"العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا: أيادي بايدن وسوناك ملطخة بدماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن المذابح التي ترتكب في فلسطين، وآخرها المذبحة التي ارتكبت مساء هذا اليوم في المستشفى المعمداني وراح ضحيتها أكثر من 500 شخص، يتحمل مسؤوليتها في المقام الأول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني سوناك، وحلفاء إسرائيل، الذين أعطوا الضوء الأخضر لنتنياهو منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة.
وبينت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنه حتى لحظة ارتكاب هذه المذبحة الجديدة ما زالت حملة التضليل في الإعلام الغربي مستمرة، فعلى الرغم من الأدلة الثابتة بأن إسرائيل هي التي قصفت المستشفى بصاروخين، يروجون بأن انفجارا حدث هناك بسب صواريخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية، وهي كذبة كبرى لا تنطلي على أحد .
وأضافت المنظمة أن المذابح التي ارتكبت قبل ذلك، وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وشهادة الشهود، ومخلفات الصواريخ، وإنذارات جيش الاحتلال لإخلاء المشافي، واستهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل هي المسؤولة عن هذه الجريمة، كما هي مسؤولة عن مختلف الجرائم التي ترتكبها منذ بداية الأحداث.
وأشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من كل هذه الجرائم، وحملة الإبادة التي يقودها نتنياهو، ما زال الساسة الغربيون يوفرون الغطاء لجرائمه، ويصلون واحدا تلو الآخر لإسرائيل لتقديم الدعم المعنوي والعسكري، دون أي وازع من أخلاق أو ضمير، متجاهلين آلاف الضحايا والدمار الذي يحدثه القصف الإسرائيلي لأكثر منطقة مكتظة في العالم.
وأكدت المنظمة أن بيانات الإدانة التي تأتي من هنا وهناك هي مجرد ذر للرماد في العيون، فرغم كل المحادثات التي أجراها المسؤولون في العالم العربي والإسلامي والأمميون، لم تثمر عن إدخال قارورة مياه إلى قطاع غزة، بينما إسرائيل منذ اليوم الأول انهال عليها الدعم من كل حدب وصوب.
ودعت المنظمة قادة الدول العربية والإسلامية لامتلاك الشجاعة وتسيير قوافل الإغاثة لتصل إلى قطاع غزة، وافقت أو لم توافق إسرائيل، وأن تطلب الأمر تحت حماية عسكرية، فلا يمكن أن يبقى العالمان العربي والإسلامي في حالة صمت وشلل وإبادة جماعية ترتكب في قطاع غزة.
وأعلن متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، الثلاثاء، أن "ما يزيد على 500 شهيد" سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في القطاع.
وقال القدرة في تصريحات خاصة أدلى بها للأناضول، إن "ما يزيد على 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة".
وبحسب الأناضول، فإن آلاف الفلسطينيين النازحين يوجدون في ساحات ومحيط المستشفى الذي تعرض للقصف.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن الطائرات الإسرائيلية "شنت غارة على المستشفى الكائن بحي الزيتون بغزة في أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن".
ووفق الوكالة، "أظهرت مقاطع فيديو مركبات الإسعاف وهي تنقل الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى اندلاع حريق جراء القصف".
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "مجزرة المشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية".
وأضافت في بيان لها: "المجزرة المروعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية، تكشف مجددا حقيقة هذا العدو، وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان"، على حد قولها.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى "تحمل مسؤوليتهم، والتدخل الفوري العاجل لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوما".
ولليوم الحادي عشر على التوالي، تشن إسرائيل غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
التفتيش العاري والتحرش.. سلاح أمن سجون مصر لقهر أهالي المعتقلين؟
قدمت نساء مصريات شكاوى إلى النائب العام المصري بسبب ما يتعرضن له من تحرش جنسي وإجبار على خلع الملابس خلال تفتيش سجن المنيا شديد الحراسة (صعيد مصر)، قبل زيارة ذويهن من السياسيين والجنائيين، كاشفين عن أن التحرش يجري بحق الفتيات الصغيرات، بعد تجريدهن من ملابسهن.
"ونقلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان"، شهادة اثنتين من السيدات، أفصحن عن وضع مهين يتعرضن له، مطالبات بوقف تلك الانتهاكات، فيما أشارت المنظمة الحقوقية لتجاهل السلطات شكاوى الأهالي، داعية لاستخدام أجهزة التفتيش الحديثة بدلا من تجريد الزائرات والتحرش بهن.
"يريدون قهرنا بتفتيش عاري"
ووفق الشهادات الموثقة، أعلنت سيدة أنها لن تأخذ بناتها لرؤية والدهم بعدما رأوه في التفتيش، مؤكدة أنها "مهزلة وجعت قلبي قبل أن توجعهم"، معلنة عن تقديم "شكوى بخصوص التفتيش النسائي بسجن المنيا"، موضحة أنه "تفتيش، آخر بهدلة وقلة أدب، وإهانة وانعدام تام للأخلاق والآدمية"، مبينة أنه "حتى الأطفال بيقلعوهم هدومهم".
وقالت سيدة ثانية: "مهزلة، والله هذا ليس تفتيشا هذا تحرّش"، مطالبة باقي الزائرات بتقديم شكاوى للنائب العام.
في ذات السياق، نقلت ابنه أحد المعتقلين المصريين، شهادة صادمة لـ"عربي21"، مؤكدة أنه "في كل زيارة تظل تتحسب لأمرين الأول الطابور الطويل المرهق بدنيا، والتفتيش الذاتي المهين نفسيا"، مؤكدة أننا "نعود ومشاعر الذل تغطي وجوهنا ونتحاشى النظر في وجوه بعضنا البعض".
وألمحت إلى أن الأمر" متكرر في كل سجن ذهبنا إليه ما بين اللمس والتحرش الصريح"، مبينة أنهم يريدون "قهرنا نفسيا"، وموضحة أن "التفتيش قد يصل مع بعض زوجات الجنائيين حد التفتيش العاري، وفق ما سمعناه من شكاوى في طابور التفتيش".
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال الحقوقي المصري أحمد العطار: "بحسب ما قمنا في الشبكة المصرية من رصده وتوثيقه على مدار السنوات الماضية؛ فإن التفتيش الذاتي للنساء الزائرات شمل الجميع سواء زائرات المعتقلين السياسين أو أهالي النزلاء الجنائيين، وإن كانت الأكثرية مع الجنائيين بدافع الكشف عن تهريب المخدرات وغيرها بجميع السجون".
وأكد أن "التفتيش الذاتي يتوقف على سلوك القائمات عليه والقائمين على مراقبتهن بكل سجن على حدة، وليس سلوكا عاما أو أوامر من وزارة الداخلية أو مصلحة السجون، بمعنى أن بعض السجون لا يوجود منها شكاوى جماعية بل شكاوى من حالات فردية".
واستدرك: "لكن الشكوى عامة من التحرش وفي تصاعد منذ أشهر في تفتيش سجن المنيا شديد الحراسة، فهناك إصرار على هذا السلوك المشين والمتمثل في تفتيش ذاتي يصل درجة التحرش بحجة البحث عن ممنوعات من المواد المخدرة بأنواعها، وبالفعل هناك حالات لزائرات تم ضبطها حاولن تهريب ممنوعات لذويهن بوضعها بأجسادهن".
وتساءل المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان: "هل معنى محاولة البعض تهريب ممنوعات معاقبة الكل بأفعال مشينة تصل حد التحرش الجنسي؟"، معبرا عن أسفه من أن "الأمر وصل إلى الفتيات الصغيرات، كما ورد في تقريرنا وبحسب بعض الشهادات".
ويرى أنه "لذلك فإن هذا الإجراء لا يجوز فيه التمادي حد التحرش؛ وعلى مصلحة السجون وإدارات السجون التعامل مع الأمر بحرص واستخدام أساليب راقية تصون كرامة المرأة الزائرة، كأجهزة إلكترونية متخصصة للكشف عن المواد المخدرة".
