صراحة نيوز:
2025-07-01@06:36:04 GMT

محرقة غزة لن تمر أبدا

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

محرقة غزة لن تمر أبدا

صراحة نيوز – حسين الرواشدة‏لم تتغير إسرائيل ، فهذه البشاعة التي تمارسها في القتل والتدمير ،،هي جزء من تاريخها ، ومكون أساسي من عقيدتها الدينية والسياسية ، جرّبناها و نعرفها تماما ، لكن ، نحن العرب ، من تغيرنا ، اقصد النظام العربي الرسمي، باستثناء القليل من دولنا التي ما تزال تتصدى للعدوان مكشوفة الظهر ، نحن من تقاعسنا عن القيام بدورنا ، واستمرأنا الاستسلام ، وتركنا الفلسطينيين يواجهون آلة الحرب وحدهم ، ثم أعلنا عليهم الحداد.

‏أعرف أن الوقت غير مناسب للتلاوم وتبادل الاتهامات ، لكن لا بأس من التذكير بأن أمتنا لم تشهد – حتى في جاهليتها – لحظة غاب فيها الضمير العام ، وتراجعت فيها المروءة والغيرة دفاعاً عن الكرامة والشرف، كما تشهد اليوم، فقبل عشرين عاماً من بداية الدعوة الإسلامية – مثلا – عقد كبار قريش فيما بينهم حلفاً (اسمه حلف الفضول ) ، تعهدوا فيه ان يدافعوا عن كل مظلوم في مكة، اما امتنا اليوم ، فلا ( فضول) لديها ، اختفى كل الذين نصبوا انفسهم( كبارا) عليها ، وتركوها وحيدة ، سوى الروم خلف ظهرها روم .‏لا يوجد لدي أي رغبة، أو قدرة ، على التحليل ، أو حتى وصف ما حدث في غزة على مدى 12 يوما من بداية الحرب ، أريد أن أقول ،فقط، إن غزة كتبت ،بدماء أطفالها وأبطالها ، تاريخا جديدا ، سيكون له ما بعده ، وإن فلسطين ستنتصر ،كما انتصرت كل الشعوب التي واجهت الظلم والاحتلال، وإن أي حرب قادمة ستحفر قبورا جديدة للاحتلال الغاشم، فما جرى في المعمدانية وغيره من المشافي والعمارات والشوارع ،،كان أكبر من محرقة ، وستبقى محفورة في ضمير كل عربي ومسلم وإنسان حر في هذا العالم ، وهي لن تمر أبدا ،،ولا بد سيأتي وقت الحساب ، وهو ليس بعيدا.صحيح، تخسر “غزة” الآلاف من خيرة أبنائها وأطفالها، وتُهدّم بيوت الآمنين فيها، وتعاني من الحصار والقصف والجوع والعطش، فهذه “الضريبة” تدفعها دفاعاً عن كراماتها وردّاً للعدوان الغاشم عليهاوعلينا، وإحياء لروح المقاومة التي يسارع البعض لإعلان “وفاتها”، لكن الخاسر الأكبر هو “إسرائيل” المحتلة ، ومعها “الحلفاء” الذين كشفت هذه الحرب عن صورتهم القبيحة، وحساباتهم السياسية الخاطئة، وخسارتهم –هنا- من الصعب ان تعوض، لأنهم يدافعون عن قضية “خاسرة” أصلا، ويتبنون مواقف تتعارض مع ابسط القيم الإنسانية ، ويحصدون كراهية ضمير كل منصف في هذا العالم.غزة لن تخسر لأن “بوصلة” مقاومتها واضحة باتجاه العدوان الذي تتفق عليه الأمة، أو ما تبقى منها على قيد “الخجل”، فيما كل حروبنا وصراعاتنا الأخرى تتجه نحو الشقيق الذي يذبح الشقيق، وغزة لن تخسر لان ما أبدعته في هذه الحرب يتجاوز كل ما الفناه وما توقعناه، فعلى امتداد تاريخ الدولة المحتلة ، لم تشهد هزيمة كما شهدت في 7 اكتوبر 2023, غزة كسرت أنف الاحتلال .غزة لن تخسر، لأن صورتها في مرآة الذات العربية عكست “ضمير” الأمة التي تعرف من هو عدوها، وفتحت أمام الإنسان العربي نافذة أمل لطالما حلم بها، وأحيت لدى الذين خرجوا للشوارع والميادين من اجل الحرية والكرامة “جذوة” التحرر التي حاول الكثيرون، ممن يحتشدون اليوم ضد غزة، ان يطفؤوها ويخمدوها للأبد. فشروا لن ينجحوا في ذلك أبدا.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة غزة لن

