عربي21:
2025-10-19@13:48:40 GMT

الفاشر المنسية في أجندة الرباعية الدولية

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

بلغت هجمات الدعم السريع البرية على مدينة الفاشر 248 هجوما بحلول منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، فضلا عن القصف المدفعي وهجمات المسيّرات المستمرة على تجمعات المدنيين ومعسكرات النازحين والبنية التحتية للمدينة التي أصبحت بلا مستشفيات ولا مدارس؛ تمسي وتصبح على رائحة الموت، فمن لم يمت بالجوع يقتله رصاص الدعم السريع وسط الصمت الدولي المريب.



فمنذ عام ونصف تضرب قوات الدعم السريع حصارا كاملا على المدينة الصامدة التي أصبحت رقما صعبا في معادلة حرب السودان؛ سقوطها في يد التمرد يعني سيطرته على كامل إقليم دارفور (ما يعادل ثلث مساحة السودان) وامتلاكه لكرت المناورة بالانفصال وتأسيس دولة خطط الغرب لها، لتكون الثانية بعد جنوب السودان في مشروع تفكيك السودان إلى خمس دويلات صغيرة، بلا إرادة، وخاضعة لخطة إعادة الاستعمار بشكله الجديد، وإن لم تنفصل دارفور اتخذ منها الدعم السريع نقطة للهجوم على كردفان، وربما يفكر في العودة إلى أمدرمان في ظل تدفق الإمدادات العسكرية والبشرية من كل حدود السودان.

وأزمة الفاشر الإنسانية تحولت إلى كارثة، فالناس بلا طعام أو دواء، والأطفال يموتون ليل نهار، ويعيش الناس تحت الأرض ويموتون تحت الانقاض، فهي غزة أخرى ولكنها ليست ضمن أولويات ترامب ولا رباعيته الدولية.

ونقلا عن المتمسكين بالأرض داخل الفاشر، فإن قوات الدعم السريع أحاطت المدينة بالخنادق ومنعت الدخول والخروج الا لمنسوبيها فقط، وكل من يحاول إدخال شيء إلى المدينة فمصيره الموت.

وحتى عندما سمحت قوات التمرد للمواطنين بالخروج من المدينة اعتدت عليهم وسحبت دماءهم لصالح جرحاها في مستشفياتها الميدانية. ولا دواء داخل الفاشر، والمستشفيات توقفت، وتحولت إلى حاويات حديدية بعمق متر ونصف تحت الأرض تجنبا لقصف المدفعية والمسيّرات، وتستخدم الكوادر الطبية قماش "الناموسيات" لتضميد الجراح، ونفد عندهم حتى طعام الحيوان، فلماذا يتفرج العالم على مأساة الفاشر ويعجز عن فك حصارها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة بهذا الخصوص؟ ولماذا يصمت العالم بأثره عندما يقصف الدعم السريع تجمعا سكنيا بالمسيرات فيقتل 60 مواطنا في الحال؟

والإجابة على هذه الأسئلة تقودنا إلى السيناريوهات المتوقعة لخطة سلام السودان التي تتبناها الرباعية الدولية، فحصار الفاشر يستخدمه داعمو التمرد وسيلة ضغط على الجيش السوداني وداعميه للقبول بالتفاوض مع الدعم السريع وإيجاد مخرج لعودته للحياة السياسية في السودان بعد وقف الحرب. والمجتمع الدولي لا يرغب في فك حصار الفاشر إلا في حال سقوطها في يد الدعم السريع أو ضمن صفقة سياسية تعيد حميدتي للسلطة؛ بعد أن طرده الجيش السوداني من الخرطوم منذ بداية الحرب، وفشل مشروعه في حكم السودان بالقوة. كما أن بقاء الفاشر تحت سيطرة الجيش السوداني يهدد مشروع الاستيلاء على إقليم دارفور الغني بالمعادن والثروات التي بنى الدعم السريع ترسانته القتالية منها، ولا تزال هذه الثروات محل مطامع دولية وإقليمية؛ بعضها ينشط في مبادرة الرباعية والآخر يدعمها سرا وعلانية.

