يُحكم على الإنسان قبل حتى أن يُصبح علَقَة، وتُصنع له الأصفاد مُسبقًا بشكلٍ قابل للتمدد، حتى تتمددّ مع هذا الإنسان من يومِه الأول حتى الأخير، بل حتى يُدفَن وهو متزيّن بها!
فما هو ممنوع للاقتراب أكثر بكثيرٍ مِمّا هو مسموح، وما هو محظور للتجربة أضعاف ما هو مفسوح، ليكون بذلك طريق الإنسان معبَّدا وجاهزا لتكرار نسخة أخرى من حياة مليارات البشر.
أحدهم فقد عقله يومًا، وقرر أن يحيد عن ذاك الطريق المُعبّد سَلَفًا، فسلك طريقًا آخر وأنتج للبشر ما لا يمكنهم العيش من دونه، حتى جنّ جنون "العقلاء"، فكيف لفاقدِ عقل كهذا أن يصنع أثرا كبيرا؟، الأكيد أنها صدفة لا يمكن تكرارها!
ألهَم هذا المجنون صاحب الصدفة قليلا من العقلاء، ليتخلّوا أيضًا عن عقولهم ويعكسوا الطريق المعبّد، وينتجوا مالا يمكن للحياة أن تستمر دونه اليوم، رغم تخلّيهم عن منهج "العقلاء" ومع ذلك كانت الذريعة الوحيدة لنجاحهم هو "الصدفة"!
كان هؤلاء المجانين لحظة معاكستهم للطريق مَحَط سخط وازدراء من الآخرين، حتى أتَت اللحظة الحاسمة التي بدّلت ذاك السخط بحفاوة وإجلال، إلا أن هذه اللحظة غالبًا ما تأتِ والمجنون في نومة أبدية!
لِم هذا التأخير؟ يبدو أن كبرياء "العقلاء" يمنعهم إنصاف "المجانين" في لحظات نشاطهم، فيتأجل الإنصاف حتى تطول غفوة المجنون، ولا تصبح له مساحة للتشفّي!
وإذا ما سُئِل أحد المجانين عن المقادير السحرية للجنون، سيردّ قائلا: ليست مقادير سرّية، كل ما عليك هو التحرُّر من الأغلال، تلك التي ستكتشف بمجرد تحريرها أنها ليست سوى أغلال من ورَق!
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: د علي السويد
إقرأ أيضاً:
النقل تمهد الطريق للتاكسي ذاتي القيادة في الرياض
الرياض
كشفت وكيلة تمكين النقل في الهيئة العامة للنقل، الدكتورة أميمة بامسق، عن توجه الهيئة نحو إطلاق مشروع التاكسي ذاتي القيادة في العاصمة الرياض.
جاء إعلان الدكتورة بامسق خلال مشاركتها في مؤتمر الذكاء الاصطناعي، ضمن جهود المملكة لتبني أحدث التقنيات في قطاع النقل.
وأكدت بامسق أن المشروع يمثل نقلة نوعية نحو مستقبل يعتمد على الابتكار والاستدامة، ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة.
ويُرتقب أن يُحدث المشروع تحولاً ملموسًا في قطاع المواصلات، من خلال تقليل معدلات الازدحام، وتعزيز مستويات السلامة المرورية، إلى جانب توفير وسيلة نقل حديثة وفعالة تخدم سكان الرياض وزوارها.
ولفتت الهيئة إلى أن المشروع ليس الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، إذ سبق وأن نفذت تجارب تشغيل مركبات ذاتية القيادة خلال موسم الحج لنقل الطلبات داخل المشاعر المقدسة، بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية.
وتعكس هذه المبادرات توجه الهيئة نحو توسيع نطاق حلول النقل الذكي، وتهيئة البيئة المناسبة لاحتضان التقنيات الحديثة.
ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ التاكسي ذاتي القيادة قريبًا، مع التركيز في البداية على التجارب الميدانية لضمان جاهزية التقنية قبل تعميمها على نطاق واسع.