حلقة النار.. العالم على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة غدًا
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
حلقة النار.. يترقب سكان الكرة الأرضية ظاهرة فلكية من أهم الظواهر التي ينتظرها علماء الفلك، وهي الكسوف الحلقي الذي سيؤثر على أنحاء متفرقة من دول العالم.
يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، فيقع كل من الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، وخلال فترة الكسوف يغطي القمر قرص الشمس مؤقتا ويلقي ظلاله على الأرض ويحجب أشعة الشمس لفترة قصيرة، قد يحجبها كاملة أو جزئيًا أو حلقيًا.
صرح الأستاذ الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأنه طبقا للحسابات الفلكية التى يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد برئاسة الأستاذ الدكتور ياسر عبدالهادى فان العالم سوف يشهد يوم السبت الموافق 14 أكتوبر 2023م كسوفًا شمسيًا حلقيًا ، لافتًا إلى أنه لا يمكن رؤيته في مصر.
أماكن رؤية الكسوف الحلقىوأضاف، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنه يُرى ككسوف حلقي في (أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية – المكسيك – كولومبيا – البرازيل– أمريكا الجنوبية – أمريكا الوسطىى، ويُمكن رؤيته ككسوف جزئي في (غرب قارة أفريقيا – أمريكا الشمالية – أمريكا الجنوبية – المحيط الباسفيكي – المحيط الأطلنطي – القارة القطبية الشمالية).
وأشار القاضي في بيان له اليوم، إلى أنه عند ذروة الكسوف الحلقي يغطي قرص القمر حوالي 95.2% من كامل قرص الشمس، وتتفق ذروة هذا الكسوف مع لحظة الاقتران التي تسبق ميلاد هلال شهر ربيع الآخر لعام 1445هـ والتي تكون في تمام الساعة 5:59:32 مساءً بالتوقيت العالمي (8:59:32 مساءً بتوقيت القاهرة). عند هذه اللحظة تظهر الشمس كأنها حلقة من النار تحيط قرصاً أسود هو القمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلقة النار ظاهرة فلكية علماء الفلك الكسوف الحلقي كسوف الشمس کسوف ا
إقرأ أيضاً:
أمريكا… إمبراطورية النار .. من هيروشيما إلى غزة
يمانيون | تقرير
في السادس من أغسطس 1945، فجّرت الولايات المتحدة أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية، لتفتح فصلًا جديدًا في التاريخ البشري، لا عنوان له سوى: “عصر الهيمنة بالنار”.
قُتل أكثر من 140 ألف مدني في لحظة، واحترق اللحم والعظم في مشهد غير مسبوق.. لم تكن القنبلة على هيروشيما مجرد إجراء حربي لإنهاء الحرب العالمية الثانية، بل كانت إعلانًا رمزيًا لولادة إمبراطورية جديدة تحكم العالم بالقوة المطلقة، وتسحق كل من يقف في وجهها، أو حتى خارج مشروعاتها.
بعدها بثلاثة أيام، تكررت الجريمة في ناغازاكي. وبين القنبلتين، كان العالم يشهد مولد مشروع دموي طويل الأمد، يُعيد تشكيل النظام العالمي، لا على أساس العدالة أو الحرية كما زعمت أمريكا، بل على أساس التدمير، وتغذية الحروب، وإعادة صناعة الخرائط بيد من حديد ونار.
ما بعد الحرب العالمية الثانية: تثبيت الهيمنة عبر الحروببعد الحرب العالمية الثانية، خرجت أمريكا كقوة عظمى، وسرعان ما بدأت تبسط نفوذها في كل القارات، ليس عبر التعاون أو التفاهم، بل من خلال استراتيجية التدخل المستمر، وخلق بؤر توتر، وتغذية الانقلابات، ودعم الأنظمة التابعة.
في آسيا
دعمت الحرب الدامية بين الكوريتين، ومهّدت لخلق انقسام لا يزال ينزف إلى اليوم.
خاضت حرب فيتنام (1955 – 1975) التي أصبحت رمزًا للقسوة والوحشية الأمريكية، وأحرقت فيها الأرض والبشر بأسلحة كيماوية، قبل أن تنهزم على يد مقاومة شعبية عنيدة.
في أمريكا اللاتينية
دعمت انقلابات ضد حكومات منتخبة (مثل تشيلي عام 1973).
موّلت أنظمة قمعية ومليشيات موت تحت غطاء محاربة “المد الشيوعي”.
