قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف،  إن الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمنين اختباراً وتمحيصاً ثم يجعل لهم العاقبة.

لماذا يبتلي الله المؤمنين 

واستشهد " البعيجان" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله تعالى: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى هو القاهر المدبر له الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترجع الأمور.

وتابع:  له مقاليد السماوات والأرض لا مبدل لكلماته ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمة قد كتب النصر لدينه وأوليائه، فقال عز وجل : ( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي  إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ووعد الله أولياءه بالنصر والتمكين ، وقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) الآية 7 من سورة محمد.

ودلل بما قال تعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الآية 40 من سورة الحج، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى ختم الرسالات بالإسلام ونسخ به الملل والديانات وجعله طريق العزة والنجاة ومفتاح الجنات ووسيلة الأمن والاستقرار والاستخلاف والتمكين في هذه الحياة .

واستند لما قال الله سبحانه وتعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا  يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا  )، مشيرًا إلى أن الإسلام دين العزة والنصر والتمكين دين الرحمة والرأفة والرفق واللين دين الحق والصدق والعدل واليقين دين السعادة والفلاح والفوز في الدارين . 

عجباً لأمر المؤمن

وأوضح أنه في خضم الابتلاء والصراع بين الحق والباطل قد يبطئ النصر على المؤمنين فيعظم الخطب، ويشتد الكرب، ويتأخر الفرج، حتى تخيّم ظنون اليأس والقنوط، ثم يأتي نصر الله، قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

وأشار إلى ما ورد عن صهيب بن سنان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له»، مشيرًا إلى أن الصراع بين الإيمان والكفر سنة من سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

ونبه إلى أنه منذ بزغ فجر الإسلام وأعداؤه الكفرة له بالمرصاد، يتربصون به في كل حاضر وباد، ويتحالفون عليه بالجموع والأعداد، لكن الله تكفل بحفظ دينه وأوليائه، وجعل دائرة السوء على أعدائه، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون، ًموصيًا: أحسنوا الظن بالله، واستمسكوا بدينكم، واعتصموا بوحدتكم، وكونوا يداً على عدوكم، واسمعوا وأطيعوا لولاة أمركم، واسألوا الله الثبات على دينكم، فإن لدينكم عليكم واجباً فأدوه، ولأئمتكم عليكم حقاً فوفوه، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي الله سبحانه وتعالى قال الله

إقرأ أيضاً:

“المطيّبون” ينشرون أزكى روائح العود والطيب في أرجاء المسجد النبوي

المناطق_واس

تكثّف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي جهودها اليومية لتطييب وتبخير المسجد النبوي وزوّاره بأجود أنواع الطيب والبخور، ضمن منظومة خدمات تهدف إلى توفير أقصى سبل الراحة والروحانية للقاصدين والزائرين.

ويُستخدم يوميًا أكثر من 600 جرام من أفخر أنواع البخور؛ لتهيئة بيئة تعبق بالسكينة والطمأنينة، وتعزّز من قدسية المكان في نفوس المصلين، ليعيشوا تجربة إيمانية متكاملة تليق بالمسجد النبوي، وعظمة الشعيرة.

أخبار قد تهمك “هيئة العناية بشؤون الحرمين”: أكثر من 20 مليون مستفيد من الخدمات في المسجد الحرام خلال العام الماضي 1446هـ 8 يوليو 2025 - 10:45 صباحًا كلية المسجد النبوي تختتم مشاركتها في موسم الحج بحزمة من الأعمال التطوعية 7 يوليو 2025 - 5:02 صباحًا

ويجوب “المطيّبون” أروقة المسجد ومصلياته قبيل الصلوات وأثناءها لنشر عبير العود وأريج الطيب، في مشهد يعكس العناية الفائقة وكرم الاستقبال، ويخلّد في ذاكرة الزائرين لحظات إيمانية سامية، ويؤكد ما يحظى به الزائر الكريم من اهتمام ورعاية فائقة.

مقالات مشابهة

  • بالصور.. لقطات متلألئة للقمر فوق مآذن المسجد النبوي الشريف
  • لماذا أودع الله في بني آدم الغرائز والشهوات؟ خطيب المسجد الحرام يوضح
  • خطيب الأزهر: الهجرة جسدت مزيجا فريدا بين الأخذ بالأسباب وصدق التوكل
  • خطيب المسجد النبوي: الإخلاص مطلوب من العبد في جميع أمور الإيمان أصلًا وفروعًا
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم عليك باليهود الغاصبين.. وانصر إخواننا في فلسطين
  • خطيب الأزهر: الله يفسد الأسباب أحيانا لتأتي النتائج على خلاف رغبة العباد
  • موعد المولد النبوي 2025.. كم باقي على الإجازة؟
  • “المطيّبون” ينشرون أزكى روائح العود والطيب في أرجاء المسجد النبوي
  • علي جمعة: ترك الأمور لله يجعل قلبك معلّقًا به واضيًا بقضائه