ولفت في نهاية حديثه، إلى أن "الشبكة رصدت ووثقت ونشرت سابقا تقريرين وثقنا فيهما شهادات أهالي نزلاء سجن المنيا شديد الحراسة، والمحبوسين على ذمة قضايا جنائية حول ما يتعرضون له من انتهاكات متكررة دون رادع، وبرغم إرسال الأهالي شكاوى لمكتب النائب العام المصري، والمجلس القومي لحقوق الإنسان؛ إلا أن جريمة التحرش في تزايد".
"يصل حد الاغتصاب"
وفي 27 نيسان/ أبريل الماضي، رصدت الشبكة الحقوقية التي تعمل من لندن شكاوى زائرات للجنائيين بسجن المنيا من تفتيش ذاتي مُهين أثناء الزيارات وصل حد التحرش الجنسي الصريح، تحت ذريعة الإجراءات الأمنية.
وفي شهادات موثقة، قالت إحدى السيدات: "تفتيش السيدات غير آدمي"، متسائلة: "هل هذا قانوني؟"، مؤكدة أنه "يتم اغتصاب السيدات حرفيا تحت مسمى التفتيش"، معلنة أنها تم تدميرها نفسيا.
وأضافت سيدة أخرى: "التفتيش قذر ومهين وقلة أدب، عمري ما شفت ولا سمعت عن تفتيش بالطريقة دي في أي سجن"، لتروي سيدة ثالثة شهادتها قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل، من يوم الزيارة وأنا نفسيا مدمّرة"، مطالبة بوضع حل للأزمة.
وتحت عنوان: "الزيارة ليست رفاهية.. بل حق لا يجوز انتهاكه"، أعرب "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" عن قلقه البالغ إزاء استمرار الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها المعتقلون في السجون المصرية، مشيرا في هذا الإطار إلى "إهانة أسر المعتقلين أثناء الزيارة وتعرضهم للتفتيش المهين".
وأكدت المنظمة الحقوقية أن "الزيارة حق المعتقل"، وتساءلت: "لماذا تتحول بفعل الممارسات الأمنية إلى جحيم لا يطاق للمعتقلين وأسرهم؟"، "لماذا يخرج منها الأهالي وخاصة الأطفال وقلوبهم باكية من سوء المعاملة أو لضيق الوقت؟"، و"لماذا يتعمد ضباط الأمن إهانة أهالي المعتقلين؟"، و"لماذا يُحرم بعض الأهالي من الزيارة بسبب اعتراضهم على التفتيش المهين أو بسبب تعنت بعض ضباط الأمن معهم؟".
ماذا يقول القانون والدستور؟
وعرضت منظمات حقوقي أخرى شهادات موثقة، تؤكد وقوع جرائم التحرش أثناء زيارة المسجونين، ومنها منظمات "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان"، و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، و"النديم"، كاشفة عن شهادات لنساء تعرضن للتحرش الجنسي أثناء تفتيش الزيارة كوسيلة للإذلال والتنكيل، وليس فقط للتأكد من عدم إدخال ممنوعات.
لافتين إلى أن رد فعل عناصر التفتيش النسائي يكون عنيفا مع أي اعتراض من الزائرات على طريقة التفتيش، ما يصل حد التهديد بأفعال أكثر قسوة، في جرائم تُقابل بالتجاهل من قبل السلطات، ما يمكن للإفلات من العقاب ويفاقم من تلك الممارسات التي تمتد بلا شك إلى زنازين السجون وقبلها أقسام ومراكز الشرطة وأماكن الاحتجاز العلنية والسرية الواقعة تحت سيطرة الأمن الوطني.
ويؤكد حقوقيون أنه "رغم أن من تتولى عملية التفتيش سيدات فطريقة التفتيش مخالفة للدستور والقانون وتُعد انتهاكا جسيما للكرامة الإنسانية، وتُخالف ما نص عليه الدستور المصري في المادة (51) بأن (الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها)، كما تُعد خرقا للمادة (60) التي تؤكد على أن (جسد الإنسان مصون، ولا يجوز الاعتداء عليه أو تشويهه أو التمثيل به)".
وفضلا عن انتهاك المواثيق الدولية التي صادقت عليها مصر، ومنها "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، و"الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب"، تنص اللائحة الداخلية للسجون المصرية في مادتها رقم (85) على أن "تُفتش الزائرات من الإناث بواسطة موظفة أنثى، على نحو يحترم آدميتهن، ودون مساس غير ضروري بأجسادهن، مع مراعاة الكرامة والخصوصية".
"جرائم صامتة داخل السجون"
ووثقت منظمات حقوق الإنسان وشهادات معتقلين سابقين جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب والتهديد به في السجون المصرية، بحق الجنائيين والمعتقلين السياسيين، ذكورا وإناثا.
العديد من الوقائع كشفت عن ممارسة الأمن المصري بشكل منهجي جرائم التحرش والاغتصاب والصعق بالكهرباء بالأعضاء التناسلية للرجال والنساء، منذ لحظة الاعتقال ثم التعرض للاخفاء القسري بمقرات جهاز الأمن الوطني، وصولا إلى السجون ومراكز الاحتجاز.
ووفق شهادات نقلتها "عربي21"، سابقا، تتعرض المسجونات وخاصة السياسييات في السجون وأماكن الاحتجاز لجرائم التحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب والاغتصاب من الجنائيات بتسهيل ودفع من ضباط وأفراد أمن السجون لانتزاع الاعترافات، أو لعقاب المعتقلات وإذلالهن، ما يترك أثرا نفسيا مؤلما.
"شهادات كارثية"
وفي 27 شباط/ فبراير 2024، وصلت "عربي21"، رسالة من معتقلة مصرية نقلتها أسرتها، كاشفة عما تتعرض له وهي ونحو 200 معتقلة من تعذيب بدني، واعتداء جسدي، وقهر نفسي، وسلب المتعلقات، وفرض الإتاوات، وتشغيلهن كخادمات، من قبل السجينات الجنائيات.
الرسالة أكدت أن ضباط الأمن الوطني بالسجون يطلقون عليهن الجنائيات والمسجلات خطر على ذمة قضايا مشينة ومخلة، ويقوم الضباط بمكافأتهن على ذلك.
وكشفت عما تعرضت له من عمليات إذلال وصل حد الخنق باليدين عقب محاولات السطو على متعلقاتها وفرض عليها إتاوة بقيمة 500 جنيه، ما تبعه جرائم أخرى كمحاولة اغتصاب لم تنجح من بعض الشاذات جنسيا منهن، ما دفعها لمحاولة انتحار فاشلة بقطع شرايين اليد إذ منعتها زميلاتها من السياسيات.
وأكدت أنه بعد اعتقالها تم تعذيبها بكل أنواع التعذيب التي لا يتخيلها بشر، وأنه تم اخفائها قسريا ونزع بعض ملابسها، وتهديدها من قبل ضباط الأمن الوطني بالاغتصاب.
وفي 30 حزيران/ يونيو 2024، كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن تجاوزات خطيرة بحق النساء المحتجزات بحجز مركز شرطة مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، ناقلة عن شاهدة عيان سجينة سابقة ما يجري من عمليات تحرش جنسي بالمسجونات من قبل ضابط شرطة واثنين من المخبرين، مشيرة لوضع كارثي وغير آدمي حيث يقومون بتفتيش السجينات الجنائيات ذاتيا بأيديهم.
ووثقت منظمات "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان"، و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، و"مركز النديم"، و"مؤسسة حرية الفكر والتعبير" بعض الوقائع في تقاريرها، ومنها تقرير: "لا أحد آمن: العنف الجنسي طوال دورة الاحتجاز في مصر"، في نيسان/ أبريل 2022، كما أشارت تقارير دولية ومنها لموقع "ميدل إيست آي" وتقارير للسفارة الأمريكية إلى وجود عنف جنسي منهجي ضد المعتقلين.
ورد في تقرير "للعنف سجون كثيرة: نظرة على تجارب النساء داخل السجون وأماكن الاحتجاز في مصر" كانون الثاني/ يناير 2017، شهادة للسجينة (س. ن) عن تعرضها لتحرش جنسي من قبل سجينة أخرى في ظل تواطؤ إدارة السجن، وعند إصرارها على الشكوى تم معاقبتها بالحبس الانفرادي.
عقوبات لا تطبق.. لماذا؟
ويعاقب القانون المصري على جريمة التحرش الجنسي بشكل عام، وتشمل هذه العقوبات التحرش بالمسجونين وذويهم من الزوار، وخاصة إذا كان مرتكب الجريمة يستغل سلطته الوظيفية أو مكانته.
وفي عامي 2020 و 2021 جرت تعديلات على قانون العقوبات المصري (رقم 58 لسنة 1937) بتغليظ عقوبات التحرش الجنسي، إذ تنص المادة 306 مكرر (أ) على عقوبة الحبس سنتين وغرامة 100 ألف جنيه، تتضاعف إلى 5 سنوات، وتزيد الغرامة، في حالات معينة، أهمها، استغلال السلطة.
الأمر الذي ينطبق بشكل مباشر على مسؤولي السجون أو أي شخص يستغل وظيفته أو مكانته في السجن للتحرش بالمسجونين أو الزوار.
وإذا تجاوز التحرش حد الأفعال اللفظية أو الإيحائية ووصل إلى الاعتداء الجنسي أو هتك العرض أو الاغتصاب، فإن العقوبات تكون أشد بكثير، وقد تصل إلى السجن المشدد أو المؤبد أو حتى الإعدام في حالات الاغتصاب، خاصة إذا كان الجاني من أصحاب السلطة.
ويندرج التحرش الجنسي بالزوار أثناء التفتيش أو أثناء الزيارة تحت طائلة العقوبة بهذه المواد، وتطبق عليه العقوبات المذكورة، مع تشديدها إذا كان مرتكب الجريمة من أصحاب السلطة الوظيفية.
وعلى الرغم من النص القانوني الصريح بتجريم التحرش الجنسي بالمسجونين وتشديد العقوبة في حالات استغلال السلطة، إلا أنه يصعب إثبات وقائع التحرش، خاصة إذا كان الجاني من أصحاب السلطة، فيما يخشى المسجونون وذووهم من الإبلاغ عن هذه الانتهاكات خوفا من الانتقام منهم، بحسب حقوقيين.
"أوضاع أكثر قسوة"
ومنذ الانقلاب العسكري الذي ضرب أكبر بلد عربي سكانا قبل 12 عاما، وتواصل السلطات الأمنية حملة قمع بحق المصريين يقبع على إثرها أكثر من 60 ألف معتقل في السجون ومراكز الاحتجاز في أوضاع مزرية وغير إنسانية وانتهاكات ترقى إلى القتل البطئ للمرضى وكبار السن من المعتقلين، فيما ترفض السلطات مبادرات سياسيين ومعارضين لإنهاء ملف المعتقلين.
وأصدر "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب"، الأحد، أحدث تقاريره الحقوقية بعنوان: "أرشيف القهر في مايو 2025"، معلنا عن ارتكاب السلطات الأمنية 426 انتهاكا لحقوق الإنسان في السجون المصرية، موثقا وقوع حالات قتل ووفيات عديدة في أماكن الاحتجاز بينها حالات بسبب التعذيب والإهمال الطبي والإخفاء القسري والقمع الأمني.
ورصد النديم، وقوع 3 حالات قتل، و4 وفيات في أماكن الاحتجاز، وحالتي تعذيب فردي، و62 حالة تكدير فردي، و18 حالة تكدير جماعي، و7 حالات تدوير، و22 حالة إهمال طبي، و208 حالة ظهور ضحايا إخفاء قسري، و70 حالة عنف دولة.
وفي السياق، كشف "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، الخميس الماضي، عن استمرار ما وصفها بـ"الانتهاكات الممنهجة التي تطال الحقوق الأساسية للمعتقلين والمحتجزين داخل السجون وأماكن الاحتجاز في مصر"، مؤكدا أن "ما تم رصده يشكل جزءا من صورة أشمل وأكثر قسوة من واقع حقوق الإنسان بالبلاد".
ووثق المركز خلال أيار/ مايو الماضي، "تصاعدا مقلقا في حجم ونوعية الانتهاكات، شملت حالات وفاة داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي، وتعذيب وسوء معاملة، واختفاء قسري، ومنع من الزيارة، وإضرابات عن الطعام، فضلا عن استمرار المحاكمات السياسية وحبس النشطاء الحقوقيين والمعارضين تعسفيا".