عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
اعتبرت إيمان طرابلسي، المتحدثة الإقليمية باسم منظمة الصليب الأحمر الدولي، أن ما شهدته ليبيا جراء إعصار «دانيال» يشكل «فاجعة إنسانية»، مشيرةً إلى أن مدينة درنة تواجه كارثة بسبب انتشار مخلفات الحرب والذخائر غير المتفجرة. 
وقالت طرابلسي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن الصليب الأحمر قدم مساعدات عاجلة للمتضررين منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة، لكن الاحتياجات تفوق قدرة المنظمة على الإيفاء بها كاملة خاصة مع التأكد من وفاة آلاف الأشخاص وفقدان آلاف الآخرين.


وتشكل مخلفات الحرب من المواد المتفجرة وغير المنفجرة، التي جرفتها السيول وتسببت الفيضانات بانتشارها، تهديداً إضافياً لرجال الإنقاذ.

أخبار ذات صلة ليبيا.. دعوة أممية لتسوية القضايا الخلافية لقـانوني الانتخابات الفريق الإماراتي (DVI) يواصل جهوده لتحديد هويات ضحايا كارثة إعصار درنة

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سابقاً تهديداً إضافياً للسكان وعمال الإنقاذ والسلطات الذين يحاولون التعامل مع الوضع، فبعد أن نقلتهم المياه من أماكنهم، يمكن أن تصبح هذه المواد المتفجرة أكثر خطورة من ذي قبل، وفق اللجنة.
وأشارت طرابلسي إلى أن المنظمة ستلجأ إلى مقرها الدولي في جنيف ومستودعاتها العالمية للقدرة على الإيفاء بالاحتياجات العاجلة والضرورية في المناطق المتضررة مثل الطعام ومياه الشرب والكهرباء وخيم الإقامة المؤقتة والتي تم ضخ عدد وكميات كبيرة منها بالفعل لكنها لا تزال غير كافية.
وأشارت إلى أن الصليب الأحمر دفع بفرق إنقاذ ومتخصّصين من الطب الشرعي للمساعدة في انتشال الجثث وتسهيل عمل فرق الإنقاذ الوطنية التابعة لوزارة الصحة الليبية وبالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر الليبي، وأطلقت اللجنة نداء عاجلا لكل الشركاء للمساهمة في عمليات الإنقاذ.
ومن أبرز ملامح الأزمة في ليبيا، تسبب الإعصار «دانيال» في محو قرية «الوردية» الواقعة بين مدينتي سوسة وبنغازي بالكامل، بسبب السيول الجارفة حيث تقع القرية على المنحدر الغربي للجبل الأخضر. 
ولأنها قرية صغيرة لا يتجاوز عدد ساكنيها 500 شخص، استطاعت السيول الجارفة تدمير كل البيوت والمزارع فيها بحسب روايات سكان القرية الذين استطاع بعضهم الخروج من منازلهم قبل تدميرها.
وتعمل الجهات الإغاثية المحلية والدولية في ليبيا على إنشاء طرق بديلة للطرق التي جرفتها السيول بهدف إعادة ربط المدن المتضررة والوصول إليها لتقييم الموقف، فيما أعلنت مصلحة الطرق والجسور الليبية عن فتح مسار جديد للدخول إلى منطقة «المخيلي» بمدينة درنة بعد أن دُمرت كل الطرق الرئيسية التي تربط المنطقة بجوارها وهو ما أدى لعزلها.
وقالت طرابلسي، إنه «من المقرر توزيع أدوات المطبخ والمفروشات ومستلزمات النظافة في درنة خلال الأسابيع المقبلة، وتقدم اللجنة الدولية الأدوية للسلطات والهلال الأحمر الليبي في الأيام المقبلة».
أوضحت أن «جثث الأشخاص الذين توفوا بعد إصابتهم بجروح جراء الكارثة الطبيعية أو النزاع المسلح لا تشكل إلا في ما ندر، أي خطر صحي على المجتمعات المحلية، لأن الذين قضوا بسبب الغرق أو الحريق لا تؤوي جثثهم عادة كائنات تسبب أمراضاً إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة، ويستثنى من ذلك الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية مثل إيبولا وماربورغ أو الكوليرا أو حين تحدث الكارثة في منطقة تتوطن فيها الأمراض المعدية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ليبيا درنة الصليب الأحمر الصلیب الأحمر