إقرأ أيضاً:

هل طوفان الأقصى ورطة؟

الدكتور فاضل الشرقي

يحاول العدو أن يجعل من عملية «طوفان الأقصى» عنوانا للفشل والهزيمة، وسوء التدبير والتخطيط، وانتكاسة ما يسمى بالمحور، وأن ذلك مجرد ورطة وفخ وقعت فيه «حماس» وأوقعت معها كل أحرار الأمة، وأن نتائج (الـ7) من اكتور كانت لصالح كيان الإحتلال الخبيث، بينما جلبت الويل والخراب والدمار على هذه الأمة وفي مقدمتها حماس.

يروج العدو لهذه النظرية -ومن خلفه مأجوريه، وفريق كبير من قادة الفكر والسياسة والإعلام، وبعض أقلام حسيني النوايا فاقدي الوعي والبصيرة- بهدف ضرب روح الجهاد والمقاومة، ولتحطيم المعنويات، وزراعة اليأس والعجز والإحباط في أي عمل جهادي وثوري قادم، وزعزعة الثقة ونزعها في حركات الجهاد والمقاومة، ولتعزيز روح الهزيمة والخضوع والإستسلام في أبناء أمتنا والأجيال القادمة.

هذه النظرية خطيرة جدا، وجزء من مخطط الحرب والعدوان الناعم، وشبهة كبيرة يجب التصدي لها وتفنيدها وتبيين زيفها وحقيقتها وأهدافها.

لقد وقع المسلمون يوم «أحد» في مثل هذه النظرية، واستشعروا -حينها- المأزق والورطة، وشعروا بالندم والخيبة، واتهموا رسول الله في قيادته وحكمته، وحسن تدبيره وتخطيطه، وقد رد عليهم القرآن الكريم في ذلك، وبين الأسباب الحقيقية لحصول ما حصل، فقال سبحانه وتعالى: “أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ” (ال عمران:165-166)…الخ الآيات المباركة.

ومعنى هذا أن أي نتائج كارثية تحصل لا ترجع لسبب الجهاد أو القيادة أبدا، وإنما سببها هو الناس أنفسهم، فالمتخاذلون والمنظرون هم سبب كل مصيبة وفتنة وكارثة وبلية تحصل، ولو وقف المسلمون -ولو 5% منهم- بصدق وجد وإخلاص، وقاموا بمسؤليتهم، وأدوا واجبهم في هذه المعركة لما حصل شيء من هذا أبدا، ولكانت النتائج كلها لصالحهم.

أما الجهاد في سبيل الله فما هو إلا خير للأمة في كل شؤنها، ونتائج طوفان الأقصى ستصب حتما في صالح الأمة المسؤلة المجاهدة، والعبرة في النتائج بالخواتيم ومستقبل الأيام، لا بالقتل والتدمير والتهجير، فالإجرام عمره إجرام، ولا يسمى نصرا في كل الأعراف والمقاييس.

وعلى العكس من هذا تماما، فلو تأخر طوفان الأقصى -وقد تأخر- ولكن لو تأخر أكثر لكانت النتائج أدهى وأطم وأخطر وأعظم على كل هذه الأمة، وعلى مستقبل أجيالها، وحتى على أبنائها الذين لم يولدوا بعد.

أما المجاهدون الأحرار فعليهم أن لا ييأسوا ويحبطوا ويستسلموا مهما كانت النتائج، ومهما استمر أمد الحرب، وأن لا يضعفوا، ولا يهنوا ولا يحزنوا أبدا، وكما قال عز وجل: “وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء:104).

مقالات مشابهة

  • العمل التطوعي.. ضمير المجتمع ونهضته الصامتة
  • طرق الحياة تعود بين صنعاء وعدن.. تفاصيل الصفقة السرية التي ستُنهي سنوات القطيعة
  • هل طوفان الأقصى ورطة؟
  • مندوب إيراني في الامم المتحدة: تخصيب اليورانيوم لن يتوقف أبدا
  • قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت فيها الصواريخ الإيرانية أجواء الخليج
  • رسالة قرآنية من محرقة غزة
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • دهوك تكشف عدد النازحين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات
  • مادورو ليهود العالم: أوقفوا جنون الحرب التي يقودها نتنياهو
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران