عندما قدّم فريق مكون من ثلاثة كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إحاطة خاصة لمجلس النواب في 11 أكتوبر (تشرين الأول)، اقترحوا التعاون مع الكونغرس فيما يتعلق بالتمويل الطارئ لمعالجة أزمات السياسة الخارجية المتعددة في نفس الوقت، وهي الحرب بين إسرائيل وحماس، والحرب في أوكرانيا، ودعم تايوان، والحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

وتقول مجلة "فورين بوليسي" في تقرير جديد إنه في الماضي، كان مثل هذا الاقتراح غير مثير للجدل. حتى في مجلس النواب الذي يكتسب طابعًا حزبيًا قويًا، فيتمتع الدعم لإسرائيل بموافقة شبه عامة، في حين يتفق جميع أعضاء الحزب الديمقراطي ومعظم أعضاء الحزب الجمهوري تقريبًا على تمويل دعم أوكرانيا ومواجهة روسيا والصين. ولكن عندما طرح مسؤولو الإدارة فكرة حزمة تمويل تكميلية مشتركة في الإحاطة، ردت مجموعة من أعضاء الحزب الجمهوري بالسخرية والاستهزاء.
تداعيات واسعة
ويلقي أحد المشرعين الحاضرين وثلاثة من مساعدي الكونغرس الذين تم اطلاعهم على هذه المسألة، نظرة على كيفية تحول الفوضى في مجلس النواب، الذي يهيمن عليه أعضاء الحزب الجمهوري، من سيرك سياسي محلي إلى صداع كبير في السياسة الخارجية لإدارة بايدن. وقد تكون لهذه الفوضى تداعيات كبيرة على حجم وتوقيت المساعدة الأمنية الأمريكية لإسرائيل واستمرار تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، والتي تُعتبر حاسمة في حربها ضد روسيا.
وحذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، الأسبوع الماضي من أن واشنطن "تنفد من الوقود" لإرسال مساعدات أمنية إلى إسرائيل وأوكرانيا بدون تمويل إضافي من الكونغرس، وهما في وضع حرج بسبب غياب رئيس مجلس النواب وتصاعد الصراع الداخلي غير المسبوق بين أعضاء الحزب الجمهوري في المجلس. بينما يقترب الجمهوريون من تعيين المالية القومية التي تؤثر على السياسة الخارجية وكيفية تعاطي الولايات المتحدة مع الأزمات الراهنة.
خلافات حزبية
وبشكل عام، يعكس هذا المشهد الاقتراح المتزايد للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لا يزال هناك خلافات سياسية وحزبية تؤثر على القدرة على الوصول إلى توافق وإحراز تقدم في المسائل الرئيسية. يُعَدُّ التعاون بين الكونغرس والإدارة أمرًا حاسمًا لتمكين الولايات المتحدة من مواجهة التحديات الدولية وتحقيق أهدافها في السياسة الخارجية.

This morning, @POTUS and @VP were briefed by their national security team on the latest updates in the wake of Hamas’s abhorrent attack in Israel and the worsening humanitarian crisis in Gaza. pic.twitter.com/pthWb1R7kB

