غزة مقابل التطبيع.. نتنياهو يناور لإبرام صفقة إقليمية شاملة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
وأوضح هؤلاء المحللون أن نتنياهو يواجه معارضة شديدة من وزراء في حكومته، أبرزهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذان يعارضان إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً، التي تُتهم إسرائيل خلالها بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وقالت المحللة السياسية دفنا ليئيل، في القناة 12 الإسرائيلية، إن الحرب في غزة تقترب من منعطف حاسم، متوقعةً أن يضطر نتنياهو قريباً إلى التنازل عن مطلبه الرئيسي المتعلق بـ"نزع سلاح حركة حماس" شرطاً لإنهاء الحرب.
ووفق ليئيل، فإن نتنياهو ينظر إلى غزة ضمن إطار إقليمي أوسع، حيث قد يمثل التوصل إلى اتفاق في القطاع مدخلاً لتحقيق سلسلة من الإنجازات الدبلوماسية، في مقدمتها إعادة إحياء اتفاقيات إبراهيم وتوسيعها.
ورجعت ليئيل تعثر اتفاق التطبيع مع السعودية إلى رفض إسرائيل تقديم أي تنازلات سياسية للفلسطينيين، أو إعلان نية حقيقية لقيام دولة فلسطينية.
كما تساءلت عن مصير مفاوضات التطبيع السابقة مع إندونيسيا، التي توقفت بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعن احتمالات التوصل إلى ترتيبات مؤقتة مع دول مثل سوريا ولبنان.
وأضافت: "إذا أبدت حماس استعدادها للوصول إلى اتفاق، فقد يجد نتنياهو نفسه أمام خيار حاسم: هل يضحِّي بهدف القضاء على الحركة مقابل مكاسب استراتيجية إقليمية كبرى؟".
في السياق نفسه، قال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، إن نتنياهو يسعى لدمج اتفاق إنهاء الحرب في غزة ضمن صفقة إقليمية أشمل، تشمل أيضاً اتفاقيات تطبيع وتبادل أسرى.
ونقل آيخنر عن مصادر أمريكية قولها إن هناك "زخماً كبيراً" في مفاوضات صفقة الرهائن، خصوصاً بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، مشيراً إلى دور فعال للوسيط القطري.
وأضاف أن نتنياهو لا يرغب في إرسال وفد رسمي إلى القاهرة أو الدوحة، بل يسعى لإبرام اتفاق على "أعلى المستويات"، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والمبعوث ستيف ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في إطار "صفقة شاملة".
وحسب مصدر إسرائيلي مطّلع، فإن هذه الصفقة قد تشمل وقفاً لإطلاق النار، وإطلاق سراح نحو 50 رهينة لدى حماس، وتوسيع "اتفاقيات إبراهيم".
أما أرئيل كهانا، المحلل في صحيفة "إسرائيل اليوم"، فكشف عن أن نتنياهو وترمب توصلا إلى توافق عام حول خطة لوقف الحرب في غضون أسبوعين، على أن تستقبل دول مختلفة أعداداً من سكان غزة الراغبين في الهجرة.
وأضاف كهانا أن الخطة تتضمن اعتراف دول عربية وإسلامية بإسرائيل، من بينها السعودية وسوريا، مقابل إعلان إسرائيل استعدادها لبحث "حل الدولتين" بشروط تشمل "إصلاح السلطة الفلسطينية".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
أكدت الدكتورة إيمان رجب، الخبيرة في الأمن الإقليمي والاستراتيجي ورئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام، على ضرورة وجود قوة على الأرض لردع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ووقف الانتهاكات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحكومة الإسرائيلية دون أي تحركات فعلية في الميدان.
انسحاب القوات الإسرائيليةوأوضحت إيمان رجب، خلال لقاءها مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، على شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل التي تسعى لإضعاف خطته للسلام، وأضافت أن الأوروبيين لم يعلنوا مشاركتهم في القوة الدولية "قوة السلام" بقطاع غزة، موضحة أن أي قيادة للقوة الدولية تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط قطاع غزة أولًا.
وأشارت إيمان رجب، إلى أن ترامب لن يدفع دولارًا واحدًا لصالح منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن اغتيال القيادي رائد سعد في كتائب القسام كان متوقعًا، نظرًا لأن مبادرة ترامب للسلام تشمل تصفية الجناح العسكري لحركة حماس وإضعاف قدراتها العسكرية، متوقعة استمرار سلسلة اغتيالات لقادة حماس العسكريين خلال الفترة المقبلة، مع وجود ضغوط من الوسطاء على الجانب الفلسطيني لمنع التصعيد.
الهدف الاستراتيجي لترامبوأوضحت إيمان رجب، أن الهدف الاستراتيجي لترامب في 2026 هو تحقيق السلام في مناطق الحرب وعلى رأسها غزة، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استثمارية، مضيفة أن نتنياهو والاحتلال لا يلتزمان بخطة السلام الخاصة بقطاع غزة، وأن إسرائيل تحاول القيام بحملة سلبية ضد مصر رغم عدم الالتزام بالاتفاق، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية ترى السماء المفتوحة أحد المكاسب التي حققتها من عملية 7 أكتوبر.
وتابعت: "محللون إسرائيليون يرون أن حرب 7 أكتوبر منحت إسرائيل سيطرة استراتيجية على عدد من المناطق في سوريا ولبنان، مع استمرار الهجمات ضد إيران، ما يعكس تحولات كبرى في الحسابات الاستراتيجية الإقليمية في المنطقة".