ناد ألماني يوقف أنور الغازي لتضامنه مع فلسطين
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كان منشور الغازي قد أعرب عن دعمه للشعب الفلسطيني
قرر نادي ماينتس الألماني لكرة القدم إيقاف اللاعب الدولي الهولندي من أصل مغربي، أنور الغازي، بسبب تعبيره عن دعمه لفلسطين في الصراع الجاري مع إسرائيل في قطاع غزة.
اقرأ أيضاً : أحمد الياس وفراس شلباية لـ "رؤيا": نحن بخير وجنود الاحتلال هاجموا الجماهير في الملعب
وأعلن النادي في بيان أنه "قد تم إعفاء أنور الغازي من المشاركة في التدريبات والمباريات كرد فعل على منشور نشره اللاعب على وسائل التواصل الاجتماعي وتم حذفه لاحقًا".
وكان منشور الغازي قد أعرب عن دعمه للشعب الفلسطيني مشيرًا إلى أن الوضع الحالي ليس مجرد حرب بل هو إبادة جماعية ودمار شامل.
وقال الغازي في منشوره الداعم للفلسطينيين على إنستغرام "إنها ليست حرباً. عندما يقوم طرف بقطع المياه، والغذاء والكهرباء عن طرف آخر، فهذه ليست حربا. عندما يملك طرف أسلحة نووية، فهذه ليست حربا".
وتابع "عندما يتم تمويل طرف بمليارات الدولارات، فهذه ليست حربا. عندما يقوم طرف باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مغلوطة عن الآخر، فهذه ليست حربا… هذا ليس صراعا وهذه ليست حربا. ما نشهده الآن بشكل حيّ هو إبادة جماعية ودمار شامل".
اقرأ أيضاً : أبو تريكة يوجه رسالة لبايدن ويحمله المسؤولية
وختم "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
هذا الموقف أثار استياء النادي، الذي أكد أنه يحترم حق الأفراد في التعبير عن آرائهم، ولكنه يرفض مواقف تتعارض مع قيم النادي.
وقال النادي "سبق القرار (إيقاف الغازي)، مناقشة تفصيلية بين مجلس الإدارة واللاعب. يحترم ماينتس واقع أن هناك وجهات نظر مختلفة حول الصراع المعقد المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. لكن من الواضح أن النادي ينأى بنفسه عن محتوى المنشور لأنه لا يعكس قيم نادينا".
اقرأ أيضاً : المدرب العام للفيصلي: هدفنا الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في دوري أبطال آسيا
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أطلقت عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الجاري، مما أدى إلى تصاعد التوترات والاشتباكات في المنطقة، وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين غارات مكثفة على قطاع غزة أوقعت آلاف الشهداء والجرحى وخلفت دمارا واسعا في القطاع المحاصر منذ 2007.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: ألمانيا الحرب في غزة دولة فلسطين
إقرأ أيضاً:
تغيير النظام لن يوقف مساعي إيران النووية
ترتكز الضربة العسكرية «الأحادية» التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران على فكرةِ إجبارِ الجمهورية الإسلامية على التخلي عن برنامجها النووي، أو إحلالها بنظام سيَمْتَثِل لمطالب إسرائيل والولايات المتحدة، ويتخلى عن طموحاته النووية.
في الحقيقة لن يتخلى أي نظام إيراني سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل عن طموحات إيران النووية. وإذا كانت إسرائيل قد فعلت أي شيء بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية فيما كانت طهران تتفاوض مع الولايات المتحدة؛ فإنها في الواقع عززت حافز الجمهورية الإسلامية للمسارعة إلى امتلاك رادع نووي.
أحلام إيران النووية وكوابيس الغرب النووية لم تولد مع الجمهورية الإسلامية في عام 1979. شاه إيران محمد رضا بهلوي هو الذي سَرَّع بشكل مثير البرنامج النووي المدني لبلاده عام 1974 بعد أزمة الطاقة العالمية التي رفعت أسعار النفط بشدة؟ وقتها -كما هي الحال الآن- كان هنالك قلق عميق في واشنطن من أن تطلق إيران النووية موجة انتشار نووي في الشرق الأوسط «تهدد» إسرائيل.
عندما اتجه الشاه إلى الولايات المتحدة؛ لتزويد إيران بمفاعلات نووية حاول وزير الخارجية هنري كسينجر فرض «حقوق فيتو» أمريكية على الوقود النووي المُستنفَد في إيران. كان يخشى من أن إيران مثلها مثل الهند أو باكستان ستستخدم برنامجها المدني؛ لتخزين المادة القابلة للانشطار، والتي يمكن استخدامها في نهاية المطاف؛ لإنتاج القنبلة النووية. اليوم أتقنت إيران دورة الوقود النووي. وهي -وفقا لمعظم التقديرات- على بُعد أسابيع من الحصول على يورانيوم مخصَّب وكافٍ لصُنع سلاح نووي.
