صحيفة الاتحاد:
2025-05-31@02:23:51 GMT

محمد كركوتي يكتب: مصير الفائدة الأميركية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

ليس واضحاً تماماً ما إذا كان المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي»، سيرفع الفائدة أو يُبقيها عند حدودها الراهنة 5.5%، هناك شيء من الانقسام في أوساط المشرعين الأمريكيين، بين مؤيد لتجميدها في المراجعة المقبلة بعد أسابيع، ومؤيد لرفعها ربع نقطة لا أكثر والقصة تبقى محتفظة بشكلها التقليدي المرتبط مباشرة بمستويات التضخم، التي شهدت تحسناً ملحوظاً في الفترة الماضية، لكن في نظر البعض لا يمكن البناء عليه فأسعار المستهلكين بلغت الشهر الماضي 3.

7% مقارنة بمستواها في الشهر نفسه من العام 2022، وشهدت ارتفاعاً طفيفاً في شهر أغسطس الماضي.
 وبعيداً عما إذا كان المشرعون يمكنهم إيصال التضخم إلى الحد الأقصى الرسمي عند 2% في غضون الأشهر المقبلة، فإن نسبة أولئك الذين يعتقدون بضرورة الحفاظ على فائدة مرتفعة، هي الأكبر.
وفي كل الأحوال، يلتزم رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول بسياسة الباب المفتوح لرفع تكاليف الاقتراض، وهو يقدم مواجهة التضخم على أهمية تحقيق النمو، الذي سجل في الربع الأول من العام الجاري 1.1%، ووصل إلى 2.1% في الربع الثاني منه. وهذا تطور مهم، لأنه يأتي بعد توقعات أطلقها صندوق النقد الدولي بداية السنة الجارية، بأن الاقتصاد الأميركي قد لا يحقق نمواً أكثر من 1% بحلول مطلع العام المقبل. علماً بأن هذا الاقتصاد تباطأ إلى 2.1% في العام الماضي، بعد أن شهد في سنة 2021 نمواً وصل إلى 5.9%، وكان الأعلى منذ العام 1984. المحركات الاقتصادية الأميركية تبقى أفضل حالياً من مثيلاتها في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة، وذلك من خلال نجاح الولايات المتحدة في جلب التضخم إلى مستوى منخفض، مقارنة بتلك البلدان.
الخوف يبقى دائماً مركزاً في إمكانية تحول تباطؤ الاقتصاد الأميركي بنهاية العام الحالي إلى انكماش، الأمر الذي سيرفع من حدة الضغوط على المشرعين الأمريكيين ليس من جهة الفائدة فحسب، بل من ناحية النمو. فإذا كانت «الحرب» على التضخم لها الأولوية، وهذا أمر طبيعي، فلا بد من أن تكون هناك مخارج تحفظ معدلاً مقبولاً للنمو. باختصار من الأفضل وجود تباطؤ بصرف النظر عن مستواه، على انكماش لا يمكن الخلاص منه في العام المقبل على الأقل. والمشكلة الآتية من جهة الانكماش لن تكون حكراً على الولايات المتحدة، بل ستؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل. وتراجع الناتج المحلي الأميركي أتى في الواقع من انخفاض كبير أيضاً للاستثمارات الخاصة، في الوقت الذي شهد فيه الإنفاق العام ارتفاعاً عالياً، أدى كما شهدنا إلى «المعارك» السياسية الموسمية بين البيت الأبيض والكونجرس. وسط هذا المشهد، يرى العدد الأكبر من المشرعين حاجة إلى زيادات في تكاليف الاقتراض، لإعادة التضخم إلى النطاق المستهدف عند 2%، ما يعني أن الفائدة الأميركية قد تصل إلى 6% في الربع الأول من العام المقبل، وهو أمر سيكون صعباً على الاقتصادين المحلي والعالمي على حد سواء.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: تسهيلات استثمارية صينية محمد كركوتي يكتب: توسعة الاتحاد الأوروبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

تزايد خطر ارتفاع التضخم والبطالة.. أبرز ما جاء في محضر الاجتماع الأخير للفدرالي الأميركي

الاقتصاد نيوز - متابعة

اتفق المشاركون في اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأخير بشأن السياسة النقدية، والذي عُقد يومي السادس والسابع من أيار، على أنهم في وضع جيد لانتظار مزيد من الوضوح بشأن التوقعات، وفقاً لمحضر الاجتماع الذي أصدره البنك المركزي يوم الأربعاء.

وأشار محضر الاحتياطي الفدرالي إلى اتفاق المشاركين في الاجتماع الأخير على تزايد خطر ارتفاع التضخم والبطالة في الولايات المتحدة.

كما اتفق المشاركون على تزايد حالة عدم اليقين بشأن التوقعات، وعلى ضرورة اتباع نهج حذر في السياسة النقدية.

كانت لجنة السوق المفتوحة الفدرالية التابعة للبنك أبقت في الاجتماع الأخير على معدل الفائدة القياسي على الأموال الفدرالية عند مستوى مستهدف يتراوح بين 4.25% و4.5%.

وأشار المحضر أيضاً إلى أن التغيرات في الأسواق المالية قد تؤثر بشكل دائم على الاقتصاد الأميركي، وأن السياسات الجمركية تفرض عبئاً أكبر على النشاط الاقتصادي مقارنة بالتوقعات السابقة، مما أدى إلى تعديل توقعات النمو لعامي 2025 و2026 نحو مستويات أقل.

ولاحظ المشاركون في الاجتماع أنهم قد يواجهون "مفاضلات صعبة" إذا ثبت أن التضخم أكثر استمراراً مع ضعف توقعات النمو والتوظيف، بحسب المحضر.

وذكر محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي أن جميع المشاركين تقريباً أشاروا إلى خطر أن يكون التضخم أكثر استمراراً من المتوقع. كما رأى المشاركون أن عدم اليقين بشأن توقعاتهم الاقتصادية مرتفع بشكل غير معتاد.

كما كشف المحضر عن أن توقعات أعضاء مجلس البنك للاقتصاد الأميركي خلال العامين 2025 و2026 أضعف من تقديراتهم في اجتماع مارس/ آذار.

ورغم أن صناع السياسات أعربوا عن قلقهم إزاء اتجاه التضخم وتقلبات السياسة التجارية، فإنهم أكدوا مع ذلك أن النمو الاقتصادي كان "متيناً"، وأن سوق العمل "متوازنة على نطاق واسع" على الرغم من تنامي المخاطر التي قد تضعف السوق، وأن المستهلكين واصلوا الإنفاق.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي التونسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند 7.5%
  • الاقتصاد التركي ينمو أقل من التوقعات
  • تباطؤ نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي إلى 2.5% على أساس سنوي
  • الاقتصاد التركي ينمو 2% في الربع الأول
  • تباطؤ نمو الاقتصاد التركي ليسجل 2% في الربع الأول 2025
  • الضبابية التجارية وبيانات التضخم تكبدان الدولار الأميركي خسائر جديدة
  • تعديل قراءة أداء الاقتصاد الأميركي بالربع الأول .. إلى انكماش 0.2%
  • تزايد خطر ارتفاع التضخم والبطالة.. أبرز ما جاء في محضر الاجتماع الأخير للفدرالي الأميركي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب.. منظومة مكافحة الفساد
  • «فيتش سوليوشنز» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.7% العام المالي 2026