— The White House (@WhiteHouse) October 16, 2023 كما طرح التقرير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان صقور الدفاع الاستفادة من سباق رئاسة مجلس النواب لتحقيق مكاسب في تمويل الأمن القومي، بما في ذلك أوكرانيا. وقد تشير آخر المعطيات إلى استعداد المرشح الأوفر حظا للمضي قدمًا في التفاوض بشأن استمرار تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.
وتساءلت المجلة عما الذي سيحدث بالنسبة لحزم التمويل المستقبلية المتعلقة بإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وأمن الحدود. أكد ثلاثة مسؤولين في إدارة بايدن أن الإدارة تعتزم تجميع هذه التمويلات في حزمة واحدة كبيرة، بهدف الموافقة عليها من كلا من مجلسي النواب والشيوخ، على الرغم من أن التفاصيل الكاملة لهذه الخطة لم تكشف بعد.
دمج التمويلات
وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن الحزمة التي يجري صياغتها تهدف إلى دمج التمويل المتعلق بالأمن القومي لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وأمن الحدود في حزمة واحدة شاملة. ويتمتع الديمقراطيون بدعم استراتيجية تجميع هذه الإجراءات الأربعة ضمن حزمة واحدة، وهو ما يؤيده بعض من الجمهوريين المؤثرين مثل النائب مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب. إذ يدعم جميع أعضاء الحزب الجمهوري تقريبا زيادة التمويل لإسرائيل، التي تحظى بأهمية كبيرة في السياسة الأمريكية، وكذلك لتايوان للتصدي للصين. 
وبحسب التقرير، فيرغب جميع الجمهوريين في الضغط على إدارة بايدن لزيادة الإنفاق على أمن الحدود. ولكن هناك عقبة في الطريق، وهي أوكرانيا، حيث يمكن لشظية صغيرة من الأغلبية الجمهورية النحيفة أن تعرقل التمويل. ويعتقد الديمقراطيون، وبعض الجمهوريين المعتدلين أيضًا، أن ربط كل التمويلات ببعضها سيجعل من المستحيل منع تدفق المزيد من الأموال إلى أوكرانيا. ولكن ليس جميع الجمهوريين، بما في ذلك أنصار أوكرانيا مثل النائب من نبراسكا، دون بيكون، يتبنون تلك الخطة.
حزم المساعدات
والسؤال التالي الكبير، بحسب التقرير، هو ما الذي ستشمله حزم المساعدات هذه؟ يتسارع مجلس الشيوخ، الذي يشعر بالاستياء من الفوضى في مجلس النواب، لوضع حزمة مساعدات تكميلية خاصة به لإسرائيل وربما أوكرانيا دون الانتظار لاستقرار الأمور في مجلس النواب. ويجب أن يتم الموافقة في النهاية على أي مشروع قانون من قبل كلا من مجلسي النواب والشيوخ.
فقد سافر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع وأعرب عن نقاشه حول التداعيات المحتملة لحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل. ومن بين الرغبات التي حددها شومر للسلطات الإسرائيلية تجديد مخزون نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وشراء القنابل الموجهة بدقة، وتجديد قذائف الهاون بقطر 155 ملم. 
حزمة أوكرانيا
وحتى الآن، كانت الإدارة الرئاسية ومجلس الشيوخ هادئين بشأن ما ستحصل عليه أوكرانيا. ومع ذلك، يقول العديد من المسؤولين إن الحزمة المالية لأوكرانيا قد تشمل مساعدات عسكرية واقتصادية. من الناحية العسكرية، يمكن أن تشمل المساعدات تزويد أوكرانيا بأسلحة ومعدات عسكرية مثل الأسلحة النارية، والطائرات، والمركبات المدرعة، والمعدات الاستخباراتية، وتدريب القوات الأوكرانية. وتهدف هذه المساعدات إلى تعزيز قدرتها على الدفاع عن نفسها ومواجهة التهديدات الأمنية.

I welcomed the US Special Representative for Ukraine’s Economic Recovery, Penny Pritzker.

This visit conveys a message of strong and lasting US support. We discussed the protection of Ukraine's energy infrastructure as winter approaches, as well as critical recovery needs.… pic.twitter.com/dYlp2zuOkI

— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) October 16, 2023

من الناحية الاقتصادية، يمكن أيضًا أن تشمل المساعدات دعمًا ماليًا لأوكرانيا، مثل التمويل الاستثماري، والقروض، والمساعدة في تعزيز البنية التحتية وتنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتعزيز فرص النمو في أوكرانيا.
من المهم أن نلاحظ أن التفاصيل الدقيقة لحزمة المساعدات لم تحدد بعد وقد تخضع للمفاوضات والتغيرات في السياسة الخارجية. قد يتم تحديد حجم المساعدات ومحتواها الدقيق بناءً على الاحتياجات والأولويات المتغيرة للسياسة الخارجية الأمريكية والتطورات الإقليمية والجيوسياسية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الكونغرس غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية السیاسة الخارجیة فی مجلس النواب فی السیاسة

إقرأ أيضاً:

اعتقالات بالضفة واتهام أممي لإسرائيل بتهجر ألف فلسطيني

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات الاقتحام والاعتقال اليومية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، بينما أعلنت الأمم المتحدة تهجير أكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الجاري في المنطقة "ج" التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة.

وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلة يوميا حملات دهم واقتحامات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشبان الفلسطينيين.

وأفاد مراسل الجزيرة باقتحام قوات الاحتلال "دير سامت"، غرب محافظة الخليل، حيث دهمت منزل الأسير العواودة واعتقلت والدته، واعتبرت مصادر محلية ذلك محاولة للضغط على العائلة لتسليم والد الأسير.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل والدة الشهيد أحمد العواودة خلال اقتحام بلدة دير سامت غرب الخليل بـ #الضفة_الغربية#فيديو pic.twitter.com/KRofgDlg8t

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 12, 2025

وفي مدينة نابلس شمالا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع شبان في أحياء البلدة.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال دهمت أحد المنازل واعتقلت فلسطينيا قبل أن تنسحب من البلدة بعد نحو ساعة من الاقتحام. كما سيّرت قوات الاحتلال دوريات عسكرية في منطقة بيت إيبا غرب نابلس، ونشرت جنود المشاة في محيط المنطقة.

وفي مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الكسارات.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز، ودهمت منازل وفتشتها كما فتشت منشأة صناعية في المنطقة قبل انسحابها.

فيديو| جانب من اقتحام حارة القيسارية في البلدة القديمة وسط مدينة نابلس. pic.twitter.com/x7UuE3CmaW

— فلسطين بوست (@PalpostN) December 12, 2025

إعلان

في الأثناء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينية أصيبت إثر اعتداء قوات الاحتلال عليها بالضرب في مدينة دورا بالخليل جنوبي الضفة الغربية.

كذلك أصيب فلسطينيان في اقتحام قوات الاحتلال مخيم الأمعري بمدينة البيرة.

وذكر تلفزيون فلسطين (رسمي) أن قوات إسرائيلية اقتحمت قرية شقبا، غرب مدينة رام الله، وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة شاب بجروح، ونقل للعلاج في مركز صحي بالقرية.

ومنذ بدئه حرب الإبادة بقطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيا، وأصابوا نحو 11 ألفا آخرين، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألف شخص.

هجمات المستوطنين

وفي سياق متصل، اعتدى مستوطنون متطرفون على فلسطينيين في "خربة إبزيق" البدوية، شمال شرق طوباس.

وكان مستوطنون هاجموا مجددا تجمع "الحثرورة" البدوي، قرب "الخان الأحمر" شرق القدس المحتلة. وأفادت مراسلة الجزيرة بأن المستوطنين لاحقوا شبانا من التجمع واعتدوا عليهم.

كما أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت التجمع، وأغلقت مداخله، وأخضعت عددا من السكان للتحقيق، بعد أن دافعوا عن أنفسهم أمام اعتداءات المستوطنين.

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون 621 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تراوحت بين اعتداءات جسدية وعلى الممتلكات.

تهجير جماعي

بدورها، أعلنت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، تهجير أكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الجاري في المنطقة "ج" التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، جراء عمليات هدم لمنازلهم تنفذها إسرائيل.

وقال فرحان حق نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة "منذ بداية العام، تم تهجير أكثر من ألف شخص في المنطقة (ج) التي تشكل حوالي 60% من الضفة الغربية، وهي منطقة تحتكر فيها إسرائيل تقريبا سلطة إنفاذ القانون والتخطيط والبناء".

وأوضح أن معظم الفلسطينيين الذين هُجّروا هدمت منازلهم بحجة عدم امتلاكهم تراخيص بناء إسرائيلية، وهي تراخيص وصفها بأنها "من شبه المستحيل" حصول الفلسطينيين عليها.

وأشار المتحدث الأممي إلى أن هذا المستوى من التهجير يمثل "ثاني أعلى معدل سنوي" يسجل منذ عام 2009.

وتنفذ إسرائيل بشكل متكرر عمليات هدم لمنازل ومبان فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، بدعوى أنها "غير مرخصة".

وتشير معطيات رسمية إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من البناء أو العمل الزراعي في منطقة "ج"، في حين يكاد يكون من المستحيل الحصول على تراخيص بناء للفلسطينيين هناك.

وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" (1995) أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية تحذّر الكيان الصهيوني من استمرار خرق وقف النار في غزة
  • البصرة.. 10 أعضاء يشكّلون كتلة جديدة داخل مجلس المحافظة (وثيقة)
  • شروط وضعها القانون لسحب الحصانة من أعضاء مجلس الشيوخ.. اعرفها
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • مشروع قانون في الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على الحوثيين
  • اعتقالات بالضفة واتهام أممي لإسرائيل بتهجر ألف فلسطيني
  • الكرملين: لم نطلع على المقترحات الأمريكية المعدلة وقد لا نرحب بها .. وأوكرانيا تقصف سفينتين روسيتين في بحر قزوين
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • 9 مرشحين فازو إلى الآن.. الوفد يحصد أول مقاعده الفردية بانتخابات النواب
  • الخارجية الأمريكية تعرض مكافأة 5 ملايين دولار لأي معلومات عن زعيم عصابة