إن أي توغل بري إسرائيلي داخل غزة سيتعين عليه في نهاية المطاف التعامل مع ما يسميه الجيش الإسرائيلي بـ"مترو غزة"، وهي شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة.

يشكل تطهير شبكة الأنفاق هذه مشكلة تكتيكية خاصة بالنسبة للقوات الإسرائيلية، وبقدر ما نسمع عنها إلا أنه لا يوجد في الواقع الكثير من الصور أو روايات شهود العيان للشبكة.

وبشكل عام، يبدو أن العديد منها قد تم حفرها يدويًا وهي صغيرة نسبيًا. كما تم تعزيزها بالخرسانة بحيث لا يمكن أن تنهار بسهولة.

Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images

 

ما هو حجم شبكة الأنفاق؟

يبلغ حجم غزة قرابة 40 كيلومترًا في 9 كيلومترات فقط، ومع ذلك، تشير الدلائل من بعض الخبراء إلى أنه قد يكون هناك أكثر من 500 كيلومتر من الأنفاق بالأسفل.

ما عمق شبكة الأنفاق؟

عمقها مجهول، فقد تكون بضعة أمتار، وقد تكون أكثر بكثير، ويبدو العديد منها مكتظًا إلى حد ما.

Credit: MAHMUD HAMS/AFP via Getty Images

ما الاستخدامات المحتملة لشبكة الأنفاق؟

تستخدم شبكة الأنفاق لإخفاء مراكز القيادة ومخابئ الأسلحة والأسلحة وربما حتى الرهائن.

قد تكون أيضًا للتحركات السرية لشخصيات رئيسية في حماس، حيث يمكن أن يكونوا في جزء من المنطقة قبل أن ينتقلوا إلى جزء آخر منها  دون أن يتم اكتشافهم. يعود ذلك إلى عدم تمكن الأقمار الصناعية أو الأشخاص الذين يحاولون البحث بطائرات الدرون من التجسس عليهم.

يمكن لشبكة الأنفاق أيضًا أن توفر ملاذًا آمنًا نسبيًا، فالكثير من الأسلحة التقليدية لا يمكنها اختراقها بسهولة. وقد يتعين عليك في الواقع إحضار قنابل أكبر حجمًا تخترق الغرف المحصنة تحت الأرض إذا كان شخص ما يريد حقًا اختراق كل التحصينات واليابسة.

كل هذا يجعل شبكة الأنفاق محل تركيز، ليس لحماس فقط، وإنما للإسرائيليين أيضًا.

نشر الخميس، 19 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

فرصة قد تكون الأخيرة

وأخيرا وضعت حرب الإبادة والتجويع في غزة أوزارها بعد عامين كاملين لم تترك فيه عصابات نتنياهو وبن غفير وسموترتش الإرهابية جريمة حرب إلا واقترفتها، ولا جريمة ضد الإنسانية إلا قامت بها، أمام عالم يعاني من صمم وبلادة وفطرة منتكسة.

منذ أن أعلن راعي الإرهاب والتوحش في العالم دونالد ترامب عن وقف أبشع حروب العصر الحديث في غزة، لم تتوقف مشاهد الفرحة بين أهالي غزة، التي اكتظت بها شاشات التلفزيون خلال الأيام القليلة الماضية؛ تغمرهم السعادة وتتدفق من أعينهم نظرات الحنين إلى منازلهم رغم أنها تحولت إلى أكوام من التراب بفعل اليد الإجرامية للإرهاب الصهيوني.

ظهرت على شاشات التلفاز، بين أنقاض الديار وصور الدمار، هياكل إنسانية أنهكتها حرب التجويع الإجرامية؛ لكنها لم تستطع أن تغتال في تلك النفوس حب الوطن والانتماء والتشبث بالأمل، رغم اغتيال كافة أشكال الحياة. تلك المشاهد بحد ذاتها تمثل إعلانا حقيقيا بانتصار الشعب الفلسطيني في غزة على عدو يحمل نفسية إجرامية وقلوبا قاسية، وفطرة أشد فتكا من فطرة الحيوانات المفترسة.

بالتأكيد ستبقى آثار تلك الحرب محفورة في أذهان من تجرعوا قسوتها وتحملوا أثمانا لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها؛ آثار لا تقوى عليها محاولات التأهيل النفسي المعمول بها أو خطط المعالجة المتعارف عليها بين الأطباء النفسيين. فالدمار الذي تخلفه مثل هذه الحروب العدوانية في النفس البشرية أعظم من الدمار الذي يلحق بالصروح المبنية مهما بلغ حجمها، فما أكثر خطط إعادة الإعمار التي تخفي معالم الدمار وتعيد للحياة ما تهدم من ديار.

