وأخيرا وضعت حرب الإبادة والتجويع في غزة أوزارها بعد عامين كاملين لم تترك فيه عصابات نتنياهو وبن غفير وسموترتش الإرهابية جريمة حرب إلا واقترفتها، ولا جريمة ضد الإنسانية إلا قامت بها، أمام عالم يعاني من صمم وبلادة وفطرة منتكسة.
منذ أن أعلن راعي الإرهاب والتوحش في العالم دونالد ترامب عن وقف أبشع حروب العصر الحديث في غزة، لم تتوقف مشاهد الفرحة بين أهالي غزة، التي اكتظت بها شاشات التلفزيون خلال الأيام القليلة الماضية؛ تغمرهم السعادة وتتدفق من أعينهم نظرات الحنين إلى منازلهم رغم أنها تحولت إلى أكوام من التراب بفعل اليد الإجرامية للإرهاب الصهيوني.
ظهرت على شاشات التلفاز، بين أنقاض الديار وصور الدمار، هياكل إنسانية أنهكتها حرب التجويع الإجرامية؛ لكنها لم تستطع أن تغتال في تلك النفوس حب الوطن والانتماء والتشبث بالأمل، رغم اغتيال كافة أشكال الحياة. تلك المشاهد بحد ذاتها تمثل إعلانا حقيقيا بانتصار الشعب الفلسطيني في غزة على عدو يحمل نفسية إجرامية وقلوبا قاسية، وفطرة أشد فتكا من فطرة الحيوانات المفترسة.
بالتأكيد ستبقى آثار تلك الحرب محفورة في أذهان من تجرعوا قسوتها وتحملوا أثمانا لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها؛ آثار لا تقوى عليها محاولات التأهيل النفسي المعمول بها أو خطط المعالجة المتعارف عليها بين الأطباء النفسيين. فالدمار الذي تخلفه مثل هذه الحروب العدوانية في النفس البشرية أعظم من الدمار الذي يلحق بالصروح المبنية مهما بلغ حجمها، فما أكثر خطط إعادة الإعمار التي تخفي معالم الدمار وتعيد للحياة ما تهدم من ديار.
إن انتهاء الحرب قد يغلق على ضحاياها حلقات الرعب ويفتح لهم بابا تتنفس من خلاله نفوسهم وتلتقط أنفاسها، وقضاء الوقت بلا قصف أو تفجيرات، ولكنّه أيضا سيفتح أبواب الوصول إلى الحقيقة الكاملة لحجم الجريمة والوقوف على الصورة الكاملة لما خلفته يد الإرهاب الصهيوني الآثمة في غزة. الآن تستطيع الأطقم الصحفية -أو بالأحرى من تبقى من الصحفيين بعد أن كانوا هدفا لتلك العصابات وحصدت منهم العشرات- التجول بين الركام وتوثيق أدق مما كان أثناء الحرب، وأظن أن ما سيُكشف أخطر بكثير مما شاهدناه على مدار عامين من الإبادة.
هذه الحرب لم تنته بمشهد صنعته حالة أخلاقية أو حاجة إنسانية، بل بمعادلة سياسية صنعها حامي تلك العصابات. ولست مع الخوض في تفاصيل مستنقع السياسة، لكنّي كإنسان قبل أن أكون مصريا أو عربيا أو حقوقيا؛ أجد أنه واجب على كل صاحب جهد وعزم موهوب للقضية الفلسطينية العادلة أن يستمر في بذل هذا الجهد بوعي متزايد؛ حتى يعود الحق إلى أصحابه ويُعاقب كل مجرمي الحرب، وتستمر حالة العزلة المفروضة على هذه الفئة الضالة والمنبوذة.
علينا أن نضع نصب أعيننا حالة التعري الكامل لهذا الكيان أمام الشعوب الغربية، واكتشافها أخيرا حقيقة هذا المجتمع وما يحكمه من سلوك حيواني ورفض لقيم الإنسانية، وتوحش عصاباته المسماة جيشا وأجهزة أمنية. هذه الصورة ساهمت في خلق حالة دعم غير مسبوقة للشعب الفلسطيني في البلدان الغربية. إن تكريس هذه الصورة وتعميق حالة التعاطف الغربي في حد ذاتها هدف مهم جدا لحسم الصراع واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.
أعتقد أننا أمام فرصة تاريخية لا يجب أن نفرط فيها؛ بترك الساحة خالية لإعادة فرض السردية الصهيونية أو اختطاف عقول وقلوب المجتمعات الغربية عبر تقديم الجاني كضحية والضحية مجرما. لذا علينا أن نستمر-كلٌ فيما يختص به ويجيده إعلاميا- في نشر الحقيقة والكشف عما أخفته آلة الحرب تحت القصف والتدمير. أما أهل القانون وحقوق الإنسان، فعليهم أن يواصلوا ملاحقة الجناة وفضح جرائمهم في كل المحافل الدولية.
علينا أن نولي اهتماما بالفعاليات التي تخاطب شعوبا أصبحت الآن مستعدة لسماعنا، بعد أن أزيلت من على أعينها غمامات الغدر والتدليس وتخلصت من جزء كبير من قيود ناعمة فرضتها أنظمة بلادها الساقطة أخلاقيا، والتي لم تتورّع يوما في دعم تلك العصابات وغسل يدها من دماء الأبرياء. هذه أنظمة لم تجد لنفسها مخرجا أمام شعوبها إلا التراجع -ولو على استحياء- عن الدعم المطلق لمجرمي الحرب في فلسطين.
قد يكون الدعم الحالي غير كافٍ لتحقيق ضغط حقيقي يدفع تلك الأنظمة إلى مواقف صارمة وفعالة ضد العصابات، لكن مع تكريس حالة التعاطف والدعم سينتج مستقبلا مواقف أشد حدة، وربما يصل الأمر إلى أن يبقى الكيان وحيدا بدون دعم غربي، أو ينتقل إلى مربع المواجهة مع هذا الدعم، حينها سيُختتم الفصل الأخير في قصتهم الإجرامية وتعود كل غريب إلى حيث أتى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء حرب الدمار الفلسطيني فلسطين دمار حرب عزة قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025.. اعرف قبضك كام بعد الزيادة الأخيرة
يترقب العاملون في القطاع العام وموظفو القطاع الخاص موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025، لذلك تكثر عمليات البحث حول موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025 بعد الزيادة الأخيرة.
مرتبات شهر نوفمبر 2025وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص مرتبات شهر نوفمبر 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
موعد مرتبات شهر نوفمبر 2025أوضحت وزارة المالية موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025، على أن يبدأ الصرف اعتبارًا من يوم الاثنين الموافق 24 نوفمبر، وذلك لجميع العاملين في الوزارات والهيئات الحكومية والجهات التابعة لها.
وسوف يستمر الصرف على مدار خمسة أيام متتالية، حتى يوم 28 نوفمبر، من خلال ماكينات الصراف الآلي (ATM) المتاحة في جميع المحافظات، وفقًا للمنظومة المالية الإلكترونية المعتمدة.
أماكن صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025يمكن للمواطنين صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025 من الأماكن الآتية:
- ماكينات الصرف الآلي «ATM».
- فروع البريد المصري المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية.
زيادة المرتبات في 2025وأعلنت رسميًا عن زيادة مرتبات عام 2025، بدءًا من يوليو الماضي، حيث تم رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه شهريًا.
كما أوضح الدكتور شريف خيري، رئيس قطاع الحسابات والمديريات المالية، أن الزيادة الشهرية في الرواتب تتراوح بين 1100 إلى 1600 جنيه حسب الدرجة الوظيفية لكل موظف.
قيمة مرتبات شهر نوفمبر 2025- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الممتازة، تتراوح من 12.200 لـ 13.800 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة العالية أو ما يعادلها، تتراوح من 10.200 لـ 11.800 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ درجة مدير عام أو ما يُعادلها، تتراوح من 8700 لـ 10.300 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الأولى أو ما يُعادلها، تتراوح من 8200 لـ 9.800 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الثانية، تتراوح من 7200 لـ 8.500 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الثالثة «التخصصية»، تتراوح من 6.700 لـ 8000 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الرابعة، تتراوح من 6.200 لـ 7300 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة الخامسة الخدمات المعاونة، تتراوح من 6 آلاف لـ 7100 جنيه.
- مرتبات شهر نوفمبر 2025 لـ الدرجة السادسة الخدمات المعاونة، تتراوح من 6 آلاف لـ 7100 جنيه.
اقرأ أيضاًيستمر لمدة 4 أيام.. موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025
ما هو موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025 للعاملين في القطاع الإداري؟
موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025 للعاملين بالجهاز الإداري للدولة