حققت البورصة المصرية مكاسب تاريخية منذ تولي  الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد في يونيو 2014، مسجلة أرقامًا غير مسبوقة على مستوى المؤشرات، ورأس المال السوقي، وأحجام التداول، وذلك بدعم من التحول الاقتصادي الشامل الذي شهدته مصر خلال تلك الفترة، والمُعزز ببرامج إصلاح اقتصادي جريئة.


وقد واكبت البورصة المصرية هذه الإصلاحات، وهذا التحول في الاقتصاد، حيث سرعان ما استجابت للتغيرات، وأثبتت قدرتها على عكس تطورات الاقتصاد المصري، متجاوزة تحديات عالمية وإقليمية كبرى، بفضل صلابة الاقتصاد المصري ووقوفه على أسس قوية.


وعلى مدار 11 عاما، تخطّت البورصة محطات بالغة الصعوبة، من بينها الإرهاب الذي ضرب مصر في أعقاب إزاحة حكم الإخوان، ثم التوترات العالمية مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين (2017-2018)، تلاها جائحة كورونا مطلع عام 2020، ثم الحرب الروسية الأوكرانية في الربع الأول من عام 2022، وأخيرًا التوترات الإقليمية وصولًا إلى الحرب الإسرائيلية - الإيرانية. ورغم كل ذلك، واصلت البورصة المصرية مسارها الصاعد.
من حيث الأرقام، ارتفع رأس المال السوقي للبورصة المصرية من نحو 464 مليار جنيه في 3 يونيو 2014 وهو تاريخ إعلان فوز الرئيس السيسي بحكم مصر إلى أكثر من 2.433 تريليون جنيه في 24 يونيو 2025، بزيادة قدرها 1.967 تريليون جنيه، ما يمثل نموًا بنسبة تفوق 400%، ويعكس الثقة المتزايدة في سوق المال المصري، وتحسن مناخ الاستثمار في عهد الرئيس السيسي.


كما قفز مؤشر EGX30 الرئيسي من 8567 نقطة إلى نحو 33,000 نقطة، بزيادة 24,433 نقطة، أي بنسبة نمو تقارب 285%، وهو ما يعكس الأداء القوي للقطاعات القيادية ونمو الشركات المدرجة.


يقول سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن أداء البورصة المصرية خلال فترة حكم الرئيس السيسي اتسم بمسار إيجابي رغم التحديات، مدفوعًا بإصلاحات اقتصادية شاملة شملت تحرير سعر الصرف، وتحسين مناخ الاستثمار، وإطلاق مشروعات قومية كبرى، إلى جانب دعم واضح من مؤسسات دولية والدول الشقيقة.


وأضاف أن الحقبة الأولى من حكم الرئيس السيسي شهدت إنقاذ الاقتصاد من شفا الانهيار في حقبة الاخوان ، لتبدأ البلاد مسارًا تنمويًا انعكس على البورصة بوضوح، لا سيما مع تحرير الاقتصاد، وإصلاح المنظومة التشريعية، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي إلى نحو 50 مليار دولار لأول مرة في التاريخ.


وأشار إلى أن مرونة الاقتصاد المصري في مواجهة أزمات كبرى مثل الحرب التجارية، وكورونا، والحرب الروسية – الأوكرانية، ساهمت في الحفاظ على جاذبية سوق المال، مؤكدًا أن "قرارات مارس 2024 بتحرير سعر الصرف بالكامل أعادت الثقة بقوة للمستثمرين، وانطلقت بعدها البورصة في موجة صعود تاريخية".


وشهدت البورصة المصرية خلال السنوات الأخيرة تطورات تشريعية وتكنولوجية جوهرية ساهمت في تعزيز الشفافية وتنظيم التداول والطروحات، حيث تم تحديث قواعد القيد والإفصاح، وتبسيط الإجراءات، وتعزيز الحوكمة، ما عزز من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.


كما شهدت السوق سلسلة من الطروحات التي دعمت تنوع السوق وزادت من عمقه، من أبرزها فوري، إي فاينانس، طاقة عربية، فاليو، المصرف المتحد، والتي اجتذبت شرائح جديدة من المستثمرين، وأسهمت في زيادة السيولة وحجم التداولات.


