موقع النيلين:
2025-10-16@14:17:05 GMT

السيارات الصينية وثقة المستهلك السعودي !!

تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT

شهد سوق السيَّارات في المملكة العربيَّة السعوديَّة، خلال العقد الأخير، تدفقًا ملحوظًا للسيَّارات الصينيَّة، مدعومًا بأسعارها التنافسيَّة، وتصاميمها العصريَّة، ورغم هذا الحضور المتزايد، فلا تزال شريحة واسعة من المجتمع تُبدي تحفُّظاتها وتشكيكها تجاه هذه السيَّارات، التي ترقى إلى مستوى الجودة والاعتماديَّة التي يتمتَّع بها المنتج الغربي أو الأمريكي.

وعلى الرغم من تطورها الظاهريِّ، فإنَّه لا يزال لدى العديد من المستهلكين السعوديِّين الانطباع السلبي حول السيَّارات الصينيَّة، وذلك لعدَّة أمور، أبرزها: قِصر عمر السيَّارة الافتراضي، مقارنةً بالسيَّارات الألمانيَّة المعروفة بطول عمرها ومتانتها، عدم توفر قطع الغيار بشكلٍ كافٍ في الأسواق المحليَّة؛ ممَّا يؤدِّي إلى تأخير عمليَّات الإصلاح، صعوبة صيانتها في الورش المعتادة، افتقار كثير من الفنيِّين للخبرة في التعامل مع أنظمتها، والانخفاض السَّريع في القيمة السوقيَّة عند إعادة البيع، وهو ما يُضعف من جدوى الاستثمار فيها.

ومن المهم التأكيد على أنَّ وزارة التجارة التي تقوم بإصدار التراخيص التجاريَّة، ومنح التصاريح للوكلاء، والهيئة السعوديَّة للمواصفات والمقاييس والجودة التي تشرف على اختبارات السَّلامة والبيئة والجودة الفنيَّة، تتحمَّلان مسؤوليَّة مباشرة في تنظيم دخول السيَّارات إلى السوق المحليِّ، وضمان مطابقتها لمتطلَّبات السلامة والجودة، ورغم هذه الجهود، فيرى بعض المراقبين أنَّ هناك حاجةً لتشديد المعايير الخاصَّة بجودة السيَّارات الصينيَّة، وفرض ضوابط أكثر صرامة على الوكلاء؛ لضمان توفير الصيانة وقطع الغيار، وتقديم ضمانات حقيقيَّة للمستهلك.وتتكرَّر الشكاوى من أصحاب السيَّارات الصينيَّة بشأن الأعطال المفاجئة التي تظهر بعد فترة وجيزة من الاستخدام؛ لعدَّة أسباب محتملة، من أبرزها: استخدام مواد تصنيع منخفضة الجودة؛ بهدف تقليل التكلفة، ضعف اختبارات التحمُّل في بيئات حارة كالسعوديَّة، عدم وجود شبكة خدمة ما بعد البيع قويَّة تغطِّي كافَّة المدن والمناطق، وضعف تدريب الفنيِّين على التعامل مع جميع الموديلات.

وترتكز الحلول الممكنة، على كيفيَّة بناء ثقة مستدامة بين المستهلك والمنتج، من خلال إلزام الوكلاء بتوفير خدمات الصيانة، وقطع الغيار بشكل واضح قبل منحهم التراخيص، توعيَّة المستهلك بمواصفات السيَّارة قبل الشراء، وعدم الانجراف وراء السعر وحده، وتشجيع الشركات الصينيَّة على فتح خطوط تصنيع، أو تجميع داخل المملكة؛ لتعزيز جودة الإنتاج المحليِّ.

وأخيرًا، فمن المهم أنْ نُدرك أنَّ السيَّارات الصينيَّة أصبحت اليوم خيارًا حقيقيًّا في السوق السعوديِّ، لكنَّها ما زالت بحاجة لكسب ثقة المستهلك، من خلال تحسين الجودة والاعتماديَّة، وضمان دعم ما بعد البيع، وإصدار الأحكام النهائيَّة على قلَّة جودتها بشكل قاطع، قد يكون متسرِّعًا بعض الشيء، فالتاريخ القريب يذكِّرنا كيف واجهت السيَّارات الكوريَّة نفس موجة الشكوك والانتقادات عند دخولها للأسواق المحليَّة، قبل أنْ تُثبت جدارتها مع مرور الوقت، من خلال تطوير الجودة، وتعزيز خدمات ما بعد البيع. وفي المقابل، لا يمكن تجاهل تجربة السيَّارات الروسيَّة، التي لم تلقَ رواجًا في المملكة؛ بسبب ضعف جودتها، وعدم ملاءمتها للبيئة المناخيَّة والطرق المحليَّة؛ ممَّا أدَّى إلى اختفائها تدريجيًّا من السوق المحليِّ.وبالتالي، فإنَّ الحُكم على السيَّارات الصينيَّة ينبغي أنْ يكون مبنيًا على تجارب موثوقة، ومتابعة طويلة الأمد لأدائها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ بعض الشركات الصينيَّة تبدي تحسُّنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وتسعى جاهدةً لاكتساب ثقة المستهلك السعوديِّ.

