أزهري يرد على الجمعية الأمريكية للطب النفسي بتضامنها مع الاحتلال
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قال الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر، في الرد على بيان الجمعية الأمريكية للطب النفسي، نحن كمهنيين وكأطباء نفسيين نهتم أساسا بالجوانب العلمية والتقنية التي ترتقي بمهنتنا لرعاية المرضى النفسيين والإرتقاء بجودة الحياة وتحقيق الرفاه لكل البشر دون تمييز , ولهذا انزعجنا حين قرأنا بيان الجمعية الأمريكية للطب النفسي تعليقا على الأحداث الدائرة في إسرائيل وغزة حيث بدا في البيان تحيزا عنصريا واضحا للجانب الإسرائيلي.
وتابع: ووعدا بالتعاطف والمساندة الدائمة وغير المشروطة لليهود (دون سواهم) في إسرائيل وفي كل مكان في العالم , واتهاما للجانب الفلسطيني بالإرهاب والوحشية , وإظهار الأسى والمواساة لمن قتلوا في الأحداث من الجانب الإسرائيلي , مع التغاضي التام عن أن إسرائيل كيان محتل وكيان عنصري بموجب قرارات عديدة للأمم المتحدة , وأنها قامت بمذابح وحشية على مدى عشرات السنين وثقتها المؤسسات الدولية مثل مذبحة دير ياسين وقانا وصابرا وشاتيلا وجينين , واجتياحاتها المتكررة لغزة وقتل النساء والأطفال وكبار السن دون تفرقة وبوحشية هائلة.
حصار غزة من البر والبحر والجوكما أن حصار غزة من البر والبحر والجو ومنع الغذاء والدواء والكهرباء عن أهلها وأن الفلسطينين لهم حق الدفاع الشرعي عن أرضهم وحريتهم بموجب القانون الدولي وتنظر إليهم إسرائيل كحيوانات بشرية كما عبر قادتهم في بيانات كثيرة , ونظرا لهذه الظروف اللاإنسانية انفجر الغضب في المجتمع الفلسطيني في غزة دفاعا عن حقوقهم وإنسانيتهم المسلوبة بعدما رأوا صمتا مطبقا من العالم على مدى سنوات طويلة باستثناء بعض المنصفين هنا أو هناك . وإذا كانت الجمعية الأمريكية للطب النفسي تبدي تعاطفا مع الأسرى الإسرائيليين فلماذا لم تبدي نفس التعاطف مع آلاف الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين دون محاكمات عادلة.
وقد صدرت أصوات من عقلاء اليهود في مناسبات عديدة تدين ماتفعله إسرائيل من ممارسات عنصرية لا إنسانية تعتبر وصمة عار لليهود واليهودية والإنسانية جمعاء . وإذا كانت الحكومات الغربية تؤيد وتحمي إسرائيل وتتغاضى عن عنصريتها ودمويتها منذ نشأتها , وتتغاضى عن كونها كيانا محتلا طبقا لقرارات الأمم المتحدة انطلاقا من مصالح سياسية أو اقتصادية.
وإننا نستنكر أن تتخذ جمعية مهنية عريقة مثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي نفس الموقف وهي جمعية علمية كبيرة تحوي الآلاف من علماء الطب النفسي في أمريكا ولها امتدادات في كل أنحاء العالم , والمفترض أنها تقوم على الرؤية العلمية الموضوعية الإنسانية التي لا تفرق بين حقوق البشر ودمائهم وأرواحهم وسلامتهم ورفاههم دون النظر إلى الجنس أو العرق أو اللون أو الدين وأنها تنطلق في بياناتها من الحكمة والعدالة والتوازن والموضوعية والمعرفة الدقيقة بما يجري .
وإذا كانت الجمعية لم يتوفر لها رؤية واضحة عن أوضاع الفلسطينيين المأساوية فإننا كأطباء نفسيين نوفر لها هذه الرؤية بحكم قربنا الجغرافي وانتمائنا العربي ووعينا الإنساني ومعايشتنا اليومية لآثار الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتنكيله بأهلها بشكل وحشي وعنصري شديد التطرف بما ينافي أبسط القواعد والأعراف الإنسانية الرشيدة .
وقد اتضحت الطبيعة العدوانية الشديدة في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة وقتل آلاف المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال دون ذنب , وقصف مستشفى المعمدان اليوم ليقتل ٨٠٠ شخص دفعة واحدة في لحظات قليلة .
