مواجهة بين ماريو وسبايدر مان لكسب قلوب اللاعبين
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
تطرح شركتا "نينتندو" و"سوني"، الجمعة المقبل، بالتزامن، لعبتي فيديو جديدتين من سلسلتيهما "ماريو" (على "سويتش") و"سبايدر مان" (على "بلاي ستايشن 5")، ويتنافس السبّاك ذو القبعة الحمراء والرجل العنكبوت على جذب فئات مختلفة من الجمهور من خلال أنماط مميزة.
من أبرز شخصيات ألعاب الفيديو
أحدثت لعبة ماريو، وهي عبارة عن شخصية سباك مفرط النشاط ذي شارب ابتكرها شيغيرو مياموتو، ثورة في مجال ألعاب الفيديو عام 1985 مع لعبة "سوبر ماريو براذرز"، وهي إحدى أولى الألعاب، التي تتيح للمستخدم تحريك شخصية ماريو أفقياً، في مشاهد تتغيّر بحسب مراحل اللعبة.
وبات ماريو إحدى أشهر الشخصيات في تاريخ قطاع ألعاب الفيديو، وساهم في النجاح العالمي لمجموعة "نينتندو" اليابانية التي باعت أكثر من 420 مليون لعبة من سلسلة "سوبر ماريو".
أما "سبايدر مان" الذي ظهر في أوائل ستينات القرن العشرين في شرائط مصوّرة لشركة "مارفل كوميكس"، فابتُكرت أول لعبة فيديو منه مُتاحة عبر وحدة تحكم خلال ثمانينات القرن العشرين، لكنها لم تحقق نجاحاً كبيراً.
إلا أنّ "سبايدر مان" عاود تحقيق رواج في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عقب النجاحات التي حظيت بها أفلام الأبطال الخارقين في شباك التذاكر، مما جعله يتصدّر سلسلة الألعاب التي ابتكرتها "إنسومنياك" عام 2018 لصالح شركة "سوني"، التي اشترت هذا الاستوديو في العام التالي.
وكان رهان "نينتندو" ناجحاً، إذ بيعت 33 مليون نسخة من اللعبة، بحسب آخر الأرقام المنشورة في مايو (أيار) 2022.
مقاربات مختلفة
على غرار ما تعتمدانه في أغلب الأحيان، اختارت شركتا "نينتندو" و"سوني" مقاربات مختلفة في لعبتيهما الجديدتين. ومع اقتراب بلوغ وحدة تحكم "سويتش" عامها السابع في الأسواق، اختارت "نينتندو" المراهنة على تكنولوجيا قديمة مع العودة إلى بدايات ماريو، وإصدار لعبة ثنائية الأبعاد هي الأولى لها منذ العام 2012.
وبإشراف تاكاشي تيزوكا، المشارك في ابتكار سلسلة الألعاب، عزز فريق التطوير أفكاره الإبداعية من خلال تخيّل أغراض مختلفة قادرة على تحويل المستويات.
وركّزت "سوني" ثقلها على لعبة "مارفلز سبايدر مان 2" التي كلّف ابتكارها مبالغ طائلة، وهذه اللعبة المُنتظرة كإحدى أهم الألعاب المطروحة لهذه السنة على "بلاي ستيشن 5"، يُفترض أن تدفع وحدة التحكم إلى أحدث حدودها التكنولوجية.
وبما أنّ لعبة "سبايدر-مان 1" عززت مبيعات "بلاي ستايشن 4"، تعوّل "سوني" بشكل كبير على لعبتها الجديدة لدعم مبيعات "بلاي ستايشن 5"، على ما يشير هيديكي ياسودا من شركة "تويو سكيوريتيز".
لكنّ المحلل يلفت في حديث إلى وكالة فرانس برس، إلى أنّ الطلبات المسبقة في اليابان على "ماريو ووندر" "ضعيفة نسبياً". ومن جهة ثانية، يميل ممارسو اللعبة خارج اليابان إلى "تفضيل لعبة ماريو بصيغة ثلاثية الأبعاد، وسيكون من الصعب على نينتندو تالياً جذب المستخدمين كما حصل مع لعبة زيلدا"، بحسب ياسودا.
دور للأفلام
وعن الجمهور المُستهدف باللعبة الجديدة، يقول ياسودا "إن نينتندو أظهرت وضوحاً في هذا الخصوص، فهي تتوجّه إلى مَن تراوح أعمارهم بين 5 و95 عاماً، وليس هدفها هذه المرة مختلفاً عن السابق"، بينما تستهدف لعبة "سبايدر مان" بصورة محبّي ألعاب الحركة.
اما النقطة المشتركة في اللعبتين، فهي أنّ البطلين يحصلان على دعم ومرافقة جيدتين.
ويمكن للمستخدمين أن يلعبوا "سبايدر مان" بالشخصية الأصلية بيتر باركر، أو بشخصية المراهق الأمريكي من أصل إسباني أفريقي مايلز موراليس الذي ظهر في الشرائط المصوّرة عام 2011، وفي عمل سينمائي بعد سبع سنوات.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
قدامى اللاعبين… نجوم الأمس وصُنّاع جيل الغد
#قدامى_اللاعبين… #نجوم_الأمس وصُنّاع جيل الغد
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
في كل محافظة من محافظات الوطن كنوز بشرية مذهلة، لا تُقاس بما أنجزته من أهداف أو بطولات فحسب، بل بما اختزنته من قيم وانضباط وإصرار وذكريات صنعت وجدان الملاعب. فهولاء اللاعبون القدامى الذين غادروا الأضواء لم يغادروا الروح، وما زال في صدورهم شغفٌ قادر على إشعال طاقة الشباب وصناعة وعي جديد. هؤلاء ليسوا صفحات في كتاب التاريخ، بل رصيد اجتماعي حيّ ينبغي أن نستثمره لا في الحنين للماضي، بل في بناء إنسان المستقبل.
فالرياضة ليست لعبةً أو منافسة فقط، بل مدرسة تُعلّم الشباب معنى الالتزام، وقيمة التعاون، وجمال روح الفريق، وقدرة الإنسان على تجاوز الألم والانتصار على النفس قبل خصمه. فاللاعب القديم هو الشاهد الذي يعرف كيف يتحول الحلم إلى إنجاز، وكيف تصبح الخسارة درساً يربّي الإرادة لا يكسِرها. وحين يقف أمام الناشئة، فهو لا يقدّم تمرين ركض أو مهارة تسديد، بل يمنحهم درساً في الحياة، ومعنى أن يعيش الإنسان بهمة وكرامة.
مقالات ذات صلةوبعد البحث والاستقصاء فإن الآلية المثلى لتوظيف هذه الخبرات تبدأ بدمجهم رسمياً في البنية الوطنية ذات العلاقة بالشباب. فوزارة الشباب ووزارة التربية والتعليم قادرتان على تصميم برنامج وطني شامل يُطلق عليه مثلاً «سفراء صناعة الإنسان»، يضم لاعبين محترفين سابقين من مختلف المحافظات، يمنحهم الدور في الإرشاد، والتدريب، وقيادة ورش العمل، وتنظيم المبادرات المدرسية والشبابية، واحتضان الفِرق الناشئة في المدارس والمراكز.
هؤلاء السفراء يمكن أن يتحوّلوا إلى منارات تربوية داخل المدارس والنوادي الرياضية والمراكز الشبابية، يوجّهون السلوك، ويرفعون مستوى الوعي، ويُنمّون مهارات الحياة المرتبطة بالقيادة، والتعاون، والانضباط، وإدارة الضغوط، والقدرة على اتخاذ القرار. إنهم قادرون على أن يكونوا قدوة تمشي على الأرض، تزرع في الشباب ثقافة الإنجاز بدلاً من ثقافة التذمر، وثقافة المحاولة بدلاً من ثقافة لوم الآخرين او ثقافة الفشل ، وتُعيد تعريف معنى الروح الرياضية بأن تكون نهجاً للحياة لا مجرد سلوك في الملعب.