من جانبه، قال أحمد عبد الحميد، العضو المنتدب لشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية في عهد الرئيس السيسي باتت تتمتع بمكانة استراتيجية متزايدة على خريطة الأسواق الناشئة، خاصة في ظل مرونة سعر الصرف التي جعلت الأصول المصرية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن فرص نمو مرتفعة بعوائد تنافسية.


وأضاف أن مصر تملك مقومات قوية للاستثمار، منها التركيبة السكانية الشابة، وارتفاع العائد على الاستثمار، ونمو قطاعات واعدة منها، العقارات، التكنولوجيا والاتصالات ، التعليم، الزراعة، الطاقة ، الصناعة التحويلية وكذلك البنوك والخدمات المالية والصناعات الغذائية، يدعم هذه القطاعات مشروعات قومية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتوسعات قناة السويس، ما يجعل السوق المصري أرضًا خصبة لنمو الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة.


وأشار عبد الحميد إلى أن استكمال برنامج الطروحات الحكومية، وتوسيع قاعدة المستثمرين، وتحقيق الشمول المالي، ستكون له آثار إيجابية كبيرة على أداء البورصة في المرحلة المقبلة، لا سيما مع تقدم الحكومة في معالجة التحديات الهيكلية مثل الدين العام، وتعزيز دور القطاع الخاص، وهو ما يُمهّد الطريق أمام نمو مستدام وأكثر كفاءة.

طباعة شارك البورصة المصرية رأس المال السوقي ثورة يونيو السيسي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البورصة المصرية رأس المال السوقي ثورة يونيو السيسي البورصة المصریة الرئیس السیسی

إقرأ أيضاً:

بدر عبد العاطي: العلاقات «المصرية - الإيفوارية» تشهد تطورا كبيرا منذ زيارة الرئيس السيسي لأبيدجان

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن العلاقات بين مصر وكوت ديفوار تشهد تطورًا كبيرًا مند زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى أبيدجان.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الاثنين، مع وزير خارجية كوت ديفوار ليون كاكو أدوم

ورحب وزير الخارجية، في مستهل المؤتمر الصحفي، بنظيره الإيفواري والوفد المرافق له خلال زيارتهم إلى القاهرة، مضيفًا أن هذه الزيارة تأتي تجسيدًا للتطور في العلاقات.

وأشار إلى أن المباحثات التي تأتي في إطار الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين، والتي تعقد لأول مرة على المستوى الوزاري بعد ترفيع العلاقات، تناولت أوجه التعاون بين البلدين.

وأوضح وزير الخارجية أنه نقل تحيات الرئيس السيسي إلى الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، كما تم التأكيد على الرغبة المشتركة للبلدين في تعميق العلاقات.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تنفيذ توجيهات الرئيسين السيسي، لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، معلنًا اعتزامه القيام بزيارة إلى كوت ديفوار، حيث سيرافقه وفد من رجال الأعمال المصريين.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية ونظيره التركي يؤكدان على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان

وزير الخارجية يؤكد لنظيره الألماني رفض مصر القاطع لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة

وزير الخارجية يبحث مع وزير التعليم العالي التعاون المشترك

مقالات مشابهة

  • نص كلمة الرئيس السيسي بمنتدى رجال الأعمال المصري الأوغندي
  • الرئيس السيسي يفتتح جلسة منتدى رجال الأعمال المصري - الأوغندي
  • رئيس البورصة المصرية: الطروحات تمثل عنصرا أساسيا في دعم رأس المال السوقي لأية بورصة
  • تطوير نظام التداول.. رئيس البورصة المصرية: وضعنا إستراتيجية شاملة تضمنت 61 مستهدفا
  • الرئيس السيسي: نسعى لاستفادة أوغندا من الآليات المصرية المخصصة لدعم التنمية بدول حوض النيل
  • رئيس البورصة المصرية: البرنامج الاقتصادي للدولة يعزز ثقة المستثمرين في سوق المال
  • طلبات تحقق إيرادات بقيمة 982 مليون دولار
  • أوكرانيا تحقق مكاسب صغيرة قبل قمة ترامب وبوتين
  • تراجع 11 قطاعا.. مليار جنيه خسائر البورصة المصرية اليوم الأثنين
  • بدر عبد العاطي: العلاقات «المصرية - الإيفوارية» تشهد تطورا كبيرا منذ زيارة الرئيس السيسي لأبيدجان