وزير التنمية الاجتماعية في غزة لـ عربي21: لن نرحل ولن نسمح بنكبة ثانية
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني في قطاع غزة غازي حمد إن فكرة تهجير سكان القطاع غير واردة وغير ممكنة.
وأضاف حمد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن الفكرة غير مطروحة على الإطلاق، فنحن شعب متمسك بأرضه، ولن نكرر مآسي النكبة، ولن نرحل عن ديارنا".
ورفض حمد الحديث عن "ممرات آمنة"، مضيفا: "لقد تحدثنا مع السلطات المصرية من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية، وهم في سعي مستمر من أجل التجاوب معنا، ونحن على تواصل مستمر معهم من أجل تأمين الحد الأدنى".
وتابع أن مصر تظل هي المعبر الوحيد لقطاع غزة، وقال: "مصر هي الممر الوحيد لقطاع غزة، ولذلك عندما استهدف الاحتلال المعبر كان يريد قطع هذا الشريان للحياة".
وناشد حمد العالم عامة والدول العربية على وجه التحديد إلى العمل إلى العمل من أجل وقف عمليات القتل والإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وتوفير الممرات الآمنة لإنقاذ حياة الناس.
وحول المطلوب من الدول العربية، قال الحمد: "غزة تعيش ظروفا إنسانية صعبة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر، والافلسطينيون يحتاجون للإسناد الإنساني والسياسي من كل الدول العربية، وأحرار العالم".
وأشار الحمد إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن ما يجري على الأرض هو قتل يومي ودمار يومي يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقال الحمد: "ما يعيشه قطاع غزة كارثة إنسانية لم نشهدها منذ نحو 50 سنة، فالكهرباء مقطوع والماء مقطوع كذلك، والقتل كل لحظة، وهناك نحو 300 ألف مهجر الآن عن بيوتهم يعيشون ظروفا إنسانية صعبة للغاية، ولذلك فالمطلوب تحرك عاجل لوضع حد لهذه الكارثة"، وفق تعبيره.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس الأربعاء، إن بلاده حريصة على استمرار فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لتقديم المساعدات الإغاثية للقطاع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده شكري مع نظيره الإيطالي، أنطونيو تاياني، الذي وصل القاهرة في زيارة غير محددة المدة، تزامنا مع استمرار استهداف إسرائيلي لقطاع غزة لليوم الخامس ضمن مواجهات فلسطينية إسرائيلية غير مسبوقة.
والأربعاء، ذكر متحدث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، في تصريح للأناضول أن "قطاع غزة سيشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم تفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية من مواد طبية وأغذية ومياه".
وأوضح شكري قائلا: "أشقاءنا الفلسطينيين، في معاناة بسبب نقص الخدمات الأساسية مع قصف (إسرائيلي) مستمر (في القطاع)"، وفق المؤتمر الذي بثته الخارجية المصرية عبر حسابها بمنصة إكس.
وشدد على "استمرار تواصل مصر في مع طرفي الصراع، وشركائنا في المجتمع الدولي لتأكيد أهمية احتواء الأزمة ومراعاة الأضرار الإنسانية على المدنيين (في القطاع)".
وأضاف: "مصر حرصت على استمرار فتح معبر رفح لتوفير المساعدات الإنسانية وسوف تستمر وتقدم كل الدعم الإنساني اللازم لأبناء الشعب الفلسطيني".
والثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي أعاد قصف بوابة معبر رفح البري الحدودي مع مصر، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت بها من قصف الإثنين.
ورفح هو المعبر الوحيد بين مصر وغزة، وأدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 2006 إلى فرض قيود شديدة على حركة البضائع والأشخاص.
والسبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس تواليا على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
إقرأ أيضا: ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة جراء عدوان الاحتلال.. ومخاوف أممية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المصرية مصر غزة حرب دور سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
رغم شهداء المساعدات.. واشنطن تدعو العالم لدعم مؤسسة غزة الإنسانية
واشنطن- في الوقت الذي لم يرد فيه البيت الأبيض، ولا وزارة الخارجية، على أسئلة الجزيرة نت بشأن حالات إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين قرب مراكز توزيع الغذاء، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، وإذا ما كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تزال تثق بهذه المؤسسة، برر وزير الخارجية، ماركو روبيو، استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي لوقف القتال في غزة بما يسمح بالإفراج عن الرهائن، وإدخال المساعدات.
وفي السياق ذاته، ذكرت دوروثي شيا، السفيرة المؤقتة للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة أن "القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا في توزيع المساعدات".
إدانة إسرائيل
خلال الأيام الثلاثة الماضية، وقعت سلسلة من الحوادث المميتة على الطريق إلى موقع توزيع المساعدات في غزة تديره مجموعة مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووقعت الحوادث الثلاث على الطرق التي تقترب من أحد المواقع الجديدة في أقصى جنوب غرب غزة، التي تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. حيث يتم تشغيل المنشأة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية".
ووقع الحادث الأول في وقت مبكر من صباح يوم الأحد عندما قتل 31 فلسطينيا بنيران إسرائيلية، وقتل 3 أشخاص آخرون بإطلاق نار صباح يوم الاثنين، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقتل 27 شخصا آخرون بنيران إسرائيلية بالقرب من الموقع ذاته صباح الثلاثاء.