في الشرق الأوسط
كانت الداعم الأكبر للكيان الصهيوني، سياسيًا وعسكريًا، منذ نشأته عام 1948.
دعمت العدوان الثلاثي على مصر 1956، وكانت وراء تفويض الكيان الصهيوني بشن حرب 1967.
تدخلت غير مباشرة في حرب 1973، عبر مدّ الصهاينة بالجسر الجوي العسكري.
الحروب بالوكالة: الوجه الآخر للإمبريالية الحديثةبعد أن أصبح التدخل العسكري المباشر مكلفًا، خاصة بعد هزيمة فيتنام، طوّرت الولايات المتحدة أساليب جديدة لتوسيع نفوذها عبر:
الحروب بالوكالة: تمويل وتسليح جماعات مسلحة لخوض حروب بالنيابة عنها.
الانقلابات الناعمة: دعم جماعات سياسية واقتصادية لإسقاط الأنظمة غير المتماشية مع واشنطن.
التحالفات العابرة للحدود: كحلف الناتو، الذي تحول إلى أداة لضرب الدول المعارضة.
أمثلة واضحة:إيران: منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، دخلت واشنطن في صدام دائم مع طهران، من دعم الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) إلى العقوبات والحصار ومحاولات إسقاط النظام.
أفغانستان: بدايةً بتسليح المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي، وانتهاءً بغزو دامٍ عام 2001 استمر 20 عامًا، دون أن تنجح في تحقيق أي استقرار.
البلقان: تدخلت أمريكا عبر الناتو في تفكيك يوغوسلافيا وتمزيق صربيا بالقنابل بحجة حماية الأقليات.
العراق: بعد حصار دام 13 عامًا، غزت أمريكا العراق عام 2003 بذريعة “أسلحة الدمار الشامل”، لكنها لم تجد شيئًا، وتركت خلفها مليون قتيل وبلدًا محطمًا.
أفريقيا والشرق الأوسط: حرب لا تنتهي القرن الأفريقي وأفريقيا الوسطىتدخلات مباشرة وغير مباشرة في الصومال، السودان، مالي، النيجر، ليبيا، كلها تحت غطاء مكافحة الإرهاب أو دعم الاستقرار، بينما الحقيقة: تحقيق السيطرة على موارد القارة، من النفط إلى اليورانيوم إلى المياه.
ليبيا وسورياليبيا: شاركت واشنطن مع الناتو في إسقاط القذافي عام 2011، ليغرق البلد بعدها في فوضى لا نهاية لها.
سوريا: دعمت فصائل مسلحة، وفرضت حصارًا خانقًا على المدنيين، واستخدمت أدوات سياسية وإعلامية لإضعاف الدولة السورية.
اليمنمنذ عام 2015، كانت أمريكا شريكًا فعليًا في العدوان على اليمن، عبر الدعم اللوجستي والاستخباراتي لقوى التحالف بقيادة السعودية، رغم الكارثة الإنسانية الكبرى الناتجة عن الحرب.
غزة: المحطة الحالية في مشروع النار الأمريكيفي الحرب الجارية على غزة منذ أكتوبر 2023، تتجلى الشراكة الأمريكية-الصهيونية في أوضح صورها:
تمويل عسكري غير محدود للكيان الصهيوني.
فيتو أمريكي متكرر في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار.
تصريحات سياسية داعمة للمحرقة الجارية ضد المدنيين في القطاع.
سفن حربية أمريكية في البحر المتوسط لتوفير الغطاء والدعم.
النتيجة: آلاف الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، عشرات الآلاف من الجرحى، ودمار غير مسبوق.
هذه ليست مجرد مواقف داعمة للعدوان، بل مشاركة مباشرة في الإبادة.
منذ أكثر من 80 عامًا، لم تدخل الولايات المتحدة حربًا لتصنع سلامًا، بل لتفرض هيمنة، وتحفظ مصالحها، وتحمي أدواتها.
كل حرب كانت مشروعًا تجاريًا، وصفقة نفوذ، ومسرحًا لاختبار أسلحة.
وهكذا فإن ما بدأ بقنبلة في هيروشيما، يتواصل اليوم في غزة، ويمتد في كل مكان تصله يد السياسة الأمريكية.
هي نار واحدة، تنتقل من قارة إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة، ولكنها تحمل دائمًا التوقيع نفسه:
“صُنع في الولايات المتحدة الأمريكية”.