بمشاركة دول عربية.. كيف تستعد مجموعة بريكس لاستبدال الدولار الأمريكي بعملة جديدة؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
مع ظهور مجموعة بريكس ككتلة تجارية رئيسية مع توسعها في ست دول أخرى، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية، منذ الاجتماع الأخير لجنوب إفريقيا، فإن السؤال الذي يزعج العديد من التجار في الولايات المتحدة هو، ما إذا كان سينتهي عصر الدولار الأمريكي خاصة في مجال النفط.
في حين لا توجد عملة مثل “البترودولار”، فإن الدولار الأمريكي هو الوسيلة التي تجري فيها معظم التجارة العالمية بين الدول في جميع أنحاء العالم.
يشتري العالم النفط من الشرق الأوسط بـ الدولار الأمريكي وهذه هي الطريقة التي تمسك بها كلمة البترودولار لأرباح الدول العربية من بيع النفط الخام والبول (البترول والزيوت ومواد التشحيم).
كان مفهوم البترودولار عنصرا مركزيا في الاقتصاد العالمي والجغرافيا السياسية لعقود، ويشير إلى ممارسة تداول النفط بـ الدولار الأمريكي، مما وفر للولايات المتحدة مزايا اقتصادية وسياسية كبيرة. ومع ذلك ، في السنوات الأخيرة، كانت هناك تكهنات حول تراجع البترودولار وظهور بدائل جديدة، كما يقول المحللون الماليون الأمريكيون.
نهاية هيمنة الدولار الأمريكييجادل بعض المستثمرين والمحللين الماليين بأن هيمنة “البترودولار” تتضاءل، حيث أدى صعود مصادر الطاقة المتجددة والديناميكيات المتغيرة في سوق النفط العالمية إلى تقليل الاعتماد على النفط ، وبالتالي على الدولار الأمريكي.
منظور بريكس: لعبت مجموعة بريكس دورا في تحدي الدولار الأمريكي، لقد ناقشوا العملات البديلة لتداول النفط ، والتي يمكن أن تقوض وضع الدولار كعملة احتياطية أساسية.
ماذا تريد مجموعة بريكس؟التحول الجيوسياسي: تهدف مجموعة بريكس إلى إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي، ومن خلال إضافة أعضاء جدد، مثل دول الخليج، يظهرون التزاما بتوسيع نفوذهم إلى ما وراء مجموعتهم الأصلية ويريدون تحدي هيمنة الدولار الأمريكي “البترودولار”.
وقال محللون إن إدراج دول غنية بالنفط مثل السعودية وإيران في مجموعة بريكس يمكن أن يكون خطوة استراتيجية لتحدي نظام “البترودولار”، الذي كان يركز تقليديا على الولايات المتحدة.
تسعى دول مجموعة بريكس التي تهيمن عليها الهند والصين إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة والتنمية فيما بينها وتقليل الاعتماد على المؤسسات المالية التي يهيمن عليها الغرب.
التنافس الجيوسياسي: تمثل مجموعة بريكس تحديا حقيقيا للهيمنة الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، ويشير توسعها وطموحاتها إلى تحول تكتوني في ميزان القوى العالمي.
وتلعب مجموعة بريكس، بنفوذها وطموحاتها المتزايدة، دورا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والجيوسياسي العالمي.
ومع استمرار تطور هذه الديناميكيات، من الأهمية بمكان مراقبة كيفية تأثيرها على الأنظمة المالية وهياكل السلطة في العالم، كما يقول المحللون الماليون في وول ستريت.
وداخل وول ستريت، وهي مجلة إعلامية ومرسلة أخبار تحلل اتجاهات التداول العالمية وتحركات العملات، تقول إن النفط يتم شراؤه الآن بعملة غير الدولار الأمريكي.
والآن، تستخدم روسيا اليوان الصيني لتسوية 25٪ من تجارتها مع بقية العالم.
تأثير العلاقة بين أوبك والبترودولارلا توجد عملة حقيقية هي البترودولار، حيث استحوذ مصطلح "البترودولار" على الاهتمام الدولي في أزمة النفط عام 1970، عندما كانت هناك خطوط غاز وارتفاعات تاريخية في الأسعار.
وكان ذلك بعد أن أنشأت إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في عام 1960.
كان هدفهم توحيد السياسات النفطية للدول الأعضاء على أساس التفكير بأن هناك قوة في الانضمام معا. يمكنك أن ترى هذا التأثير اليوم، ويظهر حصة أوبك من احتياطيات النفط الخام العالمية.
بريكس تبتعد عن الدولار بعملة جديدةوتعقد دول مجموعة بريكس صفقات لشراء نفط بـ اليوان الصيني الآن.
وتم ضم دول جديدة في الشرق الأوسط إلي المجموعة ويستمر التوسع على أمل أن تظهر كتكتل تجاري رئيسي يمكنه توجيه وإنشاء نظام اقتصادي جديد في التجارة العالمية بدلا من اليورو والدولار الأمريكي.
وأصبحت بريكس الآن بريكس+ بفضل ستة أعضاء جدد، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهذا يعني أن مجموعة بريكس+ ستشمل أكبر موردي النفط في العالم، المملكة العربية السعودية وروسيا.
وهذا العام، بدأت الصين في استخدام اليوان لمعظم وارداتها من الطاقة من روسيا.
وبدأت أكبر مصفاة في الهند، وهي شركة النفط الهندية، ومصافي تكرير أخرى هناك في دفع اليوان مقابل بعض وارداتها النفطية الروسية أيضا.
كما طلبت الصين من الموردين في الشرق الأوسط قبول اليوان بدلا من الدولار الأمريكي في تجارة النفط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجموعة بريكس بريكس الدولار الدولار الأمريكى العربیة السعودیة الدولار الأمریکی مجموعة بریکس
إقرأ أيضاً:
اتفاق أمريكي أوروبي يعيد الثقة للأسواق العالمية.. كيف تفاعل النفط والذهب والعملات؟
سادت الأسواق العالمية حالة من الارتياح الحذر مطلع الأسبوع، مع تسجيل تحركات محدودة في أسعار السلع والعملات، مدفوعة بإعلان اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في خطوة اعتُبرت بمثابة تهدئة للتوترات التجارية العابرة للأطلسي، والتي كانت تُهدد بتصعيد حرب تجارية واسعة النطاق، اونعكس التحرك الإيجابي في المشهد التجاري بشكل مباشر على الأسواق، حيث ارتفعت أسعار النفط بدعم من آفاق الطلب العالمي، وسجّل الذهب مكاسب طفيفة مع تراجع الدولار، بينما صعد اليورو مقابل سلة من العملات مع تحسن شهية المخاطرة وترقب السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.
النفط يرتفع مع تهدئة التوترات التجارية عقب اتفاق أمريكي أوروبي ودعم محتمل من الصين
سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الاثنين، بعد الإعلان عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما ساهم في تخفيف المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الخام.
وصعدت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي تسليم سبتمبر بنسبة 0.92% لتُتداول عند 65.76 دولاراً للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي للشهر نفسه بنسبة 0.91% لتسجل 69.06 دولاراً للبرميل.
الاتفاق التجاري، الذي تم التوصل إليه أمس الأحد خلال اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، شمل التزام بروكسل بشراء موارد طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار، إلى جانب استثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، كما أعلنت واشنطن أن الاتحاد الأوروبي سيشتري “كميات هائلة” من المعدات العسكرية الأمريكية ويفتح أسواقه أمام الصادرات الأمريكية دون رسوم جمركية.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في شركة “آي جي”، إن الاتفاق الأمريكي الأوروبي إلى جانب الأنباء عن تمديد محتمل لتجميد الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، يقدمان دعماً واضحاً للأسواق المالية العالمية وأسعار النفط.
ويأتي هذا في وقت تستعد فيه ستوكهولم لاستضافة اجتماع رفيع المستوى اليوم بين كبار المفاوضين من الولايات المتحدة والصين، بهدف تمديد الهدنة التجارية المعلنة، والتي تنتهي في 12 أغسطس المقبل، لتجنب فرض رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق.
الذهب يحقق مكاسب محدودة بدعم من تراجع الدولار واتفاق تجاري أمريكي-أوروبي يخفف التوترات
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الاثنين، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وهدوء نسبي في المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية، بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مؤقت خفف من التوترات بين الجانبين.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب (Comex) تسليم ديسمبر بنسبة 0.08% لتصل إلى 3395 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.06% لتسجل 3339.18 دولارًا للأونصة.
ويأتي هذا الأداء المحدود للذهب في ظل إعلان واشنطن وبروكسل، يوم الأحد، عن اتفاق تجاري إطاري يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، وهو ما يعادل نصف النسبة التي هددت بها الولايات المتحدة في وقت سابق، ما ساهم في تهدئة الأجواء التجارية بين الحليفين.
وصرّح غيغار تريفيدي، المحلل الكبير للسلع الأساسية في شركة “ريلاينس سيكيوريتيز”، بأن “الاتفاق خفف التوترات التجارية عبر الأطلسي، مما وضع ضغوطًا على الذهب”، مشيرًا إلى أن “تراجع مؤشر الدولار قدم بعض الدعم للمعدن النفيس”.
ورغم المكاسب الطفيفة، يظل الذهب يتحرك ضمن نطاق ضيق مع تقييم الأسواق لاحتمالات استقرار التجارة العالمية، في ظل تصاعد الحذر بشأن مدى استدامة التفاهمات التجارية بين واشنطن وشركائها.
ارتفاع اليورو بعد إعلان اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسط ترقب لاجتماعات البنوك المركزية
سجل اليورو ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات صباح الاثنين، عقب الإعلان عن اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تجنب تصعيد حرب تجارية عالمية.
الاتفاق الجديد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي، أي نصف النسبة التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها بداية أغسطس.
وجاء الإعلان خلال لقاء جمع ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا، حيث أكد الاتفاق على تعزيز التعاون التجاري بين الطرفين، في خطوة توازي اتفاقاً مماثلاً جرى مع اليابان الأسبوع الماضي.
ويعقد كبار المفاوضين الأميركيون والصينيون اجتماعاً في ستوكهولم الاثنين، بهدف تمديد الهدنة التجارية بين البلدين ومنع رفع الرسوم الجمركية.
في سياق متصل، يترقب المستثمرون نتائج أعمال الشركات واجتماعات البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان هذا الأسبوع، وسط توقعات باستقرار أسعار الفائدة.
وقال رودريجو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني، إن الاتفاق منح وضوحاً للسوق ما قد يدعم فرص الاستثمار عالمياً.
وارتفع اليورو إلى 1.1763 دولار بنسبة 0.2%، كما سجل ارتفاعاً إلى 173.78 ين، في حين بقي الدولار مستقراً عند 147.68 ين، وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%.
ويواصل الدولار الأسترالي والجنيه الإسترليني تقلباتهما، في حين يستعد المستثمرون لبيانات اقتصادية ومؤتمرات نقدية قد تحدد اتجاهات السوق في الفترة المقبلة.
الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يشمل استثمارات بقيمة تقارب 600 مليار دولار، وتعهدات بزيادة مشتريات معدات الطاقة والدفاع الأميركية، مع استمرار النقاشات حول الرسوم الجمركية المرتفعة التي لا تزال مثار جدل داخل أوروبا.
وتُعد هذه الخطوة جزءاً من سلسلة جهود دولية لتهدئة التوترات التجارية بين أكبر الاقتصاديات العالمية، مع ترقب كبير لنتائج المحادثات المقبلة بين واشنطن وبكين قبل الموعد النهائي في 12 أغسطس.