أ.د. ياسر بن عبدالعزيز حادي – جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ة المستهلک ة التی

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تفاهم بين "معهد تيودور بلهارس" و"جيانغسو" الصيني لمكافحة الأمراض المتوطنة

وقع معهد تيودور بلهارس للأبحاث مذكرة تفاهم مع معهد جيانغسو الصيني للأمراض الطفيلية، تهدف إلى توسيع مجالات التعاون الأكاديمي والبحثي، من خلال تطوير برامج بحثية مشتركة وتبادل الخبرات وتكثيف الجهود لدى الجانبين في مكافحة الأمراض المتوطنة والطفيليات.

معهد تيودور بلهارس يناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي

جرى التوقيع بين كل من الدكتور أحمد عبد العزيز مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث، والدكتور كاو جون مدير معهد جيانغسو، حيث أكد الجانبان إلتزامهما بدعم التعاون العلمي وتبادل الخبرات في المجالات ذات الإهتمام المشترك، بما يسهم في تطوير حلول بحثية مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية في الدول النامية.

وتعد هذه الاتفاقية مرحلة جديدة في مسيرة التعاون العلمي بين المعهدين، إذ تتضمن إطلاق برنامج بحثي مشترك لدراسة الأمراض الطفيلية المتوطنة وعلى رأسها البلهارسيا، بالإضافة إلى تبادل الباحثين وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات علمية مشتركة بين الجانبين في مصر والصين.

وتنص المذكرة على تشجيع النشر العلمي المشترك في المجلات الدولية المحكمة، بما يعزز مكانة المؤسستين في ساحة البحث العلمي العالمية، ويسهم في رفع كفاءة الباحثين لدى الطرفين.

وسيتولى تنسيق هذا التعاون من الجانب المصري أ.م.د. هاجر فتحي عبد المقصود، الأستاذ المساعد بقسم الطفيليات ورئيس مركز التعاون مع منظمة الصحة العالمية بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث.

وأعرب الدكتور أحمد عبد العزيز عن إعتزازه بتوقيع هذه الاتفاقية، مؤكدًا أن التعاون مع معهد جيانغسو يمثل نموذجًا متميزًا للشراكات البحثية الدولية التي تخدم صحة الإنسان وتسهم في تطوير منظومة البحث العلمي في مصر.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية معهد تيودور بلهارس الهادفة إلى توسيع شبكة التعاون الدولي وتبادل الخبرات البحثية، بما ينعكس إيجابًا على تطوير أبحاث الأمراض المتوطنة، لافتًا إلى أن الاتفاقية ستوفر فرصًا واعدة لشباب الباحثين لاكتساب خبرات علمية متقدمة والانخراط في مشروعات بحثية مع مؤسسات عالمية رائدة.

واختتم الدكتور أحمد عبد العزيز تصريحه بالتأكيد على أن المعهد يسعى دومًا إلى بناء جسور علمية قوية مع المؤسسات البحثية الدولية، انطلاقًا من قناعته بأن الانفتاح العلمي والتعاون الدولي هما الركيزة الأساسية للتطوير الحقيقي في مجالي الصحة والبحث العلمي في مصر.

مقالات مشابهة

  • توقيع مذكرة تفاهم بين "معهد تيودور بلهارس" و"جيانغسو" الصيني لمكافحة الأمراض المتوطنة
  • البستاني يدعو إلى جلسة لمناقشة قضية مياه تنورين وحماية صحة المستهلك
  • بسمة وهبة: منظومة الأمان في عهد السيسي جعلت المصريين يعيشون في فخر وثقة
  • بسمة وهبة: منظومة الأمان في عهد السيسي جعلت المصريين أكثر فخراً وثقة
  • ارتفاع ثقة المستهلك الأردني بالاقتصاد الوطني إلى 40.7% خلال الربع الثالث من 2025
  • أبو راس: توافقٌ نسبي بلا قبول واسع… وثقة غائبة تعرقل خارطة الطريق
  • هيئة الطرق: كود الطرق السعودي نقلة نوعية لتعزيز مواصفات الجودة والسلامة
  • لقاء بين باسيل والسفير الصيني لتعزيز التعاون المشترك
  • تضاعف صادرات السيارات الكهربائية الصينية بدعم زيادة الطلب الخارجي
  • توقف العبّارات وتعطل القطارات.. الشلل يصيب اليونان والاحتجاجات تضرب البلاد