أمريكا وجهت ضربات للمواقع النووية الإيرانية وسط شكوك حول فاعلية هذه الضربات، ولكنها لا تريد توسيع الحرب مع إيران.

أمريكا لا تريد حربا واسعة، وهناك تقارير إعلامية عن إبلاغ مسبق لإيران بالضربة الأمريكية وبمحدوديتها.
العدوان الإسرائيلي على إيران ووجه برد إيراني مؤلم لإسرائيل، وأظهر قدرة إيران على استهداف العمق الأسرائيلي.


ومن الواضح أن إسرائيل لا تريد حربا طويلة مع إيران ولا تتحملها.

هدف الحرب بالنسبة لإسرائيل وأمريكا في الحد الأدنى هو إخضاع إيران بإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي.
ويبدو، من الرد الإيراني، أن هذا الهدف لن يتحقق.

إسرائيل تتحرك بموجب الضرورة الوجودية لفعل أي شيء حيال قدرات إيران النووية والصاروخية التي تشكل تهديدا لها ولوضعها في المنطقة. وما قامت به هي ثم تبعتها أمريكا هو أقصى ما عندهما من الناحية العسكرية.

الهدف الذي يأملون الحصول عليه الآن هو تأخير البرنامج النووي لبعض الوقت، على أمل الوصول إلى اتفاق مع إيران يوقف الحرب أولا، لأن لا رغبة لأمريكا ولا لإسرائيل في استمرارها، ثم إيجاد حل لمشروعها النووي.

هذا الهدف هو الآن أقرب إلى الأمنية من أمريكا وإسرائيل؛ فبعد الفشل في إخضاع إيران وإرغامها على الاستسلام، وقيام أمريكا بضربتها المحدودة، تأمل كل من أمريكا وإسرائيل أن تتعقل إيران وأن لا تصعد أكثر. صحيح ترامب هدد برد أقسى وأعنف إذا ردت إيران، ولكنه يراهن على عدم ردها، ولا يريد الاستمرار في حرب مفتوحة.
تأمل وتتمنى كل من أمريكا وإسرائيل عودة إيران مرة أخرى إلى التفاوض.
الكرة الآن في ملعب إيران.
بالنسبة لإيران، لا توجد أهداف تريد تحقيقها من استمرار الحرب مع إسرائيل أو استهداف القواعد الأمريكية سوى الردع والانتقام. لا يوجد هدف ملموس.

كذلك، إسرائيل لم تعد تملك أهدافا قابلة للتحقق من استمرار الحرب مع إيران، باستثناء تأخير البرنامج النووي الإيراني. إستمرار الحرب هو استنزاف لاسرائيل ومدمر لها.

وعليه، فإن إيران في وضع مريح يمكنها من اختيار الخيارات الأفضل بالنسبة لها. يمكنها، إن أرادت، أن تستثمر في الوقت، في ترميم أمنها الداخلي وإعادة بناء قدراتها الصاروخية والدفاعية ومواصلة برنامجها النووي. فقد ردعت إسرائيل وبرهنت ضعفها وهشاشتها ولا يوجد هدف آخر يمكن أن تسعى إليه أكثر من ذلك. ويمكنها أيضا، إن أرادت أن تصعد باستهداف القواعد الأمريكية كما هددت وجر أمريكا للحرب، والنتيجة ستكون مزيد من الضربات ستتضرر منها إيران أكثر من أي طرف. فأمريكا لن تنهار أو تهزم من أي رد إيراني مهما كان قاسيا، وكذلك إسرائيل لا تزول بمجرد الضربات الصاروخية الإيرانية الحالية؛ إذن لا يوجد هدف ذو معنى يمكن أن تسعى إليه إيران. ولذلك أتوقع أن تختار الخيار الأول، وحتى لو ردت على الهجوم الأمريكي أن يكون ردها محدودا في إطار حفظ ماء الوجه. وأتوقع أن تكون هذه جولة وستنتهي.

المنتصر في هذه الجولة سيكون هو إيران إذا لم تذهب إلى تفاوض يعطي أمريكا وإسرائيل والأوربيين ما فشلوا في أخذه بالقوة؛ وهي منتصرة بمعيار عدم تحقيق أهداف العدو المتمثلة في تدمير المشروع النووي والمشروع الصاروخي أو/و إسقاط النظام.

وأظن أن إيران ستسعى لامتلاك السلاح النووي وستحقق ذلك؛ وإسرائيل لا تستطيع إيقاف ذلك ولا فعل أي شيء حيال ذلك.

حليم غباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أمریکا وإسرائیل إسرائیل لا مع إیران لا ترید

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة

جددت إسرائيل تهديدها بمواصلة الحرب على إيران مؤكدة أنها مستعدة لمعركة طويلة حتى تحقيق أهداف ضرباتها المتواصلة لليوم الثامن، وقالت إن هدفها منع طهران من الحصول على سلاح نووي.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير "لا تزال تنتظرنا أيام صعبة ويجب أن نكون مستعدين لحملة عسكرية مطولة وستنتهي المعركة بانتصارنا"، مضيفا "من يوم لآخر تتوسع حرية عملنا بينما تتقلص حرية عمل العدو وقد دمرنا نحو نصف منصاته لإطلاق الصواريخ".

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده لن "تتوقف حتى تحقيق أهداف الحرب، ولو تأخرنا في الهجوم لحصلت إيران على سلاح نووي".

وأضاف ساعر أن "الثمن الذي ندفعه الآن أقل مما كنا سندفعه لو انتظرنا حصول إيران على سلاح نووي، والإيرانيون لا يتفاوضون بصدق رغم أننا أعطينا فرصة للمحادثات الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة".

نتنياهو وكاتس

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– إن "هدفنا تدمير برنامج إيران النووي ولدينا القدرات اللازمة لذلك"، مضيفا أن "إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية".

وزعم نتنياهو أن إسرائيل "تستهدف فقط المنشآت النووية والعسكرية في إيران بينما يستهدف الإيرانيون المدنيين"، كما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "قائد عظيم ونشكره على مساعدتنا".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في وقت سابق اليوم، إنه أصدر توجيهات للجيش بتكثيف الهجمات على "رموز النظام" في العاصمة الإيرانية طهران لزعزعة الاستقرار.

وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية قررت تخصيص 100 مليون شيكل (28 مليون دولار) لترميم الملاجئ واستحداث غرف محصنة.

ومنذ فجر الجمعة الماضي، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران -سمته "الأسد الصاعد"- قصفت خلاله منشآت نووية وعسكرية بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، كما استهدفت مقار مدنية وسيادية منها مبنى التلفزيون الرسمي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن استعدادها لخوض «حرب طويلة» ضد إيران
  • إسرائيل تحذر: حرب طويلة الأمد إذا لم تنضم أمريكا للهجوم على إيران
  • عراقجي: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود هذه الحرب ضدنا
  • إسرائيل "تستعد" لخوض معركة طويلة ضد إيران
  • إسرائيل تتوقع حرباً طويلة مع إيران وسط تصاعد التوترات
  • إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة
  • روسيا تحذر أمريكا من استخدام النووي ضد إيران: سيكون تطوراً كارثياً
  • البيتُ الأبيض: ترامب سيتخذ قرارًا بشأن تحرك أمريكا بخصوص الحرب بين إيران وإسرائيل
  • نعيم قاسم: لن تتمكنَ أمريكا وإسرائيل من إخضاع إيران