على أرض القدس المحتلة لم يعد الأطفال أطفالًا شابت عقولهم قبل أوانها، ومحيت آمالهم في اللعب والمرح، فهناك على تلك الأرض المحتلة يولد أطفال غزة ليصبحوا مشروع شهيد، وأول ما تشخصه أبصارهم هجمات وجثث وأشلاء وركام وأصوات طائرات تقصف أمنياتهم وبراءتهم وحقهم في الحياة.


 

فعلى كفوفهم الصغيرة تكتب أسماؤهم  للاستدلال عليهم عندما تحين لحظة القصف البغيضة وتشتت العائلة بين جرحى وشهداء، وباحثين عن ذويهم.


 

ظلام لأشهر ودرجة حرارة -122.. سيدة توثق الحياة في أبرد مكان بالعالم بعد 7 سنوات من البحث.. اكتشاف مقبرة فرعونية تصبح حديث العالم

أطفال لم يعد بوسعهم أن يرسموا لوحة جميلة لازهار وورد وشمس تدفئ قلوبهم أو يكتبون طموحاتهم عن مستقبلهم وماذا يريدون عندمايكبرون، فقد أجبرتهم هجمات الجيش المحتل أن يكتبون وصايهم.


 

فعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت صورة لوصية طفلة تدعى "هيا" تقسم ثروتها الصغيرة على أفراد عائلتها وأصدقائها فلم تنس أحد من شيكلاتها المعدودة وملابسها وألعابها.


 

الذكاء الاصطناعي يحل لغزا عمره 2000 عام.. تفاصيل فيروسات عمرها آلاف السنين تهدد الجنس البشري

بخط متعرج جاءت الوصية في نقاط كالآتي "مرحبًا أنا اسمي هيا، وسأكتب وصيتي الآن، ١. نقودي ٨٠ شيكل ٤٥ شيكلًا لماما، و٥ لـ زينة،و٥ لـ هاشم، و٥ لـ تيتة، و٥ لـ خالتو هبة، و٥ لـ خالتو مريم و٥ لـ خالو عبود ، و٥ لـ خالتو سارة".


 

وكان البند الثاني من الوصية من نصيب أصدقائها" ٢. ألعابي وجميع أغراضي لصديقاتي، أختي زينة وديمة ومنة وأمل" حتى الملابس لم تنس توزيعها"٣. ملابسي لبنات عمي وإذا تبقى شيء تبرعوا به، ٤. أحذيتي تبرعوا بها للفقراء والمساكين.. بعد غسلهم طبعًا”.


 

أما البند الخامس في وصيتها كتبت هيا" اكسسواراتي لبنات عمي وبنات خالتي"، هذا ما أصبح عليه أطفال غزة بعد الغزو العدواني الأخير الذي شنته اسرائيل قبل ١٢ يوما.

فقد قصفت قوات الاحتلال أمس مستشفى المعمداني بغزة وأسفر ذلك عن استشهاد أكثر من ١٠٠٠ شهيد بين نساء وأطفال وكبار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة استهداف مستشفى المعمداني في غزة أطفال الاحتلال الاسرائيلي

إقرأ أيضاً:

اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»

في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعليم عندنا، تبدّلت المناهج، وتقدّمت التكنولوجيا، وظهر ما يسمّى بالمنظومة الحديثة، لكن شيئًا واحدًا لم يتغير… الإنسان. فالطفل الذي لم يُهَيّأ، والمعلم الذي لم يُدرَّب، ووليّ الأمر الذي فوجئ بما لا يفهمه، جميعهم وجدوا أنفسهم داخل تجربة أكبر منهم، تجربة تبدو متطورة على الورق لكنها متعبة على الأرض.

أردنا أن ندخل التعليم عصر الحداثة قبل أن نُدخل الإنسان نفسه في التجربة. أردنا أن نلحق بالعالم بينما نسينا أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من النفس، من التربية، من الوعي الذي يسبق كل تطور. وهكذا أصبح المشهد مضطربًا، كمن يبني بيتًا بأدوات ذهبية على أرض غير ممهدة… فيبدو البيت جديدًا، لكنه لا يصمد.

