أعلنت وزارة الصحة والسكان، زيارة 80 ألف و977 مواطن للمنصة الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، للاستفادة من خدمات الصحة النفسية، وذلك منذ إطلاقها في 16 مارس 2022.

يأتي ذلك في إطار جهود وزارة الصحة والسكان، لتقديم خدمات الدعم النفسي والاستشارات النفسية وعلاج الإدمان إلى جانب توعية المواطنين بكيفية الحصول على الاستشارات الطبية للعناية بالصحة النفسية، عبر المنصة الإلكترونية.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه وفقا لإحصائيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، فإن عدد استمارات الاستبيان الإلكترونية التي تم إجرائها من قبل المستخدمين بلغت 19483 استبيان، بينما بلغ عدد الجلسات العلاجية «الافتراضية» التي تم تقديمها لزائري المنصة 5616 جلسة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن نسبة المستخدمين من الإناث بلغت 70% مقابل 30% من الذكور، مضيفة أن زوار المنصة بينهم 20% من المتزوجين، مقارنة بـ 80% من غير المتزوجين.

وأكدت «منن» أن أكثر الفئات العمرية المستخدمة للموقع تراوحت ما بين 15 إلى 20 عامًا، بينما بلغت نسب المستخدمين من غير العاملين 64% مقابل 36% من العاملين، مضيفة أن مستخدمي الموقع كانوا من كافة المحافظات، ولكن أغلبهم من القاهرة.

وأشارت إلى أن المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان تهدف إلى توفير الخدمات المجانية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، لجميع الفئات العمرية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، موضحة أن المنصة تُعد الأولى من نوعها في إقليم شرق المتوسط.

ولفتت «منن» إلى أن المنصة الإلكترونية، تعد إحدى ثمار التعاون بين الأمانة العامة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والمركز القومي للمعلومات بوزارة الصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية، وجامعة بريتش كولومبيا بكندا، ويقوم عليها نخبة من الكوادر الفنية والتقنية بوزارة الصحة والسكان، والمعالجين النفسيين والخبراء الدوليين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان.

ونوهت الدكتورة منن عبد المقصود، إلى أهمية السلامة النفسية في إدراك القدرات والإمكانيات، والتعامل مع الضغوط الطبيعية للحياة والعمل بشكل مُنتج، داعية جميع المواطنين إلى زيارة المنصة والاستفادة بالخدمات المتنوعة التي تقدمها الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان عبر الرابط التالي:https://mentalhealth.mohp.gov.eg/mental/web/ar.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الصحة والسكان علاج الإدمان الدكتور حسام عبد الغفار للصحة النفسیة وعلاج الإدمان الصحة والسکان

إقرأ أيضاً:

الأمراض النفسية ... أزمة صامتة تهدد العالم

 

 

 

د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **

في عالمٍ مُضطربٍ يتسارع فيه كل شيء، تظل الصحة النفسية واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا، لكنها غالبًا ما تُهمَل خلف ستار الأولويات الأخرى، ووفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية، يُعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من اضطرابات نفسية مختلفة؛ أبرزها: القلق والاكتئاب والوسواس القهري؛ مما يجعلها في المرتبة الثانية كمسببات للإعاقة طويلة الأمد عالميًا.

هذه الاضطرابات لا يقتصر تأثيرها على المعاناة الفردية؛ بل تمتد لتشكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا هائلًا؛ إذ تُشير التقديرات إلى أن الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى تُكلف الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار أمريكي (أي 385 مليار ريال عُماني) تقريبًا سنويًا نتيجة انخفاض الإنتاجية وتزايد حالات التغيب عن العمل.

وتكشف الأرقام المعلنة حجم الأزمة وحدتها؛ حيث يُعاني حوالي 5.7% من البالغين حول العالم من مشاكل تتعلق بالاكتئاب والقلق والوسواس القهري وغيرها من الأمراض النفسية، مع ارتفاع هذه النسبة بين النساء مقارنة بالرجال؛ إذ تصل إلى 6.9% لدى النساء مقابل 4.6% لدى الرجال. أما القلق؛ مرض العصر، فيُعد من أكثر الاضطرابات شيوعًا في عالم اليوم، ويؤثر على جميع الفئات العمرية بلا استثناء. ورغم وجود علاجات وعقاقير فعّالة ومجربة، فإنَّ أكثر من 75% من المصابين في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لا يحصلون على أي دعم ورعاية نفسية، بسبب نقص الاستثمار في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية وبسبب النظرة الاجتماعية السلبية للمريض النفسي (الوصمة الاجتماعية) وهو ما يدفعهم للتردد في الكشف عن معاناتهم أو اللجوء إلى المتخصصين طلبًا للعلاج والمساعدة. الأمر الذي يُودي إلى تعمق وتطور حالاتهم ومشاكلهم النفسية.

