بوابة الوفد:
2025-10-20@22:04:11 GMT

مقبرة مفتوحة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ نعومة أظافرنا منذ سنوات طوال ونحن قد حفظنا عن ظهر قلب جملة شهيرة موحدة لقننا إياها خطباء المساجد يوم الجمعة، يتردد صداها عبر مكبرات الصوت لتملأ سماء الدنيا «اللهم أهلك اليهود ومن ساندهم.. اللهم شتت جمعهم وفرق شملهم».

وكنا صغارًا نُؤمِّن خلف إمام المسجد ولا نعى للجملة المكررة معنى، وكبرنا وكبرت عقولنا فأدركنا معنى الخزى العربى والعار واحتلال الأرض، وتحول تأمين الأطفال بلا وعى من الدعاء إلى حسرة وألم فى الكبر لعقول باتت تعى ولكنها لا تملك غير الدعاء سلاحًا.

المغزى من الحكاية أنه منذ وعد بلفور المشئوم وظهور السرطان الإسرائيلى فى الجسد العربى وحتى يومنا هذا وربما لسنوات كثيرة مقبلة، وهذا الدعاء عادة لا تنقطع على لسان المسلمين حول العالم، والذين فاق عددهم الآن المليار مسلم، تتلاحق دعواتهم إلى عنان السماء يوم الجمعة من كل أسبوع نظرًا لفروق التوقيت ولم تُستجب دعوة منها.

هذا هو السؤال المحير: لماذا حجب الله سيل الدعوات دون الاستجابة طوال هذه السنوات الدموية؟ وبعد بحث وتمحيص تيقنت أن الدعاء وحده لا يكفى وأن التواكل دون العمل هو سلاح الضعفاء والمقهورين، والله رب العزة والكرامة والمستضعفين شريطة أن يعملوا ويردوا الظلم ولا يقفوا مكتوفى الأيدى مسلوبى الإرادة.

المسلمون حول العالم هانوا فهانت عليهم أنفسهم، أقيمت لهم المحارق والمذابح وحفر لهم الأخدود والمشانق.. نسوا الله فأنساهم أنفسهم، تفرقوا فتكالبت عليهم الأمم، تآمروا على بعضهم البعض، وملّكوا زمام أمرهم لغيرهم، فزادهم الله بعدًا، وها هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتحكم به وبأهلها اليهود ومن ساندهم من أعداء الداخل والخارج، يدنسون المقدسات وتروى ترابها بحور الدماء الطاهرة.

الشعب الفلسطينى يذبح ويشوى فى محارق اليهود، والمسلمون والعرب يكتفون بمصمصة الشفاه، وبيانات الشجب العربية التى فاقت فى مرارتها حكايات «أمنا الغولة- وأبو رجل مسلوخة»، حتى تحولت غزة إلى أكبر مقبرة مفتوحة فى التاريخ.

أصبح الفلسطينيون الآن لا يحتاجون إلى الماء ولا الدواء ولا الكهرباء، وإنما يحتاجون إلى أكفان تستر عورات الخزى العربى والإسلامى، وتشتكى إلى الله أبناء أضاعوا أمتهم لأنهم تفرقوا فتكالبت عليهم الذئاب من كل صوب.

تبدل الزمان وتغيرت الأيام فما عاد بيننا رسول، ولا عمر بن الخطاب أميرًا للمؤمنين، ولا «معتصماه» يحشد الملايين ليحرر امرأة استنجدت به على بعد آلاف الأميال.

الحقيقة المرة.. الآن هناك شعب يُذبح وأرض يبتلعها الطغاة، وأمة فرقتها الصراعات ووحدتها مصمصة الشفاه.. أفيقوا يرحمكم الله، فلستم بمأمن من أنياب الشيطان.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المساجد يوم الجمعة الحكاية

إقرأ أيضاً:

بعد تمويل بريطانيا للمواطنين اليهود.. مرصد الأزهر يدعو إلى حماية الجاليات الدينية

دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى توسيع خطة الحماية لتشمل جميع الجاليات الدينية، وذلك بعد تخصيص بريطانيا تمويلا كبيرا لتعزيز  أمن الجالية اليهودية بعد هجوم مانشستر.

دار الإفتاء: المودة والرحمة أساس تماسك الأسرة واستقرار الزواجأذكار كان يرددها النبي فى يومه.. اغتنمها حتى تكون على صلة دائمة باللههل يجوز أداء قيام الليل بعد صلاة الوتر؟.. لجنة الفتوى تجيبحكم مماطلة أحد الورثة في تقسيم الميراث.. الإفتاء توضح


حيث أعربت الحكومة البريطانية، أنها تتابع بقلق الارتفاع الملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال العام الماضي، وشددت على أن سلامة وأمن جميع المجتمعات في بريطانيا تظل أولوية قصوى لدى السلطات.

بريطانيا تخصص تمويلا للجالية اليهودية
جاءت تصريحات الحكومة ، في إطار إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن تخصيص تمويل طارئ يصل إلى 10 ملايين جنيه إسترليني لدعم إجراءات حماية المعابد والمدارس التابعة للجالية اليهودية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيس "هيتون بارك العبري" في مدينة مانشستر قبل أسبوعين.


ويأتي هذا التمويل، استجابةً لارتفاع معدلات جرائم الكراهية على أساس الدين في البلاد، والتي كشفت الإحصاءات الأخيرة أنها بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع كون أفراد الجالية اليهودية "الأكثر استهدافًا" بين المجموعات الدينية المختلفة.

من جانبه، يشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية مثل هذه الخطوات لمواجهة التزايد الحالي في خطاب الكراهية على أساس الدين. 

ويجدد التأكيد على أهمية توفير بيئة آمنة لممارسة الشعائر الدينية باعتباره ذلك حقٌّ أصيل تكفله القوانين والقيم الإنسانية على حدٍّ سواء. 

كما يدعو المرصد إلى ضرورة توسيع خطة التمويل لتشمل دور العبادة لجميع الجاليات الدينية، بما في ذلك أفراد المجتمع المسلم الذين شهدوا في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية.

طباعة شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مرصد الأزهر الأزهر مكافحة التطرف الجالية اليهودية هجوم مانشستر مانشستر بريطانيا

مقالات مشابهة

  • ورطة البرهان،،، وتحوّل المراوغة الى مازق سياسي حسب الرسول العوض إبراهيم منذ أن برز اسم عبد الفتاح البرهان إلى واجهة المشهد السياسي عقب سقوط نظام البشير في أبريل 2019 ظلت مواقفه تتسم بالتقلب والتناقض ، مما جعله يبدو كقائد يعيش في ارتباك سياسي دائم. فقد بدأ
  • هل تستجاب الدعوة عند مصافحة المسلم لأخيه؟.. الإفتاء تجيب
  • بعد تمويل بريطانيا للمواطنين اليهود.. مرصد الأزهر يدعو إلى حماية الجاليات الدينية
  • حصن المسلم من الهموم والضيق.. أذكار الصباح اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025| رددها الآن
  • قبل الإغلاق النهائي.. 8 صور لم تنشر من قبل للحظة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
  • الرئيس السيسي: «كل ما نحن فيه الآن تم بكرم وفضل الله»
  • لا تنتقد اليهود.. حرية التعبير في أوروبا موجهة ضد المسلمين فقط
  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟
  • الدعاء عند سماع الرعد.. ما هو؟
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي.. اغتنم فضلها ورددها الآن