إلا أن تحركات الرباعية المتسارعة هذه الأيام ليست سوى دليل على خيبة أملها في حسم الدعم السريع للمعركة عسكريا وإعلان الفاشر عاصمة للدولة الموازية، لكن صمود الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين بعثر الأوراق؛ لتصبح المدينة ضمن أجندة الحل السياسي الشامل ووقف الحرب في السودان تماشيا مع رغبة تيارات سياسية ترغب في أن تكون الفاشر ضمن خطة متكاملة لوقف الحرب، تنتهي بتفكيك الجيش السوداني الحالي واستبداله بجيش جديد تكون نواته قوات الدعم السريع وفصائل تقاتل الحكومة السودانية منذ سنوات لبناء السودان الجديد.

وبالرغم من أن مبادرة الرباعية القديمة بثوبها الجديد تجد رفضا واسعا في السودان، إلا أنها تحاول التسلل إلى صدارة المبادرات الداعمة للسلام في السودان، متجاوزة منبر جدة الذي يتمسك به الرئيس البرهان وأكد عليه في زيارته الأخيرة للقاهرة بجانب القوى السياسية الداعمة للجيش؛ أنه لا تقدم في المسار السياسي إلا وفق الشروط المطروحة في منبر جدة: تجميع المتمردين في مناطق محددة تحت سيطرة الجيش وجمع سلاحهم تمهيدا لدمجهم، وهو مبدأ يجد القبول عند السودانيين (الجيش الوطني الواحد)، وعدم عودة آل دقلو للحياة السياسية التي سيقرر فيها السودانيون بعد عودتهم إلى منازلهم التي أخرجتهم منها قوات الدعم السريع، وعدم مشاركة الإمارات في الوساطة الرباعية الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الدعم السريع الفاشر السودان دارفور البرهان السودان دارفور الدعم السريع البرهان الفاشر قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان

إقرأ أيضاً:

البرهان على خط النار ويلوح بكرت موسكو.. الجيش يصارع والرباعية تسعى لإبقاء “الدعم السريع” وواشنطن تحاول تجميد الحرب

في خضم صراع إقليمي ودولي معقد، يواصل الجيش السوداني تقدمه الميداني ويعيد رسم موازين القوى، بينما تحاول الرباعية الغربية إبقاء المليشيا كأداة ضغط، في وقت يقف فيه السودان على مفترق طرق تاريخي يحدد سيادته ومستقبل الدولة.

 

 

* واشنطن.. بين مشروع التجميد وإنقاذ المليشيا: أي مستقبل ينتظر السودان؟

 

 

 

تقرير- مكاوي الملك

 

السودان اليوم ليس مجرد ساحة حرب داخلية بين الجيش ومليشيا دقلو، بل محور صراع إقليمي ودولي تتقاطع فيه مصالح واشنطن وأبوظبي والقاهرة والرياض، مع محاولات موازية لإيران وروسيا والصين لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي. تحركات الجيش في دارفور وكردفان، وزيارة الفريق أول البرهان المرتقبة لموسكو، تجعل السودان أمام مفترق طرق حاسم يحدد مستقبل الدولة والسيادة ومصير الحرب.

 

مع اقتراب اجتماع الرباعية في واشنطن، تتجه الأنظار نحو ملفات حساسة يتم التحضير لها بعناية، حيث تُسوّق المبادرة على أنها خارطة طريق للسلام، لكنها عمليًا محاولة لتجميد الصراع قبل أن يُحسم لصالح الجيش، وإبقاء المليشيا كأداة ضغط سياسية مستقبلية.

 

 

 

مجزرة المؤامرة: نهاية مشروع التجميد الغربي في السودان

 

واشنطن.. بين مشروع التجميد وإنقاذ المليشيا: أي مستقبل ينتظر السودان

 

السودان اليوم ليس مجرد ساحة حرب داخلية بين الجيش ومليشيا دقلو الممولة من أبوظبي..بل محور صراع إقليمي ودولي تتقاطع فيه مصالح واشنطن وأبوظبي والقاهرة والرياض..