إعلانونددت إسرائيل بما اعتبرته "تقارير كاذبة" بأن قواتها أطلقت النار على المدنيين على المواقع أو بالقرب منها. وقالت إن بعض الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية يوم الأحد على بعد كيلومتر واحد، وإنهم فتحوا النار أيضا بعد التعرف على "عدة مشتبه بهم" يومي الاثنين والثلاثاء.
وأكد تحقيق لشبكة سي إن إن فتح الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى مراكز توزيع الغذاء. وعرضت الشبكة تقريرا في 6 دقائق تضمن مشاهد موثقة لإطلاق النار صباح الأحد الماضي، وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
واستشهد التحقيق بأكثر من 12 من شهود عيان ممن تعرضوا لوابل من النيران وقع بشكل متقطع خلال الساعات الأولى من صباح الأحد. واستشهد التحقيق كذلك بما قالته "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تدير الموقع، من أن القوات الإسرائيلية كانت تعمل في المنطقة خلال الفترة نفسها.
وأظهرت مقاطع فيديو التحقيق إطلاق النار بالقرب من مدار تجمع فيه مئات الفلسطينيين على بعد حوالي 800 متر من موقع توزيع المساعدات العسكرية في منطقة تل السلطان برفح، وهو الطريق المخصص والمحدد مسبقا على طول الساحل بشارع الرشيد، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيل الذي ينطلق من قاعدة إسرائيلية قريبة من مركز التوزيع.
بعد استشهاد 31 فلسطينيا عند توجههم إلى مركز مساعدات تديره شركة أمريكية غربي رفح.. الأونروا: توزيع المساعدات في #غزة أصبح فخا مميتا pic.twitter.com/hPp0C5613y
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 1, 2025
مطالب دعمواتهمت منظمات محايدة المؤسسة بأنها تهدف إلى تجاوز الأمم المتحدة، واعتبرت طريقة عملها غير عملية وغير أخلاقية.
وعلى النقيض، طالبت السفيرة الأميركية "الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بدعم مؤسسة غزة الإنسانية للمساعدة في تسليم المساعدات بشكل آمن وبدون أن تصل إلى حركة حماس". وكررت تعهدات المؤسسة القيام بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل يتوافق مع مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية وعدم الانحياز.
إعلانوفي تبريرها لاستخدام حق الفيتو لمنع تمرير قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لأهل غزة، ذكرت السفيرة الأميركية أن القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا لتوزيع المساعدات، والتي أتاحت لحركة حماس إثراء نفسها على حساب الفلسطينيين، وفشلت في إيصال المياه والغذاء إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
يذكر أن مشروع القرار طالب بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم، وبالإفراج غير المشروط عن الرهائن، ويدعو إلى الرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة".
مأساة لا مذبحة
وانبرت أصوات ومراكز بحثية معروفة بقربها من إسرائيل للدفاع عن مؤسسة غزة الإنسانية، بعد حوادث إطلاق النار على سكان القطاع ممن اتجهوا للحصول على الغذاء.
وقال الكاتب إيلي ليك في موقع فري برس "تريد حماس تخريب خطط إسرائيل لاستبعاد الجماعة الإرهابية عن أحد مصادر سيطرتها ونفوذها المتبقية في غزة: توزيع الغذاء والمساعدات".
ويرى أن "هذا جزء مهم من السياق مفقود من جميع قصص اليوم الأول تقريبا حول المذابح المزعومة. وقد يفسر ذلك أيضا لماذا استيقظ العالم صباح الثلاثاء على المزيد من التقارير عن إطلاق النار على الفلسطينيين وهم ينتظرون شحنات الطعام".
كما أضاف "تحاول إسرائيل توصيل الغذاء في وسط منطقة قتال. حتى الجيوش الأكثر احترافا ترتكب أخطاء. إذا كانت روايات إطلاق النار هذه دقيقة، فإن الإسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية عندما اقتربت الحشود من الموقع قبل أن يصبح توزيع المساعدات جاهزا. هذه مأساة، لكنها ليست مذبحة".
في الوقت ذاته، نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عدة تقارير تشير إلى أن من مصلحة حركة حماس إفشال آلية المساعدات الجديدة بكل الطرق الممكنة، ومنها الترهيب أو الإكراه أو العنف الصريح لثني الفلسطينيين عن الوصول إلى المساعدات في مواقع التوزيع المستقلة.
إعلانوقالت إن مؤسسة غزة الإنسانية ترفض بشدة تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في مواقع التوزيع الآمن للمنظمة بعد أن زعمت شبكة سي إن إن والبي بي سي، وصحيفة نيويورك تايمز ووكالة أسوشيتد برس، وعدة وسائل إعلام أخرى، أن عشرات الفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية بالقرب من مناطق توزيع المساعدات الإنسانية.
واعتبر جو تروزمان، الخبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن "الفشل المتكرر للجيش الإسرائيلي في الاستجابة بسرعة وفعالية للروايات الناشئة يخلق فراغا غالبا ما تملأه الجهات الفاعلة المعادية".
وأضاف أنه في كثير من الحالات، يسمح التأخير في نشر المعلومات التي تم التحقق منها أو الأدلة المرئية للادعاءات الكاذبة بالترسيخ وتشكيل الخطاب العالمي قبل توضيح الحقائق.
ويجزم "يجب إعطاء الأولوية للسرعة والوضوح والمصداقية إذا أرادت إسرائيل مواجهة استخدام التضليل كسلاح من قبل خصومها".