إقرأ أيضاً:

حكومة شرق ليبيا تهدد بوقف الإنتاج عقب اقتحام مزعوم لـمؤسسة النفط في طرابلس

طالبت حكومة الشرق الليبي المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد بفتح تحقيق موسع في الاعتداء على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس، وملاحقة وضبط المعتدين، مهددة بأنها قد تتخذ إجراءات احترازية من بينها إعلان القوة القاهرة على حقول النفط.

وقالت الحكومة، في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك»، إنها تابعت واقعة "الاعتداء على المؤسسة الوطنية للنفط"، وتدين الاعتداء على مكتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة وتهديد وترهيب موظفيها باستعمال السلاح".

وأكدت حكومة حماد أن "مثل هذه الاعتداءات المتكررة على مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسات النفطية من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من الحكومة منتهية الولاية، تشكل خطرا كبيرا على قطاع النفط، وعلى أموال وقوت الليبيين بشكل عام، وتقوض جميع فرص توحيد المؤسسات العامة خاصة السيادية منها".


وأضافت أن "المجموعات المسلحة أجبرت المؤسسة على إصدار بيان ينفي حصول الواقعة، والتي حصلت على مرأى ومسمع الكثيرين من الموظفين".

وقالت الحكومة إنها "إزاء هذه الاعتداءات المتكررة على المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التابعة لها، فإن الحكومة الليبية قد تضطر لاتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية، ومن بينها إعلان حالة القوة القاهرة على الحقول والموانئ النفطية، أو اتخاذ قرارها بنقل مقر المؤسسة الوطنية للنفط مؤقتا لإحدى المدن الآمنة مثل مدينة راس لانوف أو البريقة أو غيرها من المدن".

وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد مصدر بالمؤسسة الوطنية للنفط بأن مجموعة مسلحة اقتحمت، الأربعاء، مبنى المؤسسة في طرابلس، وسيطرت على أجزاء منه.


لاحقا نفت مؤسسة النفط الاقتحام، مضيفة أن ما جرى "لا يتعدى كونه خلافًا شخصيًا محدودًا وقع في منطقة الاستقبال".

من جهتها، نفت حكومة طرابلس، المعترف بها دوليا حادثة الاقتحام، ونشرت تسجيل فيديو لمقر المؤسسة الوطنية للنفط وكتبت تعليقا قالت فيه: "تفنيدا لما تم تداوله بشأن اقتحام مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.. كاميرا منصة حكومتنا ترصد الأجواء في محيط المؤسسة وداخلها، حيث أظهرت استقرار الأوضاع وعدم وجود أي مؤشرات على وقوع اقتحام أو اضطرابات أمنية".


مقالات مشابهة

  • المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية : تهديدات داعش لا تزال تهدد أمن سوريا
  • الصليب الأحمر يتلقى 400 ألف طلب للبحث عن أشخاص مفقودين في أوكرانيا
  • وزارة الزراعة تبحث مع الصليب الأحمر تحديات إنتاج القمح
  • اتفاقية بين الصليب الأحمر والهجرة الدولية لدعم الأسر المنفصلة بسبب النزاع أو الهجرة
  • حكومة شرق ليبيا تهدد بوقف الإنتاج عقب اقتحام مزعوم لـمؤسسة النفط في طرابلس
  • موسى: قانون الصليب الأحمر سينطلق من اتفاقيات جنيف ويحفظ الاستقلالية
  • المتحدثة باسم «الأغذية العالمي» في الخرطوم لـ«الاتحاد»: 25 مليون سوداني يُعانون الجوع الحاد
  • إعادة إعمار المناطق المتضررة من كارثة السيول في الحديدة.. جهود على مرحلتين
  • العدو الصهيوني يطلق النار على مستشفى الصليب الأحمر في خان يونس
  • المتحدثة باسم وزارة الخارجية: الصين تعفي كافة الدول الأعضاء لمجلس التعاون الخليجي من التأشيرة