لذا نتمنى أن تراجع الجمعية الأمريكية بيانها وتتوخى الموضوعية والرؤية الإنسانية لجميع الضحايا , وأن ترعى الحقوق المكفولة بالقوانين الدولية لجميع البشر دون تمييز أو تحيز .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطب النفسي جامعة الأزهر الأزهر
إقرأ أيضاً:
أحمد بن سعيد يشهد تخريج طلبة جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية
شهد سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة "دبي الصحية"، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، حفل تخريج دفعة العام 2025 من طلبة وطالبات جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ذراع التعلُّم والاكتشاف لدبي الصحية، الذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي. وبلغ إجمالي عدد الخريجين 164 طالباً وطالبة من 30 برنامجاً في تخصصات مختلفة، من كلية حمدان بن محمد لطب الأسنان، وكلية التمريض والقِبَالة، وكلية الطب، وعمادة الدراسات الطبية العليا. كما شهدت الجامعة تخريج أول دفعة من برنامج الدكتوراه في العلوم الطبية الحيوية، وهو الأول من نوعه في دبي، إلى جانب تخريج 6 طلاب من برنامج دبلوم الدراسات العليا في تعليم المهن الصحية.
وهنّأ سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الخريجين وأسرهم، مؤكداً أن الجامعة تواصل أداء دورها الحيوي في رفد القطاع الصحي بكفاءات مؤهلة تمتلك القدرة على إحداث تغيير إيجابي ومستدام في المجتمع، مشيداً بجهود الخريجين في تعزيز قدرات المنظومة الصحية وتوسيع نطاق أثرها الإيجابي. وقال سموّه: "تواصل دبي، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتميّز في التعليم الطبي والبحث العلمي.
ونفخر بتخريج نخبة جديدة من الكوادر الطبية التي ستدعم جهود إمارة دبي في تقديم نموذج متقدم للرعاية الصحية".ودعا سموّ رئيس مجلس إدارة "دبي الصحية"، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، الخريجين إلى ممارسة مهنتهم ورسالتهم الإنسانية بروح الالتزام والمسؤولية، مؤكداً أهمية مواصلة التعلُّم والتطور والاستعداد الدائم لمواكبة التحولات في قطاع الصحة، بما يعزز قدرتهم على إحداث أثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمعات.
من جانبها، قالت الدكتورة رجاء عيسى القرق، عضو مجلس إدارة "دبي الصحية"، ورئيس مجلس جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إن تخريج دفعة جديدة من طلبة وطالبات الجامعة، يعد مدعاة للفخر والاعتزاز، ويعكس التزام الجامعة برسالتها في تمكين الكفاءات الشابة وإعداد قيادات الغد في قطاع الرعاية الصحية.
وأضافت: "منذ تأسيسها قبل تسعة أعوام، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تمضي الجامعة بخطى ثابتة لتكون بيئة حاضنة للتميز والإبداع، تسهم في تأهيل أجيال قادرة على تقديم حلول مبتكرة تعزز جودة الحياة وتدعم تطلعات دولة الإمارات ودبي نحو مستقبل صحي مستدام".وألقى ضيف شرف الحفل سعادة الأستاذ الدكتور علوي الشيخ علي، مدير عام هيئة الصحة بدبي كلمةً، أكد فيها أن اهتمام القيادة الرشيدة بالإنسان والمعرفة ليس وليد اليوم، بل هو نهج متجذر في تاريخ هذه الأرض الطيبة، عبّر عنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حين قال أن بناء الإنسان ضرورة وطنية تسبق بناء المصانع - الإنسان قبل البنيان.
وأضاف أن هذا النهج الحكيم يمتد لما يقارب القرن من الزمان، حين أرسل المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم أول مبتعث من دبي لدراسة الطب، وكان يدرك أن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار، وأمر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في أكتوبر 1970 بتأسيس دائرة الصحة والخدمات الطبية بمهام شملت الاهتمام بالتعليم والتدريب المهني.وأكد أن الإنسانية هي جوهر الرعاية الصحية، ودعا الخريجين إلى التحلّي بالتواضع، والبقاء منفتحين على التعلّم والاستكشاف، والتمسك بالنزاهة، والاعتماد على الحدس النابع من القيم الأصيلة.
بدوره، قال الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إن الخريجين يُجسّدون رؤية "دبي الصحية" في إعداد كوادر طبية بمواصفات عالمية، تجمع بين التميز الأكاديمي، والخبرات السريرية، والالتزام بقيم الرعاية الإنسانية، وذلك في إطار التزامها بعهد "المريض أولاً".
وقالت الدكتورة سارة تهلك، في كلمتها نيابةً عن الخريجين، إن هذا اليوم يشكل نقطة تحول في مسيرة الخريج العلمية، مؤكدة ان سنوات الدراسة في الجامعة كانت حافلة بالتعلُّم واكتساب المعرفة، وأن الخريجين يحملون على عاتقهم مسؤولية رد الجميل للمجتمع والوطن من خلال الممارسة الطبية النزيهة، والبحث العلمي الهادف، والعمل الجماعي البنّاء.
المصدر: وام