كشفت الكنيسة الأنجليكانية في القدس أنها تلقت إنذارات متكررة من الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء المستشفى الأهلي المعمداني الذي تشرف عليه في غزة، قبل أن يتعرض للقصف مساء الثلاثاء ويتسبب باستشهاد نحو 500 شخص.

وقال رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية حسام إلياس نعوم في مؤتمر صحفي لكنائس القدس الأربعاء: "منذ قرار إخلاء شمال غزة إلى جنوبها، تلقينا (الكنيسة) ثلاث إنذارات لإخلاء المستشفى، السبت والأحد والاثنين"، كما تم إرسال العديد من الإنذارات عبر الهاتف للمدراء في المستشفى مباشرة.



ووصف نعوم ما جرى بأنه "مذبحة وجريمة ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن "الناس اتخذوا المستشفى ملجأ آمنا في هذا الوضع الصعب تحت القصف الجوي"، لأن "المستشفى محايد منذ إنشائه قبل 130 عاما". وأكد أنه سيعاد فتح المستشفى لاحقا لاستقبال المصابين، وقال إنهم مصممون على تقديم الخدمات الصحية للمدنيين في هذا الظرف الصعب.

وكان أكثر من ستة آلاف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، يحتمون بالمستشفى بعدما اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة القص العنيف على غزة.

ودعا نعوم لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة، كما دعا لفتح ممرات آمنة للمدنيين.

وفجرت مجزرة المستشفى المعمداني في قطاع غزة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، وأسفرت عن أكثر من 500 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، غضبا عربيا وعالميا، فيما يحاول الاحتلال التنصل من الجريمة.

وكان بطاركة القدس قد أصدروا بيانا في وقت سابق أكدوا فيه "أن هذه الجريمة بوصفها جريمة بشعة نكراء، تستدعي أشد الانتقاد والمساءلة الدولية، ونأمل من المجتمع الدولي أن يتحمل واجبه في حماية المدنيين، وضمان أن مثل هذه الجرائم البغيضة لا تتكرر، نتشارك بتضامن عميق مع أبرشية القدس الأسقفية، لنكون شهودا على الهجوم الإجرامي الذي وقع في أروقة مستشفى الأهلي الإنجيلي الأسقفي في غزة".

وأدان البطاركة هذه الجريمة، و"مأساة مستشفى الكنيسة في غزة الحزينة، لأنها تمثل انتهاكا عميقا لمبادئ الإنسانية نفسها، بعد أن تم تدنيس المستشفيات التي تُعتبر ملاذا بموجب القانون الدولي".

من جهته، دعا الزعيم الروحي للكنيسة الأنجليكانية في بريطانيا، التي تتبع لها كنيسة القدس، إلى ضبط النفس في إلقاء اللوم على الجهة المسؤولة حتى تتضح الحقائق.

وقال رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي في بيان يوم الأربعاء: "هذه الفظائع تنتهك حرمة وكرامة الحياة البشرية. إنها انتهاك للقانون الإنساني، الذي يتضمن بوضوح ضرورة حماية المستشفيات والأطباء والمرضى".

وأضاف: "لهذا السبب، من الضروري أن نمارس ضبط النفس في إلقاء اللوم قبل أن تتضح كل الحقائق".

وحمّل الفلسطينيون في غزة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قصف المستشفى، في حين حاولت إسرائيل والولايات المتحدة تحميل حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإسرائيلي غزة الجرائم الفلسطينيون إسرائيل فلسطين غزة جرائم سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا ينتظر المسجد الأقصى في عيد "الحانوكاة"؟

القدس المحتلة - خاص صفا تستعد جامعات "الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، احتفالًا بما يسمى "عيد الحانوكاة- الأنوار" اليهودي، الذي يبدأ الأحد المقبل الموافق 14 كانون الثاني/ديسمبر الجاري، ويستمر لثمانية أيام. وبدأت الجماعات المتطرفة لحشد أنصارها لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى بأعداد كبيرة، وأداء طقوس وصلوات تلمودية في باحاته، فصلًا عن إدخال الشمعدان للمسجد المبارك. واستعدادًا للاحتفال بالعيد اليهودي، أنزلت آليات الاحتلال مجسمًا ضخمًا لشمعدان "الحانوكاة" على أنقاض حارة المغاربة، أمام حائط البراق غرب المسجد الأقصى. وتدّعي "جماعات الهيكل" أن "طقوس العيد مرتبطة بانتصار المكابيين على الإغريق وإعادة تدشين الهيكل الثاني في القدس المحتلة"، لتتخذ من هذه الذكرى ذريعة لتكثيف اقتحاماتها للمسجد الأقصى. ويتخلل العيد اليهودي تنظيم مسيرة استيطانية تُسمى "المكابيين"، والتي تجوب حول سوق القدس وداخل البلدة القديمة، وسك إجراءات مشددة من شرطة الاحتلال. في المقابل، انطلقت دعوات مقدسية وفلسطينية لتكثيف الحشد والتواجد الواسع في المسجد الأقصى والقدس، للتصدي لمخططات المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة على المسجد المبارك، رغم قيود الاحتلال المفروضة على الفلسطينيين. وخلال العام الماضي، شهد المسجد الأقصى اقتحام أكثر من 2,565 مستوطنًا للمسجد خلال"عيد الحانوكاة"، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير، والذي اقتحمه في يومه الأول. خطوات متقدمة المختص في شؤون القدس أمجد شهاب يقول إن "جماعات الهيكل" المتطرفة تستغل الأعياد اليهودية من أجل تنفيذ أجندتها وأهدافها في المسجد الأقصى، عبر الاقتحامات الواسعة والجماعية، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية، ورفع أعلام الاحتلال وغيرها. ويوضح شهاب في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الجماعات المتطرفة تسعى للانتقال من مرحلة التقسيم الزماني إلى المكاني في المسجد الأقصى، ومحاولة فرض وقائع جديدة عليه. ويضيف أن هذه الجماعات تجاوزت كل الخطوط الحمراء في اعتداءاتها وممارساتها بحق الأقصى، ومحاولاتها لتغيير الواقع التاريخي والديني القائم فيه، في ظل غياب أي رادع فلسطيني وعربي وإسلامي. ويشير إلى أن المستوطنين باتوا يؤدون طقوسهم وصلواتهم التلمودية قرب باب الرحمة والمصلى المرواني، في محاولة لتغيير الواقع القائم بالمسجد المبارك. عدوان واسع وسيشهد المسجد الأقصى خلال ثمانية أيام العيد، عدوانًا متطرفًا عليه، يشمل سلسلة اقتحامات واسعة وأداء الطقوس التلمودية داخله، ومحاول إدخال الشمعدان إلى باحاته، بهدف تحويله إلى "كنيس يهودي". وفق شهاب وخلال هذا العيد، يحرص المستوطنون على إشعال شمعدان "الحانوكاة" عند أعتاب الأقصى، وخاصة بابي الأسباط والمغاربة، وقرب البؤر الاستيطانية الواقعة في البلدة القديمة بالقدس، فضلًا عن محاولة إشعال شموع ترمز "للحانوكاة" داخل المسجد المبارك. ويبين شهاب أن الاحتلال عمّل على تقليص صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وبات يفعل كل شيء بالمسجد الأقصى دون تنسيق معها، ويسمح للمستوطنين المتطرفين باستباحه المسجد وتدنيس باحاته. ويعمل "جماعات الهيكل"، كما يؤكد المختص في شؤون القدس، وفق خطوات متقدمة، لأجل فرض السيطرة الكاملة على الأقصى، وتفريغه من المصلين والمرابطين في ساعات الاقتحام، بهدف فرض وقائع تهويدية عليه وتهويده. ويؤكد أن المسجد الأقصى على شفا تغيير جذري في وضعه القانوني والديني والتاريخي، في ظل الصمت العربي والإسلامي، وغياب الردع. وخلال الأعياد اليهودية، تُكثف شرطة الاحتلال من اعتداءاتها على الأقصى والمقدسيين، من خلال تنفيذ عمليات الاعتقال والإبعاد، وتقييد حركة المقدسيين، وتنغيص حياتهم، بفعل الإجراءات والقيود التي يفرضها على المدينة المقدسة. ويحذر شهاب من خطورة الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى، ومحاولات الجماعات المتطرفة فرض وقائع جديدة عليه، وصولًا لهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه. 

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني بغزة: انتشلنا جثامين 48 شهيدًا من داخل المستشفى المعمداني
  • ماذا ينتظر المسجد الأقصى في عيد "الحانوكاة"؟
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدة الرام شمال مدينة القدس
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس
  • إصابة مواطنيْن من بديا برصاص الاحتلال شمال القدس 
  • "سرايا القدس" تبث مشاهد لتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال شمال القطاع
  • عضو لجنة مركزية بفتح: الطوفان كشف هشاشة إسرائيل وجعلها كيان مأزوم
  • كيف ترعى أجهزة أمن الاحتلال انتشار الجريمة في مناطق الـ48؟
  • الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة
  • إعلام عبري: ياسر أبو شباب مات قبل أن يصل إلى المستشفى