وعلينا ان لا ننسى بأن هذا الدور لا يمكن أن يكتمل دون البلديات ووزارة الإدارة المحلية. فالبلديات تمتلك البنية المجتمعية والمساحات الرياضية العامة، وهي الحلقة الأقرب للناس. ويمكنها أن تكون الشريك العملي الأهم في ترسيخ مبادرات التدريب الرياضي والتوعية الشبابية داخل الأحياء والقرى. كما تستطيع البلديات أن تُجهّز ملاعب صغيرة، وساحات متعددة الاستخدامات، وقاعات مجتمعية، ونوادٍ محلية، وتعمل على جعلها في متناول اصحاب المبادرات من اللاعبين القدامى ضمن برنامج «سفراء صناعة الإنسان». كما يمكن للبلديات أن تنظّم مهرجانات، ومسابقات رياضية، وأيام توعوية، ومعسكرات صيفية يقودها الرياضيون القدامى، فتتحول المساحات العامة إلى مختبرات تدريب اجتماعي وتربوي وليست مجرد أماكن للركض واللعب.
أما وزارة الإدارة المحلية، فهي الجهة القادرة على تحويل البلديات من إدارة خدمات إلى إدارة تنمية مجتمعية، ودمج الرياضة وتنمية الإنسان ضمن خططها السنوية وبرامجها التمويلية، وإشراك اللاعبين القدامى كمكوّن ثقافي وتربوي يخدم المجتمع المحلي. الوزارة تستطيع أن تضع تعليمات واضحة لتمكين البلديات من دعم المبادرات الرياضية الشبابية، وتوفير حوافز مالية أو لوجستية للمشاريع التي يقودها اللاعبون القدامى في التدريب، الإرشاد، والأنشطة المجتمعية.
الأندية الرياضية أيضاً مطالَبة بأن تفتح أبوابها أمام لاعبيها القدامى، ليس بمنصب شرفي فقط، بل كصانعي ثقافة داخل فرق الفئات العمرية، ومستشارين في رؤى التدريب، ومُلهمين لإدارة النزاعات داخل الفرق، وداعمين للصحة النفسية للشباب. إن اللاعب القديم يشبه شجرة عتيقة جذورها عميقة في الأرض، قادرة على أن تظلّل برعايتها الطاقات الناشئة حتى تقوى وتزدهر.
وإذا تكاملت هذه الأدوار — وزارتي الشباب والتربية، الأندية الرياضية، البلديات ووزارة الإدارة المحلية — فإن الرياضة تتحوّل من نشاط ترفيهي إلى منصة لبناء الإنسان، وصناعة مواطنة مسؤولة، وتعزيز قيم الانتماء والمثابرة واحترام الجهد. وعلى الجميع ان يدرك بأن الشباب لا يحتاجون إلى ملاعب فقط، بل إلى نماذج بشرية عاشوا معها لحظات النصر والانكسار، وفهموا من خلالها أن قيمة الإنسان لا تُختصر بنتيجة مباراة، بل بالأثر الذي يتركه في مجتمعه.
ورسالتي للاعبين والمسؤولين على السواء بأننا عندما نستعيد تجربة القدامى ونحييها في جسد المؤسسات، تصبح الرياضة رسالة لا لعبة، ورشداً لا ترفيهاً، وبناءً للوعي لا مجرد تسلية. وحين تتلاقى الخبرات مع الحماس، يصبح الوطن أكبر من ملعب، ويصبح الشباب أكبر من لاعب… يصبحون إنساناً يعرف طريقه، ويحمل داخله روح الفريق، وثقة بأن المستقبل يمكن أن يبدأ بخطوة واحدة، لكنها خطوة بالإتجاه الصحيح يقودها قدوة حقيقية صنعت مجدا وتبدع لتصنع جيلا منتميا.