مدبولي: الرؤية المشتركة مع الصين دفعت بتنفيذ مشروعات كبرى في البنية التحتية
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كتب- محمد غايات:
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم في فعاليات الدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي"، بالعاصمة الصينية "بكين"، حيث شارك في جلسة رفيعة المستوى، بعنوان "الربط في اقتصاد عالمي مفتوح".
وخلال الجلسة التى عقدت اليوم، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة أعرب في مُستهلها، لفخامة الرئيس الصيني "شي جين بينج" ولحكومة وشعب جمهورية الصين الشعبية، عن التقدير البالغ لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة في عاصمة هذه الدولة العريقة "بكين".
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أنتهز تلك المناسبة لتقديم التهنئة كذلك بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية ومرور 74 عامًا على تأسيسها، إذ تعتزُّ مصر بأنها كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها عام 1956، وهو ما كان بمثابة انطلاقة لعلاقات وطيدة مع صديق يتشارك معنا ومع شعوب الدول النامية تطلعات تحقيق التنمية والسلام.
وتابع: كما يطيبُ لي أن أتقدّم بالتهنئة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على هذا التنظيم الناجح للدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق".
وأكد رئيس مجلس الوزراء، في كلمته، أن مصر والصين دولتان صديقتان تجمع بينهما روابط تاريخية منذ العصور القديمة؛ حيث كان طريق الحرير بمثابة الجسر الذي ربط بين آسيا وأفريقيا، لافتًا إلى أن إعادة إحياء ذلك الممر الهام من خلال مبادرة "الحزام والطريق" منذ عقد من الزمان تُمثّل تطورًا هامًا يعزز الترابط بين مختلف دول المبادرة؛ تحقيقًا للمنفعة لشعبي الدولتين وشعوب العالم، وبما يدفع التعاون المشترك لتحقيق التنمية والتقدم للجميع.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: لقد تطورّت علاقاتنا مع الصين خلال السنوات العشر الأخيرة؛ حيث شهدت الارتقاء إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014 وإطلاق البرنامج التنفيذي الأول لتلك الشراكة عام 2016، مُنوهًا إلى أن مشاركة مصر في الدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" إنما تنبعُ من اهتمام الدولة المصرية بمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013؛ حيث كانت مصر في طليعة الدول التي انضمت لها إيمانًا باتساق رؤيتها مع الأولويات المصرية في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة؛ لا سيّما فيما يتعلق بالارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل والطاقة وغيرها.
وأشار رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى أن الرؤية المصرية الصينية المشتركة أسهمت في الدفع بتنفيذ مشروعات كبرى في مجالات البنية التحتية؛ كان من أهمها تنفيذ مشروع إنشاء القطار الكهربائي للعاشر من رمضان في إطار خطة شاملة لربط المناطق والأقاليم المصرية ببعضها، وكذا ربطها بالمسارات التجارية الدولية لتسهيل حركة النقل والتجارة. قائلًا: يشهد على ذلك ما تم إنجازه من مشروعات لتطوير الطرق والموانئ البحرية والجوية والممرات الملاحية بما في ذلك تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات توليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وكذلك مشروعات الربط الكهربائي بين مصر وغيرها من الدول المجاورة، ونقل وتخزين وتداول الطاقة، وغير ذلك من المشروعات التي تخدم تعزيز الترابط والتبادل بين الدول، والذي يُمثّل الهدف من مبادرة "الحزام والطريق".
وفي هذا الإطار، نوَّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى ما توفره مصر من بيئة جاذبة للاستثمار من حيث البنية التحتية المتميزة، وموقع جغرافي استراتيجي في القلب منه قناة السويس؛ بما يسهّل من عملية التصدير إلى الأسواق المجاورة في الدول العربية والأفريقية والأوروبية التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، وبما يسهم في ربط الأسواق الدولية ببعضها ويسهّل من حركة سلاسل الإمداد دون عوائق، تعزيزًا لمفهوم "الربط في اقتصاد عالمي مفتوح". وقال: "لعلّ المنطقة الاقتصادية المصرية الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس من النماذج الواضحة للتعاون المشترك الذي يعود بالنفع على البلدين".
وأضاف: "في هذا الصدد، فإننا نرحب ونشجع دولة الصين الصديقة ودول مبادرة الحزام والطريق على ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر والاستفادة من الفرص المتاحة بها في إطار سعينا المشترك لتحقيق التنمية لشعوبنا".
كما أكَّد رئيس الوزراء أن مصر والصين تمثلان أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني وقدمتا للعالم إسهامات علمية استفادت منها الحضارات الأخرى وأسهمت في تطور البشرية وصولًا إلى ما نشهده اليوم من طفرة تكنولوجية في كافة المجالات، وشدَّد على قناعة مصر بأن التكنولوجيا ينبغي أن تكون سلعة عامة تتشارك فيها كافة الدول بما يُسهم في تحقيق التنمية العالمية العادلة والشاملة وتمكين الدول النامية من الاستفادة من ثمار التقدم التكنولوجي في تنفيذ أجنداتها التنموية.
ولفت "مدبولي" إلى أن مصر كانت الشريان الرئيس الذي يربط حضارات العالم القديم ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وستستمر في تأدية دورها التاريخي في ربط مناطق العالم ببعضها من خلال موقعها الجغرافي المتفرد.
وقال: من هذا المنطلق، فإن مصر، وباعتبارها أحد أطراف مبادرة الحزام والطريق، ترحب بأن تكون مركزًا إقليميًا لوجستيًا وتجاريًا لدول المبادرة؛ للإسهام في تسهيل حركة الشحن والتجارة بين تلك الدول دون عوائق في إطار اقتصاد عالمي مفتوح.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء: إن مصر تتشارك مع دول الحزام والطريق الآمال والتطلعات لبناء مستقبل أفضل لشعوبنا وتحقيق التنمية الشاملة والعادلة للجميع، وإن واقع اليوم يعكس حقيقة أن دولنا قد أضحت أكثر تأثيرًا في الاقتصاد الدولي بما يتطلّب دورًا أكبر للدول النامية والاقتصادات البازغة في صياغة السياسات الاقتصادية الدولية لتكون أكثر استجابة لاحتياجاتنا التنموية.
وتابع: لعل رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف COP-27، الذي استضافت مصر قمته الأخيرة في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، قد أسهمت في التوصّل لتفاهمات دولية حول الدفع بأولويات الدول النامية واحتياجاتها التنموية بما في ذلك ضرورة سد الفجوة التمويلية والاتفاق على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار لمساعدة الدول النامية في جهودها نحو التحول الأخضر.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تشارك بفاعلية في المؤسسات الاقتصادية الدولية الناشئة والتي تسهم من خلال الأدوات المالية التي تقدّمها في توفير التمويل اللازم للتنمية، وتعزيز التنسيق بين الدول. مُوضحًا أن انضمام مصر لتجمع "البريكس" كان في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز التنسيق بين الدول النامية والاقتصادات البازغة والإسهام في صياغة السياسات الاقتصادية الدولية.
وفي هذا السياق، قال "مدبولي": أغتنم هذه المناسبة لكي أجدد التقدير لدولة الصين الصديقة والدول الأعضاء في تجمع "البريكس" لدعوة مصر للانضمام لهذا التجمع.
وأضاف: إن قمّتنا اليوم في بكين تأتي في وقت يمرُّ فيه العالم بتحديات عديدة، بما يحتم تعزيز التنسيق بين دولنا ومع كافة أطراف المجتمع الدولي للدفع بجهود تحقيق التعافي الاقتصادي من آثار جائحة فيروس "كورونا" وأزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، مؤكدًا أن مصر ستواصل القيام بدورها التاريخي والرائد في دعم السلام والاستقرار في العالم وتعزيز الجهود المشتركة لدفع التنمية العالمية، بالتعاون الوثيق مع دولة الصين الصديقة ودول مبادرة الحزام والطريق وشركائها الدوليين.
وفي ختام كلمته، تقدم رئيس مجلس الوزراء بالشكر مرة أخرى لجمهورية الصين الشعبية على عقد هذا المحفل الدولي الهام، معربا عن تطلع مصر لاستمرار التنسيق مع دولة الصين الصديقة ودول المبادرة لدفع التعاون متمنيًا للشعوب دوام التقدم والازدهار.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني مدبولي منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي البنية التحتية رئيس مجلس الوزراء مبادرة الحزام والطریق الدکتور مصطفى مدبولی رئیس مجلس الوزراء تحقیق التنمیة الدول النامیة الصین الشعبیة فی إطار تحقیق ا إلى أن أن مصر
إقرأ أيضاً:
باستثمارات 333 مليون دولار.. وزير الصناعة يفتتح مشروعات صناعية كبرى بالمنوفية
قام الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بجولة ميدانية موسعة، شملت افتتاح وتفقد عدد من المشروعات الصناعية الكبرى بمحافظة المنوفية، بالإضافة إلى زيارة أحد المصانع المتخصصة في إنتاج معدات مكافحة الحريق بمحافظة القاهرة.
بدأت الجولة بمدينة قويسنا الصناعية بمحافظة المنوفية، بزيارة مجمع مصانع مجموعة العربي، وكان في استقبال الوزير كل من اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، و السفير فوميو إيواي، سفير اليابان بالقاهرة، والمهندس إبراهيم العربي، رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي، وهياشي يوتاكا، الشريك الياباني لمصنع الزجاج الهندسي.
وافتتح الوزير والمحافظ مصنع الزجاج الهندسي المقام على مساحة 20 ألف متر مربع، باستثمارات تبلغ 25 مليون دولار، بالشراكة مع شركة يوتاتشي اليابانية، ويُنتج المصنع زجاج واجهات المباني بأنواعه المختلفة مثل الزجاج المزدوج، والزجاج الحراري، والزجاج المنحني، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون متر مربع سنويًا، ويعتمد بنسبة 100% على مكون محلي، مع خطط لتصدير 50% من إنتاجه إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، ويوفر المصنع نحو 300 فرصة عمل مباشرة.
كما قام الوزير والمحافظ بوضع حجر الأساس لمصنع جديد لإنتاج الثلاجات والديب فريزر تابع لمجموعة العربي، وذلك على مساحة 107 آلاف متر مربع، باستثمارات تصل إلى 108 ملايين دولار، بالشراكة مع شركة شارب اليابانية، وبطاقة إنتاجية تبلغ 900 ألف وحدة سنويًا، ويسهم المشروعان معًا في توفير أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة.
شملت جولة الوزير والمحافظ داخل مصنع الزجاج الهندسي تفقد مناطق التخزين، وخطوط إنتاج الزجاج المزدوج، وغرف العزل، والأفران الحرارية، وماكينات CNC، ومناطق اختبار قوة التحمل، بالإضافة إلى معرض المنتجات الزجاجية التي تشمل الزجاج المستخدم في الأجهزة المنزلية والمعمار والسيارات والقطارات.
وتوجه الوزير والمحافظ عقب ذلك إلى مصنع شركة "أتكو فارما" للصناعات الدوائية بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة قويسنا، المقام على مساحة 12، 500 متر مربع، باستثمارات مليار جنيه، يُنتج المصنع أدوية بشرية وبيطرية، ومكملات غذائية، ويُخصص 98% من إنتاجه للسوق المحلي، ويُصدر إلى أكثر من 10 دول، ويعمل به نحو 1000 موظف، وتفقد الوزير خلال الزيارة معامل التحليل الكيميائي والميكروبيولوجي، ومناطق تحضير وتعبئة السوائل، وتحضير وكبس الأقراص، والتشريط والتغليف، إلى جانب معرض مصغر للمنتجات النهائية.
كما شملت الجولة زيارة مصنع "بيل كلر" لدباغة وتشطيب الجلود، المقام على مساحة 63 ألف متر مربع، بإجمالي استثمارات تبلغ 200 مليون دولار، ويعمل به نحو 938 موظفًا، وتبلغ نسبة المكون المحلي في منتجاته بين 65% و75%، ويُصدر المصنع أكثر من 90% من إنتاجه إلى الصين، والهند، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات، والسعودية، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 40 مليون قدم جلد نصف وتام التشطيب، و3 آلاف طن من الجيلاتين، و3 آلاف طن من الأحماض الأمينية، وخلال الزيارة، تفقد الوزير خطوط إنتاج الجيلاتين والأمينو أسيد، ومناطق استخلاص وتجفيف الكولاجين، ومناطق الصباغة، والتعصير، والتجفيف، والتشطيب النهائي، والصنفرة، والفرز، والمكابس، والتغليف.
واختتم الوزير جولته بزيارة مصنع "بافاريا" لإنتاج معدات مكافحة الحريق بمنطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة، والمقام على مساحة 4، 574 متر مربع، ويعمل به نحو 500 موظف، وتفقد الوزير خطوط الدهان واللحام، وأقسام التشكيل الآلي، واللحام الآلي، والطلاء، ومعالجة الأسطح، والتجميع، إلى جانب معامل اختبار المنتجات والخامات، والمخازن الآلية، ورصيف التصدير.
وأكد الفريق مهندس كامل الوزير خلال جولته أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالصناعة باعتبارها قاطرة التنمية وركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي، مشيرًا إلى أن ما شهده اليوم هو ترجمة فعلية لرؤية مصر الصناعية 2030، والخطة العاجلة التي أقرها فخامة الرئيس لدعم وتشغيل المصانع، وتوطين الصناعة المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب المصري.