا فمهم بكلمة ضد الجنجويد!
حتى قبل هذه الحرب بايام قلائل كان كبار قادة الجيش يمدحون حميدTي ويهبون واقفين لاداء التحية العسكرية له! وكان قائد الجيش الحالي الفريق عبد الفتاح البرهان يقول ان الفضل في حراسة حدودنا ونومنا امنين في بيوتنا هو قوات الد.عم السريع!
هذه الحقائق الساطعة الناصعة لا يستطيع المعسكر العسكركيزاني وتوابعه من البلابسة مواجهتها بحوار عقلاني محترم ، هذا مستحيل!
هل يصمتون؟
ابدا ، لا بد ان يكسروا عنق المنطق عبر البلطجة الاسفيرية واحتلال مواقع التواصل الاجتماعي باسراب الذباب الالكتروني ليغمروها بالاكاذيب التي يعززها صحفيو الغفلة لخدمة الهدف الاستراتيجي: غسيل المجرمين الحقيقيين والصاق جرائمهم بالقوى المدنية المناهضة للحرب والتي سعت لتفاديها قبل اندلاعها ! القوى المدنية التي بادرت باثارة قضية الجيش المهني الواحد وانهاء واقع تعدد الجيوش لتفادي الحروب وهذا معناه تفكيك الد.عم السريع كجيش موازي ودمجه في الجيش عبر عملية شاملة للاصلاح الامني والعسكري! بقدرة قادر تصبح هذه القوى هي سبب الحرب! وهي الغطاء السياسي للد.عم السريع !!
انتقلت البلطجة من الاسافير الى ارض الواقع اكثر من مرة! وبلطجية البلبسة لا يتجرؤون الا على ندوات وفعاليات ورموز القوى المدنية!
في لندن مثلا تعرضوا لندوة تقدم، ولكن عندما خرجت مسيرة هادرة للدعامة ذات نفسهم في ذات المدينة (لندن) لم نسمع لهم همسا ولم يطل اي بلطجي مأجور برأسه!
كامل التضامن مع الراكز ابراهيم نقد الله ، والاعتداء عليه هو رسالة تهديد يجب ان تؤخذ على محمل الجد ! ولا بد من عمل منظم يرسل رسالة قوية للبلطجية ومن يقف خلفهم ان الاعتداء على القوى المدنية ليس نزعة آمنة وله تبعات قانونية وسياسية.
#لا_للحرب
#لا_للحكم_العسكركيزاني
#المجد_لثورة_ديسمبر
الوسومإبراهيم نقد الله الاعتداء البلطجة القاهرة المصور الصحفي رشا عوض