 

مع محاولات موازية لإيران وروسيا والصين لتثبيت نفوذها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي…زيارة الفريق أول البرهان المرتقبة لموسكو..

 

ورفع الجيش للحصار الجوي عن دارفور..فضلاً عن التحركات المصرية–الأمريكية الأخيرة..

 

كلها أحداث تضع السودان عند مفترق طرق حاسم يحدد مستقبل الدولة ، السيادة..ومصير الحرب

 

مع اقتراب اجتماع الرباعية في واشنطن (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) تتجه الأنظار نحو العاصمة الأمريكية حيث تُطبخ ملفات حساسة في مسار الحرب والسلام في السودان .

 

الاجتماع ليس تقنياً أو انسانيا كما يُروّج له الإعلام الغربي بل نقطة مفصلية في معركة أكبر؛ رغم أن المبادرة تُسوّق على أنها “خارطة طريق للسلام”فهي عمليًا محاولة لتجميد الصراع قبل أن يُحسم عسكريًا لصالح الجيش الوطني وإبقاء المليشيا كأداة ضغط سياسية مستقبلية..

 

 

خلف الكواليس.. أهداف متعارضة ومصالح متشابكة

 

رغم أن البيان الرسمي يتحدث عن “وقف الحرب” و”الانتقال المدني” فإن الواقع يقول إن الرباعية منقسمة على نفسها:

 

واشنطن: تريد تجميد الصراع لا حسمه.. لإبقاء السودان تحت إدارتها كملف ضغط جيوسياسي بين الشرق والغرب

 

أبوظبي: تسعى لإنقاذ مليشيا دقلو التي موّلتها وسلّحتها.. وتريد تثبيت نفوذها الاقتصادي في دارفور والبحر الأحمر

 

الرياض والقاهرة: تبحثان عن استقرار مشروط يضمن مصالحهما الاستراتيجية وترفضان أي مشروع يُضعف الدولة السودانية أو يُعيد إنتاج الفوضى الليبية

 

 

المفارقة الكبرى: من يدّعون الوساطة هم أنفسهم أطراف الصراع الحقيقي!

 

الواقع الميداني: رفع الحصار الجوي عن الفاشر.. وعمليات الإنزال الجوي للمعدات.. والضربات الجوية الدقيقة في دارفور أظهر قدرة الجيش على إعادة رسم موازين القوى في غرب السودان وكشف هشاشة أي مشروع لتأسيس حكومة موازية باسم “تأسيس”

 

العوامل الإقليمية والدولية: زيارة البرهان لموسكو ستعيد رسم التحالفات.. وتمنحه القدرة على التفاوض من موقع قوة مع الرباعية.. مستغلاً التنافس الدولي بين القوى الكبرى لتحقيق مصالح وطنية دون الوقوع في شرك الوصاية الأجنبي.

البرهانالجيش السودانيالحرب في السودان

مقالات مشابهة

  • الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع.. كيف غيّر مسار الحرب ودمّر اقتصاد السودان؟
  • حاكم دارفور: هجمات الدعم السريع على الفاشر ترقى للإبادة الجماعية
  • «مناوي»: ما تتعرض له الفاشر إبادة جماعية بدعم من «أبوظبي»
  • الجيش السوداني يعلن التصدي لهجوم شنّته "الدعم السريع" على الفاشر
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم واسع للدعم السريع على الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
  • الجيش و«المشتركة» يصدّان هجومًا عنيفًا للدعم السريع على الفاشر
  • حلفاء الجيش السوداني يصدّون هجوما بريا واسعا للدعم السريع في الفاشر
  • البرهان على خط النار ويلوح بكرت موسكو.. الجيش يصارع والرباعية تسعى لإبقاء “الدعم السريع” وواشنطن تحاول تجميد الحرب
  • هل اعتمدت الدعم السريع الاغتيالات لتعطيل حملة الجيش الشتوية؟