تأثير هذه الاضطرابات يتجاوز الصحة الفردية ليصل إلى بيئات العمل والإنتاج؛ حيث أكدت الكثير من الدراسات العلمية المنشورة أن الموظفين الذين يعانون من مشاكل نفسية يتغيبون عن العمل بمعدل يزيد بـ 3.5 مرات عن زملائهم الأصحاء، مما ينعكس سلبًا على الأداء والإنتاج المؤسسي. في هذا السياق، أظهرت تقارير دولية متخصصة أن كثير من الموظفين يعانون من أعراض نفسية تتراوح بين البسيطة والحرجة، في حين أنه أقل من 50% منهم يشعرون بأن مؤسساتهم تتعامل معهم بجدية أو تقدم لهم الدعم النفسي والعلاجي الكافي.

والدراسات العلمية في المجال الطبي أكدت أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر؛ مما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض جسدية مثل الضغط والسكري والصداع النصفي وأمراض القلب والقولون العصبي. وتشير الأدلة الطبية إلى أن إهمال وتجاهل العلاج النفسي يُضعف المناعة ويزيد من الألم المزمن ويؤثر مباشرة في جودة الصحة البدنية.

وفي الواقع المشاهد، كم من مريض نفسي أنهى حياته بالانتحار، أو أثر سلبًا على حياة الآخرين من حوله بسبب حالته النفسية المعقدة، في وقت كان العلاج النفسي كفيلًا بمعالجة المشكلة من جذورها أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير. فكثير من حالات الطلاق والعنف والتفكك الأسري تعود أسبابها إلى أمراض نفسية ووساوس قهرية ليست بالمستعصية في حقيقتها، لو تم الالتفات إليها في بداياتها والتعامل معها على يد خبراء وأطباء ومستشارين نفسيين وسلوكيين. وفي هذا السياق، تُشير الإحصائيات إلى أن حوالي 727 ألف شخص حول العالم يفقدون حياتهم سنويًا بسبب اللجوء للانتحار. وتؤكد المنظمات الصحية الدولية أن العديد من هذه الحالات كان يمكن إنقاذها واحتوائها لو تم تشخيص أعراضها في وقت مبكر وتلقت الرعاية والعناية اللازمة من الشخص المناسب وفي الوقت المناسب وفي المكان المناسب.

هذه الحقائق تفرض سؤالًا جوهريًا ومباشرًا: هل يمكننا الاستمرار في تجاهل الصحة النفسية؟ الإجابة واضحة؛ الاستثمار في الصحة النفسية وكسر وصمة المرض الاجتماعية ليس رفاهية، بل ضرورة وأولوية استراتيجية. إنه استثمار في الإنسان، في المجتمعات، وفي الاقتصادات، وفي المستقبل. ومع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب والوسواس القهري والأمراض النفسية الأخرى، يُصبح التحرك العاجل والمدروس لتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية، وتعزيز جهودها، وتبني سياسات وقائية وتوعوية أمرًا لا يحتمل التأجيل ولا المساومة. لذا، فليكن شعارنا جميعًا "نحو صحة نفسية مُستدامة للجميع".

باحث أكاديمي

مقالات مشابهة

  • بنك مصر يدعم 5 مستشفيات لوزارة الصحة والسكان
  • بنك مصر يدعم 5 مستشفيات لوزارة الصحة والسكان لرفع كفاءة الخدمة الطبية
  • تعليم جدة يقيم الملتقى السنوي للصحة المدرسية
  • مستشار الرئيس للصحة: “حقنة البرد” تشكل خطورة على الكلى والكبد
  • الأمراض النفسية ... أزمة صامتة تهدد العالم
  • كيف يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
  • جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان × أسبوع
  • «تعليم القليوبية» يطلق منصة "CASA" للاختبارات الإلكترونية بأيدي طلابية مبتكرة
  • لمخالفات عديدة.. العلاج الحر بالدقهلية يغلق مركزًا مرخصًا للصحة النفسية بالمنصورة
  • العلاج الحر بالدقهلية يغلق مركزًا مرخصًا للصحة النفسية بالمنصورة