لم تكن المشكلة في الكتب ولا في الامتحانات ولا في شكل الفصول. المشكلة كانت في الفلسفة. يوم قررنا أن نغيّر طريقة التعليم بينما تركنا التربية تتآكل بصمت. المعلم الذي كان قدوة أصبح منهكًا، يواجه نظامًا لا يعرف كيف يحتويه. والطالب الذي كان يدخل المدرسة ليبحث عن معنى أصبح يدخلها ليواجه قلقًا لا يعرف سببه. ووليّ الأمر الذي كان سندًا أصبح يسير في طريق لا يرى بدايته ولا نهايته.

سقطت التربية قبل أن يسقط الدرس، وتاه التعليم لأنه فقد بوصلته. فما قيمة العلم إذا غابت عنه الروح؟ وما فائدة التطوير إذا دخل الطفل المدرسة حاملًا خوفًا بدلًا من شغف؟ وما جدوى المنظومة الحديثة إذا كان الإنسان القديم لم يُعَدّ لها بعد؟

التعليم ليس سباقًا في تغيير المناهج، ولا استعراضًا للأجهزة، ولا ضوءًا يلمع فوق منصة. التعليم هو الإنسان، وهو القلب الذي يحتضن الفكرة قبل أن تصل إلى العقل، وهو السلوك الذي يتربى قبل أن تُفتح أول صفحة في الكتاب. التعليم رحلة أخلاقية قبل أن يكون رحلة معرفية، وهو بناء للضمير قبل بناء الدروس.

إن خسارتنا الكبرى اليوم ليست في مستوى التحصيل ولا شكل الامتحان، بل في أننا نُخرج جيلًا يعرف الكثير ولا يشعر بشيء. جيلًا يحفظ المعلومات لكنه لا يعرف كيف يضعها داخل ضمير حي، ولا كيف يرى الإنسان قبل المادة، ولا كيف يفهم أن العلم رسالة وليس عبئًا.

وبداية الإصلاح لن تأتي من تعديل المناهج، بل من إعادة الروح إلى الإنسان نفسه: معلم يشعر بقيمته قبل أن يُطلب منه العطاء، وطفل يجد من يفهمه قبل أن يحاسبه، ووليّ أمر يعرف الطريق بدلًا من أن يسير فيه معصوب العينين. نريد مدرسة تُعيد تشكيل النفس قبل شرح الدرس، وتزرع الأخلاق قبل أن تقدّم المعلومة، وتُعيد للتربية مكانتها التي كانت أصل كل شيء.

وعندها فقط… حين يعود الإنسان إلى قلب العملية التعليمية، سيصبح الطريق واضحًا، وسيعود التعليم كما يجب أن يكون: بناءً للعقل، وتزكيةً للروح، وتأهيلًا لجيل يعرف أين يقف… وإلى أين يسير.

 

مقالات مشابهة

  • كان تعبان .. صديق إسماعيل الليثى يروي تفاصيل حادث وفاته في لقاء مؤثر مع سعد الصغير
  • أحلام تستعرض رشاقتها بفستان ذهبي لافت.. شاهد
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • بكى في حضنها .. موقف مؤثر لـ محمد هنيدي في زفاف ابنته
  • ماتت من الضرب .. مفاجآت في تقرير الطب الشرعي لوفاة عروس المنوفية
  • اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
  • ماتت في حادث سير.. نقابة الأطباء تنعى الدكتورة عبير عبد الشكور
  • الجسم الغامض 3I/ATLAS ينشر لبنات الحياة أثناء رحلته عبر النظام الشمسي
  • توقيف 3 أشخاص من مروجي المخدرات وحجز 467 مؤثر عقلي بسيدي عبد الله
  • مغامرة «فلسطين» تصطدم بـ أحلام «السعودية» في كأس العرب.. من يعبر للمربع الذهبي؟