اعترض الشاه على فكرة وجوب معاملة إيران بطريقة مختلفة عن البلدان الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في عام 1968.
وما كان من الممكن حتى لكيسنجر أستاذ الدبلوماسية أن يقنع الشاه بالموافقة على فرض قيود وضوابط احترازية إضافية على البرنامج النووي لإيران.
أصرَّ الشاه على حق إيران في تخصيب وإعادة معالجة وقودها النووي الخاص بها بدلا من الاعتماد على أي بلد أجنبي؛ لتزويد مفاعلاتها بالوقود. لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وافقت على هذه القيود والضوابط الإضافية في الاتفاق النووي لعام 2015 والذي مزقه ترامب عام 2018.
حذر وزير الخارجية الإيراني الأسبق أردشير زاهدي في عام 2018 من أن «التنمُّر نادرا ما ينجح. ولم ينجح أبدا مع بلد كإيران». ومن منفاه في سويسرا هاجم صهر الشاه السابق في رسالة نشرها على صفحة إعلان كاملة بصحيفة نيويورك تايمز تعليقاتِ وزير الخارجية الأمريكي وقتها مايك بومبيو والتي جاء فيها أن إيران ستُسحق إذا لم تمتثل لمطالب واشنطن. وتساءل زاهدي الذي وقَّع على معاهدة منع الانتشار النووي نيابة عن إيران في عام 1968 بقوله: «هل العقول في وزارة الخارجية في الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات الأمريكية جاهلة بالتاريخ إلى هذا الحد؟».
تذكّر زاهدي أنه على الرغم من علاقة الشاه الوثيقة بكل من الولايات المتحدة وإسرائيل كان هنالك عدم ارتياح عميق في الغرب من فكرة إيران النووية. ذلك الإحساس بالقلق التقطته رواية بول اردمان الصادرة في عام 1976 تحت عنوان «انهيار 79». رسمت الرواية التي راجت وقتها سيناريو يصنع فيه سرَّا شاهٌ مصابٌ بجنون العظمة سلاحا نوويا، ويخوض حربا؛ للهيمنة على الشرق الأوسط.
فكرة إيران القوية -بصرف النظر عمن يحكمها- هي مادة «كوابيس» في واشنطن وإسرائيل. ويبدو من المستبعد تماما أن تقبل إسرائيل التي هي نفسها دولة أسلحة نووية غير معلنة فكرة إيران النووية حتى لو لم تكن تحت القيادة الحالية. فإيران المسلحة نوويا ستُنهي الاحتكار النووي الذي تنفرد به إسرائيل في الشرق الأوسط، وتغير التوازن الاستراتيجي في المنطقة إلى الأبد.
يعلم الإسرائيليون تمام العلم أن أي نظام إيراني لن يقبل بدور متضائل في الشرق الأوسط. فإيران بعد كل شيء بلدٌ يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة، ومساحته ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، ويملك ثاني أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي، وثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم.
أي زعيم إيراني عليه التعامل مع حقيقة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران تضع مصالح إسرائيل في الاعتبار. الشاه نفسه كان يعرف هذا.
لقد شكا علنا من انحياز الصحافة الأمريكية لإسرائيل، وكان يقرّ بقوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. نفس هذه المخاوف تشعر بها اليوم أيضا على الأقل شريحةٌ من حركة ماجا (صاحبة شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) والتي تكره فكرة جرجرة الولاياتِ المتحدة بواسطة إسرائيل إلى حرب مع إيران.
سيكون قادة إيران في المستقبل -مثلهم مثل قادتها في الماضي- على وعي حاد بأن إيران القوية لن يُرحَّب بها أبدا في إسرائيل أو واشنطن. فما لم تكن إيران مستعدة للقبول بمكانة أقل شأنا في المنطقة -وهو ما لا يمكن أن يقبل به أي سياسي إيراني في حقبة القومية الشعبوية- سيبدو حينها بحث إيران عن رادع نووي خيارا لا مفرّ منه.
روهام الواندي مدير مبادرة التاريخ الإيراني بمدرسة لندن للاقتصاد ومؤلف كتاب «نيكسون وكيسنجر والشاه: الولايات المتحدة وإيران في الحرب الباردة»
الترجمة عن «الفاينانشال تايمز»