إن انتهاء الحرب قد يغلق على ضحاياها حلقات الرعب ويفتح لهم بابا تتنفس من خلاله نفوسهم وتلتقط أنفاسها، وقضاء الوقت بلا قصف أو تفجيرات، ولكنّه أيضا سيفتح أبواب الوصول إلى الحقيقة الكاملة لحجم الجريمة والوقوف على الصورة الكاملة لما خلفته يد الإرهاب الصهيوني الآثمة في غزة. الآن تستطيع الأطقم الصحفية -أو بالأحرى من تبقى من الصحفيين بعد أن كانوا هدفا لتلك العصابات وحصدت منهم العشرات- التجول بين الركام وتوثيق أدق مما كان أثناء الحرب، وأظن أن ما سيُكشف أخطر بكثير مما شاهدناه على مدار عامين من الإبادة.

هذه الحرب لم تنته بمشهد صنعته حالة أخلاقية أو حاجة إنسانية، بل بمعادلة سياسية صنعها حامي تلك العصابات. ولست مع الخوض في تفاصيل مستنقع السياسة، لكنّي كإنسان قبل أن أكون مصريا أو عربيا أو حقوقيا؛ أجد أنه واجب على كل صاحب جهد وعزم موهوب للقضية الفلسطينية العادلة أن يستمر في بذل هذا الجهد بوعي متزايد؛ حتى يعود الحق إلى أصحابه ويُعاقب كل مجرمي الحرب، وتستمر حالة العزلة المفروضة على هذه الفئة الضالة والمنبوذة.

علينا أن نضع نصب أعيننا حالة التعري الكامل لهذا الكيان أمام الشعوب الغربية، واكتشافها أخيرا حقيقة هذا المجتمع وما يحكمه من سلوك حيواني ورفض لقيم الإنسانية، وتوحش عصاباته المسماة جيشا وأجهزة أمنية. هذه الصورة ساهمت في خلق حالة دعم غير مسبوقة للشعب الفلسطيني في البلدان الغربية. إن تكريس هذه الصورة وتعميق حالة التعاطف الغربي في حد ذاتها هدف مهم جدا لحسم الصراع واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.

أعتقد أننا أمام فرصة تاريخية لا يجب أن نفرط فيها؛ بترك الساحة خالية لإعادة فرض السردية الصهيونية أو اختطاف عقول وقلوب المجتمعات الغربية عبر تقديم الجاني كضحية والضحية مجرما. لذا علينا أن نستمر-كلٌ فيما يختص به ويجيده إعلاميا- في نشر الحقيقة والكشف عما أخفته آلة الحرب تحت القصف والتدمير. أما أهل القانون وحقوق الإنسان، فعليهم أن يواصلوا ملاحقة الجناة وفضح جرائمهم في كل المحافل الدولية.

علينا أن نولي اهتماما بالفعاليات التي تخاطب شعوبا أصبحت الآن مستعدة لسماعنا، بعد أن أزيلت من على أعينها غمامات الغدر والتدليس وتخلصت من جزء كبير من قيود ناعمة فرضتها أنظمة بلادها الساقطة أخلاقيا، والتي لم تتورّع يوما في دعم تلك العصابات وغسل يدها من دماء الأبرياء. هذه أنظمة لم تجد لنفسها مخرجا أمام شعوبها إلا التراجع -ولو على استحياء- عن الدعم المطلق لمجرمي الحرب في فلسطين.

قد يكون الدعم الحالي غير كافٍ لتحقيق ضغط حقيقي يدفع تلك الأنظمة إلى مواقف صارمة وفعالة ضد العصابات، لكن مع تكريس حالة التعاطف والدعم سينتج مستقبلا مواقف أشد حدة، وربما يصل الأمر إلى أن يبقى الكيان وحيدا بدون دعم غربي، أو ينتقل إلى مربع المواجهة مع هذا الدعم، حينها سيُختتم الفصل الأخير في قصتهم الإجرامية وتعود كل غريب إلى حيث أتى.

مقالات مشابهة

  • رئيس الهلال الأحمر: لدينا خطة لإدارة الأزمة في غزة بجميع السيناريوهات المحتملة
  • فرصة قد تكون الأخيرة
  • حسام المندوه: «الزمالك بدون أرض أكتوبر لا يمكن أن يستقر»
  • خطوات استخراج اشتراكات مترو الأنفاق للطلبة 2025 والأوراق المطلوبة
  • جوجل توسع مميزات يوتيوب بريميوم.. تجربة صوت وصورة أسرع وأوضح على كل الأجهزة
  • مش للطلبة والموظفين بس.. الأوراق المطلوبة لاستخراج اشتراك المترو
  • طريقة استخراج اشتراكات مترو الأنفاق للطلبة 2025 والأوراق المطلوبة
  • أبرز فوائد فاكهة البوملي..قد يبلغ وزن الواحدة منها 11 كيوغرامًا
  • الأحوال المدنية توضح مميزات الإصدار الجديد من شهادتي الميلاد والوفاة
  • النقل : الخط الملاحي " الرورو " يوفر مميزات عديدة لنقل الحاصلات الزراعية والخضروات إلى أوروبا