قصة نجاح بريطانية.. دور للإبداع في التعافي من الإدمان
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
"رحلة التعافي قد تكون دربا موحشا، لكننا أصررنا أن ننسج فيه خيوطا من البهجة". بهذه الرؤية، انطلقت مبادرة فنية فريدة من نوعها في مانشستر ببريطانيا، لتثبت أن النجاح في التعافي لا يقتصر على الامتناع عن الماضي، بل يكمن في بناء حياة جديدة لها معنى. فعلى مدى ستة أشهر، تحول مركز للمتعافين إلى ورشة عمل إبداعية أعادت تعريف مفهوم النجاة.
تقوم فلسفة هذه التجربة على أن الفن لغة تتجاوز الكلمات، قادرة على هدم جدران العزلة والوصمة الاجتماعية التي تحاصر المتعافين. فبدلا من الشعارات والنصائح المباشرة، يُترَك للطين والألوان مهمة التعبير، ليتحول الإبداع إلى مساحة لقاء آمنة، ومنبر من لا صوت له.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإنهاك الرقمي.. 5 خطوات لحماية صحتك النفسية في العملlist 2 of 2“كلمة شكرا” هذا هو الفارق بين القائد والمديرend of listمن أمثلة تجسيد هذه الفلسفة على أرض الواقع، تمرين صناعة أباريق الشاي؛ حيث لا يمكن لفرد واحد أن ينجز إبريقا بمفرده، بل يتشكل بأياد متعددة، كل يد تضيف لمستها ثم تمرره إلى أخرى ليكتمل، بحسب موقع (positive.news) المتخصص في الأخبار الإيجابية.
كان لهذا المشهد وقعه الخاص على الفنان المشرف على التمرين، والذي حمل جرحا شخصيا بعد أن فقد شقيقه بسبب الإدمان. فرؤيته المتعافين وهم يتشاركون صنع شيء جميل ومكتمل، كانت بالنسبة له برهانا على أن السند الإنساني ليس مجرد عامل مساعد، بل هو جوهر النجاح في رحلة التعافي.
ما حدث في ورشة مانشستر هو ترجمة لما أثبتته منظمة الصحة العالمية (WHO) عن الأثر الملموس للفنون على الصحة النفسية والجسدية؛ فالانخراط في عمل إبداعي يسهم في خفض التوتر، ويُحسّن المزاج، ويقوي الروابط الإنسانية. وكلها تمثل الوقود الذي تحتاجه الإرادة لنجاح مسيرة التعافي الطويلة.
هذا الطريق بطبيعته ليس مفروشا بالورود، وهو ما تؤكده جهات علمية مرموقة كالمعهد الوطني الأميركي لتعاطي المخدرات (NIDA)، الذي يشير إلى أن احتمالات الانتكاس لا تختلف عن أمراض مزمنة أخرى كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم. وعليه فإن النجاح الحقيقي يتمثل في القدرة على النهوض بعد كل عثرة.
أعمدة النجاحخلاصة القول في نجاح رحلة التعافي، أنها ترتكز على ثلاثة أعمدة راسخة، وهذه الأعمدة لا تُبنى بالشعارات، بل تشيّد يوما بعد يوم بقرارات وأفعال صغيرة واعية، تماما كما حدث في ورشة مانشستر، حيث تُرجمت كل فكرة إلى واقع ملموس:
إعلان الدعم الاجتماعي: الدعم المتبادل في الورشة أصبح تذكيرا يوميا بأن الشخص ليس وحيدا في رحلته. التمكين: عبر الروتين الذي يمنح الالتزام اليومي هيكلا منضبطا ويعيد للمتعافي الشعور بالسيطرة على وقته وحياته. الثقة في الإنجاز: كل قطعة فنية يكملها المتعافي، هي دليل مادي على قدرته على الإنتاج والإبداع، مما يبني ثقته بنفسه ويمنحه شعورا بالقيمة والهدف.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات نجاح
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفلسطيني يستعرض خطة التعافي وإعادة إعمار قطاع غزة
صراحة نيوز- قال رئيس الوزراء محمد مصطفى، إنّ البرنامج التنفيذي للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، تتضمن 56 برنامجا فرعيا عبر 18 قطاعا، بما في ذلك الإسكان والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية والاقتصاد والحوكمة.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع، عقد في مكتبه، بمدينة رام الله، الخميس، ضم نحو 100 شخصية تمثل المؤسسات الدولية والأممية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، وعدد من وزراء الاختصاص، وذلك لتعزيز التنسيق المشترك، واطلاعهم على تحديثات خطة التعافي وإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف مصطفى إلى أن عملية التعافي وإعادة إعمار القطاع تحتاج حسب التقديرات إلى نحو 67 مليار دولار، وذلك لتنفيذ المشاريع والبرامج للقطاعات المختلفة منها البنية التحتية والحوكمة والخدمات العامة، وهذا البرنامج سوف يتم تطبيقه من خلال الوزارات والمؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعلى عدة مراحل.
وأكّد أن المرحلة الأولى تتضمن عملية التعافي المبكر، وتحتاج إلى 3.5 مليارات دولار لمدة 6 أشهر، فيما تختص المرحلة الثانية بإعادة إعمار وإنعاش للقطاعات الحيوية، ومدتها 3 سنوات وتحتاج لـ 30 مليار دولار، فيما المرحلة الثالثة، تمثل مرحلة استكمال الإعمار الشامل وتمتد لعدة سنوات.
وطالب مصطفى المجتمع الدولي بدعم خطة الإعمار، بما يضمن ليس فقط إعادة الإعمار، بل أيضا استعادة الأمل والكرامة والاستقرار لشعبنا.
ووجه مصطفى رسالته إلى المجتمع الدولي بأن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون بقيادة فلسطينية، ودعم عربي، وإسناد دولي، بما يضمن ليس فقط إعادة بناء غزة، بل أيضا استعادة الأمل والكرامة والاستقرار لأبناء شعبنا.
وقال رئيس الوزراء: “بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة، تكبد قطاع غزة دمارا واسع النطاق ونزوحا جماعيا ومعاناة إنسانية عميقة، ومع ذلك تظل حكومة دولة فلسطين ثابتة في عزمها على قيادة عملية تعاف وإعادة إعمار وطنية مملوكة بالكامل فلسطينيا، تعيد الكرامة والأمل لشعبنا الصامد”.
وأوضح مصطفى أن الرؤية الفلسطينية هي إعادة بناء غزة كجزء غير محاصر، ومتصل، ومزدهر من دولة فلسطين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وإعلان نيويورك.
وأشار الى أن المرحلة الأولى ستبدأ بعد تثبيت ترتيبات وقف إطلاق النار، وتوفير المستلزمات الضرورية الأمنية والمالية، حيث ستطلق الحكومة خطة تعاف مبكر لمدة ستة أشهر، تركز على: إزالة الركام وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، وتوفير مساكن مؤقتة، وتقديم مساعدات نقدية وبرامج “النقد مقابل العمل”، ودعم المشاريع الصغيرة والزراعة لإحياء سبل العيش، وإعادة تفعيل النظام المصرفي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات التعليم والصحة، ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك برامج التأهيل وتوفير الأدوات المساعدة.
وأوضح: “سيعقد في جمهورية مصر مؤتمر إعادة إعمار لقطاع غزة، وسيكون المؤتمر منصة رئيسية لحشد الموارد وبناء الشراكات”.
ولفت مصطفى إلى أن “القطاعات الرئيسية مثل الصحة، والتعليم، والمياه والصرف الصحي، والأراضي والسجل المدني، والمالية العامة، والضرائب، وغيرها تقوم على نظام موحد في الضفة الغربية وقطاع غزة إذ يجب تمكين هذه الأنظمة المشهود لها من الشركاء الدوليين وتعزيزها، وليس استبدالها بهياكل موازية أو مؤقتة لن تكون قادرة على الحفاظ على تقديم خدمات فعالة وحقيقية على الأرض”.
وتابع: “ستنفذ عملية الإعمار بطريقة تنسجم مع برنامج الإصلاح والتطوير المؤسسي المستمر، والذي يركز على الشفافية، والمساءلة، وتعزيز الأداء المؤسسي، بدعم من الشركاء الدوليين، كما ستسهم هذه الجهود في تعزيز الوحدة السياسية والجغرافية بين غزة والضفة الغربية”.
وأكد مصطفى أن الأمن والحكم في غزة يجب أن يكونا بمرجعية وقيادة وطنية، ومرتبط بشكل وثيق بالمؤسسات الوطنية، ومتوافق مع القانون الدولي، وفي الوقت نفسه، تظل دولة فلسطين منفتحة على الدعم والمساندة من الشركاء العرب والدوليين، دعما للاستقرار وحماية المدنيين، بما في ذلك، عند الضرورة من خلال وجود دولي أو إقليمي مؤقت ومحدد بوضوح، بتفويض مجلس الأمن، وينفذ بالتنسيق مع دولة فلسطين، ويجب أن تكون هذه الترتيبات محددة زمنيا، وخاضعة بشكل كامل للسيادة الفلسطينية